الجمعة , مارس 29 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / تقنيات / مسارااات – تعويم الدولار يقضى على ما تبقى من انتاج فى البلاد ..

مسارااات – تعويم الدولار يقضى على ما تبقى من انتاج فى البلاد ..

مسارااات
تعويم الدولار يقضى على ما تبقى من انتاج فى البلاد ..
عبدالقادر العشارى
تدهور القطاعات الانتاجية وحركة العمل بالبلاد لاشك انه كان لأسباب كثيرة ومتداخلة ، منها أسباب سياسية تتعلق بتوازنات سياسية داخلية او بالاحرى صراع سياسى متوهم للحزب الحاكم من اجل الاستحواز والبقاء متسيدا   على الساحة السياسية لأطول فترة ممكنة ، قدم فيه الأولوية للكسب السياسى الرخيص والمؤقت على مصلحة الوطن العليا ، بجانب اسباب خارجية تتعلق بمصالح دول اخرى الصين التى رأت فى السودان سوقا رائجة ومربحة لكل صناعاتها خاصة الملابس وعند ذلك التقت انتهازية السلطة الصينية مع طفيلية السلطة السودانية فتولدت لنا هذه الكارثة التى طالت كل القطاعات الانتاجية والخدمية فى البلاد .
فالمتتبع لمسيرة الاقتصاد الوطنى فى عهد الانقاذ يكاد يجزم بان ايادى تعبث به من خارج الحدود وان كميات كبيرة جدا من الثروات معدنية وزراعية وحتى نقدية خرجت الى مكان تلك الايادى ..
السؤال الذى يحتاج الى اجابة سريعة وشافية اكثر من 70 مليار دولار عائدات البترول ، لماذا لم تستثمر فى القطاع الزراعى والمعروف ان السودان بلد زراعى ولن ينصلح حاله الا بالزراعة ، واين ذهبت هذه المبالغ الضخمة اذا كان 90% من مشاريع التنمية فى عهد الانقاذ كانت بقروض ومنح ولماذ لم تسدد حتى اليوم ديون السودان التى تزداد خدماتها كل ساعة وكل يوم وكل عام حتى وصلت مبلغ كبيرا ربما تعجز الاجيال القادمة فى سداده ..
فى مصلحة من تتدهور الزراعة وينهار مشروع الجزيرة وتنهار معه الصناعات التى تعتمد على الانتاج الزراعى كالغزل والنسيج وتصنيع وتعليب المواد الغذائية الخضر والفاكهة
المحير فى الامر ان الانقاذ شيدت مجمع جياد الصناعى الذى اقتطعت له جزء من اراضى مشروع الجزيرة والذي يشتمل على عشرات المصانع الضخمة ولا يوجد بها مصنعا واحدا لصناعة المنتجات الزراعية .. كلها صناعات تعتمد فى انتاجها على خام مستورد من وراء البحار يأتى قاطعا الاف الأميال ليصل الى مصانع جياد فى ارض الجزيرة .. خسارة مثل هذه الصناعة لاتحتاج الى خبير فى الاقتصاد ولا الى الرجوع للنظريات الاقتصادية .. فمثلا مصنع لتركيب السيارات فى مدينة جياد تأتى اليه المواد من احدى الدول الأسيوية ماعلى هذا المصنع الا تركيب تلك القطع المبعثرة التى تأتيه قاطعة الاف الاميال على عرض البحار فانظر الى تكلفة تلك المواد ثم الى تكلفة الترحيل ثم تكلفة العمل لتباع سيارة بعد اكتمالها بالعملة المحلية لانها ستباع فى الداخل ولا مجال لهذه السلعة المكلفة ان تنافس فى الاسواق الخارجية ..
لذلك انهيار هذا المجمع الصناعى الخاسر بعد تعويم الدولار بات بين قوسين او أدنى وطفقت علاماته تظهر بأغلاق ابواب اكثر من مصنع بداخله ..
كان الأجدى والأنفع ان يكون هذا المجمع الكبير بموقعه الذى يتوسط مشروع الجزيرة مجمعا للغزل والنسيج والصناعات الغذائية والأعلاف الحيوانية ، فقرب المواد الخام وسهولة الحصول عليها والأكتفاء الذاتى من هذه السلع التى غدونا نستورد جميعها جدواه افضل الف مرة من تركيب سيارة اوشاحنة او دبابة ، فالسيارات والشاحنات والأسلحة موجودة ومعروضة فى السوق العالمى ويمكن ان تتحصل عليها الدولة بكل سهولة وبأقل كثيرا من تكلفة  تركيبها .. ولكن يبدو ان هذه هى فلهمة الانقاذ  الفلهمة العورة وشيل البطارية فى القمرة ” ..
لن ينخفض سعر الصرف بل سيستمر فى صعوده الى اعلا مستوياته .. ولن تنتهى الضائقة الأقتصادية الا بالأنتاج الزراعى والصناعى والاستخدام الامثل لموارد البلاد الهائلة داخل الارض وخارجها ..

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

أصدر تحالف قوى الاجماع الوطني احد مكونات قوى الحرية والتغيير بيانا،انتقد فيه الميزانية التي اجازتها الحكومة الانتقالية

Share this on WhatsApp#الهدف_بيانات أصدر تحالف قوى الاجماع الوطني احد مكونات قوى الحرية والتغيير بيانا،انتقد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.