الخميس , أبريل 18 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / *🔴نص الحوار الذي أجرته صحيفة السوداني الدولية مع الرفيق اللواء ركن/ عبد الله حران آدم نائب رئيس حركة/ جيش تحرير السودان قيادة الأستاذ/ عبد الواحد محمد أحمد النور، وأحد مؤسسي الحركة.*

*🔴نص الحوار الذي أجرته صحيفة السوداني الدولية مع الرفيق اللواء ركن/ عبد الله حران آدم نائب رئيس حركة/ جيش تحرير السودان قيادة الأستاذ/ عبد الواحد محمد أحمد النور، وأحد مؤسسي الحركة.*

●في البدء أتقدم بالتحية والتجلى لشهداء الثورات التحررية في ربوع السودان الذين مهروا دمائهم للوطن الغالي من أجل تحقيق القضايا والمطالب العادلة والمشروعة ، مع عاجل الشفاء للجرحى والمصابين،  والحرية والكرامة للأسري والمعتقلين ، وتحايا المجد والشموخ لجماهير الشعب السوداني المنتفض الثائر ضد براثن الشمولية والتسلط .
  تحية خاصة لكل قطاعات الحركة في مواقعهم المختلفة داخل وخارج الوطن ، تحية الثورة والصمود لرئيس ومؤسس حركة/ جيش تحرير السودان الأستاذ/ عبد الواحد محمد أحمد النور .
   كل التحايا والإمتنان لكم في صحيفة السوداني الدولية.

●حاوره: الصحفي صلاح نيالا

■مضابط الحوار:

🔹هل ما زلتم عند رأيكم الذي إقترحه الأستاذ عبد الواحد محمد أحمد النور رئيس الحركة لتحويل التفاوض بالداخل؟ وما هي مبرراتكم؟.

⭕في البداية أنا شاكر ليك جداً علي هذا السؤال المهم.
أولاً : نحن في حركة / جيش تحرير السودان بقيادة الرفيق الأستاذ / عبد الواحد محمد أحمد النور بكل قطاعاتنا المختلفة وعضويتنا الممتدة داخل وخارج الوطن، ملتزمون تماماً بما جاء في تصريحات رئيس الحركة  في عدد من المناسبات العديدة التي جمعته مع الشعب السوداني في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة بخصوص مبادرة الحركة لقيام مؤتمر سلام شامل يشارك فيه كل مكونات الشعب السوداني من تنظيمات سياسية ، وقوى الكفاح المسلح والقوات العسكرية والشرطية ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات الشبابية والمرأة والإدارات الأهلية والدينية بإستثناء حزب المؤتمر الوطني ( النظام البائد) وواجهاته ، ويتعلق قيام مؤتمر السلام الشامل بمناقشة جذور الأزمة التأريخية وحلها حلاً جذرياً.
  ثانياً : العقلية الراسخة لدي بعض السودانيين ، وفي اذهان بعض المكونات والتنظيمات ووسائل الإعلام نظرتهم للأزمة السودانية نظرة ضيقة جداً، وتتعلق في مجملها بالتفاوض بين جهة تسمي نفسها حكومة والأخرى معارضة ، ونحن كحركة لدينا موقف واضح من عملية وكيفية التفاوض الجارية الآن، لأنها لا تختلف عن الطريقة القديمة والممنهجة في العقلية الصفوية التى لم تحل الأزمة وتنتهي بوظائف لموقعيها، وهذا ما جعل الأزمة مستفحلة منذ خروج المستعمر إلى يومنا هذ .
    إن ما صرح به رئيس الحركة ليس بتفاوض كما يزعم الآخرون وإنما عقد مؤتمر للسلام الشامل بالسودان ، وعليه نرفض تزييف وتحريف ما صرح به رئيس الحركة عندما تحدث عن مبادرة سلام شامل وليس تفاوض ، وأظن أن رؤيتنا قد وضحت الآن.
  ثالثاً : بخصوص مبررات الحركة ، نحن أكثر تنظيم لديه تجارب منذ إنطلاقنا في ساحات النضال ضد نظام المؤتمر الوطني ، ومررنا بتجارب عديدة، والتي بدأت منذ إنطلاقنا للكفاح المسلح ، وخضنا غمار مفاوضات ثنائية مع الحكومة بوساطة الجارة دولة تشاد في مدينة أبشي في عام ٢٠٠٣م وإتفقنا على وقف إطلاق النار لمدة ٤٥ يوم قابلة للتجديد،  يبدأ من يوم ١٥ ديسمبر ٢٠٠٣م وينتهي في ٣٠ إكتوبر ٢٠٠٣م ، وبموجب ذلك الإتفاق تم  تكوين آلية مشتركة بين طرفي الإتفاق الحركة والحكومة  والوسيط التشادي كطرف ثاني لمراقبة عملية وقف إطلاق النار،  وبإنتهاء الفترة شنت الحكومة هجوماً عنيفاً ومكثفاً علي كل مواقع الحركة ، وإستهدفت المدنيين والمواطنيين العزل ، علي الرغم من أن بعض هذه المواقع ليس للحركة فيها معسكرات لقواتها، وإرتكبت الحكومة عبر مليشياتها وجيشها إبادة جماعية وإنتهاكات وتشريد وإغتصاب ونهب وحرق القري وغيرها.
رابعاً : وبنهاية العمليات تدخلت جهات إقليمية ودولية، طالبةً منا الموافقة علي عقد مفاوضات في أنجمينا ، وذهبنا إلي المفاوضات بمشاركة من الإتحاد الأفريقي والأمم المتحدة والحكومة السودانية والدولة المستضيفة تشاد وتوصلنا إلي وقف إطلاق النار للمرة الثانية في ٨ أبريل ٢٠٠٤م ، بموجبه تم تفويض الإتحاد الأفريقي بإرسال قوات لمراقبة وقف إطلاق النار بمشاركة الحكومة والحركة ، ولكن للأسف الشديد سرعان ما بدأت الخروقات والإنتهاكات من جانب الطرف الحكومي عبر مليشياتها التى أرتكبت جرائم ضد المدنيين ، وتم تحويل المنبر إلى دولة نيجيريا بوساطة من الإتحاد الافريقي ، وإشراف المجتمع الدولي ، وخضنا سبعة جولات تفاوضية ، ولم نتوصل إلى إتفاق مع الحكومة ، والجدير بالذكر أن هنالك بعض الحركات قد وقعت إتفاق سلام في منبر أبوجا ، ونحن رفضنا التوقيع ، وتعرضنا لضغوط كثيفة من الآليات الإقليمية والدولية حتى نكون جزءًا من التوقيع ، ولكن رفضنا الإنصياع لهذه الضغوطاتد  وكانت قناعتنا بأن هذه الإتفاقية لم ولن تعالج الأزمة وبالفعل ثبت ذلك للشعب السوداني والعالم بأكمله عندما فشلت الإتفاقية بعد بضعة أشهر من توقيعها.
  خامساً : في منبر الدوحة بدولة قطر في عام ٢٠٠٨م برعاية من المجتمع الدولي وبعض المنظمات الدولية ، طلبوا منا كحركة بأن نكون جزءًا منه ولكن رفضنا ذلك ، نسبة لعدم قناعتنا بالإتفاقيات الثنائية والجزئية التي لا تحل الأزمة وسوف تصبح مثل سابقاتها ، وقد حدثت السيناريوهات المتوقعة وتم تكوين جزء من التنظيمات في مقر التفاوض بغرض التوقيع ، وكانت مهزلة باسم قضايا شعبنا ، وإستمر المنبر مفتوحاً لمن شاء لسنوات طويلة وكل مجموعة منشقة تجدها قد إنضمت لمنبر الدوحة.
  وقبل وثيقة الدوحة كانت هنالك العديد من الإتفاقيات الثنائية والجزئية واللقاءات ما بين الحكومة والتنظيمات السياسية الأخرى وأبرزها إتفاقية السلام الشامل في نيفاشا ، التى في نهاية المطاف لم تؤدي إلا لإنفصال جنوب السودان، وبقية الرفاق من الحركة الشعبية سواء كانوا في جبال النوبة أو النيل الأزرق قد عادوا إلي المربع الأول ، وهذه بعض نماذج فشل الإتفاقيات الثنائية والجزئية ، وأيضا هنالك كثير من الإتفاقيات التي تلت نيفاشا ( إتفاق جدة ، إتفاقية أسمرا، إتفاق جيبوتي ، إتفاقية القاهرة، إتفاق سرت) وغيرها من الإتفاقيات الثنائية التي وقعت مع الحكومة وجميعها لم يحل أزمة البلد.
  وأخيراً ، وبعد دراسة التجارب النضالية الطويلة توصلنا إلي أن أزمة الوطن الممتدة منذ خروج المستعمر إلى يومنا هذا لا تتم بالمحاصصات والتفاوض الجزئي والثنائي ، إنما بجلوس كل السودانيين بمكوناتهم المختلفة في مؤتمر سلام شامل تناقش فيه أزمات الوطن والتوصل إلي حل جذري للأزمة بلا رجعة للحرب مرة أخري،  وتلك هي مبرراتنا في الحركة .

🔹في ظل التغيير الذي جرى في البلاد ماهي رؤية الحركة لعملية السلام، وموقف الحركة من منبر جوبا؟

⭕بخصوص كلمة التغيير نحن نرى الآتي:
أولاً: لم يتم التغيير الشامل الذي يطلبه الشعب السوداني عندما إنتفض في ثورة ديسمبر المجيدة ، والذي كانت أهدافه واضحة وهي إسقاط النظام بالكامل وتصفية مؤسساته ومحاكمة رموزه وحكومة مدنية بالكامل، وقد كانت شعار الثورة: حرية سلام وعدالة.
أنت كصحفي بلا شك كنت متابع الإنتفاضة في الشارع السوداني منذ بداية إندلاع المظاهرات والإحتجاجات ، وماهية مطالب الشعب وهل تحققت فعلاً أم لا؟
إن ما تم هو تغيير جزئي من وجهة نظرتنا كحركة. ونحن ليس لدينا ما نخفيه علي شعبنا العظيم، ووضحنا للشارع منذ الإنتفاضة بأننا معكم وتحت قيادة الشباب الثوار،  ولابد من نجاح الثورة بالكامل، وللأسف الشديد ظهرت تنظيمات كانت تطبخ في تسوية تاريخية مع النظام البائد في أديس أبابا قبل الإنتفاضة ، وقاموا بسرقة المشهد وإلتفوا حول الثوار مكونين جسم سموه الحرية والتغيير وبدأ المسلسل الهزلي فيما بينهم والمكون العسكري ، إلي أن تمت المساومة بينهما ، وتوصلوا إلي ما يسمي بالإتفاق السياسي والدستوري ، وكان موقفنا واضح تجاه إتفاق المساومة الذي رفضناه بالكامل ولم نعترف بشرعية الحكومة التى تكونت علي أساسه. فإذا قالوا إن الذي تم يسمي تغييراً ،  فلماذا هنالك منبر للتفاوض في جوبا ؟ ولماذا نحن كحركة لسنا جزءًا منه ؟ ولماذا الإحتجاجات والمليونيات من الشعب السوداني الثائر يومياً ويطالبون بإستكمال الثورة؟ هذا إن دّل إنما يدل على أن التغيير لم يتم حتى الآن.
حقيقة أن دولة جنوب السودان دولة شقيقة وصديقة نكن لها كل التقدير والإحترام في سعيها الداؤوب من أجل حل مشاكل السودان ، ونحن كنا شعب واحد ولنا علاقات تأريخية ممتدة مع الحركة الشعبية منذ إنطلاقنا في ساحات النضال ، ولكن القضايا الإستراتيجية والمصيرية ليس فيها مجاملة ، وموقفنا تجاه منبر جوبا من جهة أن قناعتنا بأن الأزمة السودانية لا تحل بهذه الطريقة النمطية في التفاوض الجزئي والثنائي أو تقسيم مشاكل وأزمات البلد الواحد إلى مسارات ، فإن منبر جوبا سيكون كسابقاته من منابر في عهد النظام البائد والتى تنتهي بإتفاقيات ثنائية ومحاصصة في السلطة، والتى في نهاية المطاف تفضي إلى الفشل.
   نحن كحركة ننظر إلى قضايا السلام والأمن والإستقرار كقضايا مصيرية ، ونحن أكثر تنظيم يسعى للسلام الآن قبل الغد ، ولكن سلام حقيقي يعالج جذور المشكلة السودانية ويتحقق فيه الآمن والإستقرار ويرفع المعاناة عن شعبنا لا سيما ضحايا الحروب في جبال النوبة ، دارفور ، النيل الأزرق ، وكل السودانيين في مختلف ربوع الوطن.
وموقفنا ليس ضد جوبا ، ولكن رفضاً للمنهج العقيم والمجرب في حل الأزمة السودانية والذي لم يحقق السلام والإستقرار في بلادنا.

🔹الحركة كانت تطالب بإسقاط نظام المؤتمر الوطني وتحقق الهدف ، فلماذا لم تلتحق الحركة حتى الآن بمنبر جوبا ؟

⭕هذا السؤال مكرر بطريقة أو بأخرى ، ولكن رأس النظام قد سقط ولكن لم يسقط النظام بأكمله، بدليل تكوين آليات ولجان لإزالة التمكين من مؤسسات وأجهزة الدولة ،أيضاً لا زالت الإحتجاجات والنداءات يومياً لإزالة التمكين ، ودوننا مسلسل جهاز الأمن والمخابرات فرع هيئة العمليات قبل شهور كنا نسمع بأنه تم حله ، فإذا به نفاجأ بحدوث صدامات في العاصمة الخرطوم ومناطق أخرى، وهذا يؤكد أن النظام لا يزال مسيطراً علي أجهزة الدولة الأمنية والعسكرية وخلافها.
إن هدفنا هو التغيير الجذري والشامل ، ونضالنا ليس بذهاب البشير فقط ، بل لدينا أهداف كسودانيين لم تتحقق بعد،  ونضالنا من أجل الوطن والشعب السوداني وأن يعم وطننا الأمن والسلام والرفاهية والنهضة وتلتحق بلادنا ببقية الدول المزدهرة ، والتأريخ سوف يثبت صحة موقفنا.

🔹هل هنالك آلية لجمع الفرقاء السودانيين في منبر موحد لإدارة حوار شفاف يصل فيه الجميع لحل جذور الأزمة السودانية؟

⭕بخصوص جمع الفرقاء السودانيين، نحن كحركة عندما طرحنا مبادرة سلام شامل كانت بعد تجارب ودراسة متأنية ونضال طويل ، ونرى أن مشكلة الوطن تهم كل الشعب في المقام الأول ، ولكن غالبية التنظيمات السياسية وحركات الكفاح المسلح ومنظمات المجتمع المدني ، والناشطين ، وقادات المجتمع الأهلي والديني يراعون مصالحهم الذاتية والحزبية ، ونحن نحرص علي مصلحة الشعب ومشاركته في الحلول ، ونري أن الوسيلة الوحيدة لمعالجة الأزمة بعد فشل الإتفاقيات الثنائية والجزئية هي عقد لقاء جامع ( حوار سوداني سوداني) لمناقشة أزمات الوطن كحزمة واحدة  سواء كانت في الشرق ، الغرب ، جبال النوبة ، الوسط ، الشمال ، النيل الأزرق أو أي منطقة من أرجاء البلاد .
فلماذا لا يجلس أبناء الوطن الواحد لحل أزمة بلادهم طالما توفرت الظروف لذلك ؟ يجب أن تجتمع جميع مكونات الشعب السوداني لحل الأزمة السودانية عدا المؤتمر الوطني المتسبب في هذه الكوارث.
هنالك نماذج كثيرة في العديد من بلدان العالم التى حلت أزماتها بهذه الطريقة ، فعلى سبيل المثال الهند ، رواندا ، سيراليون ، جنوب أفريقيا ، ليبيريا وغيرها من الدول.
نحن نوكد بأن السودان ملئ بالخبراء والقدرات الوطنية والحكماء والصادقين والنبلاء الأخلاقيين الذين معهم سوف نصل لإتفاق يرضي كل أطياف الشعب السوداني ونعبر ببلادنا إلي المستقبل.

🔹هل هنالك عمل لتوحيد كل حركات الكفاح المسلحة في حركة واحدة تقود عملية التفاوض مع الحكومة الإنتقالية ؟

⭕أظن إنني تحدثت عن التفاوض وموقفنا الواضح منه ، وعندما تقول تفاوض فهذا يعني تسوية بين طرفين حكومة ومعارضة، أما نحن كتنظيم نرى بأن أزمة البلد لا تحل بتفاوض ثنائي والدليل على ذلك الإتفاقيات الكثيرة التي سردتها في بداية الحوار والتى لم تأتي بسلام أو حل للمشكلة ، نحن نتحدث عن مؤتمر سلام شامل وليس التفاوض .

🔹ما هي رؤية الحركة تجاه ما يثار في موضوع تعيين الولاة والمجلس التشريعي ؟

⭕في بداية الحوار وضحت رؤيتنا في الحركة حول المساومة الثتائية بين قحت والعسكر ، وأن الإتفاق الذي تم بينهما لم نكن طرفاً فيه ولا نعترف به وحكومة المحاصصة التى قامت علي أساسه، وعندما قابلنا الدكتور عبد الله حمدوك في باريس قابلناه بصفته الشخصية وليس رئيساً لمجلس الوزراء ، وأن موقفنا ورؤيتنا واضحة وصريحة  تجاه حكومة في الخرطوم ، وأمر تعيين الولاة والمجلس التشريعي وغيره لا يهمنا  كثيراً ولا يعنينا في شىء  ، وما يهمنا هو رؤيتنا ومبادرة السلام الشامل التى سوف نطرحها لكل الشعب السوداني دون إستثناء عدا المؤتمر الوطني وواجهاته ، وفي هذا المؤتمر سوف نقدم رؤيتنا والآخرين سوف يطرحوا رؤاهم أيضاً حول كيفية إدارة البلد وشكل الحكومة ، وإيجاد الحلول لمشكلة الحرب والسلام وعدم الإستقرار السياسي وغيرها.

🔹حقق وقف إطلاق من جميع الأطراف ، الإستقرار في البلاد وكانت الحركة جزء من الإتفاق لماذا تصر الحركة على عدم الإلتحاق بالتفاوض لإنهاء معاناة أهل دارفور ؟

⭕بخصوص وقف إطلاق النار ليس هناك إتفاق ، فعندما تقول إتفاق يعني أن هنالك طرفين جلسا مع بعضهما البعض وتوصلا لعذا الإتفاق ، وهذا لم يحدث.
نحن التنظيم الوحيد بعد فشل إتفاقية أبوجا لم نوقع علي أي إتفاق لوقف إطلاق النار مع الحكومة ، ولكن عندما حدث الإنزلاق الأرضي في جبل مرة في المناطق التي تقع تحت سيطرتنا في أغسطس ٢٠١٨م أعلنا وقفاً للعدائيات من جانب واحد لفترة ثلاثة شهور للسماح بدخول المنظمات الإنسانية لإغاثة المدنيين المتضررين ، وأيضاً عندما قامت ثورة ديسمبر المجيدة أي الإنتفاضة الشعبية وهي إحدى وسائلنا النضالية المفضية للتغيير الجذري ، قمنا بتجديد وقف العدائيات من طرف واحد لإتاحة الفرصة لنجاح الثورة وعدم إعطاء النظام المبررات لقمع الثوار،  وإستمرينا في العمل السلمي والجماهيري وما نزال ملتزمين به. ولكن كما تتابعون الإعتداءت المتكررة والإنتهاكات التي تحدث يومياً ضد المدنيين في كافة أقاليم السودان ودارفور علي وجه الخصوص ، هذا يدل لعدم تحقق عنصر الإستقرار حتى الآن ، وربما نوايا بعض أطراف الحكومة بالعودة للحرب مرة أخري.
  أما بالنسبة لرفع معاناة أهل دارفور ، فإذا كان مرتبطة بالتفاوض أؤكد لك بأن التفاوض لن يرفع عنهم المعاناة والأسباب كثيرة وقد ذكرت لك الإتفاقيات التي وقعت بشأن القضية السودانية في دارفور ولم تحل معاناتهم ، وعلى سبيل المثال إتفاقيات أبوجا ، سرت ، الدوحة وغيرها.
نحن لدينا أهداف وقضايا عادلة وتمردنا من أجل تحقيق هذه الأهداف ، وعندما رفعنا السلاح في وجه النظام البائد قام بإستهداف مجتمعات بعينها وهذا المجتمعات هي الحواضن الإجتماعية لبعض قيادات الحركة ،ولذلك إنتقم النظام منهم.
نحن أكثر حرصاً علي رفع معاناة شعبنا سواء كانوا في دارفور أو أي منطقة بالسودان ، ونحن لا نحصر المعاناة في دارفور فقط لان المشكلة في السودان عموماً.
عندما قابلنا الدكتور عبد الله حمدوك كانت شروطنا واضحة بأن يتم السماح للمنظمات الإنسانية بالوصول إلى المتضررين ، وتجريد سلاح المليشيات وتسليم المجرمين للمحكمة الجنائية الدولية حتى يتم تهيئة المناخ لحل الأزمة.

🔹محاكمة البشير في محكمة الجنايات الدولية أخذت حيزاً من النقاش والجدال رفضاً وتأييداً ، ماهي رؤية الحركة تجاه المحاكمة ؟

⭕رؤية الحركة وأضحة في تسليم المجرمين للمحكمة الجنائية الدولية ، ونحن أكثر تنظيم ظل يقول لا بد من تسليم المجرمين للجنائية،  وهي واحدة من شروطنا لتحقيق السلام ، وإذا لم يتم محاكمة المجرمين الذين إرتكبوا جرائم الإبادة والتطهير العرقي والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب لن يكون هناك إستقرار بالسودان، لعلكن تابعتم بأننا التنظيم الوحيد الذي خرج في مظاهرات حاشدة  في 6 يناير 2020 م بالعاصمة الخرطوم وبعض البلدان  الأجنبية بخصوص تسليم المجرمين للمحكمة الجنائية وسلمنا مذكرات للبعثات الدولية والحكومة مطالبين بتسليمهم ، واذا تم تسليم المجرمين منذ الإطاحة بالبشير لما حدثت جريمة فض الإعتصام وغيرها من الجرائم والإتتهاكات التي أرتكبت بعد ثورة ديسمبر المجيدة ولا تزال ترتكب ، فلماذا يرفض البعض تسليم المجرمين والمساءلة الجنائية إذا كنا نريد معالجة مشكلة السودان؟

🔹مشاركة أصحاب المصلحة ، والنازحين في مفاوضات جوبا هل يحقق مطالب الحركة بتعويض النازحين ومحاسبة المجرمين ومن ثم عودتهم طواعية إلى قراهم ، أم ترى الحركة غير ذلك ؟

⭕إن مصطلح أصحاب المصلحة هذا صنعه النظام البائد في مفاوضات الدوحة وأول مرة أسمع بجهات تسمى أهل المصلحة عندما شاركوا في مفاوضات أبوجا ، وحاول النظام إحداث إختراقات ومشاكل وسط اللاجئين والنازحين فيما بينهم وقد عانوا كثيراً في معسكراتهم بسبب هذه المخططات. نحن نرى بأن القضية واضحة والنازحين حقوقهم واضحة ومشروعة ومعروفة ولا تحتاج تفاوض ، هناك مجرمين إرتكبوا أبشع الجرائم في حقهم ، نهبت أموالهم وممتلكاتهم ، حرقت قراهم ودمرت مجتمعاتهم ، تم الإستيلاء علي مناطقهم وحواكيرهم ومنحها لمستوطنين جدد من خارج الحدود ، لذا لابد من تعويضهم فردياً وجماعياً ، وقف قتلهم وإبادتهم وتشريدهم ، ونزع سلاح المليشيات التى تقتلهم ومحاكمة قادتها ومرتكبي الجرائم وتسليم المطلوبين للجنائية ، وطرد المستوطنين الجدد من أراضيهم ، وتهيئة البيئة المناسبة لعودتهم إلي مناطقهم الأصلية ، وهذه المسائل ليست محل تفاوض إنما واجب الحكومة أن تقوم بذلك إذا كانت لديها الرغبة والجدية في حل الأزمة.
عندما زار الدكتور عبد الله حمدوك بعض معسكرات النازحين بشمال دارفور ، سلموه خطاب يحوي مطالبهم ورؤيتهم لحل الأزمة وكانت مطالب واضحة وواقعية ، فالمعنييم بالأمر عليهم إتخاذ خطوات عملية تفضي إلي الحل بدلاً عن خلق أجسام وواجهات هلامية علي شاكلة أصحاب المصلحة، ومثل هذه المفاهيم  والمخططات لم ولن تحل الأزمة بل تزيدها تعقيداً.
هناك وهم كبير لدي بعض الناس بأن الحركة تراهن علي قضايا النازحين واللاجئين ولكن العكس ، وحتى النظام البائد عندما فشل في مواجهتنا عسكرياًةقام بإستهدافهم ، وأخلاقياً نحن كحركة نرى بأن قضايا النازحين واللاجئين جزء لا يتجزأ من قضايا الشعب والوطن وهذا إلتزام أخلاقي بيننا وبينهم ولا يمكن أن نذهب لأي خطوة ما لم تحل قضاياهم المشروعة ، وهذا ما قلناه في أبوجا ، فإن مصطلح أصحاب المصلحة قديم ومتجدد.

🔹هل للحركة رؤية للخروج من مأزق الإختناق الإقتصادي الذي تمر به البلاد؟

⭕المشكلة الإقتصادية واحدة من أزمات البلد ، السودان بلد غني بالموارد ولديه كل الإمكانيات التي تجعل منه قوة إقتصادية كبري ، ولكن الحكومات الصفوية المتعاقبة على حكم البلاد منذ خروج المستعمر ليس لديها منهج و مشروع وطني عبره تستطيع إدارة هذه الموارد وتستغلها لمصلحة الوطن والشعب، بل سخرت كل الإمكانيات الإقتصادية في شن الحروب العبثية في الأطراف.
عندما طرحنا مبادرة السلام الشامل نعتبر أن الأزمة الإقتصادية واحدة من الأزمات الوطنية المتراكمة التى سوف نضع لها حلاً جذرياً في المؤتمر.
لدينا رؤية إقتصادية متكاملة وسيتم تقديمها في المؤتمر ، ونثق أن الشعب السوداني سوف يتوصل إلي رؤاي لحل الأزمات السياسية والإقتصادية ، وسوف ينهض مثل البلدان التي سبقته ، وعلى سبيل المثال رواندا وقعت في أزمة وطنبة طاحنة شبيهة بما جري في السودان، ولكن عندما جلسوا في مكان واحد عالجوا كل قضاياهم في حزمة واحدة لإرتباط القضايا ببعضها البعض سواء كانت المشكلة الإقتصادية ، السياسية ، الأمنية والإجتماعية وغيرها ، واليوم أصبحت رواندا من البلدان الإفريقية المميزة إقتصادياً وتنموياً وسياسياً وودعت حقبة المعاناة. وإذا جلسنا كلنا كسودانيين في مكان واحد ووضعنا حل جذي لأزماتنا سوف تنهض بلادنا كما نهض غيرها من الدول ، فالسودان يذخر بكل أنواع الموارد التي لا تتوفر لدي الكثير من الدول الكبري في العالم.

🔹علاقة الحركة بإسرائيل وأمريكيا ، وفرنسا ودورهما في دفع عمليات السلام خاصة أمريكا والإتحاد الأروبي ؟

⭕إن نظام البشير وبعض القوي السياسية عملوا تعبئة خاطئة حول علاقة الحركة بإسرائيل ، وحتى في ثورة ديسمبر إستغل النظام هذه العلاقة للتشويش وتغبيش وعي الشعب السوداني ضد الحركة.
نحن كتنظيم تهمنا قضايا ومصلحة الوطن والشعب السوداني أولاً وأخيراً ، فعندما تم تشريد جزء من الشعب السوداني ولجأوا إلى دولة إسرائيل التى إحتضنتهم ووفرت لهم المأوي والعيش الكريم ، تحركنا لشعبنا هناك وإلتقينا بهم، وفتحنا مكتب للحركة لرعاية شئونهم من جهة عدم وجود علاقة بين السودان وإسرائيل ، فليس لدينا ما نخفيه علي شعبنا والعالم ، ودائماً رؤانا وأهدافنا وأضحة وتصب في مصلحة الوطن ومساعدة شعبنا أينما كانوا،  وهذا بإختصار عن علاقة الحركة بإسرائيل.
   أما فرنسا فهي إحدى دول العالم الأول التى إستضافت قيادتنا خلال فترة الضغوطات بعد رفضنا التوقيع علي إتفاقية أبوجا ، وذهب إلى فرنسا ومكث فيها فترة ثم عاد إلي أفريقيا . نحن كتنظيم كل علاقاتنا سواء كانت مع الدول أو المنظمات الإقليمية والدولية لا تخرج عن إطار مصلحة الوطن والشعب السوداني ، ونحن التنظيم الوحيد الذي لا يجامل أحداً في السيادة علي قراره وإرادته وقضاياه الإستراتيجية ونقول رأينا بوضوح لأي كائن كان بالعالم ، ورئيس الحركة نعتوه بمستر نو لأنه رفض الإنصياع للإملاءات الخارجية ومصالح الدول والمنظمات ، فأي علاقة مع دول أو منظمات أو تنظيم تكون وفق ما يحقق مصلحة الشعب والوطن وأهداف الحركة  ، وبنفس هذه الطريقة تنطبق علاقتنا مع أمريكا والإتحاد الأوربي وأي كيان في العالم.

🔹كيف يدار المنجم الذي تسيطر عليه الحركة في شرق جبل مرة ، وهل هنالك مسؤلية مجتمعية تجاه المواطنين؟

⭕جبل مرة يعتبر منطقة غنية بالموارد الزراعية والحيوانية والمعدنية وغيرها،  وهو منطقة تقع تحت سيطرة الحركة بالكامل عدا بعض المناطق المحدودة ، ومنذ سيطرتنا على جبل مرة لم نوقف أنشطت المواطنين، فكل المنتجات الزراعية والحيوانية يستفيد منها شعب جبل مرة وباقي الشعوب السودانية ، وهنالك عربات تشحن الفواكه من جبل مرة إلى كل مدن دارفور وحتي العاصمة الخرطوم تصلها هذه المنتجات ، ولم نمنع المواطن الذي يستفيد منها ، بل حتى الحكومة تفرض ضرائب أثناء وصول منتجات جبل مرة إلي مناطق سيطرتها.
  اما السؤال عن المنجم ، فهذا المنجم تقليدي مثله مثل المناجم الأخرى بالسودان ، نحن كحركة فقط دورنا الإشراف والتأمين والمواطن هو المستفيد الأول من الإنتاج ، وهنالك كثير من المتضررين بمعسكرات النزوح والشعب السوداني وفدوا للعمل فيه لتحسين معاشهم ، ونحن نوفر لهم التأمين،  ولم يحدث لهم أي ضرر كما يحدث في المناطق الأخرى التي تقع تحت سيطرة الحكومة.
    هدد والي جنوب دارفور  بإغلاق المنجم في حين أن المنجم يقع تحت سيطرة الحركة ، ونحن حذرناه حول هذه المسألة وعواقبها الوخيمة ، والآن المنجم يعمل ويستفيد منه المواطن من شتى مناطق  السودان ، والحركة لم ولن تتعاقد مع أي شركة في مجال التنقيب، ونحن فقط دورنا الإشراف والمراقبة والتأمين وتركنا المنجم يعمل بالطريقة التقليدية حتى لا يستخدم فيها المواد المضرة بالبيئة وصحة الإنسان والحيوان ، وهذا المورد يخرج مثله مثل المنتجات الأخرى إلى الأسواق ولم نمنع أي مواطن سوداني من الإستفادة منه.

عظيم الشكر والتقدير لشخصكم وصحيفة السوداني الدولية الموقرة  علي هذا الحوار.

           ٢٥ مارس ٢٠٢٠م

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.