الجمعة , أبريل 19 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / تحديات الفترة الأنتقالية

تحديات الفترة الأنتقالية

 

مساراات
عبدالقادر العشارى

ماسأكتبه هنا ربما يرفع حاجب الدهشة عند البعض
ولكن هذا ماينبغى أن نتمسك به ونعمل لأجله حتى تتعافى بلادنا من أمراض ظلت مستوطنه بجسدها سنينا عديدة فى دائرة خبيثة بين ديمقراطية وانقلابات عسكرية .. كان ذلك نتيجة صراعات سياسية واجتماعية أدت الى حرمان الشعب السودانى من الوصول الى النضج الكافى من التعاطى بالممارسة الديمقراطية وابجدياتها فى مسألة الحكم والشأن العام وديناميكية حياتنا اليومية ..
الشاهد أن هذه الأيام والسلطة الأنتقالية قطعت شوطا لابأس به فى الأنتقال والعبور من دكتاتورية عسكرية ايديولوجية مقيتة سيطرت على البلاد بكل مفاصل سلطاتها وكتمت على انفاسها ثلاثون عاما ، الى حكم ديمقراطى يستطيع أن يغرس ويثبت أركان الديمقراطية فى البلاد حكما وممارسة ، رغم  السلحفائية المملة فى الإجراءات خاصة العدلية وتصفية اثار النظام الأخوانى الذى ارتكب جرائم ضخمة فى حق الوطن أرضا وشعبا ..
من يقول إن النظام البائد سيقف متفرجا على هذا الأنتقال الذى سيذهب به فى نهاية المطاف إلى مزبلة التاريخ ولن يجد اى فرصة مستقبلا للقبول غير دقيق فى قوله ، وهذا مانشاهده هذه الأيام من تململ وسخط على السلطة المدنية من بقايا وفلول البشير ونايبو وعلى عثمان وكتايبو والتى تدعونا وهذا من سخرية القدر علينا، للخروج على سلطة انتقالية صعدت الى الحكم بثورة شعبية صنعناها ضدهم ، فبغض النظر عن بعض العيوب والثغرات التى لازمت الوثيقة الدستورية ، فهنا ما علينا الا مساندة هذه السلطة الانتقالية بمكونها المدنى والعسكرى والذى وجب عليهم فى هذه المرحلة الانتقالية ، المفصلية ، التاريخية ، العمل بتوافق وانسجام كامل لتحقيق أهداف الثورة وحلحة مشاكل البلاد الأقتصادية والسياسية والأجتماعية وذلك للأنتقال والعبور الآمن بالبلاد إلى حكم ديمقراطى ليأتى الشعب بعد ثلاث سنوات بمن يراه مناسبا لحكمه ..
فلول نظام البشير الساقط أخلاقيا وسياسيا وإيديولوجيا تحاول هذه الأيام ضرب الثورة ومكتسباتها وتعطيل إكمال الأهداف التى رسمها شعبنا العظيم لسلطته الانتقالية وذلك بدق اسفين اولا بين الشعب وقواه السياسية الوطنية ، وكذلك بين مكونات السلطة الانتقالية ( المدنى -العسكرى) والعمل على تجييش الشارع وتعبئته ضد السلطة الأنتقالية وخاصة مكونها العسكرى بحجة أنهم هم من قتل المعتصمين بالقيادة العامة عند فض الأعتصام فى الوقت الذى أثبتت الدلائل والبراهين أن من قتل المعتصمين هم الكوادر السرية للحركة الاسلاموية بغرض توريط العسكر وهذا ماحصل ، والان المكون العسكرى هو مسؤول عن هذا الملف وينبغى أن يسائل بأعتباره هو من أمر بفض الأعتصام بغض النظر عن الالية او الوسيلة المستخدمة فى هذه الجريمة ، إضافة إلى أنه هو من كانت السلطة بيده فى ذلك الوقت ..
ولكن لتفويت الفرصة على طيور الظلام علينا أن نتمسك بما اكتسبناه من ثورتنا التى امهرناها بالمهج والأرواح وان نطالب ببقية المكتسبات التى لم تتحقق حتى اللحظة كالعدالة الأنتقالية وتصفية وتفكيك الفلول والمعالجة الاسعافية للأزمات التى بات يستمثر فيها السدنة بتعبئة الشارع ضد سلطته الأنتقالية .. وهذ هو أعظم ما نقدمه لأرواح شهدائنا الذين قدمدها رخيصة فى سبيل تحقيق هذه الأهداف وفاء لعهد قطعناه بيننا وبينهم وطريقا رسمناه مليئا بالحفر والعقبات لنصل إلى الحلم العظيم الذى يتمثل فى بناء دولة مدنية ديمقراطية تعددية فيدرالية  ..
ما يهمنا فى هذه المرحلة هو تماسك الشارع ووعيه الكامل بكل ما يشاهده من مؤامرات لأجهاض الثورة والعودة بنا إلى المربع الأول ، القتل ، والقهر والظلم  ..
ما يهمنا هو تماسك وانسجام السلطة الانتقالية بمكونيها المدنى والعسكرى وتمسكهم بأهداف الثورة والأنتقال الأمن بالبلاد من الدكتاتورية إلى الديمقراطية ، من الحرب إلى السلام ، من اقتصاد طفيلى ضعيف إلى اقتصاد ناهض حر قوى ، من العزلة الى الأنفتاح ، من الإرهاب ودعمه الى المساهمة فى صون السلم والأمن الدوليين ، من شعب مستهلك الى شعب منتج ، من شباب متشرد هائم على وجهه الى شباب مستقر ورائد ومنتج ..
وفى جماع قولى اننا سوف نساند سلطتنا المدنية بشقيها المدنى والعسكرى ولن ننجرف خلف القتلة المهوسيين من سدنة النظام البائد لنقتلع لهم سلطة ثورتنا المجيدة ونسلمها لسيادتهم على طبق منذهب ، الشعب اوعى بكل تأكيد ولن يخرج مع طيور الظلام فى موكبهم الخبيث فى ٢١ اكتوبر ولا بعدها ولا يوم من الايام سنقف معهم فى خندق واحد ولا حتى يوم البعث سنقف مع هؤلاء القتلة والمجرمين ..
اذا الثوار ارادو أن يضغطو على السلطة الانتقالية لتسرييع وتيرة تحقيق أهداف ثورتنا المجيدة عليهم تغيير هذا التوقيت الى تاريخ اخر وبالتنسيق الكامل مع تجمع المهنيين لتنظيم ورسم خطوط السير وتأمين المواكب وحفظ امن وسلامة المتظاهرين.. وحتى لانبكى على ثورة اضعناها بأيدينا ولا نندم حين لاينفع الندم ..
دعونا نترك هذا التاريخ (٢١ اكتوبر) موكبا للكيزان لتمتعو اعينكم بالدهشة من قلة الكائنات والطفيليات التى كانت تحكمكم ثلاثوووون عاما ..

 

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.