الثلاثاء , أبريل 16 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / الحوامة والعجلات سامح الشيخ

الحوامة والعجلات سامح الشيخ

كانت المسطبة حول حديقة عبود او  الجنينة جنينة عبود  كما نحب ان نطلق عليها وقتذاك كانت هذه المساطب التي افردناها بمسطبة بداية المقال   هي مقصدنا في فترة موسم اللعب بالعجلات كان بعض بلاط هذه المصطبة يصعد في شكل هرمي بفعل عوامل التعرية فتعلو بعض البلاطات المتلاصقات في شكل  كبرى تطل معه من اطرافه بعض الحشائش الخضراء بسبب ارتواء كل ارض الحديقة كنا نجد المتعة بالمشي من فوقها بعجلاتنا واحدة تلو الأخرى هبوطا وطلوعا  ونعود ادراجنا مرحين وكلنا سعادة…

كان دكان الخال الطيب الصافي في النصف الأول من الثمانينات عامرا ومزدهرا مثله مثل باقي البقالات بالعاصمة ذات الغرفة والاوضة والدرابزين او الشبكة الحديدية التي تحيط بالبرندة احاطة الأزار بحاج بيت الله الحرام حيث كان الدكان بمنزله بالختمية حيث تكثر به البرندات فقد كانت توجد بداخل المنزل  بالاضافة لبرندة الدكان  البرندة الصغيرة والبرندة ام شيش.

كان للدكان عجلة او دراجة هوائية تلك التي لها صندوق بمقدمتها يستخدم لنقل بعض الحاجايات وكنت في تلك السن الباكرة احظي بصحبة راكب داخل هذا الصندوق مع المرحوم عادل الطيب الصافي او المرحوم أمام الطيب الصافي حيث كان المرحوم عادل يدير الدكان مع شقيقه الأكبر الحاج الطيب الصافي وكان الشقيق الأصغر المرحوم أمام الطيب الصافي يعمل متطوعا بالبقالة ايام العطلة الدراسية وكما حظيت بالنذهة بدراجة البقالة فقد كنت محظوظا ايضا بتناول المشروبات الغازية في ذلك الوقت مثل مشروب البزيانوس  واللويزو والدبل كولا والفيمتو وغيرها من مشروبات ذلك الزمن العامر.

كانت ايضا من أسعد اللحظات هي عبورنا الي الخرطوم بالعجلات عبر كبري النيل الأزرق بالطريق المخصص المشاة الذي كان مجزا الي تلاتة أجزاء طولية تبدأ بطريق مسفلت   ثم في المنتصف طريق خشبي مرصوف بما يشبه فلنكات السكة حديد ثم الثلث الأخير الذي يعود مرة أخرى طريقا مسفلتا.

من الاعلام التي لا تنسى ولها علاقة بالعجلات  وظلت في الذاكرة العم المرحوم عز الدين العجلاتي الذي كنا زباين دائمين عنده بسبب استخدامنا المفرط للعجلات طول اليوم وممارسة عشقنا للتطواف بها من مكان لآخر. مازلت اتذكر تلك الدراجة أو العجلة الصغيرة التي يطلق عليها دبل لتميزها بسماكة إطارها  وهي ماركة جوبيتر والتي تبرع لي بتركيب قطعها العم محمود بريتش رحمة الله تعالى عليه المشهور ببريطانيا.. فكانت هي  وسيلة  تلك  الرحلات الكولومبسية لاستكشاف شوارع وازقة مدينتي الساحرة بالنسبة لي الخرطوم بحري، تلك المدينة التي اغتال  تتار عصرنا فراديسها ابتداء من النقل الميكانيكي والمخازن والمهمات وكازينو النيل الأزرق ومصانعها وسكتها الحديد وسينماتها الوطنية وحلفايا والصافية والوحدة كوبر واخر فراديسها المفقودة التي اغتيلت منذ أيام حديقة اركويت، ومثل هذا الدمار الشامل حدث مثله بكل مدن وارياف السودان الوطن الواحد ما قد كان و ما سيكون.  واغرب ما الأمر اننا ندفع لهؤلاء الرسوم الجمركية والضرائب والجبايات نظير خدمات الا أن لسان حالهم ممدود لنا بأنكم يجب أن تدفعوا لنا كل ذلك عن يد وانتم صاغرين نظير ما نحدثه من تدمير ودمار للوطن ولانسانه٠

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.