الجمعة , مارس 29 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / الإنتخابات فى السودان هي الحل ولا بديل عنها …!! بقلم الناشط/عثمان قسم السيد

الإنتخابات فى السودان هي الحل ولا بديل عنها …!! بقلم الناشط/عثمان قسم السيد

تعتبر الانتخابات الممارسة السياسية الأسمى، والوسيلة الديمقراطية المثلى، لاختيار الأشخاص  لأي جسم انتخابي، لنادٍ، أو جمعية، أو نقابة، أو مجلس محلي، أو مجلس برلماني، أو رئيس دولة، ولذلك تكتسب العملية الانتخابية أي عملية انتخابية على اختلاف درجاتها ومستوياتها، أهمية قصوى وبالغة الخطورة، لأنها تتأثر بجملة من العوامل المادية والمعنوية، المستترة والمباشرة، العامة والخاصة والمتنوعة والمتعددة بتنوع وتعدد مستويات الجسم الانتخابي.

لذا يعمل المرشحون وكافة القوى السياسية المتنافسة في أي انتخابات فى العالم  على التأثير في الجسم الانتخابي لنيل أغلبية أصوات الناخبين والفوز بها وبالانتخابات، بغض النظر عن النظام الانتخابي المعمول فيه، والجسم الانتخابي المستهدف بالعملية الانتخابية، قد تكون الانتخابات على مستوى نادٍ أو على مستوى اتحاد أو نقابة عملية سهلة بالمقارنة مع انتخابات عامة، لأن الجسم الانتخابي لنادٍ رياضي أو ثقافي  أو نقابة مهنية محدد ومعروف ومتجانس مما يسهل عملية التعامل معه كوحدة واحدة.

ولكن الانتخابات العامة أكثر تعقيداً وتركيباً لما يتصف به الجسم الانتخابي العام من التنوع والتعدد والتباين في المصالح بين الفئات المكونة له، واختلاف درجات الوعي والمستوى الثقافي والتعليمي مما يتيح لعديد من العوامل المعنوية والسياسية والثقافية والاقتصادية وكذلك الأبعاد القبلية والعقائدية أن تفعل فعلها في التأثير في الجسم الانتخابي وتوجيه نتائج الانتخابات التي سيمارسها هذا الجسم الانتخابي العام، لهذه الأسباب مجتمعة ليس بالضرورة أن تأتي نتائج الانتخابات العامة بالأصلح أو بالأكفأ والأنسب للمؤسسة التي يهدف الجسم الانتخابي انتخابها، فالقوى التي تملك ماكينة انتخابية متكاملة ومؤثرة تستطيع أن تحقق الفوز، لذلك يستحضر المرشحون المتنافسون والقوى والأحزاب والجماعات المتنافسة كافة العوامل المؤثرة في الجسم الانتخابي كي تكون نتيجة الانتخابات لصالحها، فمن يتمكن من القيام بإجراء عملية دعاية وتسويق ناجحة لمرشحيه ولبرنامجه الذي سيلتزم به مرشحوه في حالة فوزهم سواء بإقناع الجسم الانتخابي أو تضليله والتأثير عليه لدفعه لاختيار مرشحيه أو قائمته أو قوائمه يكون قد حقق الفوز بالانتخابات المستهدفة، ومن يعجز عن القيام بعملية الدعاية والتسويق لمرشحيه ولبرنامجه يكون قد خسر الانتخابات بالتأكيد.

ورغم ذلك تبقى الإنتخابات هي الوسيلة المثلى التي تلجأ إليها كافة الدول الديمقراطية لمواجهة الأزمات والمعضلات التي قد تواجه نظمها السياسية وأزمتها الدستورية، للخروج من حالات الإستعصاء السياسي والدستوري التي قد تتعرض إليه نظمها ومؤسساتها، من تشريعية أو تنفيذية.

لقد دخل النظام السياسي فى السودان  في مأزق سياسي ودستوري منذ اقدمت قوى الحرية والتغير فى التفاوض مع العسكر بإسم الثورة واستنساخ مايعرف” بالوثيقة الدستورية ”  وهذا يدل على إنقلابها  وتمردها على مطالب الثورة السودانية ، وإنفرادها كجسم سياسى لأحزاب معينة وتعاونها مع العسكر   في السيطرة على السلطة فى البلاد، وتتصارع جميعها الآن فيمن يحكم ويقبض ذمام السلطة فى البلاد.

فالوثيقه الدستورية كانت قد حددت فترة انتقالية مددتها لاتتجاوز الثلاث سنوات تعالج فيها الخلل الإقتصادي والسياسي واستتباب الأمن والسلام ومن ثمة إقامة إنتخابات حرة ونزيهة تشارك فيها جميع أطياف الشعب السودانى لتكوين حكومة وبرلمان منتخب. وقد دعا عدد من الصحافيين الشرفاء وعدد من الأحزاب إلى الإسراع بإجراء إنتخابات حرة وديمقراطية لعدم عودة البلد إلى مربع الصراعات وسيطرة الحزب الواحد.

وقد إصطدمت كافة هذه الجهود بالعقبات التي وضعتها قوى الحرية والتغير والمجلس السيادي، مصرة على إستمرار تفردها بفرض سيطرتها الفعلية والمنفردة على السلطة فى السودان، تحت مبررات لا تتعدى المصلحة الحزبية، مسقطة كافة الإعتبارات الوطنية والدستورية، التي تفرض على أي عاقل أن يقدمها على المصلحة الشخصية والحزبية، مراهنة على عامل الزمن وما يفرزه من تغيرات سياسية في البلاد ألتي تدعم هذا التشتت والانفلات، مما وضع النظام السياسي في حالة من الشلل مكنت القوى العابثة من إقليمية ودولية وفي مقدمتها الإمارات وقطر والسعودية وإسرائيل وأمريكا من تحقيق الكثير من غاياتها على حساب الشعب السودانى ومستقبله.

أمام إستمرار هذا الوضع الشاذ وتفاقم أزمة النظام السياسي فى السودان،  فلابد من إتخاذ سلسلة من الإجراءات السياسية والقانونية من أجل إنهاء هذا التشرزم والتخبط والتفرد في فرض سلطة الأمر الواقع على البلاد وإستعادة وحدة النظام السياسي والخروج من المأزق وإغلاق كافة الثغرات التي أحدثتها الوثيقة الدستورية أو مايعرف بشركاء الفترة الإنتقالية.

ولذا أقول وأؤكد أن الإنتخابات هي الحل ولا بديل عنها، ولا مصلحة تعلو على المصلحة الوطنية  ووحدة الشعب السودانى وسلامة أراضيه.

أرجو أن لا يتأخر البرهان ومن هم فى المجلس السيادي  في إصدار مرسوم جمهوري بإجراء إنتخابات رئاسية وتشريعيه  وفي أسرع وقت ممكن، للخروج من هذا النفق المظلم، كما أتمنى من  القوى السياسية السودانية على إختلافها أن تبدأ من الآن بتهيئة نفسها لخوض هذه الإنتخابات المفصلية والإستراتيجية، في مستقبل الشعب السودانى  ومستقبل وحدته، ولا يجوز لأي فصيل أو حركة أو حزب أن يأخذ الشعب السودانى أو جزء منه، رهينة لأهوائه وأجنداته، فالوطن يتسع للجميع وكل القوى السياسية يجب أن تكون في خدمة الشعب والوطن.

ولك آلله ي وطن…..

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.