الخميس , أبريل 25 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / *عجيب أمر ما يجري في باطن هذا السيد ! الصادق المهدي -1-*

*عجيب أمر ما يجري في باطن هذا السيد ! الصادق المهدي -1-*

كتبت هذة المقالات الست بين النصف الثاني من مايو ونهاية شهر اغسطس2008

-1-
حين لم يبق في قوس صبر   الخليفه  عبدالله منزع

عبد السلام نورالدين
مقدمه

عادت حليمة ألي ضلالها  القديم
حينما تقلد السيد الصادق المهدي منصب رئاسة الوزراء بعد الانتخابات العامة التي جرت  عقب  انتفاضة ابريل 1985. جلس  مع مجلس اتحاد الكتاب السودانيين وهش في وجوههم و بش   واحتفي بتفاكرهم معاً ككتاب ادركتهم جميعاً حرفة البحث عن متاعب الثقافة والكتابة وأقترح عليهم يمئذ بحماس دافق أنشاء مكتبه السودان ، وفرح اتحاد الكتاب بما اتاهم إذ  بعثت العناية الالهية فيهم مفكرا منهم بدرجة رئيس وزراء.
لم يمض عام   علي التوادد حتي عادت حليمة لضلالها  القديم، إذ بلغ  خمر السلطة  زبي عقل السيد رئيس الوزراء وحجب منه البصر والبصيرة ولم يعد يفرق بين نزلاء حديقة الحيوان بالمقرن وأ ولئك  الذين ينتمون عقلاً ووجداناً الي مؤلف كتاب  الحيوان فكلاهما لديه (مقر الحيوان واتحاد الكتاب) يقعان في حي المقرن بالخرطوم ولا تفصل بينهما سوي الهيئة العامة لادارة المياه والكهرباء  ولكليهما سياج لا ينبغي لهما الا الوقوف خلفه.
يقول الامام ابو  حنيفة النعمان ابن ثابت (80 – 150 هـ)  أن الخمر التي هي  رجس من عمل الشيطان ما حجبت العقل  حيث لا يتأتي  للسكران أن يفرق  بين زوجته وأمه  أما دون ذلك فمباح وفيها منافع للناس.
ويذهب الامام مالك ابن انس أبن مالك (97 – 179 هـ) الي غير ذلك فما اسكر كثيره فقليله حرام.
لقد كان فوق مستطاع  ومتلمس اتحاد الكتاب السودانيين أن لا تطال الحدود  الفقيرات  اللاتي يعصرن الدخن والذره البيضاء خمراً مقطراً ورائباً في احياء الديوم والقماير و”الرئيس شرد” ولكن  ينبغي أن يطال الوازع الاخلاقي السراه  الذين تسكرهم السلطة فيرون الديك في حبل السياسه حماراً –ولكن هذا الوازع لايمكن الحديث عنه أو حتي الاشاره أليه  لسببين: الاول – أن الخليفة العباسي  ابا جعفر المنصور (95 – 137 هـ)  قد امر بضرب كلٍ من الأمام ابي  حنيفة والأمام مالك ابن انس ابن مالك ثمانين سوطاً إذ رفض الاول أن يتولي له القضاء وافتي الثاني بجواز خروج محمد  ابن عبد الله العلوي عليه حينما سكر ابو جعفر المنصور من الخلافة وبطر.
أما السبب الثاني- أن قد كان الخليفة ابو جعفر المنصور فيضا في الفقه وعلوم القراَن واللغة والادب وليس كمثله في ذلك مالك او ابو حنيفة او  هكذا كان ينظر الخليفة العباسي الي نفسه بعيون حاشيته اليه تماماً كما قد نظر  السيد الصادق المهدي الي نفسه وهويستقبل الاستاذ علي المك –د محمد سعيد القدال – الاستاذ احمد الطيب زين العابدين – الاستاذ كمال الجزولي واًخرين في دارهم  بالمقرن.
حينما نقض السيد  رئيس الوزراء العهد الشفوي الذي اعطي للكتاب وما اوفي العقد الذي ابرم  كلف اتحاد الكتاب السود انيين الدكتور مهدي امين التوم والدكتور علي عبد الله عباس وكاتب هذه السطور أن يتحاوروا كتابة مع السيد رئيس الوزراء حول تقبيح الحسن وتحسين القبيح الذي  اضحي نهجاً سالكاً لخطاه  في النظر والعمل.

قد  نشرت صفحة الادب والثقافة بصحيفة الأيام التي اشرف عليها  اًنئذ   الشاعر  الياس فتح الرحمن تلك المحاورات ثم  افرد كاتب هذه السطور مقالاً منفصلاً ” ديمقراطية الفيل  واحابيل شليل” بصحفية الايام 19/1/1989* للنظر في الالعبانيات التي تفضلها الهره التي تأكل بنيها والتي يزاولها بمهاره الاحتراف  ويتفوق بما لا يقاس علي الهره السيد الصادق مع ابناء غرب السودان داخل حزبة.
سأحاول في السطور التالية مواصلة ذلك المقال  ” ديمقراطية الفيل  واحابيل شليل”  الذي  بدأت قبل عشرين عاماً.
حين لم يبق في قوس صبر   الخليفه  عبدالله منزع

حينما اندلع حار نفس الكلام بين ابناء البلد ” كنوز الدناقلة ودناقلة الكنوز” والامراء التعايشة في دولة الخليفة  عبد الله استمرأت كبري بنات محمد احمد بن عبد الله* الذي  لقب نفسه بالمهدي المنتظر بما  لها من مقام تدرك  بعده في قلب الخليفة أن لا تحسن له في القول الشئ  الذي لا يتسني لسواها في  يقظته او منامه أن يجهر به في وجه الخليفة .
وكانت السيدة اذا صحت الرواية تبدأ وتختم الحار من أنفاسها: أسمع يا هوي أنا بت المهدي.
يبدو أن صدر الخليفة قد ضاق يوماً ذرعاً بها ولم يبق في قوس صبره منزع وأستبدت به تعاشيته الاولي  قائلاً لها بلهجته أذا مكر: هاي كي اسمعي يا بت نجار المراكب – تري لا ابوكي مهدي  ولا انا خليفة الكلام  توا هوا – حكم ساكت.
هل سمع حفيد نجار المراكب الصادق المهدي بهذه الحكاية واخواتها التي يتندر بها عادة ابناء غرب السودان حينما يتوحش مزاجهم ولا يحلو لهم التعلل سوي بالمزعجات من مفارقات ا لليالي  والتي تعني فيما تعني: لا تأسو علي ما مفاتكم إذ أن من عادات الدنيا أن تضع مولوداً كاملاً  دون سابق  لقاح او بويضة اوحمل.
*عجيب أمر ما يجري في باطن هذا السيد ! الصادق المهدي -2-*

الفجر الكاذب والمنطق الصادق
“مسكين الديك ال أكلو الهادي ” السيد عبد الرحمن المهدي 1885-1959

“مسكين الهادي ال اكلو الديك”-أحد ألذين بدا لهم ان قد كان  الامام الهادي ضحيه لتحرشات الصادق.
,,أما تشاد فهي طبعا امتداد للسودان, كما ان السودان امتداد لتساد,,
د-حسن الترابي ص104  الاسلام الديمقراطيه الدوله الغرب دار الجديد 1993
**
الفجر الكاذب والمنطق الصادق
للاشياء في تدفقها صعودا وهبوطا-مدا وجزرا- منطقها الذي لايكترث قليلا أو كثيرا سوي بالمجري الطبيعي للوقائع وللسيد الصادق أيضا منطقه الخاص الذي يدور معه حيث دار, فأذا كانت مياهه  صافيه تترقرق مع الشيوعيين أشاد بهم وببلائهم الحسن  في الدفاع  عن الحريات والديمقراطيه وأن لهم يد سلفت  ودين مستحق  في الاطاحه بنظم الاستبداد التي حاقت  بالسودان وأعاقت نموه   ويتذكر في ثنايا الصلات الطيبه ان جده الحكيم عبدالرحمن كان لايستبعدهم من فناء ظله الواسع الذي يمده للسودانيين باختلاف مشاربهم فجميعهم أبناؤه ولا ضير اذا خرج  منهم المشاغب الشيوعي* والاخر المولع بالتهام  لحوم الديوك  التي  يشاء حظها العاثر  أن   تتدواولها  أصابعه العشر  مع فمه.أ ضافه ألي كل ذلك  لا ينسي السيد  الصادق  في لحظات سعده مع الشيوعيين أن قد  كان  ماركسيا تروتسكيا متطرفا علي أيام الشباب والطلب والطرب علي ايقاع النظريات الثوريه بجامعه أكسفورد 1957-1954

  فاذا  صعر خده عنهم واضحوا عسيرا علي هضمه فالشيوعيون في ناظره أس الداء والبلاء ورأس الالحاد الذي فشي  في البلاد ولا موضع لهم  أو مستقبل الا حيث ,,النقه والحكه مع الاحزاب الفكه,, واذا سئل انئذ   هل صحيح أن قد كنت يا امل الامه رأس الرمح في حل الحزب الشيوعي وطرد نوابه من البرلمان؟ أجاب:هذا شرف لا أدعيه وتهمه لا أردها الا في حاله واحده-اذا عادت المياه الي مجاريها  بيني وبينهم.

لما تراضي السيد مبارك المهدي مع الانقاذييين أبان السيد:   انه  قد تعجل الفرح حينما مد”القرعه” وأكل ألميته والدم ولحم الخنزير ولا مكان له مع ال البيت الا أذا تاب وأناب.أما أذا رضي وأسترضي السيد الصادق  نفس الانقاذييين وصاروا جميعا  ثقبين في لباس واحد ,فالاصل في الأشياء الاباحه, وما لايدرك كله لا يترك كله’ كما تقول القواعد من أصول الفقه   وكل أمرئء يولي الجميل محبب, وكل مايأتي من الأنقاذيين عوضا أو أسترضاء أو تراضيا حلال وطيب وقد ذكر ذلك في كتابه العزيز( فكلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا واشكروا نعمت الله).

منطق طبائع الاشياء

يقول منطق طبائع الاشياء أذا كانت ليبيا التي لم تكن شيئا مذكورا في ايام السودان القديم والحديث  حتي الفاتح من سبتمبر 1969  قد  نصبت من نفسها  مرجعا سياسيا  معتمدا لدي قاده كبري الاحزاب السياسيه السودانيه وتجمعاتها وعن لهاوشرح صدرها   في الثاني والعشرين من يوليو 1971 أن تقسر طائره الخطوط الجويه البريطانيه التي كانت تحلق  فوق أجوائها علي الهبوط لتنتزع من متنها المقدم بابكر النور عثمان سوار الدهب والرائد فاروق عثمان حمد الله ولتدفع بهما مصفدين بالاغلال الي جعفر نميري الذي اطلق عليها  الرصاص وليكون لها الدور المعلي بتدخلها السافر في القضاء علي أنقلاب 19 يوليو ثم تقوم ذات ليبيا بتمويل أحزاب الجبهه الوطنيه( حزب الامه-الوطني الاتحادي  والاخوان المسلمين) لغزو السودان في يوليو   1976  وليس سرا خافيا علي أ حد  تمويل وتوجيه  ورعايه ليبيا  لقاده الاحزاب السودانيه والمنظمات(( حزب الامه-    والاسلاميين واللجان الثوريه السودانيه) فما الذي يحول أذن دون ليبيا ماليا أو أخلاقيا أو سياسيا أن تتوجه هذه المره الي الدكتور خليل أبراهيم لترتيب أوضاع البيت السوداني وشئؤونه الداخليه علي النحو الذي يروق لمزاج رؤيتها؟.
واذا كانت ليبيا ظالمه للشعب السوداني الذي لاتنقصه التعاسه أصلا بتدخلها الغليظ في شأنه الشخصي مثني وثلاث ورباع فقد كانت عادله علي طريقتها الخاصه  في توزيع  أدوار ذلك الظلم بالتساوي علي منتسبيها السودانيين   ابتداء  بجعفر النميري والصادق المهدي والهنديين(حسين والشريف) والترابي واخيرا وليس أخرا  الدكتور خليل أبراهيم . فلماذا يغار بعض المنتسبين القدامي في هذا النادي الي حد الصرع اذا ما أطل وهل عليهم وجه قادم جديد؟
**
يقول منطق طبائع الاشياء أذا كانت الدوله المركزيه في الخرطوم قد شنت لسنين عددا حربا ضروسا علي المواطنين في دارفور أحرقت فيها المئات من القري  وأغتصبت  النساء علي مرأي من الازواج والابناء والاباء ولقي فيها ما يقارب من مئتي الف أنسان مصرعه وتشرد فيها أكثر من مليوني شخص ووصفت تلك الحرب عالميا  بالتطهير العرقي والاباده الجماعيه فليس  خروجا علي سياق تلك الحرب التي اضحت دائمه أن تهاجم تلك الدوله في عقر مركزها باسلحه فاتكه من قبل منظمات من دارفور أعدت نفسها نفسيا وعسكريا بغيه أن تلحق بهذه الدوله ما الحقته  بأهلها وزرعها وضرعها وديارها وأنك لا تجني من الشوك العنب.
**
ويقول منطق طبائع الاشياء أيضا أذا كانت الدوله المركزيه في الخرطوم قد أعانت في 1992( في موقعه كوما  داخل الحدود السودانيه  حيث قتل علي الاقل 9000 محارب تشادي بقياده كريم هبري مقابل 1000 من جيش دبي) بكل ما تملك  من اسباب الدعم والفعاليات الفنيه ونجحت  فنصبت علي التشاديين  رئيسا مواليا لها ينتمي الي مشروعها الحضاري- أدريس دبي – بعد أن خلعت الرئيس السابق- حسين هبري- فليس أعوجاجا  في صياغه ذلك المنطق العملي ان يرد التشاديون الي السودانيين بضاعتهم فيحاولون ان يولوا عليهم رئيسا منهم ترفعه اليهم فوهات البنادق التشاديه والجزاء من جنس العمل.
واذا كان الرئيس التشادي  قد قلب ظهر المجن لايادي دوله الانقاذ التي رفعته الي حيث السلطه والثروه فان الرئيس التشادي قد تلقي الدرس وحفظه عن ظهر قلب من ” أخوانه السودانيين” وتلاه عليهم بروايتهم وتجويدهم ومن شابه أخاه فما ظلم.
يقول ذات منطق طبائع الاشياء  اذا كانت الدوله السودانيه في شقها الانقاذي  قد عقدت العزم  مرتين علي تجهيز المعارضه التشاديه تدريبا وتسلحا وبرمجه و أبتعاثها الي داخل الحدود التشاديه لتغيير نظام أدريس دبي الذي تنكر لها فما الذي  يصد الرئيس التشادي الذي دارت معارك  الاجهاز عليه داخل أروقه قصره أن ينقل نفس المعركه بخير وسائل الدفاع مهاجما الخرطوم تماما كما يصد لاعب كره المضرب بأن يلقي بها في حوزه خصمه فاذا صاح أحد الخصمين غاضبا أن الضربه التي تلقاها أقوي وأكبر من طاقته وتوقعاته وأن لايحق لهذا الخصم علي وجه التحديد ان يرد علي ضرباته فتلك احدي تباشير الهزيمه للطرف الاخر.
**
من الخاسر في مبارات الحشود وتجييش فرق المعارضه المسلحه بين نظامي الخرطوم وأنجمينا؟  حيث تفضل ليبيا ان تقوم بدور  الممتحن الخارجي,   قد خسر سلفا المواطنون في دارفور كل شيئ وقد أتي الدور علي سكان أمدرمان وغدا الخرطوم ليكتشفوا قبح المعني حينما يتحول الي فعل في ذلك المثل الذي فشي في الناس وتزيا برداء الحكمه كما تتزيا المومس ببراقع الحشمه والذي يقرر: أن المساواه في الظلم عدل!!.
يبدو أن من نكد ليبيا علي مواطني امدرمان والخرطوم ان يختاروا بين الاستكانه أما للجن الكلكي ,, اللابس عسكري وملكي,, وأما للجن العاري,,تليس,, القادم من شعاب زحافات وعلل الصحراء الليبيه وفي كل الاحوال فان العرض التراجيدي للمشروع الاسلامي بكل تداعياته مازال مستمرا.
أذا كان الامر كذلك فما الذي أثار حفيظه هذا السيد الصادق في عشيه العاشر من مايو؟

*عجيب أمر ما يجري في باطن هذا السيد ! الصادق المهدي -3-*

28 كانون1/ديسمبر 2009
الزيارات: 3940
كتبت هذة المقالات الست بين النصف الثاني من مايو ونهاية شهر اغسطس2008

القوه هي ألحق – و التشريع أراده ومشيئه الاقوي

حينما ينشب نزاع مسلح حول السلطة التي يقول  عنها عبد الرحمن ابن خلدون ” الملك منصب شريف ملذوذ يشتمل علي جميع الخيرات الدنيوية والشهوات البدنية والملاذ النفسانية فيقع فيه التنافس غالباً وقل أن يسلمه احد لصاحبه إلا إذا غلب عليه فتقع المنازعة وتفضي الي الحرب والقتال والمغالبة.” تكون القوة العارية من كل تزويق ورداء معياراً للحق والحقيقهmight is right     وقد اضحي ذلك من المعلوم بالضرورة لدي طلاب  القانون  في   سنيهم الاولي.أما فتية المدارس السودانية وطلاب الاًداب في اقسام اللغة العربية فهم في  غني عن  احاجيج السوفسطائيين اليونانين في القرن الرابع والخامس  قبل الميلاد(بروتاجراس-  جورجياس-هبياس-ثراسماخوس)  ليتفهموا في الوقائع والمواقع أن القوه هي الحق والتشريع أراده ومشيئه الاقوي حتي اذا كانت النصوص  المقدسه في القران  والانجيل  والسنه النبويه المؤكده  تنطق بغير ذلك(فاذا الذي بينك وبينه عداوه  كأنه ولي حميم)) : اذا التقي المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار فقلت يا رسول الله

هذا القاتل فما بال المقتول؟ قال:  أنه كان حريصاً علي قتل صاحبه( اذا صفعك احد في خدك الايسر فأدر  له خدك الايمن(. وليسوا أيضا في حاجه الي القانون  الروماني لشرح  معلقه عمرو بن كلثوم (قبل الاسلام) التي يرفع فيها النفاذ المطلق لاراده القبيلة وعصبيتها  المتوحشه الي مرقي التعبد والتهجد في مصلاه القوة واخلاقها ولذاذه  الفوز بها  .

تقول بعض ابيات المعلقة ذات الصيت  بين فتيه المدارس:

بأنا نورد الريات بيضاً          ونصدرهٌن حُمراً قد روينا

وايام لـنا غّر طوّالٍ                    عصينا الملك فيها ان ندينا
وسيد معشراً قد توجوه                   بتاج الملك يحمي المحجرينا

تركنا الخيل عاكفه عليه                 مقلدة أعنتها صفونا

نطاعن ما تراخي الناس عنا              ونضرب بالسيوف اذا غشينا

بسمر من قنا الخطي لدنٍ                ذوابل او بيض  يختلينا

كأن جماجم  الابطال فيها                وسوق بالاماعز يرتمينا

نشق بها رؤوس القوم شقاً                ونختلب الرقاب فتختلينا

وأن الضغن بعد الضغن يبدو    عليك ويخرج الداء الدفينا
نجذ رؤوسهم في غير برٍ                 فما يدرون ماذا يتقونا
ألا لا يعلم الاقوام أنا           تضعضعنا وانا قد ونينا
ألا لا يجهلنا احد علينا             فنجهل فوق الجهل الجاهلينا

بأي مشيئة عمرو بن هند                   نكون لقيلكم فيها قطينا
تهددنا وتوعدنا رويداً             متي كنا لأمك مقتوينا
من.
فأن قناتنا يا عمرو اعيت                 علي الاعداء قبلك أن تلينا

ونحن الحاكمون اذا اطعنا                 ونحن العازمون اذا عصينا

بأن المطعمون اذا قدرنا           وانا المهلكون اذا ابتلينا

وأنا المانعون لما اردنا            وانا النازلون بحيث شينا

وأنا التاركون اذا سخطنا                وانا الاًخذون اذا رضينا

ونشرب ان وردنا الماء صفواً    ويشرب غيرنا كدراً وطينا

اذا بلغ الفطام لنا صبي          تخر له الجبابر  ساجدينا

حينما تكون ارادة الاقوي هي العليا والمهزوم هي السفلي(( ونحن الحاكمون اذا اطعنا             ونحن العازمون اذا عصينا))(( وأنا المانعون لما اردنا  وانا النازلون بحيث شينا))(( نشق بها رؤوس القوم شقاً) لكي  لا  يجهلن احد علينا )((   فنجهل فوق الجهل الجاهلينا)) فالمنتصر علي حق والمنهزم علي باطل مهما كانت الشعارات نبيلة ورفيعة تلك التي يرفعها المدحور في ميادين القتال.

تبدو المعلقه الانفه الذكر وكأنها قيلت في العاشر من  مايو  2008  بأم درمان وليست قبل 1500 عام  في شرقي نجد مع فارق  جد مثير  ان هذه القصيده بتموضعها الجديد  يمكن   لكلا الطرفين-د-خليل أبراهيم والمشير عبد الرحيم محمد حسين   ان يدعي  صياغتها وملكيتها . واذا كان  لخليل ان يستدل علي صياغته بالبيت التالي:فأن قناتنا يا عمرو اعيت           علي الاعداء قبلك أن تلينا

فيمكن لعبد الرحيم محمد حسين بدعم من صلاح غوش  أن يبرهنا علي صياغتهما بالابيات التاليه:

وأن الضغن بعد الضغن يبدو    عليك ويخرج الداء الدفينا

نجذ رؤوسهم في غير برٍ                 فما يدرون ماذا يتقونا

ألا لا يعلم الاقوام أنا           تضعضعنا وانا قد ونينا

ألا لا يجهلنا احد علينا             فنجهل فوق الجهل الجاهلين

**

**

تقدم لنا الثقافه العربيه الاسلاميه  في السودان التي لا يعرف   كثير من   الامميين  الذين  تخرجوا من المدارس العليا غيرها  شواهد  أضحت مصادر ثقافيه وبناء نفسيا  للفرد منهم  ترفع من شأن القوه المجرده والشر وتحط  من قيمه  الوئام والسلام ( قوم اذا الشر  أبدي ناجذيه لهم طاروا اليه زرافات ووحدانا) وتعثر في أخبار   عبس وذبيان, تغلب وبكر بن وائل,ونزاع  بني هاشم بن عبد  مناف صاحب الايلاف  مع اميه بن عبد شمس بن عبد مناف المنابع والروافد وتأتي مقاتل  الخلفاء الراشدين, والطالبيين  من ال البيت النبوي  كثوابت دامغة ومفحمة أن السيف اصدق انباء   من الكتب في الحضاره الاسلاميه التي يستقي منها الصادق المهدي هويته ورؤيته للوجود. (و الدورات الدموية للانقلابين العسكرين المعاصرين.

كيف فات هذا علي طالب الفلسفة والعلوم السياسية الماركسي المتطرف بجامعة اكسفورد 1954 – 1958 الصادق الصديق عبد الرحمن محمد احمد عبد الله المهدي. كيف فات هذا علي القائد المتنفذ في الجبهة الوطنية التي اجتاحت الخرطوم في  يوليو1976 بنفس ابناء دارفور الذين هاجموا في العاشر من مايو 2008 معقل الدولة التي اطلقت  عليهم دولة نميري من قبل ذات الشتائم- العملاء – المرتزقة – الاوغاد – البرابرة – الاوباش- الركش-العبيد- والحقت بالصادق المهدي واسرته المقذع والفاحش من مرذول السباب والتهم وعقدت لهم محاكم وصفت بالعادلة وكان  نصيب السيد الصادق الحكم بالاعدام غيابياً اما المحاربون الانصار القادمون من غرب السودان  فقد دفن بعضهم احياءً في مقابر جماعية واطلق جهاز أمن دوله نميري الرصاص عشوائياً علي باعة الترمس والماء والملابس المتجولين وفقا لسحناتهم ولهجاتهم  ولغاتهم ظناً وتخميناً  أن قد شاركوا في الغزو القادم من ليبيا اما اذا تبين في ما بعد غير ذلك فالوقاية خير من العلاج وفي كل الاحوال فان  باطن الارض أفضل لهم من ظهرها.

إلا يعني كل ذلك شيئا بعد مضي اكثر من ثلاثين عاماً بلغ فيها الصادق المهدي الثالث والسبعين من العمر ومن المتوقع  أن قد اضافت اليه التجربة  علي الأقل النذر القليل من الحكمة والتروي في اصدار الاحكام؟!

ماذا لو أن قد اتفق لقائد حركة العدل والمساوة الدكتور خليل إبراهيم الذي هاجم ام درمان في العاشر من مايو ان يرسل الانقاذيين بعيداً عن مقاعدهم ليجلس عليها بفضل القوة التي منحته المنعة والحق ليلقي علي مسامع كل السودانين بيانه الاول من شرفات ذيالك القصر الذي  اطل منه يوماً غردون باشا وسير روبرت هاو والفريق إبراهيم عبود وجعفر نميري وكلهم قد اجلو من تلك الشرفات مكرهين صاغرين فهل تواتي الشجاعة  ساعتئذ السيد الصادق المهدي ليصوغ ذات البيان غير الحصيف في تجريم الدكتور خليل وحركته لتطول قامته لدي من وصفهم مراراً وتكراراً بالفاظه ولغته بأنهم قد “اذلوا الامة” ولتقصر تلك القامة الي حد التقزم لدي ابناء غرب السودان في حزبه الذين تطلعوا يوماً أليه كأمل للامة وكان بحق الرائد المنصوب  الذي يخذل  اهله في كل  معترك وبضدها تتمايز الاسماء.
*عجيب أمر ما يجري في باطن هذا السيد ! الصادق المهدي -4-*

نشر بتاريخ: 28 كانون1/ديسمبر 2009
الزيارات: 4132
كتبت هذة المقالات الست بين النصف الثاني من مايو ونهاية شهر اغسطس2008

مواهب ألسيده التي نقضت غزلها. هل يرفض السيد الصادق المهدي  مبتداءا ونهايه استخدام العنف اي كان  ومن اي جهه اتت لتحقيق اهداف وغايات سياسيةكما قد زعم?`  اذا كان ذلك كذلك  فلنستقرئ بعض   وقائع الحياة السياسية في السودان والتي تهم السيد الصادق المهدي علي وجه خاص ؟.
* أن جده الاكبر محمد احمد بن عبدالله المهدي  المنتظر  ) (1885-قد عارض دولة محمد علي باشا التي كانت تستمد  سندها الديني من الباب العالي في الاسيتانه عاصمة الخلافة الاسلامية في تركيا واشهر سيوف القتال  في وجهها ولم يتوجه في جهاده يومئذ الي جزيرة لبب,, أوقسطل,, أو’’ فرتا ’’  من حيث أتي كباره  ونزلوا ولكنه   يمم وجهه شطر قدير وشيكان والابيض  في اقليم كردفان وتدافعت صوبه حشود المناصرين من كازقيل ولقاوه وغريقه و الزرنخ وام شنقه وودعة وجبل مرة ورهيد البردي والكلكة ومليط ووادي هور واَخرين من كل هامش وحاشيه في السودان فاجتاح وحاصر بهم   الخرطوم التي  فوضت علماءها ومتصوفيها لحوار المهدي الذي فضل ان يحتكم الي رماح البقارة  وسيوف الابالة من غرب السودان.
قد رفع المهدي  الكبير  القواعد  من  بيت الجهاد “غير المدني” لتحقيق اهداف وغايات السياسة والامامة التي  لا يزال الصادق المهدي رغم تقادم العهد يتكسب من ذلك الحصار والهجوم والاجتياح الاول للخرطوم في عام 1885.
**–لماذا استقدم جده عبد الرحمن المهدي الانصار من غرب السودان للخرطوم  في أول مارس 1954  فشغبوا بقياده الامير عبدالله عبدالرحمن نقدالله  وقتلوا قائد الشرطة البريطاني ومساعده السوداني وبلغ عدد القتلى من الشرطة ثمانية والجرحى 64 وقتل عشرون من الأنصار وجرح 33  لترويع  الرئيس المصري  اللواء محمد نجيب  الذي حضر افتتاح البرلمان السوداني في دورته الثانيه والسودان يضع اولي لبنات الحكم الوطني؟ الا يسمي ذلك ارهاباً سياسياً للاتحاديين- المراغنة والازهرين وزائرهم الكريم؟- أليس ذلك اشهارا لسلاح القوة لتحقيق غايات سياسية؟ ألم يك كل ذلك ترويعا للامنه الخرطوم وأهليها الوادعين من لدن صوارده مقرن المرضي والاسكلا والمايوقوما والديوم الي رواد أتينه والجيبي وشناكه وراقصات صاله غردون وسانت جيمس التي تقع علي مرمي حجر من مقر دائره المهدي؟
واذا كان  ذلك  النبت الاول ” لتيراب ” العنف في الحياة السياسية في السودان فلماذا يرفض  السيد الصادق المهدي قناديل “باجه” اسلافه التي اينعت وتفرهدت  والقت بدخنها البكري في اكمام  جلبابه الواسع؟.
**ماذا يسمي  بكل اللغات الحيه منها والدارسه ان ينقل سكرتير حزب الامة ورئيس الوزراء عبد الله خليل في يوم افتتاح البرلمان في 17 نوفمبر 1958 حيث تقرر ائتلاف جديد بين حزب الشعب الديمقراطي والوطني الاتحادي لاسقاط حكومة سكرتير حزب الامة الذي عاجلها بضربة مباغته وقاضيه بنقل كل البلاد من الديمقراطية الي الاستبداد العسكري. اليس ذلك اشهاراً للسلاح في وجه الديمقراطيه التي لا يستقيم الحوار والامان  بدونها؟.
        ماذا  فعل السيد الصديق المهدي والد هذا الصادق حينما رفض العسكريون عبود “وصحبه سبعه بيوت” عام 1961  اغتناما وأستئثارا بالسلطه التي الت اليهم بوضع اليد مره والي الابد كما قد خطر لهم-    تنفيذ الاوامر  التي صدرت لهم  من نفس اولئك الذي اصدروا لهم التعليمات من قبل في  17 نوفمبر 58 بتولي مقاليد الحكم في البلاد فلا هي بالنسبه لهم  زواج متعه  ولا هم بالمحللين ولكنها نكاحا مرتبا (Arranged Marriage )  .  أتي المأذون فيه  الي بيت الذين  فرضوا  انفسهم أولياءًا علي العروسين  وحينها تبني العسكريون عبود “وصحبه سبعه بيوت” من كل فقه مالك بن أنس بن مالك مسأله  واحده:ان طلاق المكره لا يقع لانه  باطل وعلي السيد الامام ان لا يخرج علي نصوص شريعته   فما كان من السيد الصديق الا أن   خرج لهم بالانصار من غرب السودان ودارت رحي المعركة  التي عرفت بحوادث المولد في ميدان الخليفة في ام درمان عام  1961 وكالعادة ذهب الذين كتب عليهم في اللوح المحفوظ  لال  المهدي ان يكونوا ضحايا  من بطون امهاتهم الي المقابر سدي. لم يطرح أحد علي مدي ما يقارب نصف قرن من الزمان السؤال التلقائي من القتلي؟ وكيف لقوا مصرعهم؟ من اين جاءوا؟ ماهي اسماؤهم؟ هل لهم اهل ومنتاب؟ أبناء وبنات ,اخوات وصاحبات؟  أين مقابرهم؟لماذا لايذكرهم أحد وكأنهم قد قطعوا من رؤوس الاشجار؟. نعم  قد ذهبوا قربانا لال المهدي   وطمرهم النسيان وكأن لم يكن  بين دار حمر والحمر  وشق  الحاف   أنيس ولم يسمر  بغريقه سامر. ماذا يسمي كل ذلك في معاجم الوسائل والاهداف  والمرامي والغايات السياسية؟.
**للصادق المهدى موهبة تجرى ولايُجري معها فى اختلاق  المعاذير والمسوغات وسك التعابير الهلامية وعجائب   المبررات  لكى يدور الحق معه حيث دار وانقلب  وطار.
ناهض الصادق حكومة سر الختم الخيلفة في 1965  بالفؤوس والمدى والحراب والسيوف وملأ قلب الخرطوم خوفا وشغل خيالها بمرأى الدم  المراق الذى سينتظرها إذا  لم تنصاع له  فانصاعت ،  وضاعت اكتوبر ”  واحد وعشرين”  وبرر  فعاله ونكاله بالمدينه لتجرى الانتخابات فى موعدها.  ثم عاد   الصادق  بعد  أن اضحت اكتوبر تراثاً  مجيداً فى  الوجدان الشعبي لاجيال من السودانيين ليقدم  نفسه كأحد مفجرى وحاملي رايات  ثورة اكتوبر ” الظافرة”  التى جذ  عنقها وشق رأسها بفأسه المجلوب من القضارف والدالي والمزموم.
**من ذا الذي انتزع الانصار من مشاريع النيل الابيض ومن مناطق الزراعة الاَلية في القضارف 1965 وانطلق بهم ,, كسيف أستل من غمد القرون الوسطي,,* لقتال الشيوعيين   في “حلتهم” علي شارع السيد علي  بيت المال بامدرمان ,  وحيث كانوا  وتوج كل ذلك بطرد نواب الحزب الشيوعي المنتخبين من الجمعية التأسيسية. الم يشارك الصادق المهدي في كل ذلك بحماس  جم وفاعلية؟
**أعلن الصادق المهدى في 1967  الحرب الاهلية على عمه الإمام الهادى المهدى  وشطرصفوف الانصار وشق حزب الامة الى نصفين وآل  إليه نصيب الفأر في غنيمة الأسد  بعد ان وصف  شقيق ابيه الامام –  ببابا الكنيسة الكاثلوكيه    في القرون الوسطى – حيث جمع وكان من الظالمين  -علي حد  تعبيره – بين  إمامة الدين و القياده في السياسة وبرر نزاله  لعمه بضرورة الفصل القاطع بين الطائفة والفكر السياسي –  الانصار وحزب الامة ليستقيم أمر القوى الحديثة التى عقد لها مؤتمراً في البقعه امدرمان حيث انهال فيه  أثناء الجلسات– عمه السيد أحمد المهدى بالعصا الغليظة  على رأس المحامى كمال الدين عباس الذى  يعاضد الصادق .  وكالتى  نقضت غزلها بعد أن امرت الناس بالبر ونسيت نفسها  انقلب السيد الصادق علي عهده وميثاقه  مع القوى الحديثة داخل حزبه وعاد ليتعمم ويتلفع ويعتمر ويتجلبب في وقت لاحق بعباءة البابوية الهادوية ودامج بين السياسة والامامة التي استقبح –  وجمع بين الحزب والطائفة التى لاعن. وهكذا ذهب الامام الهادى ضحية فى نهايةالمطاف لطموحات  إبن اخيه العجول الذى يقول ما لا يعنى  ويرنو  إلى ما لا  يقول.
**لم يك  الصادق المهدى الذى مرغ عمه له آنفه فى تراب دائرة الجزيرة  “أبا”   “وربك ”  وابان له بالاصوات القليلة التى نالها قدره الذى لا يسوى  ثمن ”  الجير” الذى كتبت به لافتات الدائرة التى ترشح فيها  ورسب – حريصاً على بقاء الديمقراطية – 1964-1969  وتنميتها  مادام بابا الكنيسة الهادوية وسدنته الذين لا يلمون بمباديء الكتابه والقراءة يسدون الابواب والمنافذ على مارتن لوثر القادم من اكسفورد والسندكاليين والقوى الحديثة “وامل الأمة ” التى تحل فيه  ويجسدها شخصا  ولسانا  وليس علي الله بمستنكر ان يجمع  العالم في الصادق،  إذن فلتذهب تلك الديمقراطيه مع البابوية الى الجحيم .
ولم يك ايضا محمد أحمد محجوب رئيس  الوزراء وقتئذ وكل الحرس العلماني والدينى القديم الذين التفوا يوماً  حول عبدالرحمن المهدى والصديق المهدى وانتقلوا الى ركاب الامام الهادى المهدى الذى يحمل لهم على الاقل الكثير من التوقير والتقدير والوفاء حريصين ايضاً  على بقاء الديمقراطية وامامهم هذا الغر المغرور  العجول كما قد وصفه المحجوب  مراراً وتكراراً  الذى في حسبانهم لن يتورع   ابدا  ان  يرمي بهم جميعا الى المزابل ومدافن النفايات ليحوز على ,,المرأة والتجارة,, التى تعنى لديه  – امارة البيت المعمور و مفاتيح خزائن الدائرة والحزب والسياسة  ضربة لازب  اما اذا لم يتحقق له كل ذلك فليأت الطوفان الذى لا يبقى  في الارض  ديارا –  لكل ذلك لم يك  المحجوب والحرس  القديم يعبهون بمستقبل الديمقراطية  في السودان.
**وكانت 25 مايو 1969  ذلك السيل العرم الذى تضافرت فيه معاول الصادق المهدى مع مطارق عمه الهادى على هدم سده الديمقراطى الذى لم يكن يوما منيعاً.
** إستبان الصادق المهدى بعد ضحى  غد 25 مايو 1969  ان قد تفتحت شهية  ود نميري   عدوه الطارف  والتالد  من اجداده لا جداده لالتهام جمل السودان بما حمل فاعلن  الصادق بفمه الذي طالما استشهد كثيرا بمقاطع وفقرات  كامله من كتاب  الثوره الدائمه لليون تروتسكي لتمكين السندكاليين الثوريين    في العالم الثالث  ان 25 مايو ليست سوى  الالحاد والشيوعية التى ينبغى القضاء عليها فى مهدها حتى لا تستشرى نارها فى البلاد ويمتد  لسانها الى ” ملك الملوك المختار من الرب أسد يهوذا المظفر” في اثيوبيا  والي خادم الحرمين الشريفين في شرق البحر الاحمر وعلى اهل الكتاب واهل القبلة في الشرق والغرب ان يعدو ما استطاعوا من قوه ومن رباط  خيل الحداثه لارهاب وسحق الشيوعيين المايوييين .   وتلقى الصادق المهدى  آنئذ المال والعتاد والبركه من الشرق والغرب.  اعلنت ود  نوباوي جهادها المسلح  بقيادة الصادق المهدى في  29  من مارس 1970  لاقتلاع الدولة المايوية  التى لم تخف انتمائها الايديولوجي لناصر مصر وليبيا.
**اضحت  كل الاحياء  المجاورة  لود نوباوي  من” الدومة والقماير  والهجرة  والخنادقة  وود البنا والقلعة  وود اورو  والركابية  وحوش النور ومكى ود عروسة”  ،  تحت مرمى مدافع الانصار الثقيلة  التى جعلت  من سطوح المنازل ومأذنة  مسجد ود نوباوي  مقاعد  وقواعد لانطلاق  نيران  بنادقها الثقيله ,وتحولت تلك الاحياء  من  مدينة ام درمان الي ميدان قتال مفتوح بين سلاح  الكاسحات التى قادها العسكريون المايويون ضد المحاربين من الانصار وشن في  ذات اليوم  الامام الهادي المهدى ومعه الاخوان المسلمون  بقيادة محمد صالح عمر ومهدى ابراهيم  الحرب  من متارسهم فى الجزيرة ابا  التي امست واصبحت تحت وابل سلاح الدبابات والمشاه والمظلات بقيادة الرائد ابو القاسم محمد ابراهيم وشارك فى القصف الجوى سلاح الطيران المصرى تحت قيادة اللواء حسنى مبارك الذى حمل معه فى طائرته لدى عودته بعد الدمار والهزيمة التى لحقت بالجزيرةابا  وود نوباوي –  السيد الصادق المهدى منفياً  الى مصر والاستاذ عبدالخالق محجوب  الذى عارض قصف   الجزيرة  ابا .
** نصب جعفر نميري المشانق للشيوعيين في يوليو 1971 واصبحت كل الجبهه الوطنيه الديمقراطيه في يد السلطه  بدلا من العكس كما انطلقت الحناجر في موكب 22 يوليو, وتنفس السادات وكل العالم الغربي الصعداء حينما تدلي عنق عبد الخالق محجوب وسقطت الحجه الكبري في عداء الصادق المهدي للمايويين ومع ذلك  ورغم كل ذلك  غزا  خرطوم النميري بجيش جرار في يوليو 1976 بمسوغ جديد يقول فيه ان الاخير قد  اغلق باب الحوار في وجهه.
** تشير كل هذه الوقائع أن الديمقراطية التعددية والتداول السلمي للسلطة ونبذ العنف في العمل السياسي لم تكن يوماً منهجاً وتصوراً وغاية اصيله يسعي لها وبها السيد الصادق المهدي. اذا كان  ما أوردنا  علي قدر من الصحة  تؤكدها الوقائع     اّذاً ما الذي  فجر حمية الجاهلية الاولي في دماغ السيد الذي  امتهن العنف والترويع   قبل  ان تري  عيون الدكتور خليل إبراهيم  النور  في هذا الوجود؟.
*عجيب أمر ما يجري في باطن هذا السيد ! الصادق المهدي -5-*

نشر بتاريخ: 1/ديسمبر 2009
الزيارات: 4122
كتبت هذة المقالات الست بين النصف الثاني من مايو ونهاية شهر اغسطس2008
الامبراطور  في دوامته والامام في متاهته
والاَن ً نحاول جهد المستطاع  ان  نتلمس اجابه لهذا السؤال: ما الذي اثار حفيظة السيد الصادق المهدي وفجر مرارته ودعا ه الي التحريض السافر لقمع العدل  والمساوة  وأنزال أقصي  العقوبه الرادعه بقائدها  ومنتسبيها وقد عني بفصيح  الكلام   تأبيرها  الي   العروق من الوجود.
من المفضل دائما تشقيق  هذا السؤال الي  شرائح   ليتسني لنا استعراض اكثر من وجه  محتمل للأجابه قبل ترجيح اي منها.
**هل اصيب السيد الصادق بالخرف او الذهول المتقتطع  الي الحد الذي تبدي لعقله  في متاهته أنما قد هجم خليل خصيصا    لينتزع منه رئاسه الوزراء  وليفسد عليه  متعه  سلطانه وقد نسي في غمره ذلك  أنه لم يعد رئيسا للوزراء منذ الثلاثين من يونيو 1989 وان الذي جرده من بهاء  الاقامه  في عماره الوزاره هو  عمر البشير الذي رضي عنه وليس الخليل الذي اثار حفيظته؟
**هل أصاب السيد الصادق في   العاشر من مايو 2008 ما أصاب الامبراطور  فيدل بوكاسا) Jean-Bédel Bokassa  1921 –1996, )  الطاووس المختال  في أفريقيا الوسطي  حينما كان في زياره   فوق العاده  لمصر  في  1968 واستقبلته القاهره  بالحشود والشعل    التي   تليق  بجلاله الامبراطور الظافر فانشرح صدره  وطاب ثم بغته  وعلي غير ما لم يخطر ابدا  علي بال الامبراطور  قطعت القاهره أرسالها المسموع والمرئي لتعلن للناس:  أن بيت المقدس قدأحرق  وان دوله أسرائيل هي المتهم الاول – فما كان من   فيدل بوكاسا امبراطور أفريقيا الوسطي الا ان هاج و ماج  حتي أغمي عليه  من الخبر  فلما عادت   اليه الحياه  قطع  علي  التو   زيارته  لمصر معلنا لكل العالم : فليلعم الجمع ممن  شاهد  محفل  الاحتفاء بنا أن  اسرائيل     قد  أشعلت النار في بيت المقدس  لتفسد علينا شخصيا  بهجه استقبالنا في مصر  ولن نغفر  لاسرائيل ما فعلت  بنا .
.  يبدو ان السيد الصادق الذى قطع شوطا بعيداُ ودون علم قواعده الحزبيه أورصفائه في احزاب المعارضه  فى الترتيب والاعداد لعرس الرضا والتراضي مع  سادة المؤتمر الوطني قد وقع عليه هجوم العدل والمساواة الذى تم فى الوقت غير المناسب  لجدول أعماله  وقع الصاعقة إذ  انفض من حوله الانقاذيون لكي يتفرغوا لصد الهجوم غير المباغت عليهم    وتركوه  قائما  لا ارضاُ  قطع ولا ظهرا ابقى وخال في ليلة  مقدار طولها  الف عام مما  يعد  أن كل شيء قد ذهب الى غير رجعة  فاصابه  ما اصاب امبراطور افريقيا الوسطى من الارتجاج  والانقباض   فصب جام غضبه على  خليل ابراهيم الذى  تعمد   في تصوره  ان يقطع علي  أيام سعده الطريق ويسقط  عن يديه “الحريرة”  “والضريره” والجبيره”  ويحظر  عنه زغاريد الفرح   لذا اشتاط  وارغى وازبد .
**
**لانستبعد دورا ما للخرف في غضبه السيد الصادق المضريه التي لا تمت الي ” جهاده المدني” بواشجه  لاسباب كثر منها :ان قد ناهز الصادق الثالثه والسبعين عاما  ولايزال يتطلع الي وجهه في بركه ذاته  برسيس احاسيس من كان  في العمر  فتيا. الجدير بالذكر أن الجد ” السير” عبدالحمن المهدي  الذي لقب أيضا  ,,بالاب الكبير لجميع السودانيين,, الذي نقل كل الاسره من  مزق و خرق الفقر المدقع الي الثراء العريض والمن ونال اوسمه الجداره التي  لا يلقاها من غير البريطانيين الا من خدم   سيده البحار بصبر واخلاص  وبعث المهديه من مرقدها  في حلل جديده تلبي مطالب الامبراطوريه  ثم كتب جهاده في سبيل الله- قد توفي في الرابعه والسبعين  من العمر   1885- 1959  وحقا لا تدري نفس  متي وباي ارض تموت ولكن الموت المبكر لخلايا الدماغ في القائد السياسي الذي لا يعترف بحركه الزمان في جسده او في الحزب  الذي يقوده( وهو امر شائع في  اوساط  ائمه ورعاه احزاب السودان) قد يفضي الي شيئ جد مرعب ان يتحول الخرف والذهول الي مصدر   للمعرفه  ومن ثم  الي برنامج  ومرشد للعمل  السياسي  في الحياه اليوميه وسفينه  للابحار في اليابسه ومع ذلك والحق يقال   –  فليس الصادق وحده  من قادة الاحزاب ورؤسائها من  خطا الي  تلك العتبات التى تتساقط فيها  قدرات العقل جذاذا،  وحيث  يصبح السهو والنسيان والاستغراق المؤقت في اللاشئ قاعدة عامة،  والحضور الذهني الكامل استثناءا .ليس الصادق وحده من يدخل تلك المتاهة من العمر حيث تصبح مقاومة التثاؤب  والنوم في  الضحي واثناء الاجتماعات الرسمية والمؤتمرات الحاسمه للحزب ضرب من المعجزة التي لا تتأتى الآ لاولى العزم من قادة الاحزاب.  ليس الصادق وحده بين قادة الاحزاب  من يدخل تلك المنطقة الداكنة من العمر ذات الطابع الميتافيزيقى  حيث تختلط الازمنة بالامكنة،  وتضطرب المقالات في الذهن وترجحن, وتصبح مقاومة فكرة الموت في تفاصيل الحياة اليومية  كمقاومة الهروب  لجيش منهزم امام اخر كاسح التقدم.  وليس الصادق فريدا او استثناءا في الحياة السياسية السودانية حينما يتجاوز ذلك الخط  من العمر حيث تتبادل فيه وظائف الدماغ الادوار في عقل السياسي وتنبهم الرؤيا،  ويضحى عسيرا بمكان  فك الاشتباك بين التداعيات والاستطراد والهلوسة  والاحلام والطموحات فى قرارات واحاديث وبيانات ذلك السياسي الاول,, ولكن الذي لا مراء فيه ان الصادق وحده  بين كل قاده  الاحزاب السياسيه  في السودان  من بلغ حدا يصرح  فيه بملء فيه للسودانيين جميعا في مشارق الارض ومغاربها وفي مطالع الالفيه الثالثه ودون ان تأخذه الشكوك في صحه ما يقول أو حرج انه سيدنا نوح وان سفينته التي  زأرت ابواقها علي أهبه الاقلاع  ثم  يبسط  ذراعيه بالترحاب لكل الهاربين  منه  الذين  يتصورونه ذلك  الطوفان الداهم  الذي لا يبقي   ولايذر بحسبانهم  هاربين اليه  ليعصمهم من الماء أو أولئك الذين استغشوا اصابعهم في اذانهم  حتي لا يسمعون الذي يستنكرون منه فيخال انما تتداول اسماعهم اناملهم العشر توقيعا وطربا له  فيزيدهم  من شلال فيضه  لانهم يشكرون.
**ولانستبعد أيضا ان قد  كانت الشطحات  ذات الطابع البوكاسي (نسبه الي الامبراطور    فيدل بوكاسا-الناصر صلاح الدين-سابقا) عنصرا في  حمي حنق الصادق علي خليل ابراهيم و مع ذلك  نرجح ان القشه التي قصمت ظهر الصادق المهدي في هجوم العاشر من مايو  أن خليل ابراهيم  قد اقترف أم الكبائر في ناظر ,,السيد,,  حينما اتصلت اسبابه السياسية  بالرئيس التشادي  ادريس دبي  والرئيس الليبي معمر القذافى واضحى   يجالسهم ويفاوضهم  في شئون السياسة والحكم   وربما أيضا يؤاكلهم ويفاكههم وينال منهم الحظوة والقبول والخط الاخضر.
من المعلوم لدي غير العموم  أن قد يغض,, السيد,, الطرف احيانا ويغفر لابناء غرب السودان ’’ حمره وزرقه’’ ما دون التطلع  للحكم والسياده التي ليس لها ان تخرج منه او من ال بيته وان خرجت فبرضي كما قد وقع  لانقلاب عبود في 17 نوفمبر 1958 أو بظلم من غيرهم كما قد  جري في مايو 1969 والانقاذ  1989 ولا ينبغي للدارفوريين  ان يخوضوا في الاحكام السلطانيه  والسياسه الربانيه وقد حباهم الله من يدبر الامر  لهم بالاصاله عن نفسه وبالوكاله عنهم, ومهما يكن من أمر  فان ال المهدي هم الملوك والاهالي  من  غرب السودان هم الرعيه, والعين لا  تعلو علي الحاجب ومن دخل في ما لا يعنيه سمع مالا يرضيه, وعلي  أبناء غرب السودان  أن يكونوا حيث هم كالكلب في حفاظهم للود وكالتيس في قراع الخطوب, ولا يصلح الناس فوضي لاسراه لهم ولا سراه اذا ما جهالهم سادوا.اما خليل أبراهيم فقد تخطي حدود الكلب والتيس وحدود دارفور في الجغرافيا  والتاريخ  وتعدي علي حدود الله    واغتصب حقوق الائمه وظلم نفسه فكان  السخط والغضب
أو هكذا تحدث السيد  الامام  في  تيهاء متاهته  في مساء العاشر من مايو 2008.
*عجيب أمر ما يجري في باطن هذا السيد ! الصادق المهدي -6-*

نشر بتاريخ: 1/ديسمبر 2009

هذا الأحمق المطاع فى قومه : عيينة بن حصن الفزاري
**وحدثني المدائني ، عن يزيد بن عياض،  عن هشام بن عروة، قال :

دخل عيينة بن حصن الفزاري على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده عائشة،  وذلك قبل أن يضرب الحجاب.  فقال:  من هذه الحميراء يارسول الله؟  قال:  هذه عائشة بنت أبى بكر. قال: أفلا أنزل لك عن أجمل النساء؟(يعني ان يتنازل عن أجمل نسائه في مقابل عائشه)  فقال صلى الله عليه وسلم: لا.  فلما خرج،  قالت عائشة: من هذا يارسول الله؟ قال :  هذا الأحمق المطاع فى قومه  : عيينة بن حصن الفزاري

.[ –   أحمد بن يحيى  المعروف بالبلا ذُرى-  ص 414 – أنساب الأشراف الجزء الأول –  تحقيق الدكتور محمد حميدالله – معهد المخطوطات لجامعة الدول العربية – دار المعارف1959 ]

**قد وليت عليكم فاذا كنت أنا من خياركم فبئس قوم أنا من خيارهم, واذا كنت انا من  شراركم فبئس قوم يولون عليهم شرارهم.

الحججاج بن يوسف الثقفي في مسجد بالعراق
**
مازاد أبن المراغه أن جعلني شرطيا
ناقض  جرير بن عطيه الخطفي الفرزدق والاخطل مفاخرا:
هذا ابن عمي في دمشق خليفه   لو شئت ساقكموا الي قطينا

فاهتاج ابن عمه الحاكم قائلا: :
ما زاد أبن المراغه(الاتان) ان جعلني شرطيا أما لو أنه قد قال  :لوشاء ساقكموا الي قطينا لسقتهم اليه والله كما قال.
**
** أذا   رأي الصادق المهدي جنازه يسير وراءها الاف الناس لتمني ان يكون هو الميت.
الشريف حسين يوسف الهندي

المهديه الجديده:الغمد الذهبي والسيف المكسور

**
سيد المنزله بين المنزلتين
صانع عبدالرحمن المهدي الانجليز   )الذين قتلوا أشقاءه)    في أمور كثيره و قبل منهم ما أنكره أبوه    المحارب الذي جمع بين الوهابيه والتشيع والتصوف في نسج  ديني لم يتأت لغيره من قبل ومن بعد .
.تقبل البريطانيون من السيد عبد الرحمن الهديه الغاليه التي لا تقدر بثمن: سيف أبيه الذهبي الذي أتي به خصيصا من وراء البحار ,, لتهنئة جلالة الملك جورج الخامس في 28 يوليو 1919 وكان يرافقه السير ونجت واللورد جرنفيل واللورد كرومر بنهاية الحرب  العالميه الاولي نهاية سعيدة مقرونة بالانتصار ,, ثم أعادوه له  بمكرهم الاستهزائي المدثربغشاء من  العرفان ليحارب به أعداء الامبراطوريه في السودان, وقد فعل  اذ  لم يكن خصوم الامبراطوريه المعنييين سوي أنصار أبيه واحبابه   في كردفان ودارفور  و النيل الابيض الذين تحولوا منذ تلك اللحظه في التاريخ   من  مجاهدين الي خفراء   ومن شركاء الي اتباع   ومن احباب  الي عدو في ثياب صديق .  وكان ذلك ميلاد المهديه الجديده التي فتكت  بالقديمه,, صاحبه الاسم,, وتلفعت ثوبها وقرأت راتبها بنبرها وحلت محلهابعد حذفها وتحسبهم جميعا ومقاصدهم شتي
ألصديق الثائر كصالح في ثمود

أقشعر بدن مدير كلية غردون وذهب بعض عقله حينما  اضرب  طلابها في عام    1931دون ”  تخاذل” من أحد –  ذيالك الاضراب  الذى استقر فى قاع  ذاكره متعلمي السودان لاجيال متعاقبة وظلت تتلوه بقراءات ذات    روايات  متعدده من اهمها   رواياتي  مكى  المنا ومحمود الفضلى*.
قد بذلت إدارة كليةغردون جهد مستطاعها لتصميم مقررات وبرامج  في التدريب والتأهيل لها تجاريب واجازات  وحبكه  متقنه  فى إسلوب متميز لصياغه سلوكيات طلابها  لاعدادهم كنخبة عليها ان تسير على صراط الإدارة البريطانية المستقيم وفق  جهاز تحكمها من بعد الذى لا يبصره سواها ومع ذلك وقعت الواقعة وادار الطلاب ظهرهم  لتوقعاتها “و لاحسانها” تماماً  كما فعل الاولاد السود الذين غدروا بها في 1924.
يبدوا ان قد ارسل ذلك الاضراب موجات كهربية  صاعقه في اعصاب السكرتير الإدارى وقتئذ الذى استعان لتوه برجل مهماتهم الصعبه  السيد عبدالرحمن المهدى  لمكانته و هالته ومواهبه الفذه فى  التعبير والاقناع ولامر آخر جد خطير اذ قد أقلق مضجع الامبراطورية البريطانية فى الخرطوم –  أن الصديق – نجل  السيد الذي عليه السند “والرك”  ليس فقط  مشاركاً  بتلقائيه الطلاب وتضامنهم فى ” اضراب الكلية”  ولكنه كان  ضالعاً  فيه بحماس ملحوظ  لم يفت  على حبر قلم المخابرات الذى سال بذعر لتسجيل ضربات انفاسه الوطنية.
أطل  السيد المهيب عبدالرحمن المهدى بقامته المديدة وعمامته القلنسوية ذات الدوائر بخيوط  مذهبه  ليخاطب ابناءه الطلاب لينسلوا جمعيا  عن الاضراب الذى اصاب قاعات الدرس والتحصيل بالعطل وحثهم ان يعودوا فورا  ادراجهم لينهلوا من ينابيع العلم التى تفجرت تحت اقدامهم وكفاهم الله بكليه غردون  قلق الاسفار لطلب العلم فى  بلاد  الصين  وذاكرهم بتبجيل المعلم الذى كاد ان يكون رسولاً وهنا التفت الى يمينه حيث  يقف مدير الكلية ثم مد بصره الى اعلى الجدار حيث    تتدلي صوره  المؤسس المدير , Dr Andrew Balfor

ثم دعي ونبه السيد عبدالرحمن-  الصناجه الذرب-   ابناءه المشاغبين   ان يستلهموا تراثهم الوضيء في الاسلام في تقدير العلم والمعلمين واولى الامر منهم ،  اذ  لا يستوى  الذين يعلمون والذين لا يعلمون ،  ومن عملنى حرفاً صرت له عبدا !!!
وقبل ان يسترسل السير  عبد الرحمن المهدي فى ازجاء  ما ينبغى ان يقال  من النصح اللازم  انتفض فجاءة  ابنه الصديق  واتجه بتحد وانفعال  صوب الجدار  وانتزع منه صورة المدير والقى بها ارضاً ليدوس عليها بكل ما اوتيت اقدامه من قوة و نفره الغضب والاحتجاج –  فتحطم الاطار  الخشبي  وتناثر الزجاج وطارت الصوره اشتاتا والتصق بعضها بمضرب الحذاء.
اصيب مرافقوا السيد  من البريطانيين  بالوجوم ولم يدروا ماذا  يفعلون بانفسهم في تلك اللحظات العصيبه اما السيد نفسه فقد تمثل حال سيف أبيه الذي اهداه لخصومه  متماسكا –  وفتح  ذراعيه   متسائلا  متعجباً مستنكرا  ومرددا  بصوته الرخيم الذي تهدج شيئا ما   ثلاث مرات  وكأنه يأتى الي  نهاية  القصيدة التي لم تبدأ أصلا:

هذه ليست طريقه…..
هذه ليست طريقه…..
ثم ادار ظهره وعاد من حيث أتى لايلوي علي شيء  وكأنه يقول لمن تمنوا ان يبقي الي حين: أنك لاتهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء*.
**
يبدو ان قد استقي  الصديق نفوره العميق من الحكم الاستعماري من روافد ثلاث تسربت  مباشره الي  روحه
1-  امتص ذلك الشق الخفي الذي لايبدو للاخرين من روح أبيه المصانع  تقيه  للبريطانيين   الذين  لا بد له  ان  يواددهم  ويصادقهم رغم عدائه لهم  وان يذلل لهم  ما استعصي عليهم  من أمرهم في ادارتهم وان كره لكي تبقي مصالحه المرسله معهم جاريه .
2-  استنشق من  شذي مجالس صهره  الفارس الكردفاني  عبدالله جادالله – والد رحمه-  ناظر الكواهلة  -كسار قلم مكميك()  الذي لم يخف يوما بغضه للانجليز “حطب النار” الشذرات القاتلات: ان الفتي يلاقي المنايا كالحات ولايلاقي الهوانا.
3-تشرب  الوطنيه  من ينابيعها الحاره في الصحوه الوطنيه في 1924 –اضراب كليه غردون 1931  الذي شارك فيه بجساره رغم معارضه أبيه وضغوط الادارتين: كليه غردون والحكم الثنائي.
  كان الصديق  في شرخ شبابه الوطني 25 او26 عاما حينما هب الخريجون في1938 لاقتحام الابواب المغلقه في وجوههم كسودانيين والتي تحطمت اقفالها في 1946  وتسلقوا اسوارها  في 1956 .
*
يبدو ان لم يك الصديق المهدي طرفا في  حز عنق الديمومقراطيه  في 17نوفمبر 1958 ولكنه لا يملك  ايضا حق الفيتو علي ابيه  الامام الشيخ الذي بلغ من العمر الثالثه والسبعين أو كاد و الذي تأذي  من قذي الحمله الشائنه  التي لم تترك له” صفحه” ينام عليها  :موت القداسه  علي أعتاب السياسه         , التي قادها   يحيي الفضلي  وشاركه  بنصل ذكائه  القاطع من تربي في بيته وبين أبنائه الشريف حسين يوسف الهندي بدهاء وتدبير لا يتأتي الا لحفيد السيد المكي وعرق السياسه دساس.
*
توسمت جبهه المعارضه التي تصدت للاطاحه بنظام 17 نوفمبر 1958 والتي ضمت اسماعيل الازهري وعبدالخالق محجوب وأحمد سليمان وعبدالله خليل واخرين من النقابات والمزارعين والشخصيات الوطنيه المستقله في السيد الصديق الاهليه الكامله  ان يكون قائدها   الذي لاينثني ولا ينحني  حتي الخلاص من عبود وصحبه سبع بيوت.
*
حينما افضت المواجهه  بقياده الصديق للانصار  في  المولد  النبوي بميدان بيت الخليفه الي كارثه   1961 تفجر بركان الغضب من قلبه  فمات في أكتوبر1961 بالشذرات القاتلات: ان الفتي يلاقي المنايا كالحات ولايلاقي الهوانا التي استنشقها من عبير  مجالس صهره  الفارس الكردفاني  عبدالله جادالله – والد رحمه-  ناظر الكواهلة  -كسار قلم مكميك.
*
قد كان  الصديق المهدي قليل الكلام غير محب للاضواء مقداما  معتزلا لاهل الاطراء والنفاق.
لقد كان  الصديق المهدي  بلا ذنوب.
هذا ليس صحيحا.
فقد خلف لنا ابنه الصادق
كما تلد النار الرماد.
**
الصادق والابرار من الانصار من غرب السودان
لقد خرج  غريب البلاد الي بلده في 1956 وتبقت العداوه  المزمله المدثره  لانصارغرب السودان   التي يمكن أن   تري   بالعين المجرده في دوائر” الدائره” المغلقه لرأسمالييي حزب الامه وفي مشاريع النيل الابيض وفي عشش الغربان ” الغرابه في الجزيره أبا ” الذين لم يك مسموحا لهم  علي وجه التحديد ان يرفعوا أصواتهم في الاعراس والماتم ويسمح لغيرهم من الانصار بالزغاريد والنواح  عاليا.
تناقلت عدوي تلك العداوه  الاجيال المتعاقبه صاغرا عن كابر قلبا وقالبا حتي استقرت في مجراها السالك ونطقت بلسانها الصادق في الصادق المهدي في هجوم العاشر من مايو 2008 لمؤهلاته الفريده التي تضافرت فيها  الوجاهه  بالوراثه والتفاضل بالميلاد والتعليم في مدارس الكمبوني وكليه فكتوريا  ثم التربيه النرجسيه التي دربت عيونه ان لا تري غيرذاته الملهمه الملهمه( بالفتح والكسر  )  أضافه  الي ثقافه احتقار’’ الدرر للبعر’’ التي لم تتوفر بذات القدر لغيره من اسلافه أو لابنائه من بعده.
**
. ألامر كذلك ما زاد الخلص الابرار من الانصار في غرب السودان الذين ناصروا وجعلوا من أبن نجار المراكب الذي طرده المملوك الشارد ود نميري من دنقلا  الي غابه كرري   اماما علي السودان عموم 1881- 1885    ورفعوا من  قدر أبنه  عبدالرحمن 1885-1959    الذي أدركته الفاقه و تمتطي عليه الفقر   بكلكله في  جزيره الفيل  بودمدني الي ثان اثنين هما  في السودان أذ يقول لصاحبه” المير” علي الميرغني:أنا أكثر منك مالا واوفر أنصارا وأعلي مكانا لدي الامبراطوريه التي لا تغيب عنها الشمس  وتحت أطراف اصابعي ” أبا”  وكل  خيرات النيل الابيض وجزيره أم دوم علي الازرق والدائره و سنت جيمس وما لا تعلمون.
ما زاد أولا ءالانصار  من  أهل الغرب الخلص للصادق المهدي أن يكونوا:أوانيه اذا أكل,ومناديل من ورق اذا غسل,ومناشفه اذا أغتسل, وخلفه وامامه وعلي جانبيه وتحت رجليه اذا رحل,وبساطه وحشاياه ومطارفه اذا نزل,وسروجه اذا ركب, ورماحه وسيوفه اذا غضب, ودروعه اذا رهب, وعيوبه والضحايا اذا هرب, وله فيهم مارب أخري يهش بهم علي معارضيه ويسترضي بهم من يشاء شاريا وبائعا متي رغب, ويستغني عنهم جميعا اذا طرب أ ذ

أن الاتى من الغرب لا يسر القلب

د-عبد السلام نورالدين

abdelsalamhamad@yahoo.co.uk

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.