الجمعة , مارس 29 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / الجيش والعسكر والسلطة فى السودان بقلم الناشط/عثمان قسم السيد

الجيش والعسكر والسلطة فى السودان بقلم الناشط/عثمان قسم السيد

مخطئ من يعتقد أن تشبث العسكر بالسلطة فى السودان لم يكن سيناريو أو خياراً مطروحاً طوال الوقت ولكن الفارق بيني وبين غيري إزاء هذا الأمر هو مدي إدراكي لحقيقة أن هذا الخيار لم يكن الخيار الأول في دولة بعد ثورة أطاحت بحكم العسكر ولا حتى دولة يحكمها العسكر والمليشيات بقدر ما هو كان خياراً قد يتم الالتجاء إليه كخيارأخير .

ففي دولة بعد ثورة 19  ديسمبر والتي لم يتم بعثها إلا لهذا الأمر كان الخيار الأول فيها هو تمرير زمام السلطة إلي واجهة مدنية بقيادة د.حمدوك علي أن يقوم العسكر كعادتهم بلعب دور السنّيد له فيها فحينما فشل أو أفشل فى إدارتها بقصد بمعني أدق.
هذا السيناريو سوف يتحول إلي الخيار الثاني المر وهو خيار سعى العسكر لتسلم  زمام السلطة في سبيل أن يأتي البرهان وحميدتي وملئهم لسدّة الحكم عبر انقلابا عسكريا مسنودا من بعض المدنيين وبعض الأحزاب أو عبر خلق دستورا مشوها وهو سوف يكون  تحالف العسكر أو سمه(تحالف البطلان)  خائضين  فيه بالفعل لولا ما سوف يواجهونه  من صعوبات في أثناء تنفيذه له ولولا أن يدب الخلاف فيما يبدوا ودخل عامل عدم الثقة بين أركانه.

ما أخشاه فقط هو أن مثل هذا السيناريو أو ذلك الخيار صار تطبيقه بين “”قاب قوسين أو أدنى”” الأن محفوفاً جداً بالمخاطر ضد أهداف ثورة ديسمبر بمدنية الدولة السودانية  فضلاً عن حقيقة كون  لم يعد أفضل من قد يطبق هذا السيناريو علي يديه.

السؤال الذى يطرح نفسه هل يستطيع الجنرال حميدتي وهو يملك أقوى قوى عسكرية بالبلاد فى عمل انقلابا عسكريا فى السودان واستلام السلطة وهل للجيش السودانى قدرة لمواجهة مصيرية ضد ميليشيات أصبحت تشكل أكبر تهديدا له.
الجواب ببساطة نعم قوات الدعم السريع تستطيع أن تسيطر على ذمام السلطة فى البلاد ولولا خوفها من الشارع السودانى والمجتمع الدولى لاقدمت على استلام السلطة..

أيضا أضف إلى ذاك  أشواق الإسلاميين للعودة للحكم عبر بوابة الدعم السريع وكودارهم فى الجيش والأمن والشرطة خصوصا بعد إذابة كوادرهم فى الدعم السريع.

لقد كتبت كثيرا فى سعى العسكر للحكم وعشقهم للسلطة وللوصول إلى مبتغاهم سوف يتعانون معهم بعض المدنيين العملاء للاستحواذ على الحكم…

الفترات الزمنية التي حكم فيها العسكر السودان فاقت بكثير الفترات التي استلمت فيها حكومات مدنية السلطة في البلاد. فقد بدأت سلسلة الانقلابات العسكرية في السودان ضد أول حكومة ديمقراطية انتخبت في عام 1957 عبر  استيلاء الجيش بقيادة الفريق إبراهيم عبود على السلطة في 17 نوفمبر  1958م، أول ضربة لنظام التعددية الحزبية في السودان ومقدمة لسلسلة طويلة من الانقلابات العسكرية التي صبغت تاريخ البلاد.
في عام 1964 أطاحت أكبر ثورة شعبية شهدتها البلاد بحكومة عبود، وعاد المدنيون إلى الحكم بانتخابات جرت عام 1965 بإشراف حكومة انتقالية. غير أن الحكومة الجديدة اتسمت بعدم الاستقرار.

وفي ظل اضطرابات الحكومة الإنتقالية فى ذاك الوقت نفذ النميري انقلابا عسكريا في عام 1969 بالتعاون مع عدد من الضباط من اليسار السوداني من الحزب الشيوعي على وجه الخصوص. استمر حكمه لمدة 16 عاماً .

ثم أتت “انتفاضة إبريل” أطاحت بنظام النميري، أعلن حينها المشير ع سوار الذهب ، تنحية النميري واستلام الجيش للسلطة فى العام 1985 وقاد البلاد لعام واحد رئيساً للحكومة الانتقالية، ليسلم السلطة بعد ذلك لحكومة منتخبة ترأسها زعيم حزب الأمة الراحل الصادق المهدي عام 1986. وسوار الذهب هو الرئيس العسكري الوحيد في تاريخ السودان -حتى كتابة هذه السطور- الذي وفي بوعده بتسليم السلطة للمدنيين .

ومجددا تكررً مسلسل الانقلابات العسكرية ففي عام 1989 جاء انقلاب الرئيس المخلوع عمر البشير بمساعدة الإسلاميين في السودان بزعامة الدكتور الراحل حسن عبد الله الترابي وحزبه “الجبهة الإسلامية القومية”. استمر حكم البشير لمدة 30 عاماً إلى أن أطاحت به ثورة شعبية فى أبريل  العام 2019.
لا أستبعد وجميع السيناريوهات تقود إلى أن السودان سوف يشهد حاضرا أو مستقبلا انقلابا عسكريا يقوده عددا من يحكمون السودان اليوم…

وأخيراً … إقراري بوجود هذا السيناريو لا يعني قبولي ، تسليمي أو حتى استسلامي له

ولك آلله ي وطن

بقلم عثمان قسم السيد

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.