الجمعة , مارس 29 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / *هل مطلوب إسقاط الشق العسكري في السلطة ام تصحيح العلاقة بين مكونات السلطة الانتقالية؟* *✒️د. احمد بابكر*

*هل مطلوب إسقاط الشق العسكري في السلطة ام تصحيح العلاقة بين مكونات السلطة الانتقالية؟* *✒️د. احمد بابكر*

كثير من الأصوات ارتفعت منادية بإسقاط المكون العسكري من السلطة الانتقالية .
بداية يجب تثبيت، أن من حق الجميع، رؤية مصلحة البلد من الزاوية التي يقفون عليها، وبالتالي علينا مناقشة هذا الأمر على قاعدة اختلاف زوايا النظر والتقدير السياسي، وليس من موقع العداء والصراع الصفري.
تاريخيا التحولات الكبرى لاتتم بطريقة واحدة رغم وحدة الهدف،وهذا الأمر تحكمه السياقات التي تتم فيها هذه التحولات من أدوات وتحديات وظروف موضوعية وذاتية، تحكم طبيعة التغيير.
فالتغيير لايتم وفق الرغبات ولكنه عملية جدلية تتحكم فيها ميكانيزمات متعددة ذكرناها سابقا.
من خلال دراسة عملية التغيير والتحول الذي تحدث الآن في السودان وملابساتها وعدم رضا الكثيرين عن مخرجاتها حتى الآن، نجد أن ماحدث في السودان تحكم فيه توازن قوى محدد بين القوى التي قادت عملية التغيير من جهة والمجلس العسكري الذي استلم الحكم في 11  ابريل من جهة أخرى  وهي الخطوة الأساسية التي صنعت ميزان القوى الموجود الآن والذي كان نتيجة لتأخير قرار الإضراب السياسي والعصيان المدني منذ بداية اعتصام القيادة.
من جهة أخرى توازن القوى ايضا تحكمت فيه عوامل ذاتية، منها أن التحالف الذي قاد عملية التغيير هو تحالف عريض به آراء وتصورات مختلفة  للتغيير طبيعته ووعمقه واتساعه.
من المهم ان نتحدث عن حقيقة البعض يتجاهلها الآن، وهي ان الوثيقة الدستورية انشأت تحالف بين العساكر والمدنيين لقيادة الفترة الانتقالية،هذه الحقيقة مهمة جدا، لفهم كثير من الأمور، وتجاهلها يعني عدم القدرة على التفاعل مع الواقع لتغييره، والهروب إلى واقع افتراضي لن يسهم في عملية التغيير بقدر مايعمل على ارباكها.
حقيقة أخرى يجب عدم اغفالها وهي ان التغيير الذي حدث لايقوده حزب او قيادة ثورية لها أجندة واضحة بغض النظر عن الاتفاق معها او لا، مثلما حدث للثورة البلشفية في روسيا او ثورة البعث في العراق في ٦٨ او ثورة يوليو 52 في مصر، حتى تستطيع تنزيل كل اجندتها في فترة وجيزة لامتلاكها قوة السلطة بشكل كامل.
التغيير عندنا في السودان يقوده تحالف تربطه بعساكر اللجنة الأمنية للنظام السابق وثيقة دستورية،وبالتالي افتقد التغيير لأدواته الثورية الناجزة، وأصبح التغيير يتم عبر مؤسسات السلطة الانتقالية ومدى انسجامها وتوافقها، وهذا ماسيقودنا إلى جوهر الموضوع وهو العلاقة بين المدنيين والعسكريين والآن تم اضافة مكون قوى الكفاح المسلح للسلطة والمعادلة.. بالتالي المنطق يقول من المهم جدا تطوير هذه العلاقة،
وإيجاد صيغة تعمل على تقويتها وانسجامها  بما يخدم عملية التغيير.
فلو تتبعنا طبيعة هذه العلاقة منذ اليوم الأول للتغيير، لوجدنا ان عدم الثقة ومحاولات الالتفاف عليها، والسباق المحموم للسيطرة على الملفات، والوضع في البلاد بشكل كامل،اصاب حركة التغيير في كثير من الأحيان بالشلل.
فمنذ المفاوضات بين قوى إعلان الحرية و التغيير،ظهرت بوادر عدم الثقة بل والتآمر والذي وصل مداه في مجزرة فض الإعتصام،والتي شكلت ومازالت عنوان عريض لعدم الثقة بل وعامل مهم في توتر العلاقة بين جماهير الثورة و المكون العسكري عززه تصرفات المكون العسكري في محاولة شق صف مكونات الحرية والتغيير ومحاولاته المستمرة بعقد تحالفات مع حركات الكفاح المسلح على حساب القوى المدنية، وسعيه في تحصين نفسه بالارتماء الفج في احضان القوى الخارجية للدرجة التي اوصلته لأحضان الكيان الصهيوني، كل ذلك لخلق معادلة جديدة دافعها التوجس والهواجس من قوى الثورة ومن ثم  ارتقت للطموح لحكم البلاد ..
ولذلك غرق المكون العسكري في محاولات تكبيل عملية التغيير، بل ودفع البلاد نحو الفوضى حتى تكون مبرر لتفويض من الجماهير باستلام الحكم لحفظ الأمن واستعادة الأمان، وهذه بالتأكيد  نصائح بعض القوى الخارجية المؤثرة في المشهد السياسي.
ضبط هذه العلاقة وتصحيحها تحتاج لشجاعة كبيرة واحساس عالي بالمسؤولية الوطنية من كل أطراف العملية السياسية وعدم الهروب للأمام من اتخاذ قرارات كبيرة بحجج الثورية وووالخ..
الآن هو وقت العقل السياسي الاستراتيجي، الذي يتمتع بمرونة ثورية تسمح له بتخطي الصعاب بأقل قدر من الخسائر.
علىنا جميعا أن نعمل على عدم دفع أي قوى سياسية او عسكرية من مكونات التغيير إلى احضان القوى المعادية للثورة الداخلية(النظام القديم وحلفائه) والخارجية، وذلك عبر عدم التخوين والتربص والعمل على ادامة الحوار بين الجميع وإيجاد معادلة تكون قاعدتها أن الكل رابح.
#احمد_بابكر
27/6/2021

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.