الأربعاء , أبريل 24 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / *التعليم واستكمال عملية البناء الوطني الديمقراطي* 4/1/2021 *✒د. احمد بابكر*

*التعليم واستكمال عملية البناء الوطني الديمقراطي* 4/1/2021 *✒د. احمد بابكر*

يشكل التعليم أهم ادوات النهوض والتقدم للأمم وقد تنازعت الأمم التي تعرضت للظاهرة الاستعمارية مناهج كثيرة لإدارة العملية التعليمية وبالتالي مخرجاتها.
بعد سيطرة المستعمر على البلاد عمل على إنتاج تعليم يلبى حاجاته الاستعمارية في الإدارة تحت سقف معرفي وثقافي حدد معالمه بشكل دقيق، وربط التعليم بالوظيفة، مما أدى لربط التعليم بالعائد المادي والوجاهة الاجتماعية وليس رغبات وقدرات الطالب وهو المنهج المستمر حتى الآن، وهو منهج صمم لإنتاج موظفين وادارين وليس مبدعين وصناع حضارة وحياة.
تميز التعليم (المعروف بالتعليم الحديث) في ذلك الوقت بالتغريب وهذا حدث في كل دول العالم الثالث التي تعرضت للظاهرة الاستعمارية..
متعلمي هذا المنهج هم من قادو البلاد سياسيا طوال الفترة السابقة،وهذا يفسر لنا العجز الذي اداروا به البلاد حيث اكتفوا بالوصول للمنصب باعتباره في حد ذاته نجاح،برسم ربط التعليم بالوظيفة، ومعيارية مدى نجاحك يرتبط بمستوى الوظيفة التي تشغلها ومردودها المادي..
إضافة إلى أنه قد تم عزل هؤلاء المتعلمين طوال فترات دراستهم عن محيطهم الاجتماعي الطبيعي وصناعة مجتمع بديل لغته لغة المستعمر وحتى أزيائه.
كانت نتيجة ذلك غربة المتعلم وتعاليه وبالتالي عجزه عن الايفاء بمتطلبات التطور الوطني…
لذلك نسمع كثيرا عن ان ذلك الجيل مثقف، وهو فعلا أطلع على كل الأسماء الثقافية العالمية وأصبح ضليعا في الثقافات العالمية وعاجزا تماما أمام ثقافاته المحلية  وإنتاج فكر يعمل على تطويرها …
واستمرت هذه المرحلة إلى ايام نميري حيث تم التعامل مع المناهج كذلك بشكل سطحي…
وفترة السبعينات هي الفترة التي بدأنا فيها عملية التعلم…
حيث استمرت ذات الغربة فلم يضيف لنا المنهج أي معلومات لمعرفة بلادنا وثقافاته ومجتمعاته،اتذكر في المرحلة المتوسطة كنا ندرس شوقي وطه حسين والعقاد.. ولم نكن نعرف أي شيء عن معاصريهم من السودان..
درسنا الحضارة الفرعونية ولم ندرس بشكل معمق عن حضاراتنا القديمة..
درست الجامعة في مصر فكنت اعرف مدنها قبل ان تطأ قدماي أرضها واجهل الكثير جدا عن جغرافية بلدي البشرية والاجتماعية والمكانية..
وكل أبناء جيلي من كل مناطق السودان يتسمون بذات الدرجة من المعرفة إلا من اتيحت له فرص السفر …
ثم جاءت الإنقاذ و غيرت المناهج ولكنها استدعت معارف وثقافة وطرق تفكير قبل ١٠٠٠ عام على الأقل، في رده معرفية مدهشة …
في ردة فعل على المنهج الحديث او الغربي الذي كان سائدا، تحت عناوين التأصيل وووالخ
ولذلك كان دوما التفكير الذي ينطلق من ردة الفعل يورث كارثة لاتقل عن المنقلب عليه.
لذلك كان سؤال الأصالة والمعاصرة رديف لمطلوبات استكمال عملية البناء الوطني الديمقراطي.
ولذلك من المهم جدا تحديد أهداف المنهج التعليمي على المدى الاستراتيجي وكيفية الوصول لهذه الأهداف..
في تصوري ان أهم تحدياتنا في السودان وربما في كل الدول التي خضعت للظاهرة الاستعمارية هو تحدي استكمال البناء الوطني الديمقراطي حيث يلعب التعليم دورا مركزيا في تطور المجتمع ثقافيا واجتماعيا ومع عناصر أخرى كالتنمية والديمقراطية نستطيع انجاز هذا الهدف الاستراتيجي والذي اعتبره في رأيي المتواضع المشروع الوطني الجامع.
ضمن هذا الفهم علينا ان ندرك طبيعة واقعنا الموضوعية والذاتية اجتماعيا وثقافيا خاصة المتمحورة حول الانتماءات القبلية والعشائرية والجهوية المسيطرة والأعلى صوتا  ورسوخا  من الانتماء الوطني.
بالتالي يبرز السؤال هل تتم معاداة هذا الوضع الاجتماعي والثقافي من خلال مناهجنا التعليمية، ام نعمل على توفير روافع وآليات  لسحب المجتمع من الحالة الراهنة لحالة اكثر تقدما، تضعنا في طريق بناء الدولة الحديثة؟
وهذا الانتقال لكي يكون صاعدا واصيلا  يجب أن يتم عبر تنشيط الميكانيزمات الخاصة بالمجتمع وليس الاعتماد كليا على الحقن الخارجي مع أهميته.
لدينا اشكالات مزمنة تحتاج إلى معالجات صبورة وغير منفعله تكون بمشاركة المجتمع..
الشاهد اننا نحتاج لمناهج تعليم جديرة بصناعة المستقبل وفي ذات الوقت لاتحدث قطيعة مع الماضي.
تحياتي.
#احمد_بابكر

4/يناير2021

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.