Laa-Laa لا لا موقع شباب السودان الحر
سوف يسجل التاريخ ان قانون مقاطعة اسرائيل قد الغي بواسطة حكومة يشارك فيها حزب البعث العربي الاشتراكي الاصل في السودان !
منذ بدء الارهاصات والى ان تحققت بشكل بائن عندما اجاز مجلس الوزراء قانون (الغاء قانون مقاطعة اسرائيل) ، كانت الدهشة موجهة بالاساس الى موقف حزب البعث العربي الاصل و مجموعته القومية العربية الداعمة والمشاركة في الحكومة ، كون ان البعث وانطلاقا من الثوابت الفكرية له يرفض تماما اي تطبيع مع الكيان الصهيوني الاسرائيلي ، كما انه على الدوام يركز في دعوته على ان مسالة فلسطين المحتلة هي قضيته المركزية . و حتى نكن من المنصفين فان حزب البعث ومن خلال بياناته وتصريحاته الاخيرة نجده مناهض لمسالة تطبيع العلاقات السودانية –الاسرائيلية ولكنها *مناهضة خجولة* لاتشبه الشخصية الشرسة والحادة للحزب في الدفاع عن ثوابته الفكرية . واتذكر تماما حملته القوية ضد قوى الهبوط الناعم ، والتي حشد لها وشاركته فيها قوى وطنية عريضة ، والتي كانت تسعى للتطبيع مع نظام البشير قبل اسقاطه ، عبر الانتخابات وغيرها .
من خلال رصدنا للتاريخ القريب نجد ان حزب البعث الاصل وبعد اسقاط نظام الانقاذ قد استقر تماما في *تحالف مجموعة الهبوط الناعم*، والتي هي عبارة عن تحالف عريض من الليبراليين الجدد تقود الحكومة الانتقالية الان في السودان وفق برنامجها والذي يقوم :
١/ *اقتصاديا*: على تنفيذ برنامج صندوق النقد الدولي الراسمالي وهو المناقض تماما لبرنامج حزب البعث الاشتراكي .
٢/ و في مجال *العلاقات الخارجية* : على الانضمام لمحور التطبيع مع اسرائيل و هو المناقض تماما للثوابت الفكرية السياسية لحزب البعث .
اذن من الواضح تماما لكل قارئ للساحة السياسية ان حزب البعث العربي الاشتراكي الاصل قد سار في طريق مناقض لثوابته الفكرية او انه قد طرأت داخله مراجعات فكرية على شاكلة البيروسترويكا ولكن بدون الاعلان عنها للرائ العام .
اما منطق عدم ترك السلطة لاستحواذ مجموعة الهبوط الناعم فهو *فطير* ولايرقى الى مستوى الاطمئنان له ويكذبه يوميا تمدد مساحة مخالفة الحكومة الانتقالية لاهداف ومبادئ ثورة ديسمبر المجيدة .
يبقى السؤال والذي يبحث عن اجابة هو : هل من المتوقع ان نصحو على اعلان من حزب البعث يصحح فيه مواقفه الحالية ؟
*محمد امين ابوجديري*
٢٠ ابريل ٢٠٢١ م
