الخميس , مارس 28 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / برنامج بيوت الأشباح اليوم يستضيف المناضل الإتحادي محمد القاضي من فرجينيا..

برنامج بيوت الأشباح اليوم يستضيف المناضل الإتحادي محمد القاضي من فرجينيا..

# تخرجت من كلية الزراعة وعملت في مختلف أقاليم السودان عام ١٩٧٦ وكنت في نقابة الزراعيين. وعند إنقلاب الكيزان عام ١٩٨٩ ورغم إنتمائي للحزب الإتحادي الديمقراطي إلا أنني كنت أعمل بالتنسيق مع الحزب الشيوعي في إطار التحالف الوطني الديمقراطي..

# سمعنا بإعتقالات شرسة قام بها الإنقلابيون في بيوت حكومية بوسط الخرطوم. وعلمنا بعدها أن محمد عطا نائب مدير جهاز الأمن أصدر أمر بمراقبة منزلي. وفي أحد الأيام عام ١٩٩١ قام بعض الأمنجية بتهديدي لتخويفي من النشاط النقابي والسياسي وبعدها داهموا منزلي وصادروا بعض الأوراق وكنت غائباً. وفي يوم كنا نجلس ستة أشخاص نشرب الشاي في الحلة ووقفت عربات بوكس نزلوا منها مسلحين واعتقلونا جميعاً..

# إعتقلونا الستة وادخلونا عمارة جهاز الأمن والتقيت بأحمد شمس الدين (شقيق المجرم إبراهيم شمس الدين) ووجد في جيب قميصي قلم حبر جميل، أخذه مني صائحاً: “ما بتستاهل القلم ده يا شيوعي يا حقير”. وبدأت حفلة الضرب والتعذيب ثم حضر نافع علي نافع وكان مدير الجهاز آنذاك. وبعد حضوره توقف الضرب العشوائي وبدأ التعذيب الممنهج. حقق معي أيضاً الرائد (أمن) عادل عوض وبعد أن هنأه نافع على الصيد الثمين بالقبض علينا وأمرهم بالتركيز على العنصر الضعيف في المجموعة وأشار إلي بتعالي وعنصرية بإعتباري “حلبي”. كان الضرب مبرحاً ويستهدف مناطق معينة من الجسم ليسبب الألم الشديد..

# بالإضافة للتعذيب البدني كان التعذيب النفسي بتهديدنا بإغتصاب زوجاتنا وأخواتنا وأمهامتنا. كان أحد الأمنجية يستخدم أسلوب فريد في التعذيب بخشبة مربوط في نهايتها حديدة ويضربنا بها في منتصف خلف الجمجة ومنذ ذلك الحين وأنا أعاني من دوخة فجائية. كانا يهددونا بالإغتصاب بقيادة الأمنجي الحقير عادل علي، وفي يوم كانت أمامه على الطاولة صحيفة الميدان تتناول بعض حالات الإغتصاب في بيوت الأشباح، وقرأ المقال أمامي وقال لي يا شيوعي قايلنا ما “حن×××م”، وفعلاً أتوا بأحد كلاب أمنهم ضخم الجثة ومزقوا ملابسي وحدث لي إنهيار وأحسست بأن هذا الكلب قد قام بإغتصابي بإدخال أصبع قدمه مما أحدث لي جرح في فتحة الشرج..

# أحد المعتقلين كان يعاني من ضعف في الكلى وقاموا بضربه بالتركيز على كليتيه مما أفقده الوعي. نقلونا لزنزانة ضيقة كنا بها ٦ شيوعيين وأحد الصبية وهو بائع متجول متهم بأنه حركة شعبية وواحد بعثي وناصري وكنا ننام بالتناوب إما وقوفاً أو جلوساً. إستمر التعذيب والضرب والشتائم البذيئة والتهديد بالإغتصاب وإغتصاب أفراد الأسرة. كان التعذيب بدنياً ونفسياً لكسر إرادتنا لكي ننهار، لكنا تشجعنا مع بعضنا بالصمود. وبعد كل نوبة تعذيب يقوموا بتشغيل جهاز يحدث صوتاً “زناناً” مزعجاً بالقرب من أذني مما يؤدي لفقدان التركيز وربما لفقد الذاكرة المؤقت. أول من إستخدم التعذيب بالصعق الكهربائي هو المجرم عادل عوض واستخدموها علي لأول مرة فإنتفض جسمي وسقطت مغمى علي فوق أرضية الزنزانة. وكانوا فخورين بأنهم إخترعوا هذه الطريقة المبتكرة التي تسبب إغماء المعتقل وإيقاظه وهكذا..

# كانوا يحققون معي بقسوة ويسألونني عن علاقتي التنظيمية بالشفيع خضر والخاتم عدلان وهم يعلمون بأنهما أصدقائي فقط..

# وحين يأتي وقت الصلاة تجد هؤلاء المجرمون يصلون جماعة في خشوع تحسبهم ملائكة، وحين ينتهون من الصلاة يواصلوا التعذيب والضرب وسوء الألفاظ. قابلت من المعتقلين آنذاك القائد الإتحادي حاج مضوي محمد أحمد وكان معنا أحد الشباب الجزائريين وهو متهم بدعم المعارضة السودانية. ومعنا الشهيد علي الماحي السخي وفوزي أمين، وأذكر أن أحد المعتقلين من التجار سبب له الضرب العنيف والتعذي حالة نفسية وهستيريا وأقسم بأنه عند خروجه من المعتقل سيقتلهم ويقتل أولادهم وزوجاتهم.

# وعند خروجي من المعتقل كنت عندما أمشي قليلاً أشعر بدوخة شديدة وأضطر أن أقف بجوار حائط لأتكئ عليه كي لا أسقط على الأرض، عانيت من ذلك لفترة طويلة حتى تعالجت خارح السودان بعدها..

# وبعد قضاء أكثر من شهر في المعتقل الثاني، نقلوني ومعي ١٧ معتقل آخر إلى بيت أشباح آخر، وعلمنا فيما بعد أنهم أفرغوا البيت الذي كنا فيه لإستضافة مجموعة من الشباب العرب الجهاديين الداعمين لهم وكانوا يخرجوا إلى الشوارع بعد حظر التجوال، ولم نكن نعلم ماذا يفعلون في السودان..

# حسن أبوزيد كان معتقلاً يعاني من الربو وكانوا يأخذون منه البخاخ ليصل مرحلة الإختناق وكان في السادسة والخمسين من العمر، وعلمت أنه توفى بعد إطلاق سراحه بسنين قليلة في أحد المستشفيات نتيجة ضمور في الرئتين..

# وتتواصل شهادات المعتقلين الذين لازالوا على قيد الحياة – بعد أن إستشهد نتيحة التعذيب العنيف بعض من خيرة أبناء شعبنا وأشرفهم – الذين ذاقت أبدانهم الطاهرة عنف السجانين وتعذيبهم وإغتصاب بعضهم. لهؤلاء التحية والإجلال والإحترام والإكبار وللمجرمين الكيزان المذلة والصراخ والنبيح والإنكسار. ونقول لهم إن ثورتنا المجيدة تعاملت معكم كأنكم بشر ومنحتكم أفضل حقوق المعتقلين والإنسان ولكنكم لا تستحقون..

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.