*تدهور الجنيه السوداني !*

▪️لا أدري متى يلحق المواطن السوداني عملته الوطنية المسماة  الجنيه و يوقف انحدارها السريع نحو الهاوية ؟
  *أنا* لا أعلم !
و *الحكومة*  التي ترعانا  لا تعلم !!
و *الأحزاب* التي تملأ الأرض صخبا وضجيجا بالطبع لا تعلم !!!
و *الخواجات* الذين يدعون أنهم من يرعى بلادنا أيضا لا يعلمون !!!!
  يا كافي البلاء ..
▪️بالصدفة المحضة وقع في يدي تقرير صادر عن بنك السودان المركزي ( الموجز الإحصائي للتجارة الخارجية للفترة من يناير وحتى يونيو 2020 — أي النصف الأول للعام ). منشورا في صحيفة إيلاف الاقتصادية المتخصصة بتاريخ 3/9/2020 .
▪️أهمية التقرير في أنه يقدم عرضا إحصائيا دقيقا للميزان التجاري للدولة ، وبالتالي نستطيع أن نجرد تجارتنا و منها وبكل سهولة نستقصي الأسباب الحقيقية لانهيار قيمة العملة مقابل الدولار وبقية عملات العالم .
▪️بفهم بسيط وبعيدا عن المصطلحات الاقتصادية المعقدة نقول أن التجارة تقوم على قانون العرض والطلب ، بمعنى آخر فإن توفر السلعة في السوق يؤدي إلى انخفاض سعرها والعكس صحيح في حال شح السلعة فإنه يؤدي إلى رفع سعرها و في حالات السلع التموينية يظهر ما نسميه بالسوق الأسود . نفس الشئ ينطبق على العملات ، إذ أن توفر الدولار في السوق الداخلي للبلاد يؤدي إلى انخفاض سعره مقابل الجنيه والعكس صحيح .
▪️إذن كيف ومن أين نوفر الدولار للسوق السوداني ؟
المصادر متعددة ولكن أهمها وغالبها عائد الصادر الذي نبيعه في خارج البلاد .
▪️حسب التقرير :
الواردات   4مليار دولار
الصادرات 1.5 مليار دولار

العجز في الميزان التجاري
           2.5مليار دولار تقريبا .
لاحظوا أن هنالك عجزا في وارد الدولار إلى داخل السودان يساوى بالضبط 2.5مليار دولار (فجوة كبيرة ) .
إذن هنالك شح في الكتلة النقدية للدولار في السودان مما يؤدي إلى ارتفاع سعره المتسارع والمخيف مقابل الجنيه .
▪️هنالك ملاحظات أولية في جدول الميزان التجاري –الواردات —   
1/ الضجة المفتعلة من الحكومة حول القمح والدقيق ودعمهم كلها تدور حول مبلغ   373.7 مليون دولار .  ولكن نتساءل ويتملكنا العجب ، من الذي وافق على رخص استيراد سكر بمبلغ 330مليون دولار ؟؟؟ في بلد مصانع السكر الضخمة؟ ؟؟ و هل هنالك حاجة ماسة لاستيراد سكر بهذا المبلغ الضخم وكذلك منتجات البان ب 44مليون دولار في بلد الماشية الأول في أفريقيا و خضروات ومنتجاتها ( أي والله ) ب 31مليون دولار ومواد غذائية أخرى (هكذا تكتب ولكن تفاصيلها تشيب لها الولدان ) ب 219مليون دولار  تملأ ارفف البقالات والهايبر ماركتات و لا نعرف نسبة التالف التي تعدم منها ولكن الأهم أن تسعيرتها تغطي تالفها و بالزيادة .
▪️كذلك نتساءل عن مغزى استيراد زيوت حيوانية ونباتية ب 93مليون دولار ونحن من أكبر موردي الحبوب الزيتية وبلادنا تذكر بعدد كبير من فابريكات إنتاج الزيوت ومشتقاتها .
▪️والمحزن أننا نستورد منسوجات ب 218مليون دولار وفي نفس الوقت نسجل انهيارا بينا في صادر القطن البالغ 77 مليون دولار والسبب الأساسي في ذلك هو التدمير الم منهج الذي فعلته الإنقاذ الساقطة في مشروع الجزيرة و تدميرها لقطاع صناعة النسيج والتي كنا من روادها .
▪️ من الواضح تماما أن تيار الثورة السودانية لم يمر بمجاري وزارة التجارة والصناعة … ومازالت عقلية وأفكار و مراكز قوى النظام الساقط موجودة ومسيرة لبرامج التجارة والصناعة في سودان الثورة .
والذي يطارد حكامه في أشياء خيالية بادعاء أنها مسببات ارتفاع سعر الدولار مع العلم أن الحقائق واضحة وضوح الشمس،  ولكن يتغابى الحكام عن رؤيتها عن قصد لا عن عمى .
▪️ماذا لو أوقفت هذه الحكومة السنية استيراد مواد هي في مجملها لا تؤثر في صحة وعافية الشعب السوداني و نتائجها السلبية ضئيلة بما يساوي المليار دولار في نصف عام ، وهو ما يؤدي إلى تقليل العجز التجاري وبالتالى ارتفع قيمة الجنيه ..
▪️بالله عليكم من الاهم ؟ النسبة الضئيلة من الاغنياء الذين يتسوقون في البقالات ام ملح الارض الفقراء الكادحون الذين يقضون ربع يومهم وزيادة في صفوف الخبز ؟؟؟!!
▪️التفاصيل كثيرة ولكن المؤلم أن جملة صادر الذهب فقط 294مليون دولار ..؟؟؟ هل يعقل هذا ؟؟؟
▪️ ولاننسى تصريح وزير المالية السابق إبراهيم البدوي،  والذي قال فيه أن مؤسسات المنظومة الدفاعية سوف ترفد الخزينة ب 2مليار دولار ، من المفترض أن يكون النصف الأول واحد مليار تقريبا . ترى هل هو من ضمن 1.5مليار المذكورة ؟؟

  ولنا عودة .
*محمد أمين ابوجديري*
     21 /9/2020