الجمعة , أبريل 19 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / “الفيضان القادم فما الذى أعددناه” بقلم عثمان قسم السيد

“الفيضان القادم فما الذى أعددناه” بقلم عثمان قسم السيد

تضرر أكثر من نصف مليون شخص و وفاة 103 مواطن سوداني  وهدمت عشرات الآلاف من المنازل جزئيا أو كليا، بأسوأ كارثة طبيعية مرت على السودان بسبب فيضان نهر النيل فى سبتمبر العام الماضى.

شاهدت مقطع فيديو منشور من إحدى القنوات العربية تتنبأ فيه بقدوم سيناريو فيضان العام الماضى مرة أخرى وبشكل أعنف هذا العام” آلله يكضب الشينة”
الحكومة الإنتقالية برئاسة دكتور عبدالله حمدوك  أعلنت وقتها حالة الطوارئ بعد فوات الأوان في البلاد لمدة ثلاثة أشهر واعتبرتها منطقة كوارث طبيعية رغم مناشدات بين الحين والأخرى من المختصين بمراقبة  مناسيب المياه في النيل وروافده منذ بدء موسم الأمطار، وحذروا من أنها غير مسبوقة،  وسوف تمحى العاصمة السودانية الخرطوم من على الوجود خصوصا وأن معظم المساكن الشعبية والمقرات الحكومية تقع بالقرب من نهر النيل.

فالمختصين حزروا وحزرو مرارا وتكرارا من الإرتفاع المفاجئ لمناسيب مياه النيل وعمل الاحتياطيات اللازمة وغيرها ولكن السؤال الذى يطرح هنا ويحتاج إلى إجابة واضحة وصريحة من الحكومة الإنتقالية السؤال هو هل سوف تقوم الحكومة بإنشاء سدود  من شأنها حماية البلاد من الغرق، خاصة وأن في السودان أنهار كثيرة تعتبر روافد للنيل، الذي يصب في مجراه النيل الأزرق والنيل الأبيض وأنهار أخرى وبالتالى تخفيف إرتفاع مناسيب مياه النيل فى موسم الخريف.
ِ
التخوف من حدوث فيضان آخر لاقدر آلله من دون وجود معالجات جزريه وجوهرية لانشاء سدود و وبناء حواف أسمنتية علي شواطئ نهر النيل من الأسمنت وبارتفاعات عالية على جانبى نهر النيل بالعاصمة الخرطوم وهذا يتم فقط من خلال عقد إتفاقيات مبرمة مع الصينين فهم معروفون بأنهم من أكثر الدول فى العالم تخصصا فى مجال بناء السدود وعوازل الأنهار والبحار والشاهد سد مرورى وسد النهضة وبإثيوبيا.

أيضا البنية التحتية فى السودان لن تصمد أمام أي فيضان قادم فالنظام الحالي وقبله نظام المخلوع البشير” تجاهل وبعمد مسألة وأولوية تطوير البنية التحتية للبلاد، التي تشكل الفيضانات تهديدا دائما له و أهم المواقع الإستراتيجية والدواوين الحكومية والمستشفيات الرئيسية هى على بعد مئات الأمتار فقط من النيل. والحكومة نائمة فى العسل.

البنية التحتية في السودان هشة أيا كان المسؤول نظام البشير أو نظام حمدوك. و ضعف الموارد والقدرة على مجابهة وباء كورونا، وحالة طوارئ إقتصادية ومعيشية صعبة ربنا يفرجها ولكن بالتخطيط السليم ليس فقط بوضع خطط وبرامج أسعافية قصيرة المدى ولكن بوضع خطط مدروسة وعلمية طويلة المدى للحاضر وللمستقبل.

ولحل مشكلة فيضانات السودان المتكررة وسيناريو الفيضان القادم يجب معرفة الآتي أن المناخ على مستوى العالم يشهد تغيرا ملحوظا وأمطار على مناطق مختلفة في إفريقيا وآسيا وأوروبا وتغيرات مناخية سيكون لها اثارا مرتبطة بزيادة مناسيب الأمطار وتدفق المياه وهنا فى السودان  يتطلب أنشأ مشاريع متعلقة ببناء السدود والحواجز المائية وصيانة قنوات توزيع المياه ودعم الدولة  للمواطنين والمشاريع بهذا المجال.
وعقد الاتفاقيات التعاونية بين دول المنبع للأنهار والدول التي يمر من خلالها نهر النيل كاثيوبيا ومصر والتفاهمات البينية للإسهام في تجنب الأضرار أو الإضرار بالآخر.
أيضا تخصيص جزء كبيرا من ميزانية الدولة والمساعدات لتنفيذ مشاريع وبنية تحتية تتواكب مع المتغيرات والتحديات. ومشاريع بمواصفات عالمية متميزة وتنفيذ هذه المشاريع من خلال شركات عالمية لديها الخبرة والتجربة.
أيضا ضرورة دراسة تجارب الدول الأخرى بهذا الخصوص للإستفادة من تجربة الدول النهرية بأوروبا وأمريكا اللاتينية.

إضافة لفتح المجال لشركات عالمية هندسية واستشارية لتقديم المشورة الفنية والتقنية واشراكها بمشاريع استثمارية بالشراكة مع المؤسسات الخاصة والحكومة السودانية من خلال نظام خصخصة تمويلية وتنفيذية تنتهي بملكية الدولة السودانية بعد فترة زمنية متفق عليها مع الشركات الاستثمارية.

أيضا نقطة مهمة جدا وهى توعية المجتمع السودانى بالأخطار الناتجة عن البناء العشوائي وعدم الالتزام باللوائح والقوانين المحددة من الدولة وايجاد فرص وبدائل للمواطنين لضمان العيش الكريم وفرص العمل.

أيضا إيجاد أماكن بديلة للمتضررين فى فيضان العام الماضى  ومنع السكن في الوديان والخيران ومجاري السيول ، تعلية حواف شواطئ نهر النيل  ورصف الشاطئ بمواد ثابتة والتي اثبتت فعاليتها في شارع النيل بأم درمان.
وأن تكثف الدولة جهود الإجلاء من المناطق الخطرة لأن الهدف الأساسي هو إنقاذ حياة الإنسان السوداني لأن الخسائر المادية واقعة لا محالة ثم بعد ذلك يمكن العمل على إعادة تأهيل البلاد والمناطق المتضررة والبنية التحتية المتهالكة وما إلى ذلك.

وأهم نقطة قبل ختام هذا المقال هو الإستفادة من الأماكن المنخفضة بالقرب من النيل في الزراعة بدل السكن مستقبلاً بناء مدينة حديثة لتكون عاصمة مميزة للبلاد.

وربنا يعيين.

وللقصة بقية
بقلم
عثمان قسم السيد

osmanalsaed145@gmail.com

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.