الجمعة , مارس 29 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / انطباعات مبعثرة ..!
سامح الشيخ

انطباعات مبعثرة ..!

سامح الشيخ

بعد تجهيز واستعداد للسفر للسودان استمر عدة شهور بدت لي الخرطوم من أعلى وانا امتطي صهوة بساط الريح العصري كما اسماه عبد الرحمن الريح في ثنائيته مع الراحل الكاشف رحلة بين طيات السحاب ..حيث كانت طائرة البوينغ تشق عنان سماء الخرطوم وفي نفس اللحظة كنت في محاولات منع أذني من صمم صوت محركاتها ..بدت الخرطوم مختلفة عن المدن العديدة التي رأيتها من أعلى فهي منارة بالفعل لكن عادة المدن في ستاندرد الإنارة يجعل كل مدينة تحتك تبدو وكأنها تتوهج مابين صفرة ضوئية وحمرة تجعلها كالجمر اما مدينتي الراقدة على شواطئ سليل الفراديس وفرعيه الازرق والأبيض بدت متوهجة بالنور الأبيض كعلامة فارقة بينها والعواصم والمدن الأخرى بالعالم .

نزلنا كالعادة القديمة للمطارات دون انبوب يوصل بالطائرة وصالة الوصول أو المغادرة كعادة المطارات العصرية نزلنا منها على دفعتين على متن حافلات متوسطة جميلة الشكل وقفنا عند موظف خدمة الجوازات وتم الإجراء استلمنا حقابئنا بعد فترة ليست بالقصيرة دفعت أمامي حقائبي بصعوبة عن متن سحاب معدل محليا ليس بالسهولة التحكم فيه .

ونحن في الطريق إلى المنزل مررنا بشوارع الخرطوم التي أظهرت لي خلاف ما تبطن عند تلك الساعات الأولى من الصباح حيث بدت خالية سهلة الانسياب
قلت لمرافقي أني أرى الأشياء صغيرة وواطية مما جعلهم الاثنين يضحكون إلا أنهم نسوا أن عدم وجود بنية الصرف الصحي تجعل البيوت تدفن تدريجيا بسبب الردميات كل عام ومحاولات اتقاء شر الخير كل عام ماهو شر الخير هو بالتاكيد مطر الخير الذي يتحول كل عام بدلا عن انه نعمة إلى نقمة والسبب يعلمه الجميع دون عجب وهو عدم وجود بنية الصرف الصحي التي ربما بدونها ستتحول الخرطوم بمدنها الثلاث إلى مدينة تعمها الأوبئة والأمراض رغم حداثة مبانيها والطفرة العمرانية الظاهرة للعيان للمنازل التي أطلت بحداثتها العمرانية حتى وسط الأحياء الشعبية كأنها في صراع مع المنازل التقليدية القديمة التي تحاول البقاء وسط زحام عمائر الأسمنت وغاباته في النواصي والذي لم تسلم من مده الزقاقات وهناك ايضا اسراب السيارات الفارهة التي لا  تتناسب مع الشوارع المهلهلة والمحفرة التي تكسر ركب الحي وركب العربات معا  والتي يعتقد انها شوارع اسفلت للوهلة الاولى اذا لم يؤكد لك احدهم ذلك . مما يعني لك وبدون أن تستعين بكشاف أن الغياب لدور الدولة في الحياة العامة هو اس البلاء خصوصا الصحة بكل انواعها ابتداء بغياب بصحة البيئة التي برغم غياب ملاحظيها وعمالها نجح المواطنين بزراعة اشجار النيم والفايكس ودقن الباشا ان يصنعوا نوعا من الخضرة المفرحة امام بيوتهم وهذا من الملاحاظات الهامة والبادية للعيان وهذا ما كان  عن المبتدا.
وانتهاء بعدم جودة الخدمات العلاجية والدوائية عموما هناك تحسن في خدمة انسياب المياه بالمواسير اما عن نظافتها لا احد يقر بذلك التيار الكهربائي متذبذب وبرمجة القطاعات عامل مشترك بين احياء الخرطوم .

هناك ملامح للسياحة بدت على شكل المطاعم والعوامات على النيل لكن يبدو أنها فقط للطبقات الغنية ويزيد هذا الكلام صحة وجود كثير من اطفال الشوارع والمتسولين الذين يبدو أن معظمهم من مناطق الحرب وهذا ليس الإفراز الوحيد فمعظم الفقر سببه الحرب وكل مظاهر الفوضى بالخرطوم تتجلى في عشوائية المواصلات التي جعلت من المستحيل أن تنجز مشوارين في يوم واحد المواصلات متوفرة عبر ترحال ومثيلاتها من التطبيقات لمن استطاع إليها سبيلا ولا عزاء للفقراء في الطرقات.

رغم عن ذلك تحاول الخرطوم أن تتعافي من الخراب الممنهج الذي عم جميع نواحيها ومناحيها نتيجة السرقات الكيزان والجرائم التي ارتكبوها باسمهم وباسم الله ليس من السهل النقاهة والشفاء منها. حيث تتم فعاليات عامة مثل معرض الكتاب وبعض الليالي الغنائية مع غياب تام للمسرح والسينما عن سماوات وارض الخرطوم .
إلا أن هناك إشراقا يطل من عتمة المعاناة والفوضى التي تعم أرجاء الخرطوم فهناك من يرسم بريشة الامل مما يعد بشرى للعهد الجديد ويا لها من بشرى والخير معقود على نواصيها فشباب لجان المقاومة بالاحيا يقومون بأعمال كبيرة وجليلة بكل الإخلاص والحب والتحدي لهذا البلد العندي فيهو كل خير بريدوا زي ماكنت من اول .

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.