محمد همت
أولاً و قبل الولوج بشكل مباشر فيما يختص بالفجوة le fossé بين قوى الحرية و التغيير لابد من أن نضع شروط التقدم كمعيار للنقد، بحيث ان نحاول بالقدر المستطاع تلافي أخطاء الماضي السحيق، و اننا شعب يعتقد في الرمزيةLe symbolisme و صناعة الهالات المقدسة حول الكيانات و الأشخاص و يكون النقد محل عداءات غير موضوعية و غير مبررة و لم نتعلم بعد تلك الميزة الخلاقه (النقد) الذي كان عاملاً لتطور كثير من الشعوب، لكننا لا ننفصل عن العالم بأي حال من الأحوال و ان الثورة هي تغيير في نواحي الحياة لتشمل حتى تغيير في السلوك العام و حتى لا يكون تغييراً هشاً سهل الانكسار لابد من تحمل و ممارسة النقد و النقد الذاتيCritique et autocritique ، لأنه الشرط الأول من شروط التقدمية و إلا فإننا سنقبع في قاع الرجعية المظلم، ما جعلني أكتب هذه المقدمة هي الحساسية المفرطة لبعض القوى تجاه النقد رغم ادعاءها الحداثه و التقدمية
اولاً : مكونات قوي الحرية و التغيير
تتكون قوي الحرية و التغيير من 6 كتل رئيسية تقريبا، و هي
1/ قوي الإجماع الوطني
2/ نداء السودان
3/ الجبهة الثورية (بشقين)
4/ التجمع الاتحادي المعارض
5/ الجبهة الوطنية العريضة ( غادرت)
6/ الحركات الشبابية قرفنا (غادرت)
و ان القرارات في قحت تتخذ بالتصويت ، و الترجيح يكون لصوت الأغلبية، و ان أغلبية قحت للأسف تتكون من قوى نداء السودان ذات المهادنه و التسويات و البعيدة كليا عن المصادمه و بعض قياداتها تقف بشكل مباشر ضد أي حراك أو تصعيد ( المهدي)، لذا فإن تفاعل قيادة قحت أقل من الحركة الجماهيرية بشكل عام و هذا في اعتقادي خلل تنظيمي واضح و عدم تمثيل عادل للجان المقاومة في هذه القيادة
لنكن أكثر وضوحا و إذ أطالب جميع لجان الأحياء و لجان العمل أو الدراسة بإرسال ممثليهم في قيادة الثورة و إلا فإن الفجوة سوف تتعمق و يكون المناضلين في ضفه و قيادات قحت المهادنين في ضفه أخرى، لذلك الشفافية مطلوبة، في أحقية التمثيل العادل للجان و عدم احتكار قيادة قحت للفئات المذكورة فقط، لقد غادرت صفوف قوي إعلان الحرية و التغيير، الجبهة الوطنية العريضة و حركة قرفنا و هذا خسران للحركة الجماهيرية برمتها و ربما تليها مغادرات أخرى، فمن أجل سلامة و استمرارية القيادة الثورية للحراك السوداني لابد من ترميم مستعجل ليوازن المد الثوري في الشارع و مجمل القرارات التي تتخذ أو ردود الأفعال تجاه الأحداث العامه
أن تمثيل لجان الأحياء في قيادة الحرية و التغيير سوف يضع الثورة في المسار السليم و الصحيح و ستتساوي روح الجماهير مع قيادتها و هذه المطالب لن تمنح و إنما تؤخذ ، فعلي لجان الأحياء إرسال ممثليها مع منح قيادة قحت الفرصة للفحص و التدقيق حول اللجان ذاتها، الحفاظ على سلامة جسد قوي الحرية و التغيير، لأن هذه مسئوليتنا جميعا، ففي بداية ثورة ديسمبر و عندما كان جهاز الأمن يبحث عن قيادات تجمع المهنيين و قحت فقد نبهنا الجماهير الواعيه أن قيادة تلك الكيانات الثورية تمثلنا جميعا و كتبنا عن أسوأ جهاز مخابرات (الجستابو)جهاز مخابرات النازية (هتلر) أو كما كان يسمى بالبوليس السري سابقا، و كيف كان يبحث عن قيادة المقاومة الفرنسية، فقد كان كل فرنسي يمثل المقاومة و لم يسأل احد عن القيادة قط، لأن السؤال يضع الشخص في قائمة الشك ، و يضع المتلقي في التساؤل : لماذا هذا الشخص يسأل عن القيادة، فيتعامل معه الفرنسيين بحذر
ان تمثيل اللجان في قيادة قوي الحرية و التغيير سوف يكون إيجابيا و سيختفي شعار (لم تسقط بعد) الذي سئمنا من قراءته بين الحين و الآخر و هو بما لا يدع مجالا للشك ضمور بسبب الخلل التنظيمي الواضح، نحن لم و لن نرغب سوى إكمال إسقاط نظام الإسلاميين الدموي و ذهابة إلى مزبلة التاريخ و تحقيق الحلم الجماعي بدولة القانون و المؤسسات و دولة الرعاية لا الجباية
كسرة :
على وزير الداخلية إيقاف نهب شرطة المرور التي تنصب كمائنها في الشوارع الجانبية و تغريم شعب الثورة، كما قال عمنا سائق الحافلة :(مافي فايدة)