السبت , أبريل 20 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / ❍ بيــــــوت اشـباح ❍

❍ بيــــــوت اشـباح ❍

    ✓عهــــد السفاح عمـــر البشير و طغمه الكيذان الفاسده

بـ قلمــي انا مصطفـى عبـاده

الي (الكندكات) و (الشفاته) و (ثوار بلادي) الذين هزمتم الطغيان و نظام العماله و الفساد الدموي حتى كللت ثورتكم بالنجاح , و اريد ان اوضح كسرد تاريخي و توضيحي لمنعرجات و تضحيات الذين سبقوكم ضد الطاغيه.

❍فـــرقه عقـــد الجـــــلاد
            ✓ الثــــور فـي مستـــودع الخــزف

لماذا لم يكن لهذه الطغمة الفاسدة المستبدة الخالية من الإبداع والمبدعين عدى أناس قليلون منهم وهم أرباع مبدعين منتفعين ارزقية لاغير، لأن فكرهم لا يؤمن بالإبداع ولا يمكن لأي مبدع الانتماء لهذا الفكر المتحجر، جاولوا في بداية انقلابهم المشؤوم حراك موسيقي فانتجوا (نأكل من ما نزرع)(أمريك روسيا قد دنى عزابها) ودلوكة وعرضة لزوم ترقيص الرئيس.
في الجانب الآخر نجد (محمد وردي) و(محمد الأمين)، (أبو عركي)،(مصطفى سيد أحمد) وبقية المبدعين ذلك في المجال الغنائي وبعد ذلك الشعراء المبدعون بداية (بمحجوب شريف) (وحميد )و(ازهري) و(القدال) و(النخلي) و(قاسم أبو زيد) وأيضا  كل المناحي الإبداع الأخرى من مثقفين وكُتاب وتشكيليون لا يمكن أن احصرهم في هذا التوثيق. انظر إلى سجلهم فإنهم عاطلون وعياً وابداعاً وثقافة لكل هذا فلا بد أن يأتي الانتقام والتنكيل والتشهير بكل ما هو مبدع خلاق.  انظر لكل المبدعين  نالوا الاعتقال والتعذيب في أقبية السجون وبيوت الأشباح. واليوم نحن نوثق لهذا الصلف العنجهي المستبد ضد كل مبدع.
و اذا بنا جلوس في زنازين السطح للعمارة المشؤومة لرئاسة الجهاز وسردنا كيف وصلنا لهذا السطح الكئيب و سردنا الكيفية التي استقبل بها مجموعة التشكيليين وضربهم المبرح وشتى أنواع التعذيب منها الضرب والركل والوقوف حفاة على البلاط الساخن والسباب المقذع الذي يصدر من هؤلاء الفاقد التربوي فجأة ونحن جلوس في الزنازين أتوا بفرقة {عقد الجلاد}، لا أعرف من اين اتوا بهم هل كانوا في حفل غنائي ؟ ام كانوا يؤدون بروفة لإحدى اغانيهم الجميلة الخلاقة ذات الرمزية المفهومة والتي ترمز إلى كل ما هو قبيح و متقيح من قبل هذا النظام الفاشي، أتوا بالفرقة ولو لا الخجل لاتوا بالمبدعة الدكتورة [منال بدر الدين ]معهم لأنها كانت عضواً بالفرقة.  وعندما رأينا أشكال الفرقة منهم :
1/عمر بانقا
2/أنور
والآخرين… وملابسهم متسخة وشبه ممزقة وكانوا في حالة يرثى لها.  هؤلاء الانيقون ذو الكرفتات والقمصان الزاهية الموحدة جاءوا لنا في ظرف عصيب وصعب كأنهم آتون من سفر القرون الوسطى عبروا الجبال والصحراء والفيافي , فاستقبلوهم ضربا (بالخراطيش والشلاليت) والأدهى والأمر بالسِباب المقرف البذي الذي يعف اللسان عنه فاخذوا تشريفتهم البدنية وبدأ معهم التعذيب النفسي واللفظي من هؤلاء شذاذ الآفاق وقالو لهم انتم هنا عبارة عن ركردر متى ما نريد أن نقول لكم ابدأوا الغناء تغنوا وعندما نريد منكم السكات تصمتوا .  وكان كل الحديث يتمحور في لماذا لم تغنوا لثورتنا مع انو انجازاتها ظاهرة وتغنون للكفر والإلحاد، ♦ألم أذكر لكم انهم كالثــور في مستـــودع الخــزف ♦نحن نحزن لهؤلاء المبدعون ونبكي عنهم أحياناً لإجبارهم على الغناء في ظروف كمثل هذه وتأتي أصواتهم حزينة مشروخه بالموقف الذي هم فيه لاذلالهم وكسر شوكتهم , قطع العقد من منظومته وتذهب قطعة الجلاد في الهواء هباءاً، فاشفقنا عليهم كثيرا من هذه الآلام فاحياناً يظهر منهم تذمراً فيضربوا ضرباً مبرحاً واجبارهم على غناء اغاني قديمة لا تمت إليهم بصلة وكم كنت سعيداً بعد إطلاق سراحي من بيوت الأشباح سمعت أصواتهم علي المسارح تصدح أكثر إصراراً وعزة وشموخاً متحديين كل الصلف والجبروت , احييكم أيها الرفاق فرداً فرداً. تركناهم وهم في هذه الحالة .
اختاروا مجموعه محدده تتكون من 25 شخصاً و إقتادونا إلى حافلة (روزا) مكدسين فوق بعضنا كجوالات البطاطس والبصل ليس جلوساً على مقاعدها بل منبطحين على ارضيتها فوق بعضنا البعض مغطون (ببطاطين) لكي لا تنظر إلينا المارة في (الشارع) وكان بها (ستاير) تغطي النوافذ وتوقفت الحافلة وامرونا بالركوع على أيدينا وارجلنا وان نتحرك على أربعة ونحن نردد أصوات الحيوانات المختلفة وكان معنا شيخ كبير في السن من (حلة حمد الخرطوم بحري) وقال لهم عندما تم ضربه (بالخراطيش) انهُ مريض (بالضغط و السكري) فقالوا : لهُ(سكري و ضغط يا خايب) اركز كما الاخرين وهذا اللفظ يوجه لشيخ تعدى العقد السادس من عمره , وهذه الواقعة تذكرها الفنان (محمود جاه الله) ، وتهمة هذا الشيخ انه اعترض على تكوين (اللجنة الشعبية بالحي), ونحن نردد أصوات الحيوانات .. (حمير.. كلاب .. غنم .. ضفادع) كل على حسب التعليمات و( الخراطيش) تنهال علينا. كانوا جاهزون عدة وعتاداً كميات كبيرة من افراد جهاز الامن في انتظارنا داخل بيت الأشباح. ادخلونا إلى غرفة لا تذيد عن (3في 3 امتار )وامرونا بالوقوف وايدينا مرفوعة ووجوهنا على الحائط وبدأ الضرب (بسياط العنج والخراطيش) و اعقاب البنادق والمسدسات من حوالي الساعة الثامنة مساءاً وحتى أذان الصبح كانوا يتناوبون كما ورديه العمل في ضربنا , وبعد ذلك اخرجونا للصلاة فوقفنا في جماعة وعلى حسب الدوار الذي أصابنا من الضرب والركل كنا تماما على عكس اتجاه قبلة الصلاه الصحيحه جاءوا وقالوا لنا يا (كفار يا ملحدين انتو القبلة ما عارفين اتجاها ) فضربونا ووجهونا إلى اتجاه القبلة وبعدها اعادونا إلى نفس الغرفة، لم تكن غرفة بالمعنى المفهوم ليس لها اي منفذ للتهوية والتنفس فاغمي على البعض منا والتنفس كان عبارة عن( تقريب الأنف من الفتحة ما بين آخر ضلفة الباب والأرض) ونحن مترادفون، كنا نتناوب التنفس بالدور من تلك (الفتحة) وهنا اترك قلم الأستاذ (الفنان التشكيلي عبد الواحد وراق) لوصف هذا الموقف.

✓رسالــه 1 :
سلامات اخي وعزيزي مصطفي الذي هو من سلالة المصطفي ومن امتداد الثوار ورفيق ابناء النور والحق ومن الثابتين في وجه الظلاميين والقتلة المطففين ! مصطفي ذو الوجه الأليف الذي بدد وحشة السجون والحصون بنقاء قلبه الكبير الذي لا يتواري ولا ينزوي ولا يضمحل ، لعلك تذكر ونحن ندلف لسجن العمارة بنية اللون الكالحة وقريباً من سطوحها ذات الحرارة الحارقة وتلك الوحشة !! التقينا واستمعنا لحديثك وكل الوصايا وسيرة النضال وسمعنا مرافعتك وموقفك الشجاع الثابت كالجبل . ومنذ ذلك الحين ونحن نسال عنك ، ونمني النفس باللقاء . وعند عودتي القصيرة للسودان قلت لنفسي اذهب واسأل عن مصطفي في حي الوابورات فوجدتهم اغتالوا الحي وأخفوا كل معالمه ، تلك (الوابورات والرفاسات والمراكب والورش والعجلات والعمال والمارة) والوابورات المعطوبة وبداخلها خلايا النحل وبيوت الطوب الأحمر ذات السقوف المصنوعة من القرميد الأحمر ! والفرح لا يوصف حين حدثني الصديق (صلاح سليمان) انه عثر علي (مصطفي عبادة )رفيق السجن الرصين . ياخي لك سلام في فمه ابتسامة وفي يديه كتب وفاكهة …

✓رسالـه2 :
ياسلام عليك يا مصطفي يا حبيب ..
حافظ حديثك ونظراتك ذات التساؤل المنطقي والفلسفي المكبوت والظاهر  ،
الغريبة عندما نقلونا لبيت الأشباح اعتراني احساس باننا علي طرف مزرعة وسنذهب في الصباح لكي نعمل فيها لربما نجني أو نزرع بعض المحاصيل .
كنت أنا بالقرب من الباب في ذلك المخزن المطبخ المزدحم بالناس والحراره لأيمكن تصورها .
انتبهت لجريان ماء الي خارج المخزن ،
قلت من الذي فتح ماسورة المياه الان ؟؟
اكتشفت ان لا احد فتح (ماسورة) لانه لا توجد (ماسورة) مياه أصلا في هذا المكان .
كان هذا هو (العرق) الذي تصبب من المعتقلين الأبرياء .
والله علي ما أقول وكيل .
ياخي سلام عليك ..
سلام في يمينه لوح فيه شرافة وفي اليد الاخري سبيطة من التمر  في موسم وفير ..
ودموعك وبكاوءك دليل صحة .
قال المجذوب :
زارني  المشايخ من الدامر علي وجوههم نور امضوا الليل يقراءون القران وسيرة الرسول(ص) ويذكرون الأنساب  فرق قلبي اليهم فأحضرت لهم العشاء صينية كبيرة استدارت في حواشيها (كسرة مرقة واللحم المحمر وكورية لبن ضخمة ) وكنت قد غسلت لهم اياديهم قبل وبعد الأكل وكنت اقرب لهم احزيتهم ثم أويت الي غرفتي ساهماً كنت قد نفرت منهم في شبابي لانني أردت ان أكون حيث اريد .فحق علي العذاب .
كنت اسمعهم يذكرون الله حين يتقلبون في مضاجعهم ،فعجبت ،كيف ظفروا بهذا السلام .
فسالت دموعي !
لم تكن دموع خوف ولا دموع ندم ،
كانت دموع ذكري ،
ذكري شبابي الغابر .
لا تحزن يا مصطفي ولا تتاسي ..
كل الأنبياء كانوا بكاوءون .

ذكر احد الجمهوريين قال :-
عندما أخبرت الأستاذ محمود بموت احد الشبان ،عانقني وعندما ابتعدت قليلا شعرت ان جلبابي مبلول اعلي الكتف كأن صب عليه ماء ،
فاكتشفت انها دموعه .

لك التحايا والمحبة والمودة .
            (عبد الواحد وراق)

وأيضا جأتني الرسالة من الزميل الفنان المبدع (صلاح سليمان ) من مقره الآن بلندن ومفادها انه في غربته تأتيه أيام يشم فيها رائحة بيـــت الأشبـــاح، نعم يشم فيها الرائحة النتنة القبيحة فيرجع إلى تاريخ بيـــت الأشبـاح فيجده موافقا أو قريبا من تأريخ أيام الاعتقال والتعذيب. 
فلذا انا أبكي كل ما جاءت هذه الذكرى وخصوصا في صورة محددة أو موقف محدد. انزوي بعيداً، حتى أهل بيتي اعتادوا على ذلك  … واظل أبكي وابكي وابكي حتى استجمع قواي وانهض من جديد واناضل ضد هؤلاء السفلة المناكيد ، هذا هو مشهد اليوم الأول في بيت الأشباح ونحن في هذه الغرفة المخزن المطبخ….
يتبع……

♥شـــــكراً
استاذ صلاح سليمان
استاذ عبد الواحد وراق
استاذ محمد جاه الله
الذين ساعدوا بقدر كبير في الصياغه
و اشكر إبنتي زيزي علي التنسيق

♥ إهـــــداء
الي الدكتور خالد حسين
الذي يعلو بإسم السودان في المحافل الطبيه خارج السودان

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.