حـزب المـؤتمر السـوداني بيان حول الذكرى الثانية لمجزرة فض الاعتصام شعبنا المعلم ؛

لقد مثلت اعتصامات الثائرات والثوار الأحرار إبان حراك ثورتنا المنتصرة في العاصمة والاقاليم ، فراديس صمود ووطنية سرمدية ارتحلت اليها نفوس السودانيات والسودانيين قبل أجسادهم ، رُسمت فيها لوحات إبداع متناهي في مقارعة الدكتاتوريات والشمولية تحت أضواء شموس السلمية المبهرة ، وجُسدت فيها معاني الإنسانية التي نضحت سلوكاً ، فوقف العالم إكباراً لها واجلالاً ، ولا زالت ذكرى المجزرة الأليمة بفض هذه الاعتصامات تدمي قلوبنا على الشهداء الأطهار والجرحى والمفقودين ، فكانت خنجراً مسموماً امتد خلسة لغدر ثورتنا ودحرها وقد خاب ، فقد مثلت هذه الجريمة المنكرة بعثاً جديداً لروح الإرادة و العزيمة الصلبة التي تمرحلت حتى مواكب الثلاثين من يونيو العظيمة وما بعدها ، والتي صارت مرجلاً يغلي تحت اقدام كل من يحاول ان يلتف على ارادة شعبنا ، لتصبح قوة دفع جديدة للشرفاء ، ليمضوا بسلميتهم قُدماً في طريق بلوغ الأهداف الوطنية الصرفة ، والتأسيس لبناء دولة ترتقي لحجم التضحيات الجليلة التي بُذلت بسخاء .

شعبنا الملهم ؛

يظل مبدأ العدالة أحد المبادئ الراسخة التي نادت بها حناجر الثائرات والثوار ليتشح بها سوداننا الجديد أسوة ً بالحرية والسلام ، لن نحيد عن المطالبة بإحقاقها وإنزالها على أرض الواقع والتسريع من وتيرة اجراءات بسطها في كل ملفات الجرائم المثبتة ، لاسيما جريمة فض الاعتصام وكل الجرائم التي ارتكبها نظام الانقاذ البائد في كل شبر من أرض بلادنا المعطاء ، لتسكن نفوس الأمهات المكلومات على فراق أبنائهم ، وإيفاءً بعهد الشهداء في عليائهم ، وببذل المصابين النبيل ، ولتُضمد آلام الفقد على المفقودين ، وجبراً عن معاناة النازحين واللاجئين والمهجرين .

في ذكرى هذه الجريمة المنكرة ، ندعو نحن في حزب المؤتمر السوداني كل قوى الثورة الحية في مكونات قوى الحرية والتغيير و لجان المقاومة ومنظمات المجتمع المدني ، الى استلهام روح الوحدة الوطنية التي كانت عماد مضي إرادة شعبنا ، والى الانصراف عن الشجون الصغرى والمصالح الضيقة ، والالتفاف حول الشجون الكبرى والأهداف الوطنية الخالصة ، والى العمل الدؤوب لانجاح الهدف الاستراتيجي من الفترة الانتقالية الآنية باتمام عملية التحول الديمقراطي ، وتسخير كل طاقات بنات وابناء شعبنا في عمليات ومشاريع البناء الوطني وفي استدامة انارة قناديل الوعي والاستنارة ، حتى نتخطى معاً تحديات الواقع المعقد لنصنع مستقبلاً يشبه سماحة هذه الأمة وجليل تضحياتها .

عاش شعبنا حراً منتصراً

أمانة الإعلام
٩ مايو ٢٠٢١م