الجمعة , مارس 29 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / ازهار يانعة وسط الحريق / قصة قصيرة

ازهار يانعة وسط الحريق / قصة قصيرة

سامح الشيخ

رغم التقسيم المفتعل بين السودانيين لأجل الفتن وإشعال اوار الحرب بين الأعراق في اقليم دارفور الكليم الا أن الانفس هناك والارواح تسمو دوما وتتجه فطرتها من الاقتراب باعا كما الطفولة البريئة نحو الإنسانية وتهرول زراعا نحو واحات المحبة الظمئى كما الثرى المكروب حين تمطر من السماء ديمة سمحة القياد سكوب مارة فوق السموات تهب الغوث دون جزاء أو شكورا محبة من السماء للأرض التي هي لنا وبالناس دوما هناك مسرة .

كغير عادة المزارعين في الاستقرار والتصاقهم الحميم بارضهم كان صديقنا مزارع احدى القرى باقليم دارفور لا يحب الاستقرار وبه حب للمغامرة واكتشاف الأرجاء والآفاق والاحتكاك بالآخرين في محيطه الاجتماعي وغيرهم من البشرية من خلق الله . فلاذ بحياة الترحال وعشقها متجولا بين المراحيل مع أصدقائه من الرعاة في المرحال القريب من قريته الوادعة شمال غرب الجنينة جاب معهم الارجاء متنقلا بين الصحاري الحارقة نهارا والباردة ليلا ووديانها المترعة خريفا وغابها الذي هاجر هزاره خوف صوت ولعلعة المدافع وجبالها الرواسي اوتاد ارضها العذراء البكر كعروس النيل .

عند بداية حريق الإقليم وبداية التجييش على اساس العرق حدثه أصدقائه بحدثهم الفطري. ورجاحة عقل البادية أن هناك فتنة قادمة بالإقليم سببها المفترض بهم إشاعة الأمن لكنهم اثروا أن يكون عكس ذلك وإن سياسة التفريق أخذت منحنى لا راد للقضاء فيه إلا لله فأخبر قريتك أن ينجوا بانفسهم فالحريق قادم قادم ثم عد وابقا معنا وان لم تستطع العودة فاعلم ان اسرتك معنا وحلالك أيضا طرفنا انا له من الحافظين والمؤتمنين.

يخبرني الراوي أن بيت خاله المزارع سابقا رغم حريق القرية بكل ما فيها إلا أنه كتب النجاة لاهلها بسبب اخلائها بعد ان اخبرهم اصدقائهم بمواعيد الهجوم فكان واجبا واضعف ايمان اخلائها والأقوى محبة ولفتا للنظر ان يساعدهم علي النجاة هو الذي حرض واجبر باكذوبة وسياسة زرقة و عرب .من مشاهدات الوفاء هنا ايضا أنه رغم حريق هذه القرية وجد بها بيتا وحيدا بالقرية لم يحترق وظل منتصبا وسط رماد القرية كان ذلك المنزل هو منزل خاله الذي نجا أيضا كنجاة اهل تلك القرية فقد ظل انتصاب هذا المنزل طيلة فترة الحريق وهدؤئه النسبي رمز وفاء لهذا الجوار ولهذه الصداقة التي تخبر عن أن الاخلاء الأوفياء ليسوا من المستحيلات وليسوا أكذوبة .

اكثر الظن الذي هو ليس باثم انه يوجد كثيرين من الضحايا يعلمون تماما أن كثيرين ممن استنفروا للحرب بالإقليم أنهم قد فعلوا ما لا يحبون مجبرين .

اما ايناع الأزهار في مرويتنا هذه كان حين هدوء الأوضاع نسبيا بعد عقد من الزمان أن اجتمع شمل أسرة هذا المزارع مع عائلته بعد أن ظن كل الظن أن لا تلاقيا وهو الذي نجي من الحريق لكنه لم ينجو من التهجير والاستغراب والمعاناة لكن قطاف المحبة كان في اجتماعه بأسرته وبناته وأولاده معززين ومكرمين من الأعداء المفترضين زورا وبهتانا كما عاد حلاله إليه مراحا كاملا بسبب وداعة وأمانة أصدقائه صلبي المعجم وخلانه الأوفياء من جيرانه حافظين الوداد من ممتهني حرفة الرعي بالإقليم الجريح .

قصة حقيقية مروية بتصرف .

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.