الجمعة , أبريل 19 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / همسات ود عكر رحلة وداعي الأخيرة …..

همسات ود عكر رحلة وداعي الأخيرة …..

رسالة ودااااع لزول ما نسي عشرة أيام الثورة
لن ننسي….. لن نغفر

اليوم ستنتهي رحلتي الأخيرة … سيُودع جسدي أخيراً أرض وطني الذي أحببته وضحيتُ من أجله ليلتحق بروحي التي فارقت جسدي منذ شهرين…. نعم إنه لشرفٌ لي بأن جسدي تم تكفينه في أرض الصمود إعتصام مشرحة مستشفى التميُّز، وسيتم تشيعي اليوم الأربعاء الساعة الرابعة عصراً، وسوف يَمُر جسدي بمواقع لها مكان خاص في حياتي… سيَمُر جسدي بشارع الستين حيث كان إعتصام الشهيد مدثر مختار وانا على عجل سأُقرع التحية لأم الشهيد مدثر وسأخبرها هل تؤدي أن تقولي شيئاً لأبنك الشهيد لأني اليوم سأذهب له، حتماً أم الشهيد ستقول لي ( قوليهو يا ولدي عافيه منك وراضيه عليك) بعدها ساتحرك بسرعة متوجهاً نحو تقاطع الستين مع بُري وسأنتظر المواكب القادمة من بري لتُشاركني فرحتي وتشيعي… بعدها سيَمُر جسدي فوق كبري الجريف شرق وفي هذه اللحظة سأتوقف فترة من الزمن في مدخل الكبري، كي استرجع أجمل لحظات عمري هنا … ساسترجع لحظات إعتصام كبري الجريف شرق وترس الكبري الذي كنت مسؤولاً عنه… قضينا أجمل لحظات الصمود في هذا الإعتصام من أجل حق شهيدنا التوني وشهيد القرآن، وعندما يصل جسدي نحو مثلث الجريف شرق وفي هذا المكان تحديداً ساشتم رائحة البمبان بقوه لأنه مكان معهود لي من قبل، سأنتظر قليلاً حتى تأتي مواكب الحاج يوسف وشرق النيل لتُشاركني عُرسي، وريثما يأتون سأتجول في ساحة المثلث لأرى موضع استشهاد الشهيد التوني وموضع استشهاد طالب القرآن عثمان عبدالوهاب وسأستريح في خيمة الإعتصام الموضوعة في منتصف المثلث والمكتوب عليها ( إعتصام كبري الجريف شرق)….
بعد وصول مواكب الحاج يوسف وشرق النيل سيتحرك جسدي نحو الجريف شرق التي عشت بها أجمل أيام عمري، وسأمر بشارع النص حتى أُلقي النظرة الأخيرة لدار لجان المقاومة التي كنا نخطط فيها ونرسم فيها الأحلام والآمال والطموح …. وسازور منزل الشهيد التوني لكي أحمل بعض الوصايا والشوق من أبيه لكي أُسلمها له، بعدها سيَمر جسدي بمصدر رزقي الوحيد ( صالون الحلاقة) الذي كنت اتحصل منه المال الحلال حتى أساعد أمي واخواتي، سانظر إليه نظرة مُودّع وانا متأكد أنا كل أدوات الحلاقة الخاصة بي موضوعة ومرتبه جيداً في مكانها ، وإذا نظرتم لحائط الصالون ستجدون كتابات وشخبطات تُدل على إنني أحب تراب هذا الوطن ، لا أعلم هل سأستطيع النزول إلى منزلي لأودع أمي الوداع الآخير أم لا؟ لأني أعلم لو نزلت سيتفطر قلب أمي من شدة الألم…..
ستنتهي رحلتي بمقابر ناصر وانا في مدخل المقابر سأكون في قمة الفرح لأني سوف التقي الأحبه الشهيد التوني والشهيد كِشة والشهيد مطر والشهيد كهرباء والدكتور بابكر والمهندس الفاتح وكل شهداء ثورة ديسمبر المجيدة سأجدهم يستقبلوني بحفاوة وترحاب ولكن سأكون متوجساً وخائفاً لأني أعلم أنهم سوف يسألوني عن حال الوطن وما حل به، عندها سأعجز عن الرد هل أخبرهم بالحقيقة؟
هل أخبرهم أن المعاناة زادت أكثر من قبل؟
هل أخبرهم بأن لجنة فض الإعتصام ما زالت تمارس الكذب والخداع؟
هل أخبرهم أن حقهم لم يرجع بعد؟
هل أخبرهم أن أساليب التعذيب والترهيب ما زالت مستمرة وأن اغتيالي خير دليل على ذلك؟
هل أخبرهم أنه في ذكرى فض الاعتصام تم فض المواطنين بنفس الطريقة الأولى عن طريق الرصاص واستشهد أيضاً خيرة الشباب؟
هل أخبرهم أن الشق العسكري ما زال يمارس اسلوب البطش والتنكيل؟
هل أخبرهم أن الشق المدني ضيعف وهذيل للغاية وأنه لم يُقدِر كمية التضحيات ودماء الشهداء؟
هل أخبرهم بحادثة اغتيالي وكيف تم تعذيبي حتى الموت؟
هل أخبرهم أن حقهم ودمائهم الغالية لم تعود بعد وأن المجرم ما زال حراً طليقاً؟
هل أخبرهم بكل شي؟؟
نعم سأخبرهم……
والسلام……

التوقيع
الشهيد ود عكر

#لجان_مقاومة_الجريف_شرق
#ود_عكر_فقيد_الوطن

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.