الثلاثاء , مارس 19 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / ذكرى الغدر .. العدالة أولاً ..!!

ذكرى الغدر .. العدالة أولاً ..!!

🖋شمائل النور

لا أعتقد أن يوما مر منذ ليلة غدر التاسع والعشرين من رمضان الماضي وحتى اليوم ولم تكن مشاهد مجزرة فض الاعتصام حاضرة أمام أعين الجميع، قتلة وضحايا ومغدورين.

ما حدث قبل عام من اليوم لن يطويه النسيان حتى بعد تحقق العدالة، ليس فقط لبشاعة ما حدث، لكن مجزرة فض الاعتصام يُمكن النظر إليها بعدة جوانب، وإن كان أقسى ما فيها الغدر، الغدر الأشد من القتل.

أولاً، من المهم التذكير دوماً أن المجلس العسكري وقتها خطط لانقلاب عبر هذه المجزرة، والخطة أن يسيل دم كثيف وببشاعة ثم ينقض البرهان وحميدتي وبقايا نظام المخلوع على وراثة حكمه، والدليل أن البرهان وقبل أن يُحصى عدد قتلى محيط الجيش خرج للعالم وعبر التلفزيون القومي معلناً إلغاء الاتفاق الذي تم بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير.

خطة الانقلاب هذه والتي كثيراً ما نتجاوزها دون تركيز، أفشلها الشارع الذي نفذ عصيان عقب المجزرة مباشرة، ولولا تصدي لجان المقاومة لهذا الانقلاب لكان الوضع الآن مختلفاً.

فشل انقلاب البرهان وحميدتي وبقايا النظام السابق، لكن بالمقابل فشلت قوى الثورة المتفاوضة مع المجلس العسكري حينما قررت الاستمرار في التفاوض حتى بعد مليونية 30 يونيو التي كانت بمثابة تفويض شعبي نادر.

النتيجة بين أيدينا، شراكة ضيزى، أصحاب السلطة الأكبر فيها هم القتلة مما يفرض السؤال الذي يدور في أذهان الجميع، كيف العدالة وقد أصبح القتلة شركاء.

وهو سؤال كبير وإجابته ليست بسيطة. لكن المهم والذي قامت هذه الثورة لأجله ودفع السودانيون ثمناً باهظاً كي يتحقق؛ التغيير، التغيير  الذي يبدأ بالعدالة، العدالة مهما كلف الثمن، أن نخسر اليوم لنربح غداً أفضل من أن نراكم الخسائر ونؤجل المعارك لندفع الثمن أضعافا مضاعفة.

المؤكد أن هناك من يسعى لمخارج آمنة للقتلة بدافع “الحفاظ على أمن البلاد” وهي نظرية فيها جبن وقلة حيلة، عطفاً على ذلك، فهي مجربة، جربتها بعض القوى السياسية مع المخلوع وهو مطلوباً للمحكمة الجنائية الدولية، لكن المخلوع قرر ربط مصير كل البلد بسلامته الشخصية، ولم يجد نفعا.

أي محاولة للمساومة في قضية عدالة بأي حجة من الحجج هي درجة من الخيانة أخلاقياً، وسوء تقدير سياسياً..العدالة الآن وليس غداً

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.