حلقة بيوت الاشباح مع الفنان حيدر المغربي .

أمس كانت حلقة بيوت الاشباح مع الفنان حيدر المغربي ..
وعن اخيه المرحوم عبد المجيد المغربي . صاحب شركة ودار الفارابي للنشر والتوزيع ….
عبد المجيد الله يرحمه كان جاري بالطايف مربع 53 وكنا ساكنين في نفس الطابق ….

هذا الرجل اعتقل من قبل جهه غير معروفة ..
ولاسباب غير معروفة ايضا وقتها ..
ظلت زوجته مني تبحث عنه لايام ولم تجده رغما عن انها كانت سكرتيرة والي الخرطوم …

أخيرا بعد مجهود مضني اتضح انه واخيه الفنان حيدر محجوزان في احد بيوت الاشباح …
ومعهم حتي موظفي الشركة !!!

ظل معتقل لمده 5 شهور بدون تهمه …
وحسب ما افاد بعد خروجه بانهم كانوا يعرضون عليه التوقيع علي اوراق تنازل عن الشركة وكان بيرفض …
وبعد ذلك بيتم ضربه والاعتداء عليه بشكل عنيف ..
في خلال هذه الشهور قام جهاز الأمن بمصادرة الشركة بالكامل حتي عربيته الخاصة صادروها وفي يد احد الضباط لاستعمالة الشخصي ( واسم الضابط موجود)
صادروا كل ما يملك …
ولا أحد يعلم ماهي الجريمة التي ارتكبها ….

بعد خروجه من بيوت الاشباح قاعد عاطل بلا عمل ولديه اسرة مكونة من 3 اطفال وزوجته ووالدة زوجته .. واصبح الاعتماد فقط علي راتب زوجته مني الموظفه بالولاية …

قام بالذهاب الي ديوان ما يسمي بالحسبة والمظالم لرفع شكوته ضد جهاز الأمن ..
يطالب فيها برفع الظلم عنه ورد حقوقه ..

فهل تم رفع الظلم عنه ورد حقوقه !!!

حدث العكس تم اعتقاله مرة أخرى وادخل الي تلك البيوت سيئة السمعة واخرج بعد فتره وهو يعاني من آثار الضرب والتعذيب الوحشي …
ذهبت له في المنزل بعد خروجه لم اصدق ان هذا هو عبد المجيد الاسد ..
والله راقد في السرير عبارة عن هيكل عظمي ..
لا يستطيع الوقوف او الحراك لاصابات في العمود الفقري …
فقالت لي زوجته لايري بشكل جيد وهو الآن اطرش ما بيسمع ..

فروي لي ان ما حدث لعموده الفقري هو الضغط بالركبة عليه  مع الشد من الرأس والتهديد المستمر بكسر السلسلة الفقرية ..
وما حدث لعيونه واذنية نتيجة الضرب بالخرطوش الأسود علي رقبته من الخلف …
تمت محاولات عديدة لعلاجة خففت بعض الاضرار ..
ولكنه اصبح يمشي بشكل غير جيد ..ويلبس الكولا علي رقبته باستمرار وبقي اطرش ما بيسمع ..

بدأ الرجل يعاني بشكل كبير في اعاشه اسرته ..
وصل الامر به ان يشيل كتب في كيس ويذهب يلف علي المكتبات لبيعها …
واكثر ما كان يبكيه عندما يري الكتب النهبت من مخازنه معروضه علي رفوف المكتبات تباع علي عينك يا تاجر …
لم تنتهي فصول المأساة عند هذا الحد ..

بل تم اعتقاله من قبل نيابة الضرائب بتهمة التهرب الضريبي ومطالبته بمبلغ خرافي كضرائب علي الشركة ..
فاوضح لنيابة الضرائب ان الشركة اوقفت وتمت مصادرتها بواسطة جهاز الأمن …
فطلبت منه نيابة الضرائب عرض الاوراق والمستندات التي تثبت مصادرة الشركة … !!
ولم يكن بيده أي مستند يثبت ذلك …
وجاءت مفاجأة اخري مدوية ان هنالك عمليات استيراد كبيرة جدا تمت في الاونه الاخيرة بسجل الشركة تشمل اسمنت وسيخ ومعدات واليات …

وبدأت النيابة تقتنع بأن هنالك شئ غير مفهوم في هذه القضية وتم مخاطبة الجمارك واحضار بوالص التخليص والمخلصين الذين قاموا بتخليص البضاعة …
فأكتشفت النيابة ان هنالك عملية تزوير كبيرة تمت باسم الرجل وشركته فأطلقت سراحه …
وبعد ذلك قتل البلاغ في نيابته !!!

كان السيد علي حسن احمد البشير شقيق المخلوع يسكن في المنزل المجاور لنا …
وكان يعلم بحكاية عبدالمجيد فوعد بحماس كبير وكثير بانه سوف يستعيد الشركة واصولها واموالها …
ولكنها كانت كلها وعود زائفة لم تجد طريقها للتنفيذ ..!!!
بدأ عبد المجيد يفكر في اللجؤ الي المنظمات الحقوقية لاسترداد حقوقه …
فلجأ الي منظمة حقوق الانسان وقابل ممثلها في السودان ..
واهتم مدير المنظمة جدا بقضيته وقام برفعها الي جهات اعلي منه …
وبدأت تحدث صدي جيد …
ولكن للأسف المرحوم عبد المجيد اجبر علي الانسحاب وعدم مواصلة قضيته امام المنظمات الدولية عندما اتصلت به بعض الجهات وذكرته بما حدث له …
وما سوف يحدث له ان اصر علي السير في اجراءاته امام منظمة حقوق الانسان الدولية …

استسلم الرجل لمصيره و تعايش مع عاهاته الجسدية التي خلفها التعذيب الوحشي الذي تعرض له …

والشئ المؤسف ان عبد المجيد المغربي توفي عام 2017 بحسرته ولم يشهد سقوط دولة هؤلاء المجرمين السفله …
عاش بسماعة اذن لا يسمع بغيرها !!
وبنظارة لا يري بغيرها !!
وبكولا علي رقبته لازمته حتي الممات ….
وبكرسي يؤدي عليه صلواته نتيجةلما اصاب عموده الفقري !!!

ولكن والله العظيم وعلي ما اقول شهيد لم تفارق شفاهه البسمة والضحكة وروح السخرية والدعابة ..
رغم صعوبة العيش وقساوة الحياة عندما تكون علي اكتافك اسره وانت لا تستطيع ان توفر لها القليل من متطلبات الحياة ..
وبرغم ما ألم به من ظلم كان يضحك …
ولا زالت ضحكاته ترن في اذني …

له الرحمة والمغفرة ولكل من ظلمه واستباح ماله وجسده هناك رب تجتمع عنده الخصوم ..

وحقيقة من قال ان هؤلاء المجرمين لا بيشبهو الشعب السوداني .. ولا الشعب السوداني بيشبهم ..