الأحد , سبتمبر 29 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / توثيق بيوت أشباح ومعتقلات وسجون مختلفة كوبر- شالا – الدويم – بورتسودان – دبك

توثيق بيوت أشباح ومعتقلات وسجون مختلفة كوبر- شالا – الدويم – بورتسودان – دبك

نعيد نشر هذا التوثيق و نبين كيف استشهد الاستاذ عبد المنعم سلمان بسجن كوبر.

بسم الله الرحمن الرحيم

سردت في التواثيق السابقة كل الذي حدث في بيوت أشباح الفتره الأولي وهي  الواقعة بين عامي 89-90 ، موضحاً لأشكال التعذيب المختلفة البدني والنفسي ولكل من إلتقيتهم في تلك الفترة.
  وأهيب بالزملاء الذين كانوا في غرف وزنازين تعذيب أخرى، وهم كثر، أن يدونوا بالحرف و الكلمة و السطر و المقال وحتى بالصوت والصورة كل ما مره بهم من تجارب تعذيب بشتى أنواعها وكل تفاصيلها الدقيقة حتى يكون تاريخاً مظلماً في جبين الكيزان و المؤتمر الوطني تقرأه الأجيال جيلاً بعد جيل لنتفادى تكرار هذه المأساة مرة أخرى .
بعد أن وصلنا سجن كوبر وإقتنع السيد مدير السجن بدخولنا سجنه، وكم كنت مستغرباً في البداية أن يخاف مدير سجن على نفسه من مسؤولية معتقليه، ولكن وضح أن حالتنا البدنيه والصحية كانت من السوء بحيث كان من الممكن أن يسقط أي واحد منا ميتاً في أي لحظة .

✓قســم المديريـــة: 

وقد أخذ هذا الإسم من كونه كان سجن مديرية الخرطوم ضمن سجن كوبر العمومي.
كنت ضمن من إختير لهم قسم المديرية، وكنت فرحاً بذلك لأنني أعرف هذا القسم جيداً بسبب إعتقالات قديمة، ولأن بهذا القسم مساحة واسعة ومعقولة لممارسة الرياضة بكل أنواعها، كما أن العنابر به جيدة التهوية  وفيها براح وسعة.  وكم سررت بأن وجدنا بعض المعتقلين  النقابيين من  الأطباء والمهندسين والفنيين والعمال والموظفين من شتى ضروب ومناحى الحياة وأنهم كم كانوا محظوظون لأنهم لم يمرو ببيوت الأشباح .

✓الصـــراع الفكـــري :

وكماتطرقت أوضحت في التواثيق السابقة فإن النقاش كان محتدماً بين الذين كانوا يريدون الإنتقام لإنفسهم من الذين قاموا بتعذيبهم لدرجة أن حددوا أهدافهم الإنتقامية وهي سهلة المنال، وبين الجناح الآخر، والذي سادت وجهة نظره، وهو الذي كان يدعو إلى إنتهاج السبل القانونية وإلى الإنتصار الوئيد حتى لا تنعكس الصورة بتحول الضحية إلى جاني والجاني إلى ضحية وندخل في حلقة شريرة من الإنتقام والإنتقام المضاد.  … نعم كنا محظوظون لوجود أطباء وأخصائين بتخصصات مختلفة ودرجات علمية كبيرة وكوادر نقابية وحزبية سبقتنا في العمل العام وكم كانت الإستفاده كبيرة في فتره المعتقل.
مهمة الإستشاري النفسي لاحقاً  د.مجدي إسحق:
كم كنت محظوظاً بأن أدرجت في مجموعة ووردية د.مجدي إسحق، و الورديات موزعة على الأسبوع، وهي التي تكون مشرفة على إعداد الطعام و الشاي و الإشراف على صحة البيئة والنظافة وكل مستلزمات المعتقل حتى يكون السجن أكثر ملاءمة للعيش. وكم كنت محتاجاً بعد الخروج من تجربة بيوت الأشباح إلى معالجات نفسية، وقد كان د.مجدي وكل الأطباء المعتقلون مثل د.ضياء الدين محمد السيد، د.طه كروم و د.سيد أحمد الخطيب، د. عمر النجيب وكل الأطباء الآخرين كانوا يقومون بمجهودات جبارة بالسهر على راحة المعتقلين بالإشراف على مسار علاجاتهم.

✓العنابـــر :
عنبــــر اللــــوردات:

وهو إسم أوجده له المعتقلون،  إذ كانت عليه، كما على العنبرين الآخرين، لافتة تحمل الإسم المثبت عليه بواسطة سلطة السجون.
ولأن جهاز الأمن كان يميل لإقحام مجموعات متباينة بين المعتقلين بمتهمين  مثل مرحلي المواد البترولية أو متهمي تجارة الزئبق وعددهم ستة، ومعتقلين بتهم أخرى، كل ذلك كان الغرض منه خلق حالة من الإرتباك وعدم الراحة بين المعتقلين ولإعطاء الإنطباع بأن التهمة النقابية والسياسية ليستا إمتيازاً، فقد تم تخصيص العنبر المنفرد الذي يواجه مدخل المديرية   لمعتقلين نقابيين وسياسيين دون أي إختلاط وتمت تسميته بين المعتقلين بعنبر اللوردات، وحوى فعلاً وفي كل الأوقات  نخبة معتقلين من مقامات رفيعة وممن يميلون للإطلاع الكثير والهدوء الإستفادة من كل وقتهم بالسجن أمثال أخصائي الأطفال الشهير يحي عمر حمزة و أخصائي القلب الشيخ كنيش والدكتور فيصل الضوي والدكتور مدني أحمد عيسى و المهندس هاشم محمد أحمد مدير عام السكة الحديد، والأستاذ سمير جرجس ، ومجموعة بنك السودان منهم كمال عبد الكريم ويحي سنادة وآخرون، وحسين شقلبان ودكتور الفاتح عمر السيد،  وكذلك عمر البصيري وهو المندوب لإستلام الأغذية.
من الطرائف أن هذه المجموعات كان يسمون أنفسهم بالمعتقلين الإقتصاديين مجاراة لمصطلح المعتقلين السياسيين والنقابيين، بينما كنا ومن باب الطرافة نطلق على مجموعة المواد البترولية بمجموعة الأوبيك.

√عنبــر التوبـــة: 
وهو الإسم الرسمي له،وقد قال أحد المخضرمين أنه مر على هذا العنبر العديد من المرات ولم يتب.
وبه  العميد نصار محمد مصطفى وكان متهماً بقيادة الإنقلاب السابق لإنقلاب الجبهة الإسلامية بشهر واحد، وهذا يدل على أن الأطماع الإنقلابية كانت كثيرة وكان هذا الإنقلاب لصالح مجموعة السفاح نميري، وكان من متهمي الإنقلاب وبالعنبر أيضاً العميد عبدالغفار نميري وكان شخصاً ودوداً والأخر هو ملازم محمد سليمان كان ياوراً لزوجة نميري بثينة وقيل لنا ونحن في المعتقل بأن هذا السرير المعين كان مخصصاً للواء المرحوم الزبير محمد صالح و الذي كان معتقلاً مع هذه المجموعة وأفرج عنه قبل إنقلاب الجبهة الإسلامية بأربعة أيام وكانت الخطة التمويهية على المصريين بأن الإنقلاب به مجموعة من القوميين العرب حيث كانت للمرحوم الزبير ميول سياسية من ذلك القبيل.  وأيضاً كان معنا شيخ العرب وعضو الجمعية التأسيية شيخ الدندر د. منصور يوسف العجب و الذي أثرى ليإلى السجون بالفن الشعبي الفخيم من دوباي وأغاني، وأيضاً عماد آدم  وعبدالوهاب النحاس من سودانير و من مجموعة بورتسودان حاج موسى وعبدالله موسى ، معتصم محمد صالح، عبدالعظيم عبدالله صالح المواني البحرية، أمين محمد أمين المواني البحرية، عبد العظيم محمد عبدالرحمن، وكذلك سليمان صعيل، وبكري جبريل، الشيخ الخضر، ومحمود كمير وآخرون كثيرون أرجو أن يساهم الجميع في التذكير بأسمائهم.

√ثم عنبـــر ال…………..:
وكان يضم كوكبة من بينهم عباس وهبي     وأمين

كانت هنالك عدة لجان، منها اللجنة السياسية وتعنى بالمتابعة والتقييم للوضع السياسي، واللجنة الطبية والصحية ومهمتها المساعدة في سد الفراغ العلاجي للمرضى والوقوف على صحة المكان، واللجنة الثقافية وتقوم بعمل برامج تثقيفية وترفيهية ولها مكتبة ضخمة هي مجموع الكتب الواصلة للمعتقلين، كما كانت هناك لجنة لإستلام المؤن الغذائية.
الثقافة والترفيه والرياضة:
التثقيف:
تجمع كل الكتب التي كانت تأتي في الزيارات من الأسر وتوضع في مكتبة وكان لها أمين مكتبة للتسليف بضوابط معروفة.
كما كانت هنالك محاضرات وندوات  ثلاثه مرات في الأسبوع ، ثقافية ، أكاديمية ، حرفية وتخصصية، بجانب البرامج الترفيهية والثقافية الأخرى المسائية، وقد تم تنفيذ أكثر من عمل مسرحي أشهرها مأساة الحلاج للشاعر صلاح عبد الصبور.

√الرياضــــة :
كانت رياضة المشي و الهرولة الخفيفة وكرة القدم هي الأكثر إنتشاراً، وأحياناً الكرة الطائرة.

√الرياضــة العقليــة:
كانت هناك مجموعات للعب الشطرنج و الكوتشينه والضمنة و الطاولة وبعضها كانت تصنع بالمواد الموجودة.
بعض حاذقي الحلاقة، مثل الأخ عماد آدم، كانوا يقومون بذلك وبالذات لمخضرمي المعتقلين أمثال:

1/ المرحومين الأستاذ عبدالمنعم سلمان
2/ ودكتور مدني أحمد عيسى والآخرين.

✓الترحيــل إلى شــالا:

مجموعة ضمت
1/محجوب عثمان
2/ فاورق كدودة
خالد الكد
3/سمير جرجس
4/محمد محجوب عثمان
5/عباس السباعي
جلال السيد
6/مصطفى عبدالقادر
السر الناطق
7/السر خطاب
8/كامل عبدالرحمن الشيخ
9/عبدالعظيم سرور
10/أحمد محمد صالح فريجون
11/ دكتور عشاري أحمد محمد .

وتم ترحيل مجموعة أخرى إلى شالا:
بينهم سعودى دراج
1/ على الماحي
  2/د.عمر النجيب
3/كمال عبدالكريم ميرغني
4/ عبدالمنعم سلمان 5/عبدالله كوبيل
6/عبدالرحمن الزين حجازي
  7/د.مجدى إسحاق، د. 8/ميرغني حبيب الله
9/ حسين شقلبان
10/حذيفة الشيخ
11/مبارك مهاج
12/محمد الناير
13/د.نجيب نجم الدين
14/ باشمهندس سيد أحمد
15/على العوض
16/بشير حماد
17/عبدالرحيم بقادي
18/د. حموده فتح الرحمن
19/ د. عبدالمنعم عطي 20/د.سيد الفيل
21/ عبدالرحمن سالنتوت
22/والصيدلي د.أحمد عبدالمولي
23/سليمان صعيل
24/ عمر قمرالدين
  25/محمود كمير .

✓مجموعة  المعتقلين من مدينـة مدنــــي :

المرحموم د. جعفر محمد صالح رئيس النقابة
د.مدني أحمد عيسى السكرتير
  د.فيصل الضوي
د.على حبيب الله
د. محجوب محمد طه
د.ضياء الدين محمد السيد
والمحامي مجدي سليم.

✓الصيــادلــــة:

د.أحمد عبدالمولي
المرحوم د.معاذ إبراهيم
د.مجدى (جراح)

√المحكوميـن بالمحاكــم العسكريــه :

  د.مأمون محمد الحسن بالشرقيات وكان محكوماً عليه بالإعدام لقياده الإضراب
ود.سيد ومحكوم عليه ب 15 سنه سجن

د.طه كروم
أمين إسماعيل.

✓المعتقلوان من حزب البعــث في حقب زمنيه مختلفه :
وهم :
1/حامد مزمل (طالب)
2/محمد الرشيد
3/ محمد ضياء الدين
4/ابو طالب
5/يحيى حسين
6/عتيقك
7/التجاني حسين
8/الاستاذ الصادق شامي.

زيادة أعداد المعتقلين ✓بسجن كوبـــر:
ونسبة لزيادة عدد المعتقلين بسجن كوبر و المطالبات المتعددة لإطلاق السراح وتحسين بيئة المعتقل تم إختياري من قبل المعتقلين خلفاً لعمر البصيري الذي كان مندوباً قبلي ينوب عن المعتقلين لدى إدارة السجن بالمطالبة بحقوقهم و التحدث بالإنابة عنهم وإستلام الغذاءات إليومية لهم كاملة بالوقية و الرطل لأن كل هذه الأشياء تحسب وزناً  وأيضاً بهذه الوظيفة مهمة خطيرة وهي أن تكون الصلة بين المعتقلين و العالم الخارجي من إتصال بتنظيمات الخارج  وهي من أصعب المهمات وأي غلطة أو هفوة ربما تكلفك الكثير ولا بد من الدقة الشديدة و الحذر وكل بحسابه وهذه الأسرار تذهب معك حتى القبر .

✓المذكـرة الجماعيـة والفرديـة :

قرر المعتقلون  رفع مذكرة جماعية ترفع لقائد الإنقلاب بالمطالبة بإطلاق سراحنا بصورة للنائب العام ووزير الداخلية وطبعاً معها صورة بشكل سري إلى
وكالات حقوق الإنسان العالمية
أمنستي إنتناشينال  هيومن رايتس ووتش وخلافه .
  وتم إعداد المذكرة  والتوقيع عليها جماعياً من قيبل المعتقلين وسلمناها إلى مدير سجن كوبر وهو بدوره يقوم بتسليمها للسلطات المعنية. وبتسريبنا للمذكرة وظهورها بالخارج، تم إبلاغنا برفض صيغة المذكرات الجماعية مما إضطرنا للعودة وكتابتها بصورة فردية.

✓الحكومـة وجهـاز الأمــن :
كانت الحكومة وجهاز الأمن موقنة بأن للمعتقلين صلة بالخارج،  وعملوا المستحيل لمعرفة كيفية هذه الصله ولكنهم لم يصلوا إلى نتيجة وفكروا بإرجاع المعتقلين إلى بيوت الأشباح ولكن كان هناك ضغط الرأي العام الداخلي و العالمي  وتم فضح أمر بيوت الأشباح و الحل الأخر بالنسبة لهم ترحيل المعتقلين إلى عدة مناطق وهي سجن شالا،  بورتسودان،  الدويم،  دبك،  وسجن مدني .

✓ المحاميـــن:
وهم:
1/عباس عقيد
2/علي الحاج
3/مجدي سليم
4/بحيري
5/ بكري جبريل(طالب قانون)

✓سجــن الدويـــم :

المرحلون هم الإتحادي و الوزير السابق الأستاذ 1/تاج السر محمد صالح
2/د.سعيد نصر الدين من حزب الأمة
3/أبوطالب عثمان بعثي
  4/معاذ أمة
5/ داو دينق كور ضابط إداري
  6/أمين محمد أمين المواني
7/ يحي سنادة بنك السودان
  8/مصطفى سري طالب
  9/عثمان صلاح
10/مهندس فتح الرحمن بعثي
  11/عوض مهدي لجان ثورية
12/كمال حمد الصناعة  13/مصطفى عبادة النقل النهري.

مجموعـــة سنجــه:
ووجدنا في سجن الدويم مجموعة معتقلين من مدينة سنجة و التي سبقتنا إلى السجن وهم :
1/سيف الدولة
2/بابكرجديد
3/محمد آدم  معلم
4/ ياسر محمد خير(سكر)
  5/معتز عبدالصمد الكندوطالب
6/ مكي حسن مصطفى  7/عادل مكي
8/ أستاذ التجاني
9/حسن المحامي.

تلاقـــح أفكــار:
كانت هنالك ميزة للسجن إستفاد منها فئة الشباب وهي عبارة عن تلاقح الأفكار وكان مصطفى سري ومعتز الكندو طلبة وجالسين لإمتحان الشهادة وسمحت لهم إدارة السجن بالجلوس للإمتحان وكان معلمهم الأبرز هو الباش مهندس عثمان صلاح و المعروف بإجادتة لمادة الرياضيات إجادة تامه وبقية المعتقلين لباقي المواد فكان لهم القدح المعلى إلى نتائج إيجابية .
كما الحقت لنا بسجن الدويم مجموعه من الضباط الذين لم يتم اعدامهم في حركه 28 رمضان و وضعوهم  بمكان منعزل وعليهم حراسه مشدده.

✓إعدام مجـــدي وجرجـــس و أركانجلــو :

من الأشياء التي لا يمكن نسيانها وهو اليوم الذي أعدم فيه الشاب مجدي وهو يمتلك عدة دولارات بخزينة والده و المتوفي حديثاً وتركها بخزنته وأعتبرت كتركة وكانت بها عدة دولارات لكي يتم توزيعها كميراث بعد فتره الحداد وجاء رجال الأمن وفتشوا المنزل ووجدوا الخزنة وبها الدولارات فكانت المحاكمة فورية وهى أعدام بالنطق بالحكم، كما تم التنفيذ أيضاً على القبطي الطيار بالخطوط الجوية السودانية جرجس ، وأيضاً تم إعدام أركانجلو من السودانيين الجنوبين. كل هذه الإعدامات نفذت بإعتبارهم تجار عملة.
يكطون السجن في حالة تأهب تام أيام تنفيذ أحكام الإعدام، ويظهر ذلك في التواجد الكثيف للحراس، وإلغاء أي زيارة أو تحويل للمستشفيات، وكنا ونحن بالداخل وبعد التنفيذ الذي يتم فجراً دائماً،  نسمع أصوات النحيب والعويل و البكاء ممن جاءوا  من الأسر لتسلم الجثامين و لا حول ولا قوة الإ بالله.

✓المجموعـــات:
وهي مجموعات مختلفة ويكون الإختيار لها على حسب رغبة المعتقل وخصوصاً المجموعة التي كانت تلحن الأناشيد و التي تسمعونها إلى يومنا هذا وهي (السجن ليس لنا) و ( مليون سلام يا شعبنا)  و التي لحنها الرفيق السر الناطق بالرغم من تأتأته  الواضحة في الحديث،  ومعظم الأناشيد الثورية أيضاً لحنت من قبل المعتقلين السياسيين تاريخياً في كوبر، ووضع لبنتها الأولى القامتان محمد وردي ومحمد الأمين أبان إعتقالتهما بكوبر ومعهم الزميل عبدالرحمن عبدالله الكمنجست المشهور وكانت سلطات السجن قد سمحت في عام 1973 بدخول ألة الكمنجة فعزف ألحان شجية وخففت عبء الإعتقال على الزملاء .

✓الهدايــا :
من اسر المعتقلين و الذين اطلق سراحهم
الدكتور يحيى عمر حمزه ارسل الينا خروف كامل من فندق قصر الصداقه
وسمينا هذه الوليمه مائده السماء
2/ المجموعه البتروليه (الاوبكت) ارسلو الينا خروف.
3/ والده المعتقل عباس وهبه ايضاً ارسلت خروف.

الإحتفـال بإطـلاق الســـراح :
دائماً يأتي الصول غبوش واقفاً وسط المعتقلين حاملً معه قصاصة ورقة بها إسم أو إسمان لإطلاق السراح،  وكان ينده الأسماء ويصيح (بكامل عفشه)، وعادة ما يقوم من أطلق سراحهم بترك وإهداء  كل ما يملك للكميون،  إلا الأشياء الشخصية ، وبعد أن يودع الجميع يقف المعتقلون في صفين متقابلين وهم يرددون النشيدين المعروفين (السجن ليس لنا نحن الأباة السجن للمجرمين 9الطغاة) و النشيد الثاني وهو( مليون سلام يا شعبنا) ويمر الخارج من المعتقل بين الصفين وسط هدير الأناشيد ودائماً ينخرطون في البكاء مهما أوتوا من ثبات،  كما يسمع باقي المعتقلين في الأقسام الأخرى النشيدين ويرددون مع الجميع فيهتز السجن إهتزازاً .

✓نظــام الكميـــون :
هو نظام معمول به في كل معتقلات السودان المختلفة إذ لابد من وجوده وهو عبارة عن مخزن أو زنزانة توضع بها كل المواد التموينية والمكيفات من سجائر وخلافه ويتم تقسيمها بالتساوي بين المعتقلين حتى لا يكون هنالك فارق طبقي بين المعتقلين فمثلاً إذا جاءك باكو سجائر في الزيارة فلابد من تسليمه لمسؤول الكميون حتى يقوم بتوزيعه إلى باقي المدخنين ويشمل هذا كل المواد الأخر التي يتم إحضارها بواسطة أسر المعتقلين.
الزملاء الذين كانت لهم أمراض مزمنة:
محمد حسن باشا ، ربو متكرر يتحاج إلى أكسجين بإستمرار،  إبراهيم الخليل ، قرحة،  د. معاذ إبراهيم ، قرحة،  حمودة فتح الرحمن ، ألام في الركب حاد جراء  التعذيب في بيوت الأشباح،  أما الشيهد عبدالمنعم سلمان وبكل ما ذكرناه من عدة أمراض له و وقوف العقيد نائب مدير السجن كاتباً عن حالته وأيضاً دكتور أمير طبيب السجن وكتب أيضاً عن حالته المتأخرة ولكنهم رفضوا كل النداءات وعندما لم تستجب سلطات الأمن للمطالب قرر الزملاء الدخول في إضراب عن الطعام وكذلك قرر بقية المعتقلين في كل الأقسام أيضا الدخول في الإضراب تضامناً مع أصحاب الأمراض المزمنة وخاصة حالة الزميل الشهيد عبدالمنعم سلمان ، ورفعت في هذا الخصوص ثلاثة مذكرات .
الشهيد عبدالمنعم سلمان :
أعتقل الشهيد في مطلع ديسمبر 1989م وهو أحد أبرز القادة النقابيين لنقابة المعلمين وأقتيد إلى بيوت الأشباح وكان عمره قد تجاوز الستون عاماً  وتعرض الشهيد لتعذيب وحشي دون مراعة سنه ولا الأمراض التي يعاني منها هي ( السكر- الضغط -تصلب الشراين – عمى مؤقت ) ومكث في بيوت الأشباح شهراً كاملاً حتي رحل إلى سجن كوبر وفي 16 أبريل تم ترحيله إلى سجن شالا بالرغم من المناشدات الكثيره من الأطباء المعتقلين بعدم ترحيل الشهيد إلى سجن شالا وهنا في كوبر كان قد لقي العناية الطبية نوعاً ما من الزملاء الأطباء و بقية المعتقلين حيث خصص له وجبات خاصة يومية مع العلاج المتواصل و الإتصال بالخارج لعينات العلاج وقد بدأت حالته في الإستقرار بالرغم من وجوده في السجن ولكن إدارة الأمن رأت غير ذلك لترحيل الشهيد في 16 أبريل إلى سجن شالا فكان للإنعدام الرعاية الطبية ساءت حالة الزميل كثيراً وتعرض لحلات عمى مؤقت أكثر من مرة، وتم تحويله لمستشفى الفاشر وكان المستشفى فقيراً أيضاً وكتب مدير المستشفي تقريراً بضرورة ترحيل الشهيد للسلاح الطبي أمدرمان  وفي سبتمبر 1991م تم ترحيلة إلى السلاح الطبي بدأت حالته في الإستقرار نوعاً ما  وفي أحد الأيام كان مرور الطيب محمد خير ( سيخة ) هو ودكتور الفاضلابي بالسلاح الطبي فلاحظوا وجود عساكر السجون فسألوا عنهم لماذا هم موجودون فأخطروهم بأن الأستاذ عبدالمنعم سلمان وبعض المعتقلين موجودون في السلاح فأمرهم بإرجاهم إلى سجن كوبر فوراً وتم إرجاء الشهيد إلى سجن كوبر وساءت حالته كثيراً ودخل في عدة إغماءات وكانت المطالبة بإرجاعة للسلاح الطبي دون جدوى وفي صبيحة وتحديداً في تمام الساعة الواحده صباحاً سائت حالته كثيراً وبذل الأطباء الموجدين في المعتقل جهدهم ولكن المعدات المنقذه غير موجوده فقالوا لبقية المعتقلين بأن يصيحوا إلى الحراس والديدبان الذي يمر في سور السجن و الضرب على الأبواب الحديدية والحجارة وأواني المطبخ ولكن لا حياة لمن تنادي و القوانين العقيمة بأن يقفل السجن في تمام الساعة الخامسة عصراً ويفتح في تمام الساعة السادسة صباحا في اليوم التالي وأسلمت الروح الطاهرة إلى بارئها في تمام الساعة الخامسة و النص صباحاً ولم يجد الصياح و الضرب بالحجارة في تنبيه الحراس حيث كان البرد شديداً .
طبت ميتاً وحياً أيها الرفيق المناضل الجسور الصامد الصابر إلى جنات الخلد لما قدمته للشعب السوداني من نضال عبر السنين وإلى فئة المعلمين بشكل خاص ولا نامت أعين الجبناء الخونة القتله المأفونين.
شكراً لكل الزملاء الذين ساعدو أن يري هذا التوثيق النور وأخص بالشكر الزملاء عماد آدم ، ضياء الدين محمد السيد ، سليمان صعيل ، التجاني حسن ، محمود كمير،وعفواً للذين سقطت أسمائهم سهواً لطول المده وصعوبة التذكر وإلى الأمام في توثيق قادم .

مقدمه:
مصطـفـى عبـــادة
عضو اللجنة المركزية لنقابة عمال النقل النهري

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.