فيلم ستموت في العشرين واشكالات الثقافة الاسلاموعروبية

مشكلة المجتمع السوداني وفق منظورنا، أنه ورث أسوأ واقبح مافي الثقافة الاسلاموعروبية، وهي الأنا المتضخمة وإدعاء كل ماهو مميز وفق محدداتهم الثقافية، فهم  أفضل شعوب الارض قاطبة، وأشجع من مشي علي الأرض وأكرم الخلق منذ أنتصب أول هوموسيبان واقفا علي وجه البسيطة، وأكثر دول العالم تهذيبا وعفة وفق فهمهم للعفة من منظور ثقافي إسلاموعروبي بحت.
وكل هذا مجرد توهمات وتضخمات، لأنا جمعية تخص شريحة ثقافية عرقية معينة آلت اليها مقاليد التحدث مصادرة وإنابة عن واقع متعدد ومتباين ،  وتتحرك وفق محدداتها الثقافية، وأزمة هويتها الداخلية وجدل العقدة والإضهاد داخلها، فلا العرب يقبولون بهم رغم تماهيهم فيهم، ومحاولة إثبات نسب زائف يلحقهم بهم، رغم أنف (الدي إن اي /DNA) وعلم الجينات. في ذات الأثناء تجدهم يفرون من واقع أفريقانيتهم البائنة ، بينونة الشمس في رابعة النهار، كفرار السليم من الأجرب. 
فالسودان شعوب متعددة ومتنوعة وفي تنوعها هذا هي مثل باقي شعوب الأرض قاطبة، لا فرق، فيهم الأفراد الصالحين والكرماء والنبلاء والشجعان، ومنهم اللصوص، والمحتالون والأوغاد والأنذال والبخلاء والجبناء، ويعج المجتمع بالمثليين والعاهرات، وغيرها من صفات يرونها سالبة، أي لافرق بينهم والآخرين من شعوب في الذرة الكونية المسماة كوكب الأرض، ولكن لإشكالات وعقد ذاتية، تتعلق بسؤال من هم؟ ، تجد فيهم هذه الإشكالات الاحفورية العميقة والفصام الكارثي في ساس مجتمعهم.
ومن علامات الفصام المجتمعي والفضيلة المتوهمة والتدجيل بأسم الدين والعادات ، أن كثير منهم لا يملون من المناظرة الشرهة في سيقان ومآكم النساء المارات حولهم في المواقف والأسواق والملمات، وآخرون يدمنون علي مواقع البرونو، وآخرون كثر ذوي لحي وحلاقيم دين زائفة، تلهج تكبيرا باسم الإله، ولكنهم يمارسون الجنس المحرم  وفق ذات دينهم وعرفهم،  آناء الليل وأطراف النهار وحين رمضان. كل هذا الكولاج المتقيح والمنفصم، رغم سوءاته البائنة لا يجد حرجا من نقد والتهديد والصراخ خوفا ورفضا من عرض  فيلم لم يرونه بعد .
إشكالات  الثقافة الاسلاموعروبية أنها ترزح تحت وطأة بينة الوعي التناسلي وترتبط بها ارتباطا وثيقا  ومحكما، وهي داخليا وبنيويا ذات تكوين خرب تحاول تجميليه، كفعل تعويضي(compensatory mechanism) خارجيا، بادعاء فضيلة  وقيم تفتقدها وفق محدداتها الثقافية .

فاروق عثمان