*محمد امين ابوجديري*      يكتب حول: نظام الحكم والادارة في السودان

__________________________

▪️لدي اهتمام بمسالة نظام الحكم و الادارة في بلادنا ، ولدي قناعة باننا لو سرنا في طريق النظام الذي ارساه لنا الحكم الانجليزي و طورناه بمرور الوقت وفق تدابير علمية سليمة…. اذن لكنا الان في مقدمة الامم ولكن …
يا للحسرة ، تخبطنا وسرنا في طرق المجهول والجهل فحصدنا الندامة .
▪️تابعت برنامج المشهد بتلفزيون السودان والذي قدم في حوار مطول  الصديق/ طه عبد الله يس مستشار وزارة الحكم الاتحادي في اضاءة شاملة حول الورشة الفنية لمؤتمر نظام الحكم . وكعادته افاض الصديق طه في شرح مسار المؤتمر والذي يسير اهتداءا بما جاء في اتفاق جوبا مع الجبهة الثورية في رسم مسار حكم قائم على ثلاثة مستويات هي:
مستوى الحكم الاتحادي   و
مستوى الحكم الاقليمي    و
مستوى الحكم المحلي .
والسؤال الذي سوف يجيب عليه هو ما هو مصير الحكم الولائي الحالي .
ولقد حاول الاستاذ طه ان يقدم سيناريو له يقوم على وضعه في مستوى مابين الاقليمي والمحلي بشكل تنسيقي بدون صرف مالي كبير عليه كالوضع الحالي وذلك لربط المسافات البعيدة بين اطراف الاقليم الواحد .
▪️ ان ما طرحه الاستاذ طه هو الوضع المثالي والذي كان يمكن تطبيقه من اول يوم من تاريخ نجاح الثورة ولكن وبعد مرور عامين وما نتج عن ذلك من ضعف وهوان للحكومة الانتقالية و عدم مقدرتها كبح جماح اللوبيهات الجهوية والقبلية والتي اصبحت مصدر ازعاج و خطر على الثورة اضف الى انها صاحبة المصلحة في بقاء الولايات على شكلها الحالي .
▪️للاسف الشديد ان هيلمانة قاعة الصداقة الحالية و ما يستتبعها من جولات على الولايات هي بند صرف ضخم مفروض على خزانة حكومية متعبة شبه خاوية ، وهو في النهاية محاولة لاجلاس حاكم لدارفور حسب وعد اتفاق جوبا  لقائد حركة معروف … لكن هل سيقبل هو بان يكون حاكم لدارفور على غرار التجاني السيسي والذي كان رئيسا للسلطة الانتقالية لدارفور ومعه طاقم وزاري كامل ظاهريا الا ان سلطة والي شمال دارفور كبر ايامها كانت اعلى منه فعليا .
▪️لقد فشلت الحكومة الانتقالية ومن قبلها حاضنتها السياسية (قحت) في فرض ارادة التغيير من اول يوم ، حين كان ذلك متاح لها ، ترشيدا للصرف البذخي على جهاز الدولة المترهل والذي ورثناه من نظام الانقاذ الساقط ، والان جئنا نفتش الماضي والذي لن يتم تحقيقه بالسهولة المرجوة .
▪️واحدة من اهم وسائل حل الازمة المالية لبلادنا هي ترشيد الصرف وتخفيفه الى ادى مستوى ممكن على جهاز الحكومة المترهل و الموروث من العهد البائد . اذن المسالة ليست في الصرف بسخاء على الورش والمؤتمرات و السفريات وانما امتلاك الحكومة للارادة الغالبة والتي تفرض باسم التغيير القرارات المناسبة لصالح    المواطنين .
▪️ولاننسى عامل هام جاءنا بنفسه . الا وهو تطور اداء التواصل والاتصالات الالكترونية بين اطراف الاقليم   . و بهذا يسهل الاتصال بين اطراف الاقاليم البعيدة .

  محمد امين ابوجديري
   ٣٠ / ٤/ ٢٠٢١ .

/