بسم الله الرحمن الرحيم
لقد ظللنا في الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل (العهد الثاني ) نراقب و نتابع تطورات الأوضاع في البلاد من بعد سقوط رأس النظام السابق و بخاصة في الفترة الأخيرة، و نلاحظ تدهورا واضحا على المستوى السياسي و الإقتصادي و الأمني مما قد يقود الأوضاع إلى منزلقات خطيرة و يؤدي إلى حالة يصعب التعامل معها و إدراك معالجتها.
و قد لاحظنا أيضا محاولات إفراغ الثورة من محتواها النضالي و إبعادها عن مسارها الصحيح في تحقيق أهدافها المعلنة في الحرية و السلام و العدالة وتفكيك دولة الإنقاذ و محاسبة رموزها سياسيا و جنائيا و إقامة الدولة المدنية الديمقراطية.
أن الثورة مهرت بدماء الشهداء و الجرحى و لن نسمح أن تنحرف و تضيع تلك الأرواح الزكية و الدماء غالية سدى.
فى هذا الجو المتغير ، نتابع خروج بعض القوى من قوى الحرية والتغيير و البعض جمد نشاطه و آخرون في تسابق على عقد تحالفات ثنائية لا تصب في مصلحة العمل الجماعي بل تقوضه.
و استشعارا منا بما قد يطال الوطن من عواقب وخيمة و تحملا لمسؤوليتنا التاريخية تجاه مواطنينا و حماية للثورة و إنفاذا لأهدافها و لقيمها، نعلن الآتي :
1 : إن قوى الحرية والتغيير إرتكبت أخطاء كبيرة خلال المفاوضات مع المكون العسكري و أضاعت هدف تكوين حكومة مدنية كاملة الدسم و تابعت بعد ذلك جملة من الأخطاء أدت إلى الحالة الهلامية التي نعيشها اليوم.
2 : إن تحالف قوى الحرية والتغيير يحتاج إلى إصلاح عاجل يتطلب مراجعة الأخطاء و تصويبها و وضع أسس و معايير واضحة و خطة طريق بينة و سالكة لا تقبل التأويل أو اللبس حتى نهاية المرحلة الانتقالية.
3 : إن خطة الإصلاح هذه ينبغي أن تتم عبر اتفاق كل القوى السياسية الموقعة على ميثاق قحت إضافة إلى لجان المقاومة الشعبية و شباب و شابات الثورة و ليس عبر تحالفت جديدة لم تكن جزءا من الحراك الثوري.
4: ينبغي وقف أي تفاهمات أو إتفاقيات مع الأحزاب و التكتلات السياسية التي كانت جزءا من النظام السابق ووقف ضمها إلى العملية السياسية الآنية و المستقبلية فى البلاد.
5 : رفض أي دعوة إلى انتخابات مبكرة، و أن تكمل الفترة الانتقالية حتى إنجاز أهداف الثورة.
6 : وقف أي محاولة لرد الاعتبار للأحزاب السياسية أو العناصر التي شاركت النظام السابق فى الحكم.
و ختاما نؤكد بأننا سنظل نتحمل مسؤولية الفعل السياسي الإيجابي كاملا غير منقوص و سنكون في قلب العملية السياسية لندير معركة التغيير الديمقراطي بخبرة و اقتدار و لن نترك لأحد أن يسرق الثورة أو يجهضها أمام أعيننا.
و الله الموفق .
الجمعة الموافق ١٥مايو ٢٠٢٠
تاج السر الميرغني
رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل- العهد الثاني