الجمعة , أبريل 19 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / *#كلمة_الهدف* *حكمة السنهوري واندفاعات الشباب*

*#كلمة_الهدف* *حكمة السنهوري واندفاعات الشباب*

ربما لم يفت على أحد ملاحظة القائد ذي الزي القومي، الذي يتوسط عدداً من القادة الشباب، وهم في ردهات القصر الجمهوري، في طريقهم للتفاوض مع المجلس العسكري الانتقالي، بعد إطلاق سراحهم مباشرة.
لم يكن الأستاذ علي الريح الشيخ السنهوري، هو الشيخ الوحيد وسط قادة قوى الحرية والتغيير وممثليها، في الصور المتداولة تلك الأيام، بشأن المفاوضات، ومع ذلك كان غيابه، في إحدى جولات التفاوض، ملحوظاً ومؤثراً. وفي حينها، انتقد بيان لقيادة حزب البعث العربي الاشتراكي، ما تمخضت عنه تلك الجولة من اتفاق، وصفته بأنه دون الطموح، وأقل مما يمكن التوصل إليه في ظل توازن القوى القائم حينئذ. لقد افتقدت المفاوضات التي خلت جولتها المشار إليها، حينئذ، حكمة ومبدئية الأستاذ علي الريح السنهوري، الذي كان يتخذ موقفاً مختلفاً، يتمسك برفض التفاوض، وأن يكون التسليم والتسلم، هو هدف لقاء وفد قوى الحرية والتغيير مع وفد المجلس العسكري. لكن وفد الحرية والتغيير مضى، وفق خياراته، في الاتجاه المعاكس، وصولاً للاتفاق، الذي وثقت الصور مباركته، من قبل أطرافه، في غياب السنهوري. وكان رأي القيادة، أن وجود السنهوري، في تلك الجولة، من شأنه أن يحدث تغييراً مهماً في مجري التفاوض.
لم يكن  الأستاذ علي الريح الشيخ السنهوري، كما قد يتصور البعض، طارئاً على ساحة الفعل السياسي، بعد ديسمبر 2019، ربما لا يعلم الكثيرون أن تجربة أستاذ علي وخبرته السياسية، أسبق من ثورة البعثيين، وتسنمهم السلطة في العراق في 17 يوليو 1968. وكان عليه، بعد ثلاث سنوات من ذلك التاريخ، أن يدخل السجن، وأن يواجه، هو وعدد من رفاقه، في فترة تالية حكماً بالإعدام، أمام محكمة عسكرية، بسبب تصدره وقيادته لنشاط البعث، حينئذ، في مواجهة دكتاتورية الحزب الأوحد المايوية، تحت لافتة تنظيمات الاشتراكيين العرب، بمدينة الأبيض، حاضرة مديرية كردفان، عامئذ. ومضت الإنقاذ في ذات الطريق حينما أصدرت أمر القبض عليه، بعد إعدام شهداء حركة 28 رمضان المجيدة _ 23 أبريل 1990.
لقد توفرت للأستاذ علي الريح السنهوري، بجانب كارزميته، وهدوءه الآخاذ، وحضور البديهة الثاقب، الخبرات والتجارب الثرة، لا سيما تجارب العمل الجبهوي، والتي وضعها أمام أطراف ومكونات التحالفات المختلفة، بدءاً من التحالف مع الشهيد الشريف حسين الهندي، وتجمع الشعب السوداني الذي نظم إرادة الشعب في مواجهة مايو وحلفها مع قوي المصالحة الوطنية، والتي توجت بانتفاضة الحسم في مارس أبريل 1985، بعد أن تمكن التنظيم الوطني لضباط وضباط صف وجنود القوات المسلحة، ذراعها العسكري، تنفيذ انحياز الجيش للشعب بالدور الذي لعبه الرفاق الفريق خالد الزين، واللواء عثمان بلول، ورفاقهم في التنظيم وأصدقاءه، وغيرها من التجارب والتي توجت في مجرى النضال الوطني بتحالف قوى الحرية والتغيير، والتي وجدت في السنهوري وحزبه، حليفاً موثوقاً ومبدئياً، في حرصه ومثابرته في العمل على المحافظة على وحدة قوى الانتفاضة بآفاقها الثورية، وتمتين، تحالفها، في إطار المواثيق المتفق عليها، واحترام استقلالية كل مكون من مكوناته، وعلى قاعدة المساواة التامة والندية.
لقد عمل حزب البعث العربي الاشتراكي، بقيادة السنهوري، وما زال يعمل، على دعم تحالف قوى الحرية والتغيير وتعزيز وحدته، ووحدة مكوناته، باعتباره الحاضنة الأساسية للحكم الانتقالي. وباعتبار أن هذه الوحدة الناجزة ضرورة لا غنى عنها، لتعزيز الشراكة على مستوى السلطة الانتقالية، التي هي أداة تنفيذ برامج الثورة وأهدافها وشعاراتها. غير أن طموح البعث لا يقف عند فترة الثلاث سنوات الانتقالية، بل إنه يتطلع إلى أن يلعب التحالف بتطويره وترصين وحدته، وتوسيع قاعدته الشعبية، دوراً رئيساً في الانتخابات التي تلي الفترة الانتقالية، لضمان إلحاق الهزيمة بقوى الردة، ديموقراطياً، وعزلها للأربع سنوات المقبلة.
إن تمسك البعث بتقاليد العمل الجبهوي، أكسبه احترام العديد من القوى الفاعلة في الساحة السياسية، وهو ما أعطى صوته أرجحية وسط الصخب السياسي الذي يتعالى من داخل قوى الردة والثورة المضادة، مثلما أعطى لحضوره ثقلاً مؤثراً في سوح العمل السياسي، وتجذير خطه وخطابه.
كما ساهم في تعميق صلاته مع مختلف الحلفاء، سواء بصورة ثنائية أو جماعية.
مع ذلك يظل البعث والبعثيون أقوياء بلا غرور، متواضعين بغير ضعف، وكما كان العهد بهم دائماً، على حد قول الرفيق القائد، بدر الدين مدثر، عليه رحمة الله: أول من يضحي، وآخر من يستفيد.

________________
#القومة_للسودان
#تحديات_الفترة_الانتقالية
#الالتزام_بالوثيقة_الدستورية
#الوقاية_من_كورونا

*حكمة السنهوري واندفاعات الشباب*

https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=3203318583032055&id=201194916577785

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.