الثلاثاء , أبريل 23 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / كلمة مولانا تاج السر الميرغني بمناسبة الذكرى الثانية لرحيل الزعيم الشهيد علي محمود حسنين

كلمة مولانا تاج السر الميرغني بمناسبة الذكرى الثانية لرحيل الزعيم الشهيد علي محمود حسنين

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه الاعانة بدأ و ختما و صلى الله على سيدنا محمد ذاتا ووصفا و اسما

الأخوة والأخوات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نلتقى اليوم في الذكرى الثانية لرحيل الأستاذ على محمود حسنين طيب الله ثراه. ولنتحدث حديثا موجزا عنه وعن رحلته الجهادية الطويلة التى تجاوزت أكثر من سبعة عقود  وكانت حافلة بالمواقف البطولية والتضحيات المشهودة عنوانها الصدق والتجرد ونكران الذات و شكلت مرحلة مهمة من تاريخ السودان المعاصر.
كان إيمانه راسخأ بسقوط النظام وأعد لمرحلة ما بعد ااسقط دستورأ للمرحلة الانتقالية و قانونا لمعاقبة الفساد والعزل السياسي لمحاسبة ومحاكمة قادة نظام الإنقاذ الشمولي وأعوانهم على كآفة الجرائم وتطهير الحياة السياسية من الفاسدين، وبعد سقط رأس النظام قام بفتح بلاغ بحق مخططي ومدبري ومنفذي انقلاب نظام الإنقاذ المشؤم في يونيو 1989 ، والذي يحاكمون بموجبه الآن وهى المحاكمة الوحيدة التي تجرى في ظل النظام الحالى المتآمر على الثورة ، كما قام بإعداد قانون لإصلاح الأحزاب السياسية لتصبح أحزابأ ديمقراطية قادرة على تبادل السلطة سلميأ ، وبهذا أستحق الراحل المقيم صفة شيخ المجاهدين السودانيين بلا منازع.
و لقد أكرمه الله أن يشهد سقوط رأس النظام الذي لطالما عمل من أجل اقتلاعه ، وعاد إلى الوطن مقبلأ ثراه و أن يدفن جثمانه الطاهر على أرضه.
خرج المرحوم باذن الله المناضل علي محمود حسنين من السودان ولكن لم يركن إلى مجاراة هوى النفس والانتصار لها ،بل اعمل عقله ووجدانه في طلب النجاة للشعب السودان من عدوان النظام الباطش وقادته اللئام ،وكان في كل خطواته متجاوزا لحظ النفس وعن الصغائر ،باحثا عن مايجمع ،فكانت الجبهة الوطنية العريضة، وأرادها اسما على مسمى جبهة وطنية عريضة وسطية سياسيا عنوانا عريضا للاتفاق بين القوى السياسية وحربا ضروسا على النظام الفاسد الظالم ، الغاشم المجرم.  ظل الراحل يعمل ليلأ  ونهار وعلى حساب صحته ووقت اسرته من أجل إسقاط النظام وإقامة دولة قوامها اقاليم سيدة نفسها ومساهمة في التنمية الشاملة للجميع  ، وكانت نظرته كلية غير متعصبة لجهة أو منطقة ،بل تستنطق في الناس المحبة والتعاضد والعمل من أجل بناء وطني لدولة مواطنة وعدالة وحرية وديمقراطية وعدالة إجتماعية وتداول سلمي وديمقراطي للسلطة..

الأخوة و الأخوات…

إن مثال الراحل حسنين في كريم الخصال، الإبتعاد عن كل مايشين والعمل على بناء كل ماهو جميل في النفس والمجموع ، وكان صاحب خلق رفيع في التعامل الإنساني، حريصا على الاحترام بين الناس وتأسيس العمل السياسي على مبدئية وطنية وأخلاقية والابتعاد عن كل انحياز الإ الي الحق والحقيقة، كثيرا مانتفق ونختلف ولكنه كان في كل اتفاق او اختلاف في الرأي يسعى الي إعمال المنطق والعقل  في قراءة الواقع السياسي والتعامل مع التحديات بكل جدية و إخلاص ، وترى في عينية الفرح والمحبة وهو يتحدث إليك شارحا وجهة نظره التى يؤمن بها وقد ظل هذا ديدنه في العمل السياسي والوطني حتى رحل عن عالمنا وهو يسعى بين الناس بالخير. لعل في الاحتفاء بهذه الذكرى العطرة لهذا المناضل الجسور ،إعادة الي فتح ابواب السؤال عن الفترة الانتقالية والانحراف المصاحب للفعل السياسي وصعود قوى الهبوط الناعم الي قيادة البلاد ورهن الوطن الي الخارج والانحراف الشامل عن أهداف الثورة وتواطؤ لجنة أمن البشير مع قوى الهبوط الناعم وعملهم المشترك لبيع الوطن في مزاد رخيص لكل من يدفع المال السياسي ولاهدف له سوى تركيع هذا الوطن العملاق …

وسؤال رؤية الاستاذ علي محمود حسنين والجبهة الوطنية العريضة معروف للجميع، تقوم على نظام حكم فدرالي للبلاد على رأسه مجلس رئاسي اتحادي ، والسيادة فيه للشعب السوداني، ولكن هناك لحظة مفصلية تمثلت في طلبه من الثوار داخل الاعتصام بأن يختاروا حكومتهم معلنأ أن الاعتصام هو برلمان الثورة ، ومنه تستمد السلطة الإنتقالية شرعيتها ، ليغلقوا الباب أمام قوى الثورة المضادة والعسكر. كانت هذه الرؤية الوطنية الصائبة المفتاح الحقيقي لعودة الدولة السودانية المختطفة إلى الشعب ولكن النفوس الصغيرة دائما تبقى صغيرة ،فاجمع هؤلاء الصغار على الهرولة إلى العسكر والقوى الخارجية وكان غياب الأستاذ عن المشهد، إننا لا نتهم احدا  ونؤمن بأن لكل أجل كتاب ، ولكن سؤال الغياب، مآلات سيطرة الثورة المضادة على الوطن في مقابل الحضور في استلام الثوار من ارض الأعتصام السلطة لصالح الشعب وبناء الوطن وإقامة دول العدل والإنصاف والمواطنة والديمقراطية.

الاخوة و الأخوات

تمر علينا ذكرى الاستاذ علي محمود حسنين ،ونحن احوج الى ابراز مساهمته السياسية والقانونية والفكرية من اجل تحقيق ما كان يؤمن به في تأسيس وطن حر ديمقراطي يستمد قوته ووحدته من قيم شعبه، ونضاله ضد الظلم والطغيان والفساد وان عنوان (الجبهة) إنما هو العنوان الصحيح والسليم نحو استكمال كل ما عمل من أجله المناضل الاستاذ علي محمود حسنين وهو ما يحتاجه الوطن في هذا المنعطف الذي يمر به.

الأخوة و الأخوات
اسمحوا لي أن أعرج إلى شأن حزبي و عمل أسس له الأستاذ و صنوه في النضال الشيخ حسن ابو سبيب طيب الله ثراهما و تشرفت بالعمل معهما في هيئة الرئاسة…فالى التجمع الاتحادى
اذا نظرنا الى التجمع الاتحادي في الذكرى الثانية لرحيل المناضل الاتحادى المؤسس، الاستاذ علي محمود حسنين ، نجد أن اصحاب  المبادئ والنضال والعمل على بناء الحزب والحركة الاتحادية شاملة ومتكاملة وطنيا وسياسيا، على الدرب و العهد الاتحادي الذي تركنا عليه الاستاذ حسنين واغلبية كبيرة في كل الفصائل الاتحادية بكل مسمياتها الراهنة
و فئة انتهازية ظلت دائما في موقع التغبيش القيادة والقاعدة منذ بيان الاطاحة برأس النظام في ١١ أبريل و الى اليوم ،إن هذه الفئة الآن تصادر بغير حق الصوت الاتحادى والتاريخ الاتحادى والنضال الاتحادى، بالرقم من مخالفتها للدستور الاتحادي مثل من سبقها، لصالح أجندتها الشخصية ونرجسيتها المريضة ،فاستغلت قوى الهبوط الناعم والمتحكمة في مفاصل الدولة ،استغلت فيهم الطمع والتهافت على موائد السلطة والسعى نحو المال السياسي وأحكمت هذه القوى وثاقها على هذه الفئة الضعيفة اخلاقيا وسياسيا وبالتالى تم عن عمد تغييب الصوت الاتحادى النضالي وهؤلاء سيكتب في سجل التاريخ أنهم باعوا ولم يكسبوا غير الخروج من قلوب أبناء الوطن.
لا اذيع سرا إذا قلت:ان الأستاذ علي محمود حسنين وقبل رحيله الفاجع قد قرأ في وجوه هؤلاء التخاذل والانتكاس وخيانة المبادئ الاتحادية وانهم في كل فعلهم السياسي يسعون إلى مصالحهم الذاتية والانتصار للنفس في نرجسية وضعف اخلاقي تجاه مغريات السلطة والهبوط الناعم لذلك فإن سيرة المناضل علي محمود حسنين تخيفهم وتاريخ الحزب الاتحادي يلعنهم وخيانة الجماهير الاتحادية و الشهداء تقودهم نحو السقوط مع قوى الهبوط الناعم ولجنة البشير الأمنية..

رحم الله الاستاذ حسنين وغفر له وادخله فسيح جناته و تقبل الله شهدائنا الأبرار و التحية لشبابنا الثائر و النصر القريب لشعبنا بإذن الله.
و السلام عليكم ورحمة الله

تاج السر الميرغني
24 مايو 2021م..

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.