الخميس , مارس 28 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / الحزب الشيوعي السوداني  / *القومه ليك يا وطني* *الشعب الذي قدم الشهداء لن يبخل للوطن بحفنة جنيهات* *محمد ضياء الدين*

*القومه ليك يا وطني* *الشعب الذي قدم الشهداء لن يبخل للوطن بحفنة جنيهات* *محمد ضياء الدين*

مرة أخرى نختبر وتمتحن قدراتنا على إجتراح المستحيلات في مواجهة التحديات الجسيمة التي تواجهنا، وطناً وشعباً، لا يتعلق الأمر بالمشكلات العصية الموروثة الناتجة من عقود من الفساد المنظم في ظل طغيان الإستبداد السياسي والديني الذي جسده نظام عمر البشير المباد، حسب ، وإنما بالمشكلات الصحية الطارئة والتحديات المصاحبة لتفشي وباء كورونا العالمي، والذي يتطلب إحتشاداً جديداً لكل القوى الحية من أجل هزيمته.
نحن الشعب الذي إستطاع بسلاح السلمية ، وخلال أربعة أشهر  من المعارك الميدانية المتصلة ، أن يهزم أعتى الدكتاتوريات المدججة بكل أدوات القمع المادي والمعنوي، وأن يحقق إنتصاراً ثورياً وقف ازأءه كل العالم بالإعجاب، ها نحن اليوم ، في مفترق طرق ، أن نكون أو لانكون، أن نمضي بالثورة الى غاياتها، أم نتراجع من منتصف الطريق ونرفع الراية البيضاء، كما يريد لنا سدنة النظام المباد وفلول قوى الردة.
لقد قبلنا التحدي.. دائماً.. وقبلنا المنازلة مع أعداء الشعب وأعداء تقدمه، كخيار وحيد لابديل له ، ولا تنازل عنه، وقبلنا ببذل التضحيات، لأجل إلحاق الهزيمة بالأعداء، مهما كانت غالية وعالية التكلفة. تلك كانت كلمة السر في إنتصار ديسمبر العظيم، الممهور بدماء الشهداء والجرحي والمفقودين. ومع تقدم الثورة يوماً بعد يوم ، على طريق تحقيق أهدافها على طريق الحكم المدني والديموقراطية ، عبر التغلب على كل تحديات الإنتقال، وفي مقدمتها مخططات الثورة المضادة في تأزيم الأوضاع العامة ، الإقتصادية المتصلة بشكل مباشر بحياة الناس ومعيشتهم، المأزومة اصلاً، وعرقلة جهود السلطات الإنتقالية من أجل معالجتها ،ظلت قدرات شعبنا وإستعداده للتضحية وللنزال تتجلي، ويتجلى معه إبداعه في إبتدار الجديد من المسارات والمشروعات والمناهج الهادفة للخروج من الأزمات المفتعلة والمصنوعة والموروثة، وشق طريق جديد للتقدم الى أمام، والتطلع بثقة وأمل في المستقبل عبر الإلتفاف حول الحكومة الإنتقالية ومساندتها ودعم برامجها تعبيراً عن حالة الوعي الوثيق الصلة بثورة حملت إسم الوعي وعنوانه ، الوعي كما جسدته ثورة ديسمبر في كل تفاصيلها. هذا الوعي الذي تراهن عليه الثورة وقواها  وحكومتها، هو حائط الصد الذي تتحطم وتنهزم عليه كل هجمات القوى المضادة للثورة ومخططاتها.

وبإعلان السيد رئيس الوزراء ، الدكتور عبدالله حمدوك، مساء أمس الخميس عن مبادرة        ” قومة السودان” الهادفة لتجاوز الأوضاع الإقتصادية غير المواتية ، من خلال الإعتماد على الذات قبل الإستعانة بالآخرين ، فان سانحة جديدة ، تطرح نفسها لإبداع جديد للسودانيين في تعبيرهم عن حبهم لوطنهم، وتضحيتهم في سبيل رفعته وتقدمه، إذ ليس غريباً، على من ضحوا بالغالي والنفيس ، بالدماء والارواح ، من أجل الإطاحة بالنظام الدكتاتوري الغاشم ، أن يتسابقوا من الوهلة الأولي لطرح المبادرة ، في تلبية نداء” قومة السودان”  حتى أن التبرعات ، من أجل إعادة إعمار وبناء البلاد بعد عقود من الخراب والدمار الممنهج، إستجابة لنداء رئيس الوزراء، قد  سجلت خلال ساعات قليلة  رقما قياسيا .وذلك ترجمة فعلية لحقيقة أن من صنعوا الثورة وحموها بأنفسهم لن يبخلوا عليها بحفنة جنيهات، وهي الحقيقة التي تمنحنا الأمل في أننا سنعبر بأذن الله ، رغم كل العقبات، ورغم كل مانكابده من أشكال المعاناة ، ورغم تخذيل المخذلين.
في هذه اللحظات الهامة ، والتي سيسجلها التاريخ، لايسعني الا أن أنحني إجلالاً وإكباراً لشهداء ثورة ديمسبر، وشهداء الوطن كافة ، الأكرم منا جميعاً، وهم الذين مهدوا سبيل التضحيات، بالروح وبالدم، لبناء الوطن وإعماره وإعادة مجده كوطن شامخ  حر ديموقراطي، واننا- كعهدنا معهم ومع أنفسنا –  على دربهم سائرون، حتى تبلغ ” قومة السودان”، قومتنا متحدين ومتضامنين، أعلى القمم.

الجمعه 3 أبريل 2020

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

• أوسع استنكار ورفض للقمع الوحشي للمواكب

Share this on WhatsAppبيان جماهيري من سكرتارية اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني • أوسع استنكار …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.