السبت , أبريل 20 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / أيام…! (١) ايام كان الورد يباع هنا  // سامح الشيخ

أيام…! (١) ايام كان الورد يباع هنا  // سامح الشيخ

كان أسوأ الاوقات ان تخرج من بين البطانية وبراثن
نمرها ذلك الصديق الوفي مصدر دفئها بحسب اعتقادي . كانت  امي تخرجني منها مرغما وتكون قد أعدت ذلك  الشاي باللبن  الذي اشربه باردا  لكن هل هو يعد باردا طبعا لا  لكن كسلي يصور لي ان الوالدة أعدته باردا لكن بالعكس من ذلك فهي تعده باكرا وتناديني عشرات المرات و وانا اتكاسل وادخل مع كل مرة تناديني فيها ادخل داخل أحد دهاليز بطانيتي الاسرة لقلبي .كنت اشرب الشاي باردا لاني   لا اريد  أن اتحمل حتى مسؤلية  تسخينه واريد أن الحق طابور الصباح المدرسي قبل أن يدق الجرس ويكون سوط العنج في انتظار مقدمي المتاخر ، هكذا تخرج من الغرفة  وانت تجرجر ارجلك  وساقيك الملمعين بالفازلين أو الجلسرين الذي سيتحول إلى طمي كطمي النيل اخر النهار مع الغبار وحبنا التمرق فيه  في ذلك الصباح تخرج إلى طريق المدرسة في الشتاء البارد و اكثر الاوقات تخرج  دون حمام أو تتظاهر بانك قد اخذت حمامك الصباحي بذاك الماء البارد وتدعي بطولة زائفة تصدقها انت فقط  وانت تدلف الى باب الشارع باكرا ترى حبوبة ام الشيخ في راكوبتها تستعد لخروجها اليومي لسوق بحري واول ما تراك وتدعوا لك بأن يغطيك الله ببركة ابو ابراهيم مع التحذير اليومي  وان تعمل حسابك عن عبور شارع الظلط ، ما أن تفتح الباب ويلثم خدك تلك النسمة الشتوية الحالمة يسري النشاط في جسدك ويذيك نشاطا احتفاء كل من يقابلك وانت تمر بالطريق أمامه فالعمة محاسن حسين تناديك في اي وقت تراك فيه ود اخوي اذيكم كيف اصبحتوا ، تمر بالخالة مريا وتاخذ من طشت الليقيمات من أمامها وتقابل ذلك بابتسامتها المعهودة  ثم تمر من أمام الخالة روما وتستنشق رائحة بخور ارض الحبشة الطيبة وتحيك وهي جالسة تظهر فجأة والدة سقاي وهي راجعة من بعد أن اوصلت صغيرها اسم اللاش لباص المدرسة الانجيلية تبتسم في وجهك وتدخل الفرح لقلبك رغم أنه في ذلك الوقت لم تكن تجيد اللغة العربية لكن الابتسامات لا تحول اللغات بينها وبين شغاف القلب فتنفذ سهامها الغير قاتله الى سويداء فؤادك ما هذا الفرح الذي يزين الشوارع أنهن كثير من الحبوبات يسرن في طريق السوق ومعهن المخالي والقفاف واخريات مع احفادهن في طريقهم لتوصيلهم روضة ماما ليلى  كل منهن يرمقك بابتسامة تصنع يومك ثم تسير متجها إلى الشرق حتى تصل تلك الثلاثة لساتك المدفونة التي كانت مدفونة  امام منزل   ابناء النعمان صالح والفاضل الفاتح .كانت جميع الاشياء عبر الشارع تخالها تحيك وكأنها جزء منك وانت جزء منها  تمر ب مظلة حبوبة بلالة وتلمح من بعيد  الكردي سيد القش أو بائع البرسيم  شامخا قانعا لا يشتكي سؤ معاش ..تمر بالامية وامامها الكوشة وهي مكب القمامة التي كانت خالية من مخلفات الإنسان بفضل المرحوم العم عبد الله خندقلي الذي كان لديه سوط عنج يصل كل من تحدثه نفسه بأن يخرج فيها الغائط أو سماد اليوريا ما أن يهم أحدهم بفعل ما تحدثه به نفسه الإمارة بالسؤ الا ويكون قد طالته سياط العم عبدالله خندقلي كشهاب رصدا ومعها كلمة قوم يابن ذلك الذي كان باسط ذراعيه  بالوصيد  مع أصحابه في كهفهم
يحلو لي  النوم في فصل الشتاء تحت بطانيتي التي لا اعرف لونها تحديدا فهي مزيج بين الاصفر البيجي والاسود الكاكي ..لكني كنت اعتقد جازما أن النمر المرسوم عليها والذي يتشكل من هذين اللونين الغريبين يدفيني بحرارة تسارع أنفاسه بسبب  دقات قلبه حين أراه يطارد الغزلان في احلامي في كل يوم من ايام الشتاء  المثقل بانفاس الرياح الشمالية الشرقية الجافة المثيرة للغبار والاتربة كما يقول عبد الله خيار يوميا في فصل الشتاء في نهاية نشرة اخبار التاسعه بالمدعو  تلفزيون السودان سابق حسن الذكر ،  كنت أتمنى دائما أن تقصر تلك النشرة الإخبارية على الرغم من أن أصوات المذيعين اسحق أو والفاتح الصباغ وعمر ضو البيت  كانت بنفس دفء بطانيتي ونمرها الارقط  فكان هذا الدفء الذي يجمع بينهم  برغم عني  يهزمني بالنوم  ففي  كل مرة  اكون قد  عزمت فيها العزم لحضور سهرتنا الليلة التي اكثر المرات لكي أصلها نضالا ضد النعاس والنوم هي وصولي لفقرة شعار سهرتنا الليلة الذي كان يعده بابداع نادر ندرة الأمطار في صحراء الربع الخالي ذلكم الساحر الاسمراني ادمون منير  ،ولا ادري لماذا لا تكون السهرات  قبل نشرة الأخبار المملة تلك مالنا نحن بفلان الذي زار
واستقبل ورحب وأدان وشجب .

(٢)
يوم رتيب …!

كان القيام باكرا صباح كل يوم في تمام السادسة  صباحا لا يسبقك في الصحيان غير طيور الكناري الملونه بحوش  الديوان تذهب بشباك بنات اللقية وتنادي احدى الخالات السرة او امنة ليملان لك صحنك اليومي من زلابية الصباح التي ان تاخرت بعد السابعة بدقيقة فستكون تعيس ٠الحظ وفوت على نفسك اجمل زلابية يمكن أن تاكلها طوال عمرك بعد بدقائق تكون جاهز في طريق المدرسة.

عند عودتك من المدرسة كن حذر من ان الفوضى التي تعملها لا تتجاوز الثالثة بعد الظهر وقت عودة ترحيل بص مصنع النسيج السوداني والذي يأتي بالخال عبد الاله الطيب الذي لن يتسامح معك في اثنين ان تكون حافي القدمين او وضع إزعاج لي ناس البيت وفي كل الأحوال لن تنجو من الطلوع بارجلك في ظهره طريقته في المساج ليرتاح من عناء العمل.

بينما الحوش مرشوش ومراتب البرندة القريبة من الحوش اخرجتها سهام خالتي للتو في موعدها الصيفي اليومي لمراقصة الملايات وتصفيقها  مع الرياح الجنوبية الغربية المشبعة بانفاس الطيبين  كان تحزيري اليومي الذي لا يستجيب له احد خصوصاً سيدة بت الطيب خالتي التي تتعمد مخالفة تحذيراتي من ان  يرقد احد في سريري لاني اريده مشبعا برطوبة رياح الصيف وانعم براحتي اليومية بعد عودتي الراتبة مع الحاج الطيب من سوق بحري بالعربة الهيلمان ومعنا عادل الطيب في هذه اللحظات لم يتبقى لك سوي اخذ  وجبتك المفضلة  الرغيف باللبن لتخلد للنوم مع الملائكة.

(٣)

ايام بدون واتساب ..

رحم الله الجميل التقي النقي مصطفى ود سيد احمد  حين  غنى ولله نحن مع الطيور الما بتعرف ليها خرطة ولا في أيدها جواز سفر..فقد كنت في طفولتي احسد طيور السمبر تلك  التي لا تحتاج لجواز سفر  لتذهب للسعودية حيث يقيم ابي  ..فقد كنا انا  والماجدة المتجددة والدتي  التي لا تعرف بوجودها في الحياة لا طعم اليأس  ولا الملل  لأنها من صناع الحياة بصدقها ومثابرتها وابتسامتها التي تشفي العليل .

وبالفعل في ازمان غياب الوالد التي تكون فيها الساعة بسنة احتضنتنا الوالدة في عشها الذي بنته بالغناوي ونثرنا فيه معا الافراح درر، فكان هناك يوم او يومين في السنة تعودنا على أن نجعل فيهم السنة ساعة بعكس بقية ايام السنة التي كان لسان حال كل مغترب في الغياب قد اضناه التعب والارتحال  وكانت الساعه في حضرة احباءهم تبدو أكثر من دقيقة والدقيقة في غيابهم مرة لا يستطيع أحد يطيقها.

في هذا اليوم الاستثنائي وشوية من عمر الزمان زي طول كدا ..كنا نقوم مع الفجراوي الاكثر صعوبة عندما يكون  ذات شتاء
تتكاسل فيه  حتى الطيور بسبب  برده القارص تصوم عن   الشقشقة والتغريد صباحا  . تامرنا امي في ذلك اليوم بأن نترك النوم ونصحوا . لأننا نوشك على بداية يوم استثنائي التفاصيل هو يوم ذهابنا الذي إن لم يكن باكرا لضاع منا لأنه سيسبقنا الى حيث نريد الذهاب آخرين  . . تتفاجأ امي بنشاطنا ذلك الصباح..
حين تجدنا متشطفين متلمعين على غير العادة  بل انتهينا من التمسح بالفازلين والجلسرين الذي عادة لا نفعله طوعا و اختيار بل وذهبنا اكثر من ذلك  تجدنا منفوشي الشعر ذاك القرقدي الانيق الذي كانت معاناة  تسريحه وتهذيبه ، وهو في  حالة موضة الخنفس او الخنافس التي تعترينا احيانا أشبه بي معركة من معارك العاب الفيديو.

تبتسم امي ابتسامة ماكرة وتعقبها بمقولة قادر الله ، لتعبر عن سخريتها من نشاطنا الغير معهود في القيام الباكر بهذا النشاط والحيوية لكن عندما يعرف السبب حينها يبطل العجب  .

كان ذلك اليوم الاستثنائي هو يوم ذهابنا عادة بالتاكسي الطلب إلى دار الهاتف بالخرطوم في ذلك المبنى الكائن بشارع الجامعة بالخرطوم غرب القصر الجمهوري شمال بنك السودان والمعروف بمكاتب البوستة ، ورئاستها ، كان سبب مجيئنا هو الظفر بثلاثة أو خمس دقائق مكالمة عالميه للتحدث ونستمع بالقلوب الشواهد  للوالد آنذاك في بلاد الاغتراب  فقد كانت مثل هذه المكالمة عزيزة وقد تكلف ربع دخل الفرد الشهري . .ما حدث من تطور وثورة في الاتصالات  خفف من الغربة وغير من  طعمها فقد  كانت عيون الناس بها بكاية  هاهي تصبح وتتحول  بفضل التقنيات وتطبيقات التواصل الاجتماعي الى لم شمل سماعي ومرئي حيث كان ذلك إلى يوم قريب حلما مستحيلاً.

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.