الخميس , أبريل 18 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / قضية البلك لم تنته وإنما بدأت // من ارشيف الميدان

قضية البلك لم تنته وإنما بدأت // من ارشيف الميدان

قضايا التعليم والمعلمين
                  قضية البلك لم تنته وإنما بدأت
      عبد المنعم سلمان
    لم (أتشرف) بمشاهدة السيد وزير التربية على شاشة التلفزيون بل رأيت جزءاً يسيراً في نهاية حديثة كال فيه التهم للصحف بلا استثناء وكرر القول المردود ” زج القضية في السياسة ” او “زج السياسة في القضية” لا أدرى .. المهم كرر هذا الحديث الذى مل الناس سماعة وما عادت لديهم مقدرة الصبر على احتمال الإعادة !!!
وسألت عن ما جاء في الحديث التلفزيوني وعرفت العجب، ذكر السيد وزير التربية مقتطفات من تقرير لجنة تقصى الحقائق، وأنه برأ الطالبة اساس المشكلة وأنه لم يشر الى المديرة وأنه لم يذكر شيئاً عن هيئة التدريس الخ …. وهنا لا أود التعليق على كل هذا وإنما سيكون التعليق من واقع المشاهدة وهنالك ممن اعرف من هم مغرمون بتسجيل الوقائع النادرة بالفيديو ومن أحدهم يمكن استعادة الشريط مرة اخرى ومن ثم التعليق من الواقع .. ولكن الآن السؤال الأساسي هو : لماذا يقدم السيد وزير التربية مقتطفات من التقرير ؟؟ أجل لماذا ؟؟ فهو طرف في القضية إن لم يكن هو أساس تصعيدها .. والمفترض أن تكون اللجنة قد أخذت أقواله أثناء التحقيق، ووزير التربية عند تقديمة للتقرير بنفسة فطبيعي جداً أن يختار المقتطفات التي تتماشى مع موقفة ويبتعد عن مزالق القرارات أو التوصيات أو الأقوال التي تمسه .. فيصبح مثل قارئ الآية الكريمة  ” ويل للمصلين ” ثم يقف دون أن يكمل الآية ” ….. الذين هم عن صلاتهم ساهون “.
ثلاث قضايا 
وهنا أود تناول ثلاث قضايا في ذات الموضوع .
القضية الأولى : هي تناول الصحف لقضية البلك و اصرار الوزير على أن القضية أصبحت حزبية ..و أنا اتفق مع السيد الوزير في أن القضية فعلاً حزبية و لكن من الطرف الاًخر .. من طرفك أنت يا سيدي الوزير .. انت تتعاطف مع الإخوان المسلمين و هم الذين أتوا بك الى مقعد الوزارة فهل تنكر ذلك ؟ الطالبة تنتمي الى أحد روافد الجبهة القومية الاسلامية و بالتالي تلتقى معك في الفكر فهل تنكر ذلك؟ النقابة (الهيئة النقابية للثانوي و نقابة المعلمين ) يقودها الأخوان جناح المستشار و تلتقون جميعاً في الفكر السياسي فهل تنكر ذلك ؟ هذا هو الطرف الحزبي .. أما الطرف الثاني – الميدان والأيام والصحافة و الهدف والوطني الاتحادي، ما هو الفكر الذي يجمع كل هؤلاء؟؟ إن ما جمعهم ليس التحزب الذي جمعكم  ولكن جمعهم مستقبل أبنائهم وبناتهم .. جمعهم اُسس واصول التربية خاصة والكُتاب تتنافر أهوائهم وميولهم السياسية ولكن يلتقون في شيء واحد : سوء تعاملكم مع القضية وإساءتكم  للمعلم والمهنة في شخص المديرة حتى وإن كانت بطريق غير مباشر .. وليس هذا تحزباً وعُد مرة اُخرى لجميع ما كتب في كل الصحف واستخرج منها فقرة واحده.. واحده فقط فيها دعاية لحزب لتدعم بها وجهة نظرك .. أن كنت تفترض أن الهجوم على الجبهة القومية الإسلامية في هذه القضية تحزباً ( وأرجو أن لا يكون ذلك اعتقادك ) فأقول مرة اخرى أن هذا قصر نظر لا يليق برجل وضع في قمة التربية والتعليم.
فالهجوم على الجبهة القومية الإسلامية جاء في تشجيعها لسوء الأدب من الطالبة للمعلمين والمعلمات .. ودونك الصحف فلتعد قراءتها ليستقيم لك الفهم ” الراية ” هي الصحيفة الوحيدة التي وقفت معك .. اين التحزب إذن؟؟
وثق ياسيدى الوزير مهما استعدت واستعديت فالصحف ماضية في طريقها الحق لا تحيد عنه قيد أنملة حتى يستبين الصبح ..
القضية الثانية : هي موقف السيد رئيس الوزراء … جاءته الطالبات، قابلهن بأبوة حقة وتعاطف جم .. وتعامل مع قضيتهن رغم انها كانت ملء السمع والبصر آنذاك وقبل ذاك .. المهم .. شكل لجنة لتقصى الحقائق .. أدت اللجنة واجبها .. ورفعت تقريرها اليه .. ثم فجأة خفت الضوء وماتت الكلمات .. وانقضت جحافل الظلام لتمحو النور الذى بدأ في الاُفق .. كيف ولماذا ؟ الله أعلم !
كان من المتوقع أن يهل علينا السيد رئيس الوزراء ويتلو علينا توصيات اللجنة وقراراتها ثم قراراته هو بناءاً على ذلك ويشعر الشعب السوداني أن قضاياه في أيد أمينة لا تعرف المجاملات ولا المعرفة الشخصية أو التأثير الحزبي، الشعب أولاً والشعب أخيراً ودون ذلك فرط القتاد ..
         فقضية البلك أصبحت قضية قومية قضية التعليم والمعلم واحترام الكبير والحفاظ على التقاليد السودانية. ومن هنا جاءت الدهشة من موقف السيد رئيس الوزراء في حالتين محددتين :
الاُولى : السماح لوزير التربية وهو احد الأطراف بأن يقدم التقرير بالشكل الذى يتحدث عنة الجميع، هذا بالإضافة الى أنه كان من المفترض أن يقدم السيد رئيس الوزراء عصارة التقرير بنفسة فهو الذى شكل اللجنة وهو الذى يتخذ القرار على ضوء توصياتها، فلماذا لم تعلن القرارات والتوصيات بشكل علني ولماذا سمح هو لهذا التعتيم ؟؟ هذه شيم مايو ولست شيم الانتفاضة.
الحالة الثانية : هي مقابلة السيد رئيس الوزراء لوفد اساتذة البلك الثانوية .. هذه المقابلة السلبية التي تذكرنا بأجهزة مايو وقيادتها في كل المستويات .
كيف ياسيدى رئيس الوزراء ترسل المعلمين الى وزارة التربية أو بلغة اُخرى لوزير التربية ؟ هل تتوقع من وزير التربية أن يسلمهم تقرير اللجنة كاملاً ؟
كيف جاز لك ياسيدى رئيس الوزراء أن تحيل المعلمين الى تنظيمهم في الوقت الذى يقف فيه أمين التنظيم أسواء موقف يقفه معلم ناهيك عن نقابي في قضية شرف مهنته؟
إن هذه النقطة وحدها سيسجلها لك التاريخ ياسيدى رئيس الوزراء .. نقطة سوداء لن يغفرها لك المعلمون وهم يدافعون عن شرف مهنتهم وأنت تقف في صف الباطل .. والعودة للحق بعد هذا وفوق كل ذلك فضيلة.
فهل أنت عائد إليه وناشر لنا بالصحف والإذاعة والتلفزيون تقرير اللجنة كاملاً غير منقوص وقراراتك التي اتخذتها بموجب ذلك التقرير؟ وأرجو مخلصاً أن يتم التعامل مع هذا النقد بموضوعية كاملة فالناس زائلون والمواقف باقية ..
القضية الثالثة :  هي دور الهيئة النقابية للمرحلة المتوسطة ( صوت سيده ) .. فلقد تواترت الأحاديث حول بيان وشيك الصدور وربما يكون قد صدر بنشر هذه المقالة فحواه أن النقابة ستقوم بتنقية التقرير وإصدار نشره كاملة للمعلمين والمعلمات بالمرحلة الثانوية تؤكد فيه أن اللجنة توصلت الى سلامة موقف الوزير والطالبة وخطأ موقف المعلمين بالمدرسة وتوزعه على نطاق السودان .. وإن صح الخبر فإنه ليس غريباً على هذه الهيئة وهى ترضع من اُمها الرؤوم !
نصيحة خالصــــــــة
          فإن كانت النقابة تريد أن تجمل وجهها أمام المعلمين والمعلمات بعد أن انكشف غطاؤها في محاولة يائسة للعودة الى القيادة، فلتعلم أن من الأفضل لها أن لا تفعل ما تنوى فعلة، ولتتحسس في البداية رد الفعل الذى أحدثة بيان وزير التربية والتعليم في التلفزيون ورأى الناس عامة والمعلمين خاصة حوله ..
فالقضية ما عادت قضية صدق وكذب .. وحقيقة وتزييف …. القضية هي أن الجماهير عامة والمعلمين خاصة حددوا موقفاً نهائياً من واقع أحداث ليست من نسج الخيال وأي محاولة لتزييفها او تجميل ما صاحبها من أخطاء لن تنطلي على احد .. إن شئتم أن تدفنوا رؤوسكم في الرمال كالنعام كما فعل اخرون من قبلكم فهذا شأنكم.
ولكن تبقى حقيقة لامجال أمامها .. وهى أن هيئة تدريس البلك حددت موقفها من النقابة وأن سكرتير النقابة لن يجد له موقع قدم في المؤتمر كمندوب من المدرسة … أصبح امامه أمرين : إما أن ينقل لمدرسة جل أساتذتها من الإخوان المسلمين وأما أن تنقل هيئة  تدريس البلك بكاملها أو بالأغلبية وتحل محلها مجموعة من الإخوان المسلمين فأي أشكال التآمر تختارون ؟؟
على أيام مايو كانت سيكولوجية النظام تسعى دائماً لامتصاص غضب الجماهير بتكوين اللجان ثم تقبر القضية تماماً . ويبدو أن البعض لايزال يمارس مناهج مايو .. لم يغتسل من أدرانها وتلوثها .. الآن ياسادتي تبدأ القضية بعد انتهاء اللجان من أعمالها .. يبدأ الإنجاز ثمار البحث والتقصي والحلول توضع موضع التنفيذ دفعة للتطور للأمام .. هذا هو سودان الانتفاضة وهذه هي مفاهيمه ..
ولقد انتهت لجنة تقصى الحقائق حول البلك ورفعت تقريرها ومن هنا نبدأ.   
المصدر : الميدان صفحة (3) الأربعاء 22 يناير 1986م

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.