الجمعة , مارس 29 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / *محمدامين ابوجديري*  يكتب عن    *الحكم المحلي*     ولاية الخرطوم نموذجاً 💥

*محمدامين ابوجديري*  يكتب عن    *الحكم المحلي*     ولاية الخرطوم نموذجاً 💥

▪️تجربة الحكم والادارة في السودان راسخة منذ امد بعيد ، وبالمقارنة مع دول الجوار العربية والافريقية نجد ان استخدام اساليب الادارة الحديثة في السودان بدا مع الحكم التركي-المصري ١٨٢١ . و لقد ترك الحكم البريطاني في ١٩٥٦ خدمة مدنية مميزة يتفاخر بها الجميع ، الى درجة ان البريطانيين انفسهم كانوا ينصحون الاخرين  الاستفادة من تجربتهم في السودان .
لقد كان نظام الحكم في السودان مركزيا في مستوى الحكم القومي ولكن هنالك تجربة ثرة في مجال الحكم المحلي على *المستوى القاعدي* و هي المدخل العملي لفلسفة الحكم اللامركزي .
▪️ من خلال تجربة الحكومة الانتقالية في العامين الماضيين وضح ان هنالك خللا بائنا في فهم القائمين على الامر لنهج الادارة والحكم بمستوياته ، اذ لا يستقيم *تعيين* ولاة ولايات في اطار حكم فدرالي ..
اي حديث او تشريع عن حكم فدرالي معناه اختيار شعب الولاية لمن يمثله عبر الانتخاب الحر الديمقراطي ، لذلك كان هنالك اقتراح مناسب للظرف الانتقالي ولقد وصل للمجلس المركزي للحرية والتغيير الا وهو تعيين ضباط اداريين من ذوي الخبرة في الولايات تسييرا انتقاليا لها حتى تكتمل عملية انشاء المجالس التشريعية ولكن ونسبة لنهم الاحزاب و تعطشها للسلطة ولعبة المحاصصات ضرب بهذا المقترح عرض الحائط ، والان تدور اسطوانة تغيير الولاة نسبة لفشلهم في ادارة الولايات .
▪️عامان قد مرا على الحكومة الانتقالية كان من الممكن فيهما تشكيل او انتخاب المجالس المحلية ومن بعدها المجالس الولائية ومن بعدها المجلس التشريعي الانتقالي ، هذا اذا خلصت النوايا و قدمت القوى السياسية المنوط بها الامر مصلحة الوطن على مصالحها الخاصة ، الجدير بالذكر انهم جميعا يتاجرون باسم الشهداء والثورة والثوار والوطن اولا ولكن الحقيقة ان مصالحهم الشخصية هي المقدمة اولا .
▪️ان الفشل الذريع في ادارة الخدمات بولاية الخرطوم لا يستدعي انتظار العطاء العالمي لنقل النفايات ولا منظمات الامم المتحدة في الصحة والبيئة وغيرها .. وانما يتطلب ادارة لها خبرة طويلة في الحكم المحلي تعرف دهاليزه واضابيره و تكون قد تمرنت في كهوفه و سهوله وتلاله .
ادارة تعرف كيفية تأهيل الموظف والعامل والفني والعسكري مستفيدة من الخبرة الموروثة منذ عهد الاستعمار البريطاني ومعاهد التاهيل المهني والاكاديمي التي تعج بها العاصمة الخرطوم . ادارة تعرف كيفية التعامل مع دولة الكيزان العميقة التي غرسوها في محليات طول البلاد وعرضها .
لذلك كان المدخل الصحيح عبر وصفة الاتحاد المهني للضباط الاداريين لكن ..!! لم تؤخذ رؤيتهم وترك الامر لافراد يجهلون تماما ماهية الحكم المحلي ، و آخر الكوارث هي ابعاد وكيل وزارة الحكم الاتحادي المؤهل و الاتيان ببديل المحاصصة الغريب عن مجتمع الوزارة .
▪️تعتبر ولاية الخرطوم -العاصمة السودانية-  و حيث تتركز الخدمات بشكل افضل من مدن الولايات ، وحيث توجد اكبر كثافة سكانية متنوعة الاثنيات والثقافات ومتباينة مستويات التعليم و المستوى الاقتصادي وحيث بها اكبر اسواق السودان التجارية و مناطقه الصناعية. كما ان الحركة السياسية متمركزة بالاساس فيها وهي موقع التاثير الاكبر . لذلك فان نجاح ادارة الولاية هو نجاح للحكومة باكملها ،لذا تجدني مهموم جدا بادارة ولاية الخرطوم والتي من المفترض ان تكون نموذجا يحتذى به بين الاخريات .
ولا يتغالط اثنان في مدى التدهور الذي اصاب ولاية الخرطوم في كل المجالات .. الصحة والبيئة والتعليم والطرق والمجاري والمياه والكهرباء والاتصالات والامن والسكن اضف الى ذلك الغلاء وفوضى الاسعار في الاسواق الخ القائمة الطويلة .
*ان ادارة ولاية الخرطوم تحتاج وبشكل اسعافي الى الاتي* :
  ١-تكوين  *مجلس متابعة اعلى* مكون من السيد رئيس الوزراء ووزير شؤون الرئاسة ووزير الحكم الاتحادي ووالي الخرطوم ومدير عام الشرطة ومدير جهاز الامن والمخابرات . يجتمع مرة واحدة في الاسبوع لمراجعة اداء الولاية وينسق لها علاقاتها مع الحكومة الاتحادية .
٢- تنفيذ *برنامج عمل اداري ميداني مكثف* في كل احياء وحارات ومربعات الولاية بواسطة *فرق عمل*- كل واحد برأسة ضابط اداري وضابط صحة و مهندس التنظيم واخرين … يجتمع بشكل راتب ، يوم محدد في الاسبوع ، في مكتب اللجنة الادارية للحي بحضور اللجنة وذلك لبحث الامور الادارية والمشاكل المختلفة في الخدمات والامن و الاستماع لقضايا المواطنين مع افراد زمن للطواف الميداني للحي . الجدير بالذكر ان هذا المنشط هو من تقاليد الادارة المحلية العريقة في السودان وهو تجسيد لتلاحم العمل الديواني مع العمل الشعبي . هذا المنشط سوف يؤدي بالتدرج الى رفع مستوى الاداء الخدمي الحكومي وكذلك رفع مستوى المشاركة الشعبية ماديا و معنويا ، ويرفع مستوى الايرادات للمحليات لاقتناع المواطنين بان الحكومة مجتهدة غاية الاجتهاد من اجل تامين مصالحهم . وفي نهاية اليوم تاتي هذه الفرق حاملة تقاريرها الميدانية الى مكاتب المحلية وحيث تفرغ التقارير وتوزع على من يهمهم الامر .هذا البرنامج الاداري المكثف يقودنا الى تقوية اواصر العلاقة مابين السلطة الديوانية الحكومية والسلطة الشعبية وحتى على المستوى الاجتماعي و الامني ويلغي نهائيا مظاهر الاحتجاجات التي تعتصم امام المكاتب الحكومية . ومع المتابعة اللصيقة الدورية ومن موقع الحدث يرتفع مستوى الاداء الخدمي وبالتالي رضا المواطن عن الحكومة .
▪️ارجو ان تفتح مثل هذه الافكار باب النقاش والحوار من اجل مصلحة الوطن والمواطن .
   
     *محمد امين ابوجديري*
        ٢٩يوليو ٢٠٢١م

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.