الجمعة , مارس 29 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / إذا صَحَّ إتهام كُوشيب المسنود من محكمة الجنايات الدولية ضد البرهان فعليه أن يستقِيل أو يُقال

إذا صَحَّ إتهام كُوشيب المسنود من محكمة الجنايات الدولية ضد البرهان فعليه أن يستقِيل أو يُقال

تعليقات في السياسية الداخلية

سليمان حامد الحاج
القاهرة ٢٤ فبراير ٢١٢١

عودة الي بدء
في مقالات تحت عنوان ( البُرهان يكشف ما هو مُستبطن ) و( التلكؤ والبُطء المقصود في التنفيذ يؤكد موقف البُرهان المُستبطن من الثورة ) وغيرها ، نُشرت في صحيفة الميدان بلا تردد كما هو حالها دائماً . جاء في تلك المقالات أن المكون العسكري في مجلس السيادة والوزراء هو العقبة الكؤود أمام إستمرار الثورة ومحاولة إيقافها في مُنتصف الطريق تمهيداً لإجهاضها . ويتواسل المكون العسكري بمُختلف المُبررات للوصول الي ذلك الهدف . أوضحنا مِصداقية ذلك ، بعدم تقديمه للمحاكمة كل من ساهم في فض الإعتصام ومجزرته البشعة ، وجرائم القتل والتعذيب التي حدثت في العديد من مناطق السُودان . وعدم إعدام منسُوبي جهاز الأمن الذين مثَّلوا بجسد المُعلم أحمد الخير قبل قتله ، ولم نسمع حتي الآن عن تقديم المُشاركين في الإنقلابات المُعلن عنها للمحاكمة وغيرها من أكثر من جريمة قتل وتعذيب خارج القانون وجرائم فساد وغيرها .
يؤكد إصرار البُرهان علي قِمة السُلطة أيضاً ، ما صرح به في الأيام الأولي للثورة ، بأنهم كانوا ينوون الإنفراد بالسُلطة كمجلس عسكري ( صِرف ) وليس لهم أيُّ نوايا لتكوين حكومة مدنية . وحددوا أجندة عملهم طوال الفترة الإنتقالية والتي لم يكن من بينها أيُ من مطالب الثورة ، عكس ذلك أكد لآ آته الأربعة تلك ، لا بوضع تشريعات جديدة ، لا هيكلة للقوات المُسلحة ، لا هيكلة لجهاز الأمن والمخابرات ، لا تصفية للخدمة المدنية. وقال – براءة الأطفال في عينيه – أنه لا رغبة له في الإستمرار في السُلطة وأنه سيتنحي بعد أن يطمئن علي تسليم السُلطة لشخص آمن !! بينما كل تلك اللآآت الأربعة تؤكد التمهيد المُستطبن للبقاء في السُلطة . فالمكون العسكري أخر تكوين المجلس التشريعي عن قصد ومع سبق الإصرار والترصد ، بحجة إبتدعها البُرهان قائلاً أنه يخشي من إنزلاق المجلس التشريعي الإنتقالي يضُر الخدمة المدنية ، وهي حجة تكشف ما يضمره البُرهان . فالواقع يقول أن البُرهان تكوين المجلس التشريعي بحجة ( السلام أولاً ) لتأتي محاصصة جوبا وما أفرزته من هياكل وأشخاص دعماً للمكون العسكري ، لاستمرار في السُلطة ولضمان الإفلات من العِقاب علي الجرائم التي إرتكبوها . وهنالك العديد من المؤشرات والأسئلة التي تفرض نفسها. أليس البُرهان هو الذي طلب في أكثر من مُناسبة التفويض من القوات المُسلحة لإستمرار في الحُكم ؟! أليس هو ذات البُرهان أعلن إنشاء مجلس شركاء الفترة الإنتقالية وأصبح هو رأسه ، رئيساً ؟! أليس هو نفس البُرهان الذي وقع علي تمديد الفترة الإنتقالية وداس علي الوثيقة الدستورية التي قررت ذهابه في العشرين من يناير ٢٠٢١ ؟!

● كنا في تلك المقالات نتحدث فقط وبحسن مِصداقية عن الجرائم التي أُرتكبت منذ الأيام الأولي من ثورة ديسمبر ٢٠١٨م ، ولم نذكر من قريب أو بعيد مجازر دارفور في إرتباط بالبُرهان وحميدتي .

● كُوشيب يفجر قُنبلة في وجه البُرهان وحميدتى :
أكد المُدعي كريم خان الذي تم إنتخابه لتولي منصب المُدعي العام للمحكمة الجنائية خلفاً للمُدعية فاتو بِنسودا ، أنه سوف يعمل علي إنفاذ كل أوامر القبض التي لم يتم تفعيلها بعد ، ومنها أوامر قبض ضد الهالك البشير وصحبه الأبالسة عبدالرحيم محمد حسين وأحمد هارون كما سوف أجتهد في إصدار أوامر قبض ضد المُتبقين من في قائمة ال ٥١ مُتهماً في إبادات دارفور الجماعية ، ومنهم البُرهان ونائبه حِميدتي وعلي عُثمان محمد طه ضمن آخرين .
إستند المُدعي كريم علي أحاديث عدد من الشُهود ولكنه إستند أكثر من ذلك علي ما قاله كُوشيب عندما أُلقي القبض عليه في مدينة براو في جمهورية إفريقيا الوسطي في يوم الثلاثاء ٩ يونيو ٢٠٢٠م . قال كُوشيب بالحرف : ( جيبوا البُرهان معاي ، ما أنا براي . أكان أنا كتلت مية ، البُرهان كتل ألف ) .
وفي يوم الإثنين ١٥ فبراير ٢٠٢١م ، بعد ٣٣ إسبوعاً قضاها في مركز الإحتجاز الذي تديره محكمة الجنايات الدولية بسجن ( Scheve nin gen ) بمنطقة لاهاي ، قال كُوشيب لينك كِريستوف الصحفي في صحيفة النيويورك تايمز والمُتخصص في إبادات دارفور الجماعية( سوف أفضح البُرهان .. في يناير ٢٠٠٤ قابلت عبد الفتاح البُرهان في وادي صالح في دارفور  ، وكان رئيس حرس الحدود ( إسم الدلع للجنجويد – كما قال ) وكان الوزير أحمد هارون مبسوط منه لأنه لا يعرف الهظار مع الفور .. طلقة في الرأس ، وحريقة في النار من غير كلام . وقال لي العقيد البُرهان أنه رب الفور ، ولن تقوم لهم قائمة وهو علي قيد الحياة ، وكان صادقاً فيما يدعي لانه قتل عشرات الآلاف من الفور )
[ راجع أقوال المُحتجزين لدي محكمة الجنايات الدولية في لاهاي علي الرابط : http://. en Wikipedia. org/Wiki/People_ detained _ by the international. court ]
(المنشور في واتساب بتاريخ ٢٤ فبراير ٢٠٢١ م).

● هل يمكن الإفلات من العِقاب ؟
يضاعف من إصرار المتهمين جميعهم علي رفض المثُول أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي ، رغم تصريح عضو مجلس السيادة محمد حسن التعايشي في يوم السبت ١٣ فبراير ٢٠٢١م ، الذي تناقلته الصحف وأجهزة الإعلام السُودانية والعالمية ، وجاء فيه ( أن الحكومة الإنتقالية ستسلم المطلوبين للعدالة الي محكمة الجنايات الدولية . وأن الحكومة إتخذ القرار بالإجماع ) .
الإصرار علي ذلك الرفض تواصل أكثر مما مضي بعد قرار ( مبدأ المسؤولية عن الحِماية ) الذي أقرته هيئة الأمم المُتحدة بالإجماع . وهو ينص علي أن الجرائم الخطيرة الكبيرة مثل تلك التي أُرتكبت في جميع مناطق السُودان في الثلاثين عاماً الماضية ، والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية ليس من حق أي جهة مهما كان وزنها أن تقرر العفو فيها عن مُرتكبيها لانها جرائم جنائية ولا يُسمح لجميع الذين إرتكبوها الإفلات من العِقاب .
جاء في أقوال كُوشيب أمام المحكمة الجنائية الدولية ، أنه إلتحق بمليشيات الجنجويد كنفر بيادة ، وترقي حتي صار عقيداً لإجتهاده في القتل والحرق . وعمل في دارفور تحت قيادة قائدها العقيد وقتها عبدالفتاح البُرهان ، ولاحقاً في قوات الدفاع الشعبي في دارفور.  وهذه وتلك من مليشيات الجنجويد
فترة السبعة شهور الجهنمية من أغسطس ٢٠٠٣م وحتي مارس ٢٠٠٤م ، التي إعتمدها مجلس الأمن ومحكمة الجنايات الدولية مرجعية حصرية لملف قضية دارفور ، كان علي كُوشيب قائداً لقوات الجنجويد في وادي صالح( موطن مولده ) تحت الإشراف المُباشر والتمويل المادي والتسليح اللوجستي لأحمد هارون وزير الدولة في وزارة الداخلية وقتها والمسؤول مُباشرة لدي الرئيس المخلوع البشير . بلغت جملة الإتهامات ضد كُوشيب من محكمة لاهاي ٥٣ إتهاماً ، تتعلق بجرئم حرب ، وجرائم ضد الإنسانية إرتكبها في دارفور من أغسطس ٢٠٠٣م وحتي مارس ٢٠٠٤م.
مِثلاً وليس حصراً لجرائم كُوشيب ما شهدت به السيدة هاجر إبراهيم ، بأن كُوشيب قد هددتها في السابع من مارس ٢٠٠٤م ، بأنها إذا لم تتعاون معه ، فسيكون مصيرها مثل مصير بعض الجماجم المقطُوعة من أجساد الذين إغتالهم ، وكانت الدماء لا تزال تنزف من هذه الجماجم ، التي كانت موضوعة تحت ( تبروقته ) التي يستعملها للصلاة .
إتفق من يعرفونه بأن كُوشيب مسخ شيطاني يقتل كما يتنفس ، بل يتلذذ وهو يقتل الأطفال والشيوخ والنساء.
فكيف بالبُرهان الذي قال عنه علي كُوشيب : ( أنا ما براي جيبو البرهان معاي .. أكان أنا كتلت مية البُرهان كتل ألف ) !!

● ما العمل إن كان هذا صحيحاً ؟!
الخيارات ضيقة ومحدودة :
أولاً : إما أن يستقيل البُرهان ويسلم نفسه ضمن الآخرين الي محكمة لاهاي الدولية .
ثانياً : إذا رفض ، لا مفر من إقالته وتسليمه مع الآخرين الي محكمة الجنايات الدولية ، وفقاً لقرار مجلس الوزراء الصادر بالإجماع في يوم السبت ١٣ فبراير ٢٠٢١م ، والقاضي بتسليم المتهمين لمحكمة لأهاي .
في كل الأحوال ، فإن شعب السُودان ينتظر رأي مجلس السيادة والوزراء في صِحة أو عدم صِحة الإتهامات الصارة من المُدعي العام كريم خان ، وماذا سيفعل ويتخذ من إجراءات وقرارات ؟

سليمان حامد الحاج
القاهرة ٢٤ فبراير ٢٠٢١م

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.