الخميس , أبريل 25 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / السودان بين المدنية  والعلمانية بقلم عثمان قسم السيد

السودان بين المدنية  والعلمانية بقلم عثمان قسم السيد

كثُر الحديث، ومنذ فترة ليست ببعيدة، عن ضرورة إقامة الدولة المدنية والذهاب بالسودان باتجاه المدنية أو العلمانية فى نظر بعض أحزاب قوى الحرية والتغيير( قحت) والحركات الموقعة على سلام جوبا. كما وتحمل اليوم الكثير من مجموعات الحراك الشعبي المدني السودانى، خاصةً تلك التي نشأت قٌبيل وخلال وبعد ثورة ديسمبر المجيدة، كما وبعض الأحزاب السياسية السودانية رفعت شعارات و برامج تتعلق بالدولة المدنية والعلمانية. إلا ان هناك مجموعة من الأسئلة التي تُطرح: لماذا بات هذا الموضوع اليوم ليس فى أعلى سُلم أولويات هذه المجموعات وهذه الأحزاب؟ هل أن الأمر متعلق فقط بالتطور الإقتصادي والسياسي والمعيشي الذي بلغه المجتمع السودانى؟ والسؤال المحوري الاخير هو: مهما تكن تلك الدوافع هل هناك من إمكانية لتحقيق هذين الهدفين( المدنية/ العلمانية؟

بداية لا بدّ من الإشارة الى ان السودان ، ووفق الوثيقة  الدستورية التي لا تُحدد لا من قريب ولا من بعيد علمانية أو الفيدرالية أو سمها كما تشئ معينًا للدولة السودانية، هو الآن دولة عسكرية بلباس المدنية المذيفة. بل أكثر من ذلك، يكاد السودان  يكون الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي لا تعتمد في تشريعاتها على أي نصّ يمثل بصريح العبارة تولى العسكر للسلطة، كما لا يحدد الدستور السودانى الانتماء القبلي ولا السياسى  لأي موظف حكومي من اصغر موظف وصولاً الى رئيس الجمهورية إلا إذا تم استصدار هذه النصوص فى فترة الحكومات الديكتاتورية. كما ان الدولة السودانية ليست ابدًا دولة مدنية كاملة، فنادرة جدًا واستثنائية جدًا الفترات التي استلم فيها المدنيين  السلطة بشكل كامل. ويبدو، وللأسف، ان الاستمرار في استخدام تعبير الدولة المدنية من قبل بعض الجماعات والحركات والأحزاب السياسية ومجموعات من المجتمع المدني ينمّ عن عدم إحاطة كافية بالموضوع، والذي يؤدي بمعرفة هؤلاء او من غير معرفتهم الى نقل النقاش الى مكان اخر.

السودان الآن بين سندان حكم عسكرى جاهل وظالم ومطرقة المدنيين من أحزاب اليسار واليمين وهم متفقين تماما مع العسكر إلى تمديد الفترة الإنتقالية إلى عشر سنوات أخرى وحينها قول وداعا لشعارات الثورة ( حرية وسلام وعدالة)

للوصول لمدنية الحكم فى السودان نحتاج إلى إقامة إنتخابات ديمقراطية ونزيهة من يفز هنيئا له ومن يخسر يجهز نفسه وحزبه إلى خوض غمار الإنتخابات التي تليها وهكذا… الحكومة الآن الموجودة هى حكومة انتقالية وليست منتخبة من الشعب وعبر صناديق الإقتراع ولكن إذا لديها زرة ضمير حي عليهم إن يضعوا انانيتهم بحب التكريس فى المقعد الوسيد( الوزارة) جنبا والاستعداد للإنتخابات وتسليم السلطة لحكومة منتخبة.

ولكن متى يحدث آلله يعلم

وللقصة بقية

بقلم عثمان قسم السيد

osmanalsaed145@gmail.com

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.