الجمعة , مارس 29 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / *وقفة تأمل  عند د. حمدوك رئيس وزراء حكومة ثورة ديسمبر المجيدة 2018م  صبحية أفراح الإنتخابات الإمريكية*

*وقفة تأمل  عند د. حمدوك رئيس وزراء حكومة ثورة ديسمبر المجيدة 2018م  صبحية أفراح الإنتخابات الإمريكية*

*كان رئيس وزراء حكومة الثورة د.حمدوك خارج الشبكة تماماً  بسبب قِلة حيلته و عدم مقدرته على مواجهة القضايا التي تحتاج لمواقف صلبة و مبدئية منذ أن جاءت به الأقدار ليكون رئيس وزراء لثورة من أعظم الثورات في العالم و خير دليل على أن د. حمدوك يلعب خارج دائرة الفعل الثوري الذي يخدم قضايا الثورة هو قبول العساكر به بل و مدحهم له  كما فعل حميدتي في أحد اللقاءات. إلا أن هنالك قاعدة ذهبية يمكن تطبيقها على الجميع فأي قيادي سياسي أو مندني  مدح المكوَّن العسكري أو مدحه المكوَّن العسكري فيجب على الثوار أن يرموا طوبته فلا خير فيه إن تعلَّق بتمثال الحرية*.

الشاهد إنه القوى السياسية السودانية قديمها و جديدها رغم معارضتها لنظام الجبهة القومية الإسلامية العنصري الفاشي الظلامي طيلة سنواته العجاف بمعارضة كانت تصعد و تهبط وفقاً للمعطيات و الظروف المحلية و الإقليمية و الدولية  لم تستطع  أن تأتي من داخلها  برئيس وزراء مسيس  في قامة الثورة و لم تستطع كذلك أن تأتي  بطاقم وزاري ليكون  قدر تضحيات الكنداكات و الميارم و الثوار.

كانت قاصمة ظهر رئيس الوزراء و بالتالي قاصمة ظهر الثورة نفسها و منذ البدايات غير المبشرة بخير  ظهور الخطاب السياسي النرجسي الذي دشنته جماعات سياسية حالمة أطلقت على نفسها و على ذلك  الخطاب *شكراً حمدوك* فلم تكن تلك الجماعات الحالمة المنتشية بلا بوصلة  تقبل توجيه أي نقد بناء للمنهج الذي كان و لا زال يتبعه د.حمدوك وهو منهج قائم على اللف و الدوران و عدم مواجهة الحقائق أمام أي قضية يواجهها د.حمدوك و حكومته .  غالبية هؤلاء النرجسيين كانوا محسوبين على كلية غردون التذكارية / جامعة الخرطوم تلك الكلية التي خرجت غالبية الموظفين و التكنوقراط الذين خدموا المستعمر الإنجليزي و خدموا كذلك كل الأنظمة الإستبدادية في السودان منذ حُدوث ما يُسمى بالإستقلال و الذي كان في حقيقته إستغلالا من قِبل  جماعات سودانية بعينها لغالبية المكونات السودانية.  

السيد د.حمدوك كان  خارج الشبكة و جهاز  تجميعه كان معطلاً  عندما قرأ المشهد السياسي  الإمريكي لأنه كان يقرأ بعقلية الخبير الأممي في منظمة أممية  و لم يقرأ بعقلية رئيس الوزراء.

سكت د. حمدوك عن الكلام المباح و لم يكن شفافاً و صريحاً لذلك  دعم  العسكر السودانيين في السيادي  ليدعموا بدورهم  العنقالي العنصري الإبتزازي  ترامب بتناولهم لقضية فارغة في توقيت غير مناسب  إسمها التطبيع مع إسرائيل وهي إحدى الأوراق السياسية التي كان يستخدمها البلطجي ترامب في حملته الإنتخابية و عليه كان العساكر في السيادي  السوداني في إنتظار فوز البلطجي الذي يجيد الإبتزاز  ترامب. 

قضية التطبيع قضية  تهم جميع المكونات السودانية و لكنها لم تكن قضية مركزية للثورة التي تعاني الآن  من نواقص كثيرة مثل عدم تسليم المجرمين للاهاي و عدم  محاسبة البقية بصورة جادة في السودان و عدم  إسترداد الأموال المنهوبة  و ليس إسترداد  الأراضي و عدم تكملة ملفات السلام و عدم  تنظيف مؤسسات الدولة من الكيزان بل هنالك  عشرات القضايا التي تحتاج لحكومة ثورة مالية مركزها لتنجزها في سقف زمني محدد   و لكن د. حمدوك  و غالبية طاقمه تركوا كل هذه القضايا ليصيروا ظلالاً للعساكر ليفقدوا بهذا المنهج المعوج  السيطرة على مقاليد الأمور في الداخل و في نفس الوقت يفقدوا إقامة علاقات خارجية للسودان  تشبه قيم  الثورة . لازال الجنود السودانيون  المرتزقة في اليمن يحاربون من أجل المال بشهادة البرلمان نفسه بينما  العلاقة مع إسرائيل يريدون إقامتها عن طريق الإبتزاز وهي لا تحتاج في الأصل  لذلك, فلماذا يحارب أهل السودان أجمعين إسرائيل ? .

الآن قد  ظهرت نتيجة الإنتخابات الإمريكية و فازت القيم الديمقراطية التي مثَّلها جو  بايدن  على قيم البلطجة و القلع و الإبتزاز التي كان يمثِّلها دونالد  ترامب و إذا بدكتور حمدوك الذي قرأ المشهد الإمريكي بالمقلوب عندما دعم العساكر في السيادي الذين ليس لديهم ما يخسرونه بل هم خائفون على أنفسهم بسبب ملفاتهم السيئة في حقوق الإنسان  ليدعموا بدورهم   البلطجي ترامب, إذ به يقدم التهاني للرئيس الإمريكي الجديد و بدون أن يرمش له جفن بل لازالت مخاطباته المؤيدة للبلعوط الأكبر  ترامب موجودة في نفس المكان الذي هنأ فيه بايدن.

فأي سياسة هذه التي ينتهجها د. حمدوك ? و لماذا لا يعمل د. حمدوك بالمانديت الذي قامت بسببه الثورة المتمثل في الحرية و السلام و العدالة? أين ذهبت لجنة أ. نبيل أديب يا د.حمدوك ? ماذا فعلت لملف الشرق يا د. حمدوك ? من الذي قتل الأطفال في كسلا يا د. حمدوك ? من الذي قتل الناس في الجنينة و نيرتتي و بورتسودان و نيالا و إخواتهن من المدن السودانية  يا د. حمدوك ? هل لديك الوقت الكافي لتقديم التهاني للرئيس الأمريكي جو  بايدن الذي وقفت ضده بمساندتك لعساكر السودان عبر برنامج التطبيع الذي لا علاقتك لك بملفه بصورة مباشرة  رغم  وجاهة فكرة التطبيع و لكن الحقيقة تقول لقد كان  تطبيعاً لصالح العسكر و حلفائهم في داخل السودان و خارجه و بطريقة  إبتزازية  لن تستفيد منه الثورة السودانية و سوف تستفيد الثورة  بالتأكيد  من التطبيع الذي تأتي به حكومتها الثورية الشفافة في شقها المدني و في حالة وجود مكوَّن عسكري وطني  و إن أدى ذلك لإستفتاء شعبي عام في كل أنحاء السودان  بعد تكلمة نواقص الثورة   بإحلال السلام الشامل في البلاد  ليلتزم الجميع برأي الأغلبية في ذلك الإستفتاء. الآن دعك يا د. حمدوك  من تهئنة  بايدن في التيوتر  و أنظر برفقة بقية  وزراء  حكومة الثورة  إلى الملفات العديدة التي أمامكم  و إستلموا كمدنيين ملف السلام في جوبا لتكتمل اللوحة  و  تمشي البلد للإمام و لكن  لن تمشي البلد  قيد أنملة في حالة إستمرارك بهذا المنهج الدائري  الذي سئمته غالبية مكونات الثورة.

*برير إسماعيل*

*كاردف/ 08 نوفمبر 2020م*

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.