الجمعة , مارس 29 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / تقنيات / ما بين اسمي واسم جون
beach.jpg

ما بين اسمي واسم جون

beach.jpg

ما بين اسمي واسم جون

بعد ان ادخلنا حراسة قسم المدينة بالخرطوم بحري التي تم ادخالنا لها ونحن نرتدي الشورت القصير فقط الذي يستر النصف الاسفل من الجسد التي تم توصيلنا اليها بالعربة البوكس التي تتبع للنظام العام بعد ان تم اعطاء كل واحد منا قطعته من الملابس التي تستر الجزء الاعلى من الجسد لكن اشترط علينا ان لا نلبسهم ونحن ، في طريقنا من البلدية (البيتش) بالخرطوم بحري وهي شاطئ النيل الازرق بحلة حمد بجانب فندق قصر الصداقة. كان سبب الاشتراط هو اثبات الحالة التي كنا عليها ونحن على شاطئ النيل الازرق الذي يؤمه الناس زرافات ووحدانا في الصيف على مر القرون وهم بنفس هيئتنا التي يريد الملازم مزمل العطايا وهو المسؤل عن ذلك الاعتقال يريد اثبات اننا كنا نستحم في النيل مع انه حين القبض علينا كنا نلعب كرة القدم على رمال الشاطئ ، وبعد ان وصف هيئتنا التي اعتقلنا عليها بانها هيئة لبشر يعيشون في امريكا وليس السودان ، بعد اخد وجذب واستجداء من ام الفتاة التي امر نفس الضابط بركوبها معنا لانه يرى ان زيها فاضح وهي على ما اتذكر فتاة في عمر الرابعة عشر او السادسة عشر بعد زجرها وادخل الرعب في قلب تلك المسكينة وامها التي ذرفت دموع من اجل فقط ان لا تصل القسم وهي راكبة مع شباب وهم انا ومن معي من اصدقاء كانت تلك الام الجزعى تطلب ان تاتي الى القسم بعربة اخرى غير البوكس الذي به هولاء الشبان وبهيئتهم التي هم عليها عاريين الصدور مرتدين الشورت. وما بين استجداء الام ودموعها ودموع بنتها البريئة وافق فجأة الضابط مزمل العطايا على انزال البنت من بوكس النظام العام بل وطلب ان لا تأتي للقسم واكتفى مزهوا بابداء رأيه بان لا ترتدي مثل هذا الزي الذي كان في رأي انا محتشما. كنا خمسة جميعنا من نفس الحي ونفس الاتجاه الجغرافي ذهب بنا كصيد ثمين الى قسم الشرطة وتم فتح بلاغات تحت لائحة قانون النظام العام وهي المادة المسماة بالتسكع .. واضفنا اليها لاحق كلمة تلكع فصرنا نقول تسكع وتلكع . ونحن نلج الى الزنزانة التي فتح بابها احد العساكر مررنا بحراسة النساء في ذلك الوقت من صيف عام ١٩٩٤ ، والشي الذي لحظته انهن كن يرتدين او يلتحفن بالملاءات لتسترهن ، ورغم ذلك وعند مرورنا بهن قابلننا بالترحاب وعبارات التشجيع ، وكانت ذات اثر طيب بالفعل . ولجنا زنزانة الرجال المظلمة سيئة التهوية وكانت تعج وتذدحم بالمعتقلين من بني الانسان من كل حدب وصوب واتجاه، تعارفنا مع عدد منهم وتجاذبنا اطراف الحديث وضحكنا معا وتقاسمنا السيجارة التي ان اخذت نفسا واحدا منها تكون من المحظوظيين . كان هنالك شي ملفت لمن معنا بتلك الزنزانة هو ان نحن الخمسة كل ربع ساعة ينادى احدا منا ثم ياتي ثم يخرج احد غيره وكنا حين ياتي احد منا ياتي ومعه علب سجاير . كان واضحا السبب ان لنا معرفة بعاسكر القسم فمعظمهم درسوا معنا او سكنوا معنا بحينا القريب من القسم وما كانت مناداتهم لنا من دون الاخرين ماهي الا تمييزا ليس ايجابيا وهو عاطفي بسبب علاقتنا معهم .. وهذا هو السبب الذي دعا احد اخوتنا الاذكياء من جنوب السودان الذي لم يكن قد انفصل في ذلك الوقت دعت هذا الاخ من الجنوب فطنته ووعيه ان يحتج بصورة بها نوع المزاح جعلت الجميع يضحك حتى نحن حيث رفع صوته قائلا ينادوا فقط وذكر اسامي فلان وفلان وفلان ، ….. ،….. ، وسامح وهي الاسامي التي كانت تنادى بين الفينة والاخرى ثم اردف بعدها قائلا أما جون هذا فلايوجد من يناديه مثلما ينادى هولاء .. ..

سامح الشيخ

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

ما بين( الحلو) (وعبد الواحد) وترق (مرق) وسلام جوبا // سامح الشيخ

Share this on WhatsApp اولا دعنا نتفق ان كل اسم علم ورد في العنوان يمثل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.