كان حلماً أن نرى البدء وميلاد الطقوس وقد صارت بكم

يوم تعيين المجلس السيادي الإنتقالي واداء القسم، قدم المكون المدني الاستاذة عائشة موسى للحديث باسمهم احتراما لها وتاريخها ونضالات المرأة السودانيه. وقدمت كلمة عظيمة بفصاحتها ولغتها الرفيعة ونبرتها المميزة “ها أنا ذا هنا إذن، عائشة موسى السعيد بت نصرة محمد أبراهيم، من كردفان، أقف لأمثل نساء بلادي قاطبة ولأعمل جاهدة كي أرفع رأس هذه الأمة، التي رفعت رؤوسنا عالياً بين الأمم بثورة عظيمة وملهمة “
كان هذا يوم 22 أغسطس 2019 وبعد مرور عام وتسعة شهور لم يرى فيها الناس سوى مزيد من المعاناة أعلنت اليوم 22 مايو 2021 أسباب إستقالتها من مجلس السيادة مفصلة، بعض ما قالته ان معاناة الشعب السوداني مصنوعة وان قوى خفية تدير الدولة وان”المكون المدني” لايشارك فى صنع القرار” بل “يختم بالقبول فقط”
ثقافة الاستقالة الغائبة من السودان لعقود طويلة وكانت استقالة المسؤول تسمى ثقافة غربية وتولي يوم الزحف عادت مع ثورة ديسمبر بإستقالة ناظم سراج واستقالة وزير الدولة بالعمل استيفن امين ارنو ثم استقالة استاذة عائشة موسى ولكل منهم حالة مختلفة عن الاخرى ولكن يجب تشجيع ثقافة استقالة المسؤولين مع تحميل من يخطئ المسؤولية ومحاسبة من يقصر في اداء عمله قانونيا واخلاقيا إذا قدر الله لهذه البلاد إكمال السير في طريق الإنتقال نحو النظام الديمقراطي  ودولة القانون وتأسيس نظام عدلي وتشريعي يصبح عين الشعب على السلطة التنفيذية والسيادية، رغم الصراعات والمطبات والتآمر على هذه البلاد التي تعاني من مر القريب قبل الغريب فعدم الاستقالة عند الفشل يعد نكوص بالقسم واستخفاف بالامانة الوطنية والخلق العام. وحتى لا يصبح الجميع كحميدتي الذي يصرح كل ما لقى مايك فشلنا فشلنا ثم يزداد التصاقه بالكرسي بدلا من الاستقالة من منصبه وخلع الزي العسكري المزيف الذي يرتديه كهدوم العيد.
يجب تشجيع ثقافة الاستقالة لا الاستخاف والسخرية منها فهي رياضة للضمير الحي من غفوته وغفلته وحتى لا يحجب عن الشعب السوداني مثل هذا الادب الذي كان لا يسمع به ولا يشاهده إلا من مسؤوليين في دول اخرى تربعت على رأس العالم الاول كتربعنا في زيل العالم الثالث.

الرسالة للمكون المدني امامهم فرصة تاريخيه اما ان يخرجوا ويكذبوا ما قالته الاستاذة عائشة انهم قاعدين بصمنجية وقبل ذلك يكذبوا الواقع الذي نعيشه ونشاهده من تغول المكون العسكري على كل شي مع حمايتهم لسادتهم في نظام المخلوع ويثبتوا انها جزء من مؤامرة عليهم وانها اختلقت المعركة انحيازا لطرف من اطراف الصراع لقطع الطريق امام الانتقال وانهم قادرين على اعادة توازن القوى لصالح الثورة والشارع الذي خفتت فيه الاصوات المنادية بالمدنية بعد ان كانت تردد صباح ومساء او ان يصمتوا ويعملوا رايحين وينتظروا اليوم الذي يخرجون فيه بأمر الشعب الذي اوصلهم لكراسي الحكم.  ما عندكم خيارات بديلة يا استاذة عائشة كذبت وكانت سباقة في البصمة والسماح للعسكر بالمتدد وللفلول بالحماية وحاولت تسجيل مجد شخصي على حسابكم بعد علمها بالصراع الدائر لتغيير جميع المكون المدني وتستحق تردوا عليها بالدليل القاطع و (البرهان) الساطع يا كمان اكدتوا الواقع وما قالته انكم بصمنجية سجمانين ساي.
اذا كانت استاذة عائشة بعد عام وتسعة شهور في مجلس السيادة بتقول قوى خفيه بتدير الدولة طيب المواطن العمرو ما شاف وظيفة حكومية وما عندو صلاحية يدخل القصر الجمهوري إلا بمواعيد وواسطة يقول شنو ويعرف القوى الخفيه دي كيف؟