الخميس , مارس 28 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / بيوت الأشباح (الحلقة ١٤) يروي فيها المعتقل أنور حسن عباس، عضو الحزب الشيوعي السوداني تجربته المريره:

بيوت الأشباح (الحلقة ١٤) يروي فيها المعتقل أنور حسن عباس، عضو الحزب الشيوعي السوداني تجربته المريره:

بدأ مسلسل إعتقالاتي منذ عام ١٩٩٠ وأول اعتقال أتوا إلى منزلي واقتادوني داخل بوكس به خمسه مسلحين وعصبوا عيني ووصلت أحد بيوت الأشباح “الواحة” قرب سيتي بنك وأدخلونا فيه وتعالت أصوات التكبير والتهليل وحالة الضرب المبرح بالخرطوش..

# كنا مجموعة ووزعونا على عدة غرف وجدنا بها فوزي أمين ومحمد ضياء الدين وعدد كبير من المعتقلين. كان الضرب بالخراطيش والشلوت والكفوف شديداً وهستيرياً، وتعحبت هل لهؤلاء معنا تار شخصي أم ماذا. وكان ذلك في حفلة الإستقبال وبعد أن فرغوا من التعذيب أوقفوني حوالي ساعة رافع يدي في مواجهة الحائط. كانوا طوال الإعتقال يعلقوننا ب”كلباش” ويضربونا بكل ما هو موجود حتى أغمى علي مرتين ويصرخون: “دق الشيوعي”، “دق الكافر”..

مكثت في أول إعتقال أربعة شهور، وكان السجانون يأتون لنا خلسة بينما المعتقلين يؤدون الصلاة ويقرأوون القرآن ويصرخون فينا بقولهم: “الصلاة دي وسورة يسن ما بتحلكم”. في يوم دخل علينا أحد المعتقلين من كبار السن وهو يبكي بمرارة وحين استفسرناه قال أنه يبكي لأن من كان يعذبه ويضربه أحد الطلاب الذين قام بتدريسهم وهو يذكره جيداً..

أفرجوا عني وبعد ثلاثة شهور ونصف إعتقلوني مرة أخرى في زنزانة في شكل حمام أو مغسلة ضيقة في سطوح عمارة بها حوالي خمسة عشر معتقل لمدة شهرين ونصف. وطوال فترة الإعتقال الأول والثاني لم يتم التحقيق معي ولم يتم توجيه إتهام لي. وهنا إخترعوا أسلوب تعذيب فريد من نوعه، وكان الطقس شتاء ونعاني من البرد القارس: “يكشحوا جرادل موية باردة جداً على بلاط سطوح العمارة ويأمروني بمسح وتجفيف البلاط بجسمي يعني أتدردق لغاية ما تنشف المويه ويضربوني إذا توقفت. بكون عطشان جداً وأغتنم الفرصة خلسة وأمد لساني لأشرب من الشقوق بين البلاط”..

إعتقلوني للمرة الثالثة عام ١٩٩٤ في زنازين بيوت الأشباح لمدة شهرين. ممارسات التعذيب كانت نفسها بإستثناء أسلوب جديد وهو التعليق على الحائط وتكون مستند على الأرض بالكاد على أطراف أصابع القدمين لساعات. أحد كبار السجانين إسمه مهدي متخصص في ضربنا على العظام فقط بعصا خشبية. وفي إحدى المرات وقف مهدي بأرجله على وجهي وأنا ملقى على الأرض وملابسي ممزقة والدماء تسيل من جسدي وهو يصبح “الكدايس عندها سبعة أرواح وإنتو الشيوعيين ديل عندكم تسعة أرواح”..

  إحدى الروايات من بين المئات – إن لم تكن الآلاف – من قصص المآسي والتعذيب الشرس الذي لا يقوى على ممارسته إنسان سوي كان السمة البارزة في إهانة كل من عارضهم من السودانيين الشرفاء وبرضو “هي لله ولا السلطة ولا للجاه” رفعها هؤلاء المنافقون المتاجرين بشعارات الدين الجميلة لتمرير جرائمهم التي لم يسبق للتاريخ البشري أن شهدها..

الحركة الإسلامية تنظيم إرهابي

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.