الخميس , أبريل 25 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / الساقط المهدي.. الدولة العقيمة.. وظلال (الكيزان)..!

الساقط المهدي.. الدولة العقيمة.. وظلال (الكيزان)..!

عثمان شبونه

تحية طيبة
كتبت هذا المقال قبل يوم من جريمة فض اعتصام القيادة، وتم نشره يوم 3 يونيو 2019 بموقع الراكوبة، وأعيده اليوم بعد زوال الجريمة الأخرى للمجلس العسكري الجنجويدي؛ وهي قطع الانترنت.
ــــــــــــــ
الساقط المهدي.. الدولة العقيمة.. وظلال (الكيزان)..!
عثمان شبونة
من عاش لحظات الثورة السودانية عقب السادس من أبريل 2019 يحس أن ثقلاً قد انزاح عن الأرض وتبعته عاصفة من الوباء أزاحها الله هي الأخرى ببركات الشهداء والأبطال الذين مازالوا متاريس في وجه العصابات الإسلاموية وذيولها.. فقد تغيرت الدنيا في السودان بالثورة؛ وكأن ميلاداً جديداً للأشياء طغى على طقس الكآبة المفروض لثلاثين عاماً.. لم تجتمع عظائم المعاني الإنسانية ــ من قبل ــ كما اجتمعت واقعاً في ثورة ديسمبر السودانية التي أذهلت أعدائها وأصابتهم بحالة من الفصام؛ تختلف عن التي صاحبت عهدهم البائد حينما كان (اللص الكوني) عمر البشير في سدة الحكم ومحوراً للشر.
إن المعاني المقصودة في الثورة هي تلك الصور والتفاصيل التي تستحق منا تفرغاً لنعبّر بصدق ودقة عن جلالها وجمالها المنساب من شعب زاد عن عملاق! هذا الشعب كان البعض في الداخل والخارج ينقصونه ويمغصونه بافتراء الجبن والكسل وهو (المعلِّم).. وكنا منذ زمان ليس بالقصير غير متنبئين بل موقنين بإيمان كإيماننا بالله؛ أن هنالك لحظة ستأتي فيكون باطل الذين فسدوا كالهباء تحت وقع أبطال الشعب.. فمن يقرأ كفاه الإطلاع مشقة الجزع من دوامة الظلم؛ فهو دولة إلى زوال؛ تحمِل أسباب فنائها بمنطق الأشياء والتاريخ.
ثورة ديسمبر في تفاصيلها الكبرى والصغرى ــ لمن عايشها ــ تعجِز الكاتب والمحدِّث عن الرصد العاجل مخافة التقصير في السرد وخيانة المتون والهوامش.. لكنها رغم ذلك ثورة لم تكتمل لغاياتها؛ لكنها بإذن الله ثم تصميم الثوار ستبلغ التمام.. أما نقصانها كفعل بشري فننسبه للعناصر التي لم تسقط بعد؛ واحصرها في جزئين مهمين؛ رغم أن هذا الحصر لا يغني عن الحقيقة التامة لمن يتقصى:
1 ــ جهاز الأمن؛ وهو منظمة إرهابية يغفل عنها العالم الآن؛ تتغذى من رحم الإجرام اللا محدود لنظام البشير، وإن سلمنا بسقوط رمز النظام؛ علينا التسليم بوجود خليفته في الأرض ممثلاً في مجلس المليشيات العسكري (ببرهانه) والفوضوي المستهبل حميدتي (بجنجويده).. لا خطر على الثورة حالياً يضاهي وجود المجلس العسكري بتوجهاته المفضوحة سواء على مستوى الداخل بالرغبة في فض الاعتصام السلمي أمام القيادة العامة؛ أو بالرغبة الانتهازية الشخصية للسمسرة الخارجية وبيع دماء الشهداء.. ولا ينفصل هذا المستوى عن ذاك إذا أدركنا أنه في الحقيقة مجلس عسكري سعودي إماراتي مصري مقره جمهورية السودان..! ما الذي فعله الشعب ليكون قادته هكذا (مرتزقة) أو إرهابيين أو دون أي حضيض؟! من أين للسماسرة وبقايا دولة الإبادة والاغتصاب الحس القومي الذي يؤمِّنون به البلاد من قتل وجوع وخوف ومرض؟ بل من أين للوالغين من حياض دولة البشير الفوضوية العقل الذي يلتمسون به مستقبلاً آمناً للبلاد قوامه الحرية والعدالة والسلام؟! أي زمان ومكان ومُخ وهبه الله لكائن مثل حميدتي حتى يتشرب فيه ويتأمل معنى الوطنية؛ بينما عمره توزع بين القتال لبقاء سلطة الكيزان الفاسدة واكتناز الأموال بخدمتها؟! من أين له جبال المال الأسطوري والذهب إذا كان خادماً للبلاد لا خادماً للجلاد؟! لو كانت الثورة كاملة لكان حميدتي مغموماً مرتجفاً بورطة سؤال العدالة الواحد على الأقل: من أين له هذا العز الكاذب؟!
إن جهاز الأمن اللاوطني المُفسد الذي بُلينا به طوال 30 عاماً؛ لديه القدرة للعب بمكتسبات إجرامه المادية في توظيف كل مارق يستطيع الإسهام في بقاء دولة المتأسلمين (العقيمة) لا العميقة؛ كما نخطيء في التوصيف.. أي دولة القتل والنهب المرتهنة للخارج والتي تنفق الأوقات جلها في الانشغال بعدو واحد لا تعرف غيره هو (شعب السودان) لأنه صاحب الوجع الحقيقي في كل ما جري وما يجري من كوارثها.. تريد هذه الدولة العقيمة الإرتزاقية أن تأكل الشعب ولا يحرك ساكناً.. تريد أن تنتهك حرماته وتسلبه ولا يطالها قانون أو عقاب.. وهكذا الكيزان (الإخوان المتأسلمين) وربائبهم؛ يرضون بالإجرام كإسلوب حياة معتاد وليس في وسعهم مجرد الاستعداد لسماع كلمة (حساب) أو قانون!
2 ــ ظلال الكيزان؛ ونعني بهم كل القوى التي انكشف تضادها للثورة والدولة المدنية بشعاراتها المحددة المبرأة من كل عيب.. الظلال المعنيين كأفراد أو كتل منهم سواقط ما يسمى المؤتمر الوطني وشبيهه الشعبي وهما محور (العقم).. لكن الأنكى من ذلك أن يبز الصادق المهدي الكثيرين في الحِطة وقد كان قطاعاً عريضاً ينخدع ويؤمل فيه درقة لثورة الشعب؛ فتبين أنه كتلة لا تتغير من أمراض الذات الأنانية الفاشلة؛ وأحد أعداء الثورة.. فمن يراجع تاريخ هذا الرقيع يتبين مدى الإعوجاج والتسفل في حركته السياسية التي امتدت لأكثر من 50 عاماً.. وقد اطلعت في الشأن المكتوب عن هذا الصادق في الضلال فما لمست فيه سوى عاهة مستديمة للسياسة في السودان.. ورغم آماد الارتداد للقاع ظل للشعب خصيم لا حكيم؛ بعكس ما يفتري البعض.. متناقض وراكن إلى الذين ظلموا.. وفي تخبطه لا تستبعد منه أن يحترق باختياره دون الحاجة لموقف يستحق وبلا مساعدة من أحد غيره.. ربما فقط تساعده الشهوات والمغريات ليكون في الموقف الخطأ والمخزي للشعب.. يريد أن يكون زعيماً دائماً حتى بلا موقف يشفع له (الكينونة)..! إنه عالة حقيقية يجب التخلص منها ــ سلمياً ــ لراحة هذا الشعب؛ ولا وصاية لنا على حزبه.. والسؤال الذي يأبى التخفي: هل تفكيره السفلي يحجب عنه الرؤية للأعلى في هذا السن تحديداً؟! لقد ظل بيته عامة أسوأ مقام سياسي يضاهي بيت البشير وبقية الملاعين من الحركة المتأسلمة.. ولِم العجب؛ فالصادق هو الأقرب لجماعة الإخوان المنحطة على امتداد السنين؛ وإن تستّر في بعض المواقف.
* إننا كشعب وحتى آخر نفس؛ مطالبون بأن نحارب (الكيزان) وظلالهم جميعاً؛ حرباً لا رجعة فيها؛ وأن ننتصر عليهم كما انتصرنا على الخوف بصمودنا طوال شهور ثورة ديسمبر الميمونة.. وجزء من نصرنا عدم الغفلة الإعلامية تجاه بعض تيوس العرب الناظرين إلى السودان كتابع مُسترخص.. فالسودان ليس المجلس العسكري ومليشياته المأجورة؛ وليس المرتزقة الذين يهلكون سدى في اليمن وهُم (لا أبطال ولا شهداء) بل إنهم عار الدولة العقيمة التي أفرزت المرتزقة الكبار برهان وحميدتي وطه وقوش؛ وغيرهم من العملاء الرخاص الذين بودّهم أن تثمر الثورة بعيداً عن الوطن؛ لأسيادهم فقط..!
أعوذ بالله

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.