السبت , أبريل 20 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / محمد امين ابوجديري يكتب عن :    *زمن عبد الكبير*

محمد امين ابوجديري يكتب عن :    *زمن عبد الكبير*

  الناس في بلادي متفاوتون في تاثيرهم الاجتماعي ، منهم من يقضي عمره في وظيفة او مهنة بشكل روتيني يومي الي ان ياخذه ربه الى جواره وينساه الاهل والمعارف بعدها لان عطاؤه الاجتماعي محدود وقد يكون غير مؤثر ….
  ولكن هنالك نوع من *الناس* يستحقون لقب *شخصيات* مؤثرة في مجتمعاتها التي تعمل وتتحرك في دوائرها …
  من هذه الكوكبة فقيدنا الراحل المهندس *عبد الكبير ادم عبد الكبير* . ..
  صلتي الوثيقة  به منذ ان كنت طالبا في البوليتكنك وناشطا في مؤتمر الطلاب المستقلين وهو في قيادة حزب المؤتمر الوطني (سيد الاسم والذي سرقوه لصوص الانقاذ ، مما اضطرنا الى تغييره الى اسم المؤتمر السوداني في ٢٠٠٥م ) ، عضد ذلك انه خريج نفس المؤسسة والتي كانت تسمى ايامها المعهد الفني …
انه في فجر الاحد ٢١ مارس ٢٠٢١ م ورى الثرى جثمان فقيدنا المهندس عبد الكبير بعد حياة حافلة بالانجازات و معايشة الاحداث الجسام ، ذلك انه اطل على الحياة في مدينة ابوحجار الوادعة في النيل الازرق في النصف الاول لاربعينيات القرن الماضي ودرس الهندسة المدنية في المعهد الفني (تطور اسمه الى معهد الكليات التكنولوجية و الان يسمى جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا ) في حقبة الستينيات المليئة بالاحداث الجسام والتي اهمها ثورة اكتوبر الشعبية التي شكلت وجدان ذلكم الجيل العظيم من ابناء السودان . لقد انتظم فقيدنا الراحل في الحركة السياسية الطلابية و ساهم مع ابناء جيله في انشاء *حزب المؤتمر الاشتراكي*… والذي مهد بعدها مع مجموعات عديدة اللقاء في ساحة *حزب المؤتمر الوطني* عام ١٩٨٦ بعد انتصار الثورة الشعبية الثانية . ..  ويلاحظ اننا نتحدث عن سياسي سوداني  *شاهد على العصر* ،  امتدت حياته الحافلة منذ الاستقلال ١٩٥٦ مرورا بالثورات الشعبية الثلاث .
  مهنيا ارتبط الراحل المقيم بالعمل في وزارة الري ذات التقاليد العريقة والتي اتاحت له التاهيل فوق الجامعي في بريطانيا  ، ولقد نهل من علم علماءها الاجلاء  واكتسب خبرات واسعة مكنته و اوصلته الي ارفع الوظائف فيها ، اضف الى ذلك شخصيته المحبوبة التي اثرت في محيطه العملي والذي وثق فيه واصبح ممثلا نقابيا لهم يسعى لحل مشاكلهم ويطور من اعمالهم و يرتقي بمؤسستهم لذلك تجد الواحد منهم يقول لك ( *انني عملت في مؤسسة الري زمن عبد الكبير*) لقد صار علما ينسب له الانتماء .
  وعندما اجبرته طغمة الانقاذ مفارقة مؤسسة الري ، اشترك مع رفيق دربه في الدراسة والحزب  المرحوم المهندس عبد الحميد  سيد احمد في شركة انشاءات انجزت الكثير من الاعمال المرتبطة بمجال الري والسدود والكهرباء …
في مجاله النقابي كان ممثلا للمهندسين في المكتب التنفيذي لتجمع المهنيين قبيل قيام انقلاب الانقاذ المشؤوم . وواصل النضال في المجالين النقابي والسياسي حتى صار رئيسا لحزب المؤتمر في العام ١٩٩٩ خلفا للراحل مولانا عبد المجيد امام . ولقد كانت تلكم الايام وبرغم قساوة النظام وبطشه فرصة تاريخية لتقوية اواصر رابطتنا السياسية والاجتماعي بالحزب ، وتكللت مساعينا واجتهاداتنا تحت رئاسته في ترتيب البيت الداخلي والانفتاح على الخارج . واذكر انه تكونت قيادة الحزب برئاسته واصبح المهندس عبد الرحمن يوسف امينا عاما للحزب ، و تم تكليف الاستاذ ابراهيم الشيخ منصب الامين السياسي اما امانة الثقافة والفكر والبحوث كانت تحت قيادة الاستاذ الصحفي محمد لطيف ، و تم تكليفي بامانة التنظيم .
  في تلكم الفترة توطدت العلاقة بيننا و عملنا كفريق متجانس الى حد كبير ، يعود ذلك الى شخصيته الهادئة والودودة التي تمتص توترات العمل وقساوته ، وبذلك احدثنا نقلة هامة في تاريخ الحزب .
ولا انسى ذكر حضوره الدائم وبشكل يومي في كل انشطة الحزب بل و قيادته للتواصل الاجتماعي متنافسا فيه مع رفيقه وصديقه المهندس عبد الرحمن يوسف والذي اخصه باحر التعازي في فقدنا الجليل . ويجب علينا ذكر حضوره الاجتماعي وسط اهله وا صدقائه .
  اخر منشط اشتركنا فيه هو الاعداد لافتتاح مركز مولانا عبد المجيد امام للثقافة ، وكعادته كان مشكلا حضورا مستمرا كاملا برغم اثار المرض الذي انهكه كثيرا الا انه مواصل بنفس روحه الشبابية المتواصلة بود عميق مع الصغار والكبار  .
  لقد رحلت عنا اليوم الى الدار الاخرة شخصية مؤثرة في محيطها ، جاذبة ، ملهمة ، ودودة ، تربط بيننا نحن من تركنا الحزب قبل سنوات عديدة مع من هم فيه الان برابط اجتماعي لا املك له وصفا الان .
ربي ارحم عبد الكبير واغفر له و اسكنه فسيح جناتك واجعل البركة في زوجته وابنائه واهله و معارفه .

      *محمد امين ابوجديري*
            ٢١مارس ٢٠٢١

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.