الأربعاء , أبريل 24 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / رواية مذكرات مجاهد مقتل دكتور فضل

رواية مذكرات مجاهد مقتل دكتور فضل

وتم رفع تقرير كامل  أوردنا  فيه أن الطبيب محمد فضل … أحد المنظمين الأساسيين لإضراب الأطباء،  وعلى أثر ذلك التقرير  تم اعتقال  الطبيب محمد فضل مساء الجمعة 30 مارس 1990 ونقل على متن عربة بوكس تويوتا إلى واحد من أقبية التعذيب، أخي منصور كان من ضمن الكوادر التي أشرفت على اعتقال فضل وكنت من ضمن الكوكبة التي كانت في انتظار الطبيب  و يومها تعرفت على الشخصية عن قرب الطيب حديدة  هكذا اشتهر.
كنا  مجموعة تضم العريف نصر محمد التوم وأيضا على ما أذكر كان هنالك عريف أمن يدعي العبيد  الهادي من أبناء مدينة الكوة، كنا نجتمع في مكتب  نقيب أمن يدعى عبدالله الرفاعي  وكان معنا شخص آخر  كان يتفنن فى نقل الأخبار للطيب حديدة  يــــــــــدعي كمال له صديق ينافسه في  الفجور  يسكن امدرمان الفيتحاب يدعى الأمين حامد ، يسرح الوزير  ينظر إلى أعلي السقف كأنه ينتظر وحي الاسماء، ومن عمق الذاكرة يتم استدعاء بقية الاسماء،  هذا الشخص النحيف  لونة يميل إلى الأسمر من منطقة العسيلات إنه ناصر الدين نعم كان كثير الهمس مع  اسعد سلطان، تمر بقية الاسماء مرتبطة بالشخصيات  أمام بصر الوزير  الذي ظل مثبتاً نظره إلى سقف المكتب جاحظ العينين، حسن عثمان واسمه الحقيقي أحمد جلال  تأخذ صورة عبد الهادي محمد عبدالهادي  من شرطة الدروشاب حيزاً في مكتب الوزير،  تتلاشى الصورة وتحل محلها صورة  التوم البخيت  تبهت الشخصية وتتولد صورة ضبابية لشخصية الرقيب العبيد عبدالرب كان يسكن في سوبا مطلع التسعينات وهو عضو قديم  بالجبهة القومية الإسلامية.
نعم هذه هي الاسماء التي تعاقبت على تعذيب  الطبيب محمد فضل  ما يقارب الشهرين، يذكرها  الآن مازالت في ذاكرته لم تمحَ بعد، كنا نتقاسم ليالي الحفلة كما كنا نسميها، المجموعة تضم ثلاثة أو أربعة  من هؤلاء  تحت قيادة الطيب حديدة الذي لم يغب يوماً واحداً عن حفل التعذيب الذي أشرف عليه بصورة مباشرة  هو و مانع علي مانع ، كانوا  يكنون عداوة شخصية واضحة لمحمد فضل، استغربت حينها كيف يتسنى لكوادر بهذا الحجم التنظيمي أن تشرف على اعتقال وتعذيب شخص، لكن يبدو أن الأمر لم يكن حماية الثورة بقدر ما كان ثأر قديم  وحقد تجاه الرجل المعارض،  شاهدت بأم عيني كيف كان يقوم الطيب حديدة بضرب محمد فضل وركله، صدرت الأوامر  من مانع  بأن نخلع كل ملابس الطبيب ونقوم بتقييده بإحكام على منضدة مخصصة تسمى بتربيزة التشريح  من الواضح أن الطبيب كانت له كاريزما قوية حتى يخشاه مانع إلى درجة أن تتم إعاقة حركته بهذا الشكل، كانت ليلة حافلة بالألم، كان هواء الغرفة نتن كريه، يرفرف الموت مع حمم الهواء التي تنطلق من جهاز التكييف، لقد بدأت عملية التعذيب بدون استجواب للطبيب بمجرد وصوله  إلي مبني الجهاز،  أخذ الطيب حديدة مطرقة قوية وقام بضربة على راسه، تفجرت دماء حمراء قاتمة تنذر  بأن القادم أسوأ،  صرخ الطبيب من الألم توقف الطيب حديدة ونظر إلى مانع  بانفعال، هاج الأخير منفعلاً :
– ما عايزنوا   يموت هسة لسة بدري عليه.
رد علية حديدة بتوتر: 
– دا مفترض ندفنه حي.
أشار مانع  إلى أحد الكوادر يدعى كمال الحسين وهو طبيب قائلاً:
– خيط ليهو الجرح دا عايزنو حي الزول دا.
وبالفعل تمت خياطة الجرح على رأس محمد فضل بدون بنج وبصورة قاسية توجع القلب بعد أن قمنا بنزع ونتف  شعر  رأس الطبيب حول الجرح  كتم الطبيب الألم بصمود حقيقي، والحق يقال برغم صغر سني إلا أنني لم أشاهد قوة تماسكاً مثلما شاهدتها في ذلك اليوم من محمد فضل، الذي ظل يرد على هذا التعذيب بكل صلابة بل كان يشتم  الخير حديدة  و مانع  مما يزيد من جنون الرجلين  عليه، حتى أنه  في بعض الأحيان كنا ومن معي من كوادر الأمن نغلق فم الطبيب حتى لا يثير  عليه مانع أو الخير فقد كان  التعذيب  مميتاً،  كيف صمد الرجل كل تلك الفترة متحدياً هذا الحقد الأعمى منا؟!   استمر تعذيب  الطبيب لمدة خمسين يوماً تفنن فيها حديدة ومانع  في محاولة لكسر الرجل من ضربه على مكان جرحه الغائر في الراس إلى الشتم والتوبيخ، و تم استدعاء حفصة، وحفصة تلك  امرأة  شبح، شديدة السواد نحيفة ليس لها من الأنوثة شيء سوى ذلك الشق الذي بين فخديها، أتت متعرية ترتدي جلباباً مصرياً مفتوح من كل الجوانب، ساقيها عبارة عن عود حطب محروق، صدرها الذي كانت تبديه لنا جافاً تماماً من أي حياة، كانت تقف لنا عند ذهاب مانع  و الخير حديدة وتوسع عن فخذيها وتدخل أصابعها في فرجها أمامنا مع تأوهات أقرب لمواء القطط في موسم التزاوج، كان لها فرج أقرب إلى دبر الحمار منه إلى مهبل أنثي، متعفن واسع من كثرة الاستمناء، شفرتيها الصغرى والكبرى كانتا مثل منقار طائر مصاب بالجدري، كنت افتح عيني في هلع من المنظر وسط ضحكات الآخرين، تقدمت حفصة وأمام الخير و مانع  قبضت على أشياء محمد فضل بقوة، ضغطت على خصيتيه حتى كادت أن تأخذهما من منبعهما وسط تأفف الطبيب وصوته يخرج بـركاناً مندداً بالمشروع ،  توقفت حفصه أشعلت سيجارة  وأخذت تجر أنفاسها باستمتاع، واصل الطيب حديدة هوايته المحببة مرة أخرى في ضرب وركل وشد الطبيب، كنا رهن الإشارة بعد أن تجمدت أحاسيسنا تماماً،  سب الطبيب المشروع  والثورة  والمشروع الإسلامي  واتهم مانع  بالنفاق بأن وصفة بأبي سلول، أخذ مانع يركله على بطنه إلى أن بلغه الإرهاق  والتوتر  والغضب، تقدمت حفصة ووسط دهشة الجميع وضعت أشياء الطبيب على فمها في مشهد مقزز، تجاهل مانع والخير المشهد، عضت قضيب الرجل بأسنانها بقوة وأمسكت بيدها اليمنى على خصيتيه تشدهما من منبعهما ، إنها فاجرة هكذا قلت في سري، اهتز جسد محمد فضل ممانعاً أفلتت رجله اليمنى من القيد فركلت حفصة على وجهها، صرخت المرأة الشبح بحنق وقامت بإطفاء السيجارة التي في يدها على عين  الطبيب، قمنا بتثبيت رجله ثلاثتنا، أخذ  الخير حديدة  مطرقة تزن كيلو ونصف من على المنضدة وقام بضرب الرجل على رأسه في نفس  مكان الجرح القديم فانفجر شلال بلون أحمر، رسمت دماء الشلال كلمة وطن على أرضية الغرفة،  قامت حفصة بنبش جسد الطبيب الذي سكن عن  الحركة،بعد ان أخذت مشرطاً مرمياً بإهمال على الأرض ورسمت خطوطاً دموية على جسد الرجل، حينها خرج الخير ومانع  من غرفة التشريح تلك فقمنا بمنع حفصة وإثنائها عن فعل المزيد، لم تتمالك المرأة نفسها فخلعت جلبابها  وباعدت ما بين رجليها وفتحت فرجها أمام مكيف الهواء، تمعنت في ذلك الفرج المتورم دون حياء، هذه المرة خرج  الاثنين الآخرين ركضاً خلف مانع والخير ،  فضلت المكوث مع  الطبيب  لا أدري هل خوفاً عليه من تلك المرأة المسخ أم أن فرج حفصة هو الذي دعاني للجلوس، نظرت نحوي بخبث وهي تنفث دخان سيجارتها البينسون، لم تنطق بكلمة تقدمت نحوي  وأنا ساكن، ركعت أمامي ولم اتحرك من مكاني قبضت على أشيائي ثم أخرجتها  وأنا في صمت تام، لعقت قضيبي  ودماء الطبيب ما زالت  تسيل من جرحه الغائر على رأسه وترسم خريطة لوطن مبتورة النصف الجنوبي،  وضعت أشيائي على فمها ويدها الأخرى تداعب فرجها، إنه مشروعنا القادم  سادتي هكذا كنا ونحن نعذب معارضينا، كانت المرة الأولى لي بهذا الإحساس،  كبرت أشيائي وخرج ماء  الوجود من فرجي مبللاً  فم ووجه حفصة التي أصبحت مثل الكلبة الشبقة  تلعق ما رشح  منى على وجهها وفمها  بلذة غريبة،  استجمعت قوتي وارتديت  بنطالي وخرجت.
  تم استدعائي في اليوم الثاني لأخذ  الطبيب إلى المستشفى العسكري  بامدرمان بعد ان  تدهور حالته،  كانت درجة حرارة الطبيب مرتفعة، والجرح الذي على رأسه متضخماً بصورة كبيرة  وعينه اليسرى ملتهبة تماماً من أثر سيجارة حفصة، وصلنا إلى المستشفى العسكري بالقرب من الكبرى العتيق  فجر السبت الحادي والعشرين من أبريل، وتم إنزال الطبيب  بعد أن  مكث معنا ما يقارب الخمسين يوماً قضاها المسكين في تعذيب مستمر  ومنع من الأكل والشرب، ارتبط  في ذهني اسم الطبيب بهذا الماء  الذي خرج مني على فم حفصة الشبح، أحسست بالغثيان،  تركت جسد الطبيب والأطباء حوله في ذهول من ما أصابه، حتى أن طبيبة شابة دخلت في نوبة بكاء هستيري  عندما وقعت عينها على الجسد الذي أمامها، لم يكن جسد معتقل سياسي  اطلاقاً كان جسداً مدفوناً بين الافاعي والسموم، كانت حالته مؤلمة لدرجة بعيدة،  بعد بكاء الطبيبة وتعرف عدد من الأطباء على شخصية محمد فضل؛ تم استدعائي إلى مكتب أمن  المستشفى لشرح تفاصيل اعتقال الطبيب ، وبعد أن  أوضحت الأمر  تم ارسال أشاره واضحة بأن يتم إسناد مهمة علاج المريض إلى كوادرنا بالمستشفى،  توجهت مع   رئيس الأمن للعنبر الذي  ألقي عليه جسد محمد فضل وقبل الدخول إلى العنبر صادفت قائد السلاح الطبي، اللواء كمال الدين جميل الفاضلابي،  والذي أمر  المدير الطبي وقتها بإسناد  أمر العلاج إلى نائب جراح  يدعى  مصطفي كمبال، بعدها لم يعد لوجودي ضرورة، خرجت بعربة الأمن إلى المنزل، لم استطيع النوم يومها فقد كانت صورة حفصة تتداخل مع حالة الطبيب محمد فضل، إلى أن تلقيت  إشارة  على جهاز اللاسلكي بأن الرجل هلك، كانت الساعة تشير إلى الخامسة والنصف اذن فقد فارق الحياة احد مناهضي توجههنا الحضاري، كان علي أن أسرع إلى المستشفى بأم درمان في غضون نصف ساعة، تحركت من الصحافة وسط وخزات سلوى أختي وهي تسب التنظيم، كانت واقفة في منتصف حوش المنزل  وباب الشارع مفتوح على مصراعيه، ترتدي فستان نصف كم قصير جداً وشفاف يبيّن  تفاصيل جسدها وملابسها الداخلية، ممسكة بسيجارة رديئة تجر  أنفاسها أقرب لعاهرة منها إلى صاحبة فكر ومشروع في يومٍ ما، لم استطع النظر إليها من بشاعة المنظر  كيف آلت أختي إلى هذا الوضع،  فضلت عدم الخوض معها  في جدال بعد أن وجدتها متحفزة  للشجار، أيقنت بيني وبين نفسي بأن سلوكها  هذا ردة فعل قديم من خيانة زوجها  القيادي بالتنظيم، ولكن ماذا عن سلوكي أنا مع حفصة؟!
  وصلت إلى السلاح الطبي وهنالك كانت جثة الطبيب في نفس العنبر وعليها غطاء أبيض، ذهبت إلى الطبيب المناوب فقد خرج الدكتور الذي تم تكليفه بمتابعة الحالة، من الواضح أن الجميع قد وصلوا إلى ضرورة تصفية الطبيب، ولكن يااا للهول ما هذا؟!!  نظرت إلى الطبيب المناوب وأنا أقرأ التقرير الطبي الذي حُرر لموت محمد فضل صرخت بذهول:
– دااااااا  شنووووووو  دا؟
كان التقرير   يشير الى أن الوفاة حدثت نتيجة نزيف حاد داخل الرأس بسبب ارتجاج في المخ ناتج عن الارتطام بجسم صلب وحاد وتظهر على الجثة الآتي: 
•مساحة تسع بوصات مربعة انتُزع منها شعر الرأس انتزاعا.
•جرح غائر ومتقيّح بالرأس عمره ثلاثة أسابيع على وجه التقريب.
•انتفاخ في البطن والمثانة فارغة، وهذه مؤشرات على حدوث نزيف داخل البطن.
•كدمات في واحدة من العينين وآثار حريق في الاُخرى “أعقاب سجائر”.

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.