#لجنة_اسر_شهداء_ديسمبر #بيان_جثث_مشرحة_مستشفي_التمييز

#بالامتداد
قضية تكدس الجثث مجهولة الهوية بمشرحة المستشفى الاكاديمي (التميز) التي شاهد العالم اجمع مدى فداحة الجرم الذي ارتكب في حقها لم تجد أدنى اهتمام من الحكومة السودانية وجهات الاختصاص التي تقع عليها المسؤولية الاولى والاساسية في الحفاظ على حياة مواطنيها وكل من يتواجد على أراضيها، كما يقع عليها واجب احترام آدمية هذا الانسان حياً كان ام ميتاً لان كل الشرائع السماوية والقوانين الارضية احترمت وصانت حياة الانسان وما ان تنتهي حياته فان اهم واجب واكرام له هو الاسراع بدفنه ما لم تكن هناك اسباب او ظروف شرعية او قانونية تمنع دفنه.

ومن الغريب ان يتم التصريح عن ان هذه الجثث (التي يقال انها مجهوله) من قبل جهات او افراد ويتم وصفها انها نتيجة نزاعات او اسباب اخرى، مع حقيقة محزنة  انها كانت منذ فترة طويلة في ثلاجات المشرحة وارتباطها على حسب مقربين من دائرة الطب بالجريمة الكبرى (فض الإعتصام) التي ارتكبها المجلس العسكري الانقلابي ، في حين ان ذلك هو من مهمة الحكومة وواجب القضاء والنيابة العامة في التحقيق في هذا الموضوع الذي انتهك كرامة وآدمية الانسان.

الجثث اذا كانت مجهولة او معلومة الهوية فهي لأناس انتهت حياتهم واصبحوا في ذمة الله، واي تفسير او تبرير لا يمكن قبوله لهذا التأخير في الكشف عن تفاصيل ووقائع العثور على جثثهم سواء من حيث مكان وتاريخ العثور عليها، والجهة او الشخص المُخبر عنها، والتقرير الطبي العدلي لاوصاف وتفاصيل الجثة، ووجوب ان يكون لكل منها استمارة التشريح الطبي المكونة من  مجموعة المعلومات والاسئلة التي تنتهي باسباب الوفاة الواجب بيانها ، وهو ما يعتبر من اساسيات واصول التحقيق الجنائي في العالم.

من المهم بدلا من الدخول في نقاشات طويلة واستنتاجات ، ان يتم التركيز على الجانب القانوني ومسائلة الحكومة وجهات الاختصاص ومحاكمة المتسببين في هذا الجرم الفادح فهل تم اتباع الاجراءات والاحكام القانونية المنصوص عليها في القانون ، وهل تم تحليل الحمض النووي والبصمات وتنظيم قاعدة بيانات متاحة للجميع بحيث يستطيع اهالي المفقودين والمختطفين والمغيبين الوصول اليها لغرض التعرف على من فقدوه لأي سبب كان؟

منظر الجثث التي تعددت أسباب وطريقة موتها، لكنها التقت في نقطة واحدة وهي انها لم تجد احتراما لها حتى بعد موتها، ولم تمنح حتى فرصة في أن تمرّ عليها عينا شخص يمكن ان يتعرف إليها، هي قضية تستحق ان يدافع عنها كل من يمتلك ذرة من العدل والانصاف والانسانية.

آن هذا التعتيم من الدولة بكل هياكلها واعلامها سيجد منا التصدي والوقوف على الأمر حتى تكشف الحقائق كاملة غير مجتزئة وحتى يحاكم المجرمين على فعلهم اللا إنساني وتكرم الجثث بدفنها فلا يوجد جريمة مكتملة الأركان في قاموسنا ولن يهدأ لنا بال حتى ننال غايتنا خاصة ان الانسان في بلادنا يفنى في السعي لتأمين مسكن يأويه ولقمة عيش تسد رمقه ووظيفة تحفظ كرامته ، أما اليوم فيبدو أن الكثيرين باتوا بحاجة للسعي إلى تأمين قبر يضم جثثهم حال موتهم وياله من ألم لا يضاهيه الم.
#الثورة_مستمرة