تكرار أحداث العنف والنزاع القبلي تعكس التوجُّهات العنصرية للدولة

الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال – SPLM-N

جماهير الشعب السوداني :

لا شك إنكم تتابعون ما يجري هذه الأيام بمدينة كسلا من عنف قبلي وأحداث دامية بين البني عامر والنوبة والتي أسفرت عن وقوع عدد من القتلى والجرحى بين الطرفين، وهي أحداث بدأت بمُشاجرة عادية، ولكن سرعان ما غذَّتها بعض الجهات مدعومة بالسيارات وقامت بحرق المنازل لتتوسَّع دائرة العنف.
كما تابعتم أيضاً الهجوم البشع الذي نفُّذته مليشيات مُسلُّحة على الفلاتة بمحلية (تُلس) بولاية جنوب دارفور وأسفر عن مقتل (20) شخصاً وجرح العشرات، وهذه الأحداث سبقتها أحداث مُماثلة في مدينة القضارف وحلفا الجديدة وبورتسودان والجنينة، وعشرات الأحداث المُماثلة في دارفور، وما هي إلاَّ إنعكاس للتوجُّهات والسياسات العُنصرية للدولة السودانية منذ العام 1956.

جماهير شعبنا الأماجد :

هذه الأحداث تقف من خلفها عناصر من النظام البائد والدولة العميقة، التي  تُغذِّيها وتُديرها، وكما ذكرنا من قبل أن هذه الأحداث يمكن أن تطال مُدن أُخرى مُستقبلاً في ظل إنتشار السِّلاح الذي ملَّكته الدولة لتلك المجموعات بهدف التفريق بين المُكوِّنات الإجتماعية لإضعافها وإشغالها بالحروبات والصراعات الدموية ممَّا يُمكِّنهم من الهيمنة والسيطرة والإنفراد بالسُلطة والإحتفاظ بها. ونحن إذ ندين بشدة هذه الأحداث نؤكِّد، وندعو للآتي :

أولاً : نُحمِّل مسئولية كل هذه الأحداث المُتكرِّرة  لحكومة الفترة الإنتقالية التي تقاعست عن القيام بدورها مما أفسح المجال للدولة العميقة لإرتكاب الجرائم التي كانت ترتكبها من قبل وبنفس الوتيرة.

ثانياً : إستمرار هذه الأحداث وتكرارها وعدم مُعالجتها من جذورها وحفظ الأمن والإستقرار، يعني مواصلة حكومة الفترة الإنتقالية في نفس النهج والسياسات.

ثالثاً : على السُلطات بالقيام بدورها في حفظ الأمن والإستقرار وعدم تسخير آلة الدولة، والإنحياز لأحد أطراف النزاع.

رابعاً : ندعو جموع الشعب السوداني لتفويت الفُرصة على تمرير هذه المُخطَّطات التي تهدف إلى ضرب النسيج الإجتماعي وإشعال الفتنة بين مُكوِّنات الشعب السودان، والعمل سوياً من أجل تحقيق السلام المُجتمعي.

 خامساً : يجب إجراء تحقيق نزيه وشفَّاف حول هذه الأحداث وتقديم الذين تسبَّبوا فيها للعدالة.

النضال مُستمر والنصر أكيد

                                                      عمار آمون دلدوم
             
السكرتير العام للحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال

12  مايو 2020