الخميس , مارس 28 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / بعد مطالبته بنقل المفاوضات للخرطوم
عبد الواحد محمد أحمد النور

بعد مطالبته بنقل المفاوضات للخرطوم

عبد الواحد.. فرص المشاركة وتحقيق السلام

الخرطوم: إيمان كمال الدين

كإبرةٍ في كومةٍ من القش تبدو معضلة السلام،  قضيةٌ يأمل السودانيون مرارًا في إحكام خيطها،  ولا تبدو المفاوضات التي تجري بجوبا بعيدةً عن ذلك الأمل الذي يخبو فتبددهُ لدى العامة تصريحات الأطراف حول السلام وإرادة تحقيقه والحديث عن حدوث اختراق في الملفات قيد التفاوض،  إلا أن الانتظار ما زال سيد الموقف،  وما بين العواصم التي احتضنت وتحتضن مفاوضات السلام،  برزت في احتفالية ذكرى ثورة ديسمبر في الـ25 مطالبة رئيس حركة جيش تحرير السودان عبد الواحد محمد نور لتوحيد منبر التفاوض لكل القضايا الوطنية على أن تتم المفاوضات داخل السودان،  وقال: قضية السلام واحدة في دارفور والمنطقتين وكجبار والشرق ولابد أن تكون في منبر واحد” وأضاف: “يجب أن يتم ذلك داخل السودان وليس بالخارج“.

عبد الواحد ظل على موقفه الرافض من المشاركة في المفاوضات التي جرت سابقًا بأديس أبابا وتجري حاليًا بجوبا،  فعبد الواحد يرى أن السلام لا يأتي بالاتفاقيات وأن ما يجري هو متاجرة بقضايا النازحين واللاجئين.
وحول المطالبة بنقل المفاوضات للخرطوم قال الناطق الرسمي باسم حركة جيش تحرير السودان بقيادة عبد الواحد،  محمد عبد الرحمن الناير لـ(السوداني): إن حركة جيش تحرير السودان لديها رؤية شاملة حول الحل الجذري للأزمة السودانية. وتتمثل هذه الرؤية في عقد مؤتمر قومي للسلام الشامل بالسودان،  تشارك فيه كافة مكونات الثورة من حركات مسلحة واحزاب سياسية والنساء والشباب ومنظمات المجتمع المدني والإدارات الأهلية والزعماء الدينيين والنازحين واللاجئين والأجهزة العسكرية وكافة المتضررين من النظام البائد،  وذلك بغرض الاتفاق على تعريف للأزمة التأريخية وايجاد العلاج الناجع،  ومن ثم التوافق على حكومة مدنية بالكامل من شخصيات مستقلة مشهود بمقاومتها للنظام البائد وكتابة وثيقة دستورية جديدة تعالج الاخطاء والاخفاقات في وثيقة (قحت وعسكر)، والاتفاق على مدة وصلاحيات ومهام الحكومة الانتقالية.
أسباب المطالبة
وحول الأسباب يقول الناير: بعد سقوط النظام ولو جزئياً،  هنالك فرصة لاجتماع السودانيين مع بعضهم البعض داخل السودان ومناقشة قضاياهم الوطنية،  فالدول الخارجية مهما كانت درجة علاقتها بالسودان،  ليست أكثر فهماً وحرصاً من السودانيين على معرفة وحل أزمات بلادهم،  وبدلاً عن تبديد الأموال في سفريات الوفود والحجز في الفنادق والطعام الفاخر وأن توجه هذه الأموال لحل الضائقة المعيشية التي يعاني منها الشعب ولو جزئياً،  والاستماع عن قرب لآراء الشعب السوداني ومعرفة قضاياه بدلاً عن تمثيله بالوكالة كما تفعل الصفوة السياسية.
وأضاف: اذا كانت هنالك إرادة من جميع الاطراف بمعالجة أسباب الحروب وإقرار بالمظالم التاريخية وفشل المشاريع السياسية الأحادية والإقصائية يمكن التوصل للىسلام في أقرب فرصة ممكنة، مشيرًا إلى وجود فرصة تاريخية لحل الأزمة السودانية من جذورها اذا تخلت النخب المركزية عن أنانيتها وقبلت بشروط التغيير وبناء دولة المواطنة المتساوية.
مشاركة الحركة
مطالبة عبد الواحد بنقل المفاوضات للخرطوم فتحت الأمل حول إمكانية مشاركته فيها،  ويشير محمد الناير إلى أنه في حالة الاستجابة لهذه الدعوة فإن الحركة ستشارك بكل تأكيد في هذا المؤتمر داخل السودان بكل قيادتها السياسية والعسكرية والمدنية.
وقال: نحن لم نحدد الخرطوم أو أيّ منطقة سودانية أخرى لتكون مقرًا للمفاوضات،  يمكن أن تعقد في أكثر من منطقة بالسودان لا سيما المناطق المتأثرة بالحرب،  وقرية الشيخ الياقوت تثميناً وعرفانا للدور الوطني والإنساني الذي لعبه الشيخ الياقوت بإيوائه للطلاب السودانيين من اقليم دارفور بجامعة بخت الرضا الذين منعهم نظام البشير من دخول عاصمة بلادهم.
طرح أمريكي
مقترح نقل المفاوضات للخرطوم ليس الأول من نوعه إذ طرحت الولايات المتحدة الأمريكية في وقتٍ سابق نقل المفاوضات للخرطوم وهو ما رفضتهُ الجبهة الثورية معلنةً تمسكها بمنبر جوبا للسلام في السودان.
القيادي بقوى الحُرية والتغيير الصادق آدم قال في حديثه لـ(السوداني): الخرطوم وجوبا أمكنة، المكان عامل مساعد فقط في المفاوضات، ولكن المهم هو وجود الإرادة السياسية التي تساعد في عملية سلام شامل.
ترحيب ولكن!
الناطق باسم حركة العدل والمساواة معتصم أحمد صالح أبدى ترحيبهُ بدعوة عبد الواحد لتوحيد منابر التفاوض ووصفها بالممتازة،  إلا أن الظروف الملائمة للتفاوض غير متوفرة في الداخل،  مشيرًا إلى أن منبر الداخل سيكون مملوكًا لطرف من أطراف التفاوض مما سيرجح الكفة لصالحه.
وأضاف في حديثه لـ(السوداني): التفاوض خارج السودان يُعطي وزنا ثابتا للأطراف المتفاوضة وهناك تعقيدات أمنية كثيرة مرتبطة بالقضية التفاوضية، فالقوى المسلحة لديها قوات بالآلاف ولا يمكن لقيادة هذه القوات وهذه الأفراد أن تدخل بهذه الاسلحة بدون أن تكون هناك ترتيبات أمنية مُعينة،  مشيرًا إلى أن كل القوى المسلحة موجودة في منبر واحد ما عدا حركة جيش تحرير السودان برئاسة عبد الواحد.
المؤتمر الدستوري
ويرى مُعتصم أن أنسب مكان لتناول كافة قضايا السودان المؤتمر الدستوري الذي يجب أن يُشارك فيه الجميع، ولكن قبل ذلك هنالك ترتيبات معينة وضرورة ملحة لمخاطبة جذور الأزمة وإفرازاتها وتهيئة الظروف الملائمة لمشاركة القوى التي تحمل السلاح في العملية السلمية والسياسية بالداخل،  لافتًا إلى أن ذلك يتطلب أن يكون هنالك اتفاق قبل العودة للسودان وقبل مزاولة النشاط السياسي والجماهيري بشكل علني والمشاركة في السلطة،  موجهًا دعوته لعبد الواحد ليكون جزءًا من العملية السلمية التي بدأت بجوبا ويكون شريكًا في السلام القادم،  لافتًا إلى أن موقعه خال وأن مائدة التفاوض والسلام لا ينقصها إلا عبد الواحد.
الترتيبات الأمنية
من جانبه اعتبر الصحفي المهتم بشأن السلام عمار عوض في حديثه لـ(السوداني): أنهُ من الأفضل أن تعود المفاوضات للخرطوم إذ لا يوجد مكان أفضل في ظل الوضع الجديد حيثُ الحرية والتغيير التحالف الحاكم،  فسابقًا كان النظام بالنسبة للحركات المسلحة “عدو”، واصفًا دعوة عبد الواحد بالمؤشر الجيد والتطور النوعي وأن دعوته لنقل التفاوض للخرطوم تعني أنهُ لديه استعداد للتفاوض بالداخل.
وحول المعوقات أمام هذه الدعوة يقول عمار: المشكلة التي تعيق ذلك أن بعض قادة التنظيمات المسلحة خاصة رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة عبد العزيز الحلو فمن الصعوبة أن يعود للخرطوم دون الوصول لاتفاق أو قطع شوط في التفاوض،  لافتًا إلى أن للحلو قوات وجيشا ومناطق محررة وأشياء لا يستطيع الانفصال عنها.
وأضاف:إذا كان التفاوض حول الترتيبات الأمنية فمن الصعب إرسال قادة الجيش للخرطوم في ظل عدم وجود اتفاق وسيولة سياسية موجودة،  وقد لا يصلون لاتفاق وهذا مدعاة للاختراق،  مشيرًا إلى أنهُ في حال تم الاتفاق على إعلان المباديء يمكن أن يكون التفاوض بالخرطوم.

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.