الاستقالة وجبت

خلف الاسوار
سهير عبد الرحيم

وزيرة الخارجية لا تدري شيئاً عن لقاء نتنياهو والبرهان، ولا تعرف من أعد المسرح و وزع الأدوار ولا تدري من أعد الطبخة ومن جهزها على نار هادئة، ومن أحضر المقبلات والتوابل وجعلها مستساغة الطعم ذكية الرائحة .
وزيرة الخارجية لا تدري أن سفارتنا في قطر تتعامل بمعادلة رياضية اسمها حضور غرفة العناية المكثفة للسفارة يساوي منح الجواز .
وزيرة الخارجية لا تدري عن مهزلة جلب طفل رضيع موصول بأجهزة تنفس اصطناعيه وهو في حالة أقرب للغيبوبة من أجل أن يبصم ويملأ استمارة لجواز في سفارة، وكأن هذا الجواز ليس هو نفسه الذي كان يباع للسوريين بمبلغ ١٢ الف جنيه!! .
وزيرة الخارجية لا تدري عن إراقة ماء وجه السودانيين في الخارج أمام سفاراتنا استجداء للخدمة والتي من المفترض أن تقدمها الدول المحترمة لمواطنيها كجزء من حقوقهم والتزامها تجاه قضاياهم وباعتبارها تمثيلاً كاملاً للوطن في الغربة .
وزيرة الخارجية لا تدري عن عدد الموظفين الدبلوماسيين من الكيزان والذين مازالوا يمارسون أدوارهم الخبيثة بذات الدناءة في سفاراتنا بالخارج دون أن يتم كنسهم وإزالتهم
وزيرة الخارجية لا تدري أن سفارتنا بالرياض تغلق الأبواب في وجه المواطنين لأداء الصلاة وتتركهم يتوسدون أيديهم على الرصيف او يتؤكون على حوائط (الجيران) في انتظار أصحاب السعادة، بعد أن يفرغوا من صلواتهم .
وزيرة الخارجية لم تحرك ساكناً في ملف الشاب السوداني الذي يقبع تحت قبضة الأمن الإرتيري دون ذنب جناه. السيدة المبجلة تنتظر رحمة إرتيريا او مشروع تحانيس وتبادل معتقلين .
وزيرة الخارجية لا تدري أن هنالك مواطنون سودانيون يعانون أسوأ أنواع العذاب والبطش والتهريب في السجون المصرية دون جريرة واضحة ودون تقديمهم لمحاكمات، ولكن لأن سفاراتنا تعتقد أن علم السودان فوق أقبيتها دليل على وجود سيارة فارهة وفيلا فخيمة و وضع دبلوماسي مميز، فهي لا تهتم ولا أحد يهتم .
وزيرة الخارجية لا تدري ولايهمها مصير أولئك المواطنون السودانيون في السجون المصرية لا يهم أن يشردوا وتصادر معداتهم ولا يهم أن يقعوا فريسة أخطاء طبية مصرية لا يهم أن يغرر بهم ويقضوا حتفهم على سنابك الموت لايهم أن يزج بهم في الأقصر وسجون الاسكندرية ويعاملوا كرقيق لا يهم..
خارج السور :
إن من يصمت على اقتلاع جزء من أراضيه، من يصمت على ضياع حلايب وشلاتين والفشقة، يصمت كثيراً ويصمت طويلاً..الاستقالة وجبت للكثيرين وليس الوزيرة وحدها