الخميس , أبريل 18 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / حلقة بيوت الأشباح اليوم مع المناضل صديق يوسف، عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني:

حلقة بيوت الأشباح اليوم مع المناضل صديق يوسف، عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني:

# تم إعتقالي منتصف الليل  شهر مارس ١٩٩٠  واقتادوني معصوب العينين لمسافة طويلة ووصلت لأحد بيوت الأشباح بالقرب من سيتي بنك، فور دخولي بدأوا بضربي وكان عمري آنذاك حوالي ستين عاماً. إستمر الضرب أكثر من ساعة ثم أدخلوني إلى صالة بها عدد من المعتقلين لمدة نصف ساعة ثم إقتادوني بسيارة إلى مبنى آخر وأدخلوني إلى دورة مياه ضيقة طولها حوالي مترين وعرضها أقل من متر ثم اقتادوني لغرفة أخرى وكانوا يتناوبون على ضربي بخرطوش لمدة ١٥ يوم. كنت أذهب للحمام مرة واحدة في اليوم ويرمون لي سندويتش واحد فقط في اليوم..

# كان التعذيب شديداً بالإضافة إلى الضرب ويستخدمون أحياناً الصعق بالكهرباء، وكنت أسمع ضرب وصراخ شديد في الغرفة المجاورة ويقول لي الجلادون بأن هذا إبنك مهلب، واكتشفت بعد زمن أنه لم يكن إبني. بعد أيام أخبروني بأنهم أصدروا علي وعلى يوسف حسين حكم بالإعدام. بعد يومين أخبروني بأنهم نفذوا حكم الإعدام بحق يوسف (واتضح لاحقاً بأنهم كانوا يكذبون لإضعافي معنوياً). وبعد يوم إقتادوني لتنفيذ حكم الإعدام ورموني داخل حفرة بها تراب لإيهامي بأنني سألاقي حتفي. وبعد يومين أعادوني لزنزانتي..

#  بعد خمسة عشر يوماً أعادوني لبيت الأشباح الأول بالقرب من سيتي بنك. وفي نفس البيت كانت هناك غرفة بعيدة نقلوني لها وكنت أسمع في الجوار صوت تعذيب إتضح لاحقاُ أنه كان عبد الرحمن الصادق المهدي، وكانوا يضربوننا سوياً. ثم نقلوني إلى بيت آخر في حبس إنفرادي. مجموع أيام إعتقالي في بيوت الأشباح أكثر من عامين، منها اقل من عام في سجن كسلا ثم نقلوني إلى سجن كوبر لمدة سنة كاملة وأطلقوا سراحي نهاية عام ١٩٩٢، بعدها قابلني بكري حسن صالح وطالبوني بضمان إلا أغادر الخرطوم..

# الإعتقال الثاني كان في أبريل عام ١٩٩٤ من منزل علي خليفة المهدي واستغلينا مناسبة عائلية بها عدد من الضيوف لعقد إجتماع سري ولكنهم أعتقلونا واقتادونا بسيارة بوكس وكانوا مسلحين إلى أحد بيوت سيتي بنك ونحن معصوبي العيون. وباشروا في تعذيبنا وكانوا يطلبون مني أن أركب بأقدامي على ظهر الزميل علي الماحي السخي وكنت أرفض ذلك ويضربوننا معاً..

# كنا من الزنازين نسمع صوت صراخ شديد من شباب يتعرضون لتعذيب وضرب. طوال مدة الإعتقال هذه المره لم يحققوا معي فقط سؤال واحد: “إنت شيوعي وكنت في إجتماع”؟ وأجيب: “نعم أنا شيوعي وكنت في إجتماع”. حرمونا طوال فترة الإعتقال الثاني لمدة ثمانية شهور من تناول أدوية الأمراض المزمنه. جاءني خبر إعتقال إبني مهلب في زنزانة بنفس بيت الأشباح حيث إبني الآخر كان معتقلاً أيضاً. من الصدف الغريبة أنني كنت معتقلاً مع أبنائي الإثنين أسامة ومهلب، وهما أعضاء أيضاً في الحزب الشيوعي..

# كانت هناك إصابات من جراء التعذيب، مثلاً سليمان خضر كسروا يده وآخر عوجوا يده، وسافر بعد الإفراج عنه إلى القاهرة لوإجراء عملية للعلاج من الإصابة. أفرجوا عني هذه المرة لأنني أصبت بملاريا وخافوا من موتي داخل المعتقل خوفاً من حملات حقوق الإنسان العالمية بعد إستشهاد عبد المنعم سليمان بسبب التعذبب داخل بيوت الأشباح..

# لذلك نطالب بإلغاء قانون أمن الدولة وضرورة تقديم كل من شاركوا في التعذيب من أولئك المجرمين لمحاكمات لينالوا جزاءهم بالقانون.

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.