الخميس , أبريل 25 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / اطروحات الحركة الشعبيه والنخب الحاكمه والموروث الاجتماعي والتاريخي (1) 

اطروحات الحركة الشعبيه والنخب الحاكمه والموروث الاجتماعي والتاريخي (1) 

عمود
تواصل
بقلم /الطاهراسحق الدومه
aldooma2012@gmail

مازالت الاسافير تتداول طرح الحركة الشعبيه في المفاوضات العالقه بجوبا بين الحكومة والحركة الشعبيه جناح الحلو حيث  اخذ منحي مفاهيمي متعدد  من خلال (التركيبه) الاجتماعيه الثقافيه الموجوده بسودان اليوم فهناك من صار يروج لمقترحات الحركة الشعبيه في شكل مقاطع بوستات في دعوة الحركة الشعبيه للعلمانيه وتغيير عقيدة الجيش وابدال عطلة الجمعه بيوم محايد وتأكيد بأن الشريعه الاسلاميه غير عادلة والخ…… فهناك من سخروا وعدوا ذلك هجوما على الإسلام ومعتنقيه وآخرين مندهشين من هذا الطرح باعتبار ان الازمه تختص بتقسيم عادل للثروه والسلطة وآخرين لم يعطو الأمر اهتماما بقدرما منتظرين سلاما بأي وسيله ممكنه لأنهم سئموامن الحروب وتداعياتها خاصة المجتمعات بمناطق الحرب…
ولكن لابد أن نؤكد هم احرار بخياراتهم الأهم يجب أن  نفهمهم  ان هناك مجتمع قبل أن نقول تنظيم فكري سياسي  يقف مع هذا الطرح وهو حاضن له يغذيه بالارواح كأعلي تضحيه يقدمه الإنسان السوي بكامل ارادته من مبدأ تواثق عليه ووضعوا بحر ارادتهم القيادة التي يروها تجسد اشواقهم وآمالهم  هم الاحق بتأييده او تغييره…

و المبررات  التي  يسوقونها انتقادا للشريعه  التي حكمت بها الانقاذ  لا تحتاج إلى تفسير
ربما الأفضل لهم في هذه اللحظة التاريخيه الفارقه ان يتمسكو بأهدافهم الي ان تعي نخب الخرطوم ان هناك آخرين  فكفي ما عانوهو وذاقوهو من قهر وذله وقتل وابادة  وتشريد وإصدار فتاوي بجهادهم كونهم نوبه بغض النظر عن دياناتهم مسلمهم وغير مسلمهم  وهذا بالضبط ماتم فعله في دارفور حيث تمت إبادة مجتمعات مجرد انتماآتهم الاثنيه او  جمل بعضا من منسوبيهم السلاح في وجه السلطة المركزيه الحاكمه بالخرطوم وهم في قامة اهل التقوى والإحسان والايمان فكان ومازال  اهل دارفور ارفع وارقى من مجرد مسلمين عاديين عندما تتولي المرأة تحفيظ القرآن لابنها وهو في حجرها لايتعدي الثلاثه او الاربعه اعوام ففرضا عليها ان تحفظه جزء عم علي الاقل قبل أن يذهب إلى المسيد وهو في سن الرابعه او الخامسه ليواصل تحفيظ القرآن مع رصفائه…
ان الدولة السودانيه هي التي مارست العنف من خلال تبنيها منهج اقصائي باسم الحفاظ على هيبة وتوجه الدولة المبنى على عقلية النخب الحاكمه وهي ذات توجه ثقافي محدود الافق لم يضعو تحسبا في عقليتهم انهم يحكمون شعبا متعدد الثقافات  والاديان والاعراق بل يذهب لم  خيالهم الي كيفية نشأة الدولة السودانيه نفسها التي صنعها محمد علي باشا بغية أهداف استعلائية وعنصريه وانتهازيه استعماريه ترسخت في عقلية النخب السودانيه التي ورثت الحكم منهم فمن حيث لايدرون زرعوا الضاد  من تنفيذ  أفكارهم في الحكم في هؤلاء وصاروا يبحثون عن كرامتهم المهدوره ودمائهم المسفوحه  بكل السبل المتاحه أمامهم وفي ذلك لهم الحق ان يبحثوا ما يسترد انسانيتهم وكرامتهم المهدوره لأنهم غيرمعنيين بتفسير الدين والثقافه التي اقصتهم وقتلتهم شر قتله وجعلتهم في أطراف المدائن مقهورين منبوذين يصدرون الخدم والعمالة للاثرياء واذيالهم من المنتفعين من غنائم الحكم احيانا…
أزمة الحكم في السودان تظل أزمة اجتماعيه في المقام الاول وتاريخيه موروثه بابجديات حكم محمد علي باشا   ذات التوجه المركزي في توزيع صكوك الوطنيه وفقا لمن دعمه وصار اداة في يده…
ان ما تقرره النخب خاصة التي جاءت بعد استقلال السودان ووضعت مناهج تعليم قاصرة خاصة في التاريخ بالمراحل الابتدائية  ذلك أن السودان بدأ تكوينه منذ دخول العرب السودان
في حين ان العرب والمستعربين منهم دخلو للسودان اما هجرة توافقية بحثا عن العيش الكريم او هجرة قسريه سياسيه كالتي قام بها صلاح الدين الأيوبي غداة فتحه لمصر فطرد النوبيين والعرب الي السودان فتلك كانت اهم الهجرات التي غض المؤرخين عنها الطرف بالرغم من تأثيرها الأقوى في تشكيل الديموغرافيا والثقافه الفكريه السياسيه والدينيه بالسودان….
ذكر المؤرخون ان غداة دخول الايوبي منتصرا للقاهرة كان النوبيين في جيش الدولة الفاطميه المهزوم يربو على المائة الف كلهم هربوا السودان وطاردهم وفي صعيد مصر وجد قبائل عربيه على رأسها قبيلة ربيعه أيضا دخلوا الي السودان بهجرات جماعيه…
اسوق كل ذلك لتأكيد ان الذي يجري بالسودان اليوم لاينفك عراهو عن ماضيه ولم يستثمر أبنائه المثقفين في العصر الحديث في توجيه هذا التنوع المكتنز الي آفاق ايجابيه كان بإمكانها تجعل السودان في مصاف الدول المتقدمه.. ولكن آثرت النخب الحاكمه ان تتدثر بجلباب الموروث من التعقيدات السالبة في التمييز والتعالي الذي أدى إلى الاقصاء ونتج عنه ما نعتاشه من أزمات مجسدة منذ ماقبل الاستقلال الي اليوم..
من الطبيعي ان ينتفض سكان الهامش ويبحثوا عن ذاتهم التي فقدوها فمطالب الحركة الشعبيه بقيادة الحلو مع الاعتقاد عند الكثيرين بأنها متطرفة لكن ينظر الناس الي الدوافع ولم يستقرؤا الفعل اللا إنساني واللا أخلاقي واللا قانوني الذي تبنته الدولة ضد هؤلاء منذ حكم محمد علي باشا الي اليوم استثناء فترة المهديه…

اخيرا لا يجدي الترويج ومازالت المفاوضات تتري لمعالجة قضايا موروثه تتطلب شجاعه وارادة قويه لتجاوزها والا فالننتظر تمزق آخر في صف  يعقبه تمزق  او استمرار حروب عبثيه تستفيد منها نخب ومجتمعات ودول مجاورة…

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.