؛؛ هادية حسب الله تدافع عن زغرودة نيويورك

أطلقت عضوة بالوفد  السوداني  المرافق لرئيس الوزراء زغرودة بمقر الجمعية العامة للأمم المتحدة مع استهلال عبد الله حمدوك لخطاب السودان في السادس والعشرين من سبتمبر الجاري.
أثارت هذه الزغرودة جدلا في مواقع التواصل الاجتماعي  بين من يرى فيها تعبيرا محليا غير مناسب لمكان كمقر الجمعية العامة للأمم المتحدة وبين من يراها تقليدا نسويا ثوريا يستحق الاحتفاء في أي مكان فضلا عن آراء سلبية ترى أن “الزغرودة” مرتبطة بالمرأة التقليدية التي تشجع الرجال وتثير حماسهم بزغاريدها بينما هي ليست طرفا في الفعل الثوري.
في هذا السياق كتبت الاستاذة الجامعية والناشطة السياسية والنسوية (هادية حسب الله) على صفحتها بموقع فيسبوك ما يلي :

و مالو لو زغرد فرحنا فى الأمم المتحدة ؟
ادناه مداخلة لى بنقاش استغرقنا بالامس فى قروب واتساب مجموعة نسوية (منسم). حول الزغرودة التى انطلقت بجلسة الامم المتحدة.

اذا الزغرودة تتم فى اطار الخنوع القديم للنساء حيث النساء لا يتجاوزن خانة اثارة حماس الرجل. و يقفن متفرجات عندها فعلا تعتبر معيبة.
ولكن اذا السياق هو سياق الشجاعة والجسارة فالزغرودة معناها تعبير عن حال جديد مختلف…
فى تقديرى الحداثة على الذات تتم باعادة قراءة تراثنا، فى سياق جديد ورؤية جديدة للعالم…

الزغرودة فى ديسمبر لم تكن مجرد اثارة لحماس الرجال. بل كانت تعبير عن فعل جماعى. لم نكن نزغرد بالرصيف كنا نفتتح المواكب ونتقدمها بزغرودتنا..
التراث كله قابل للتأويل لذلك وضعه فى معنى واحد حكم غير دقيق.
انا شخصيا ازعم اننى ساهمت فى ارساء الزغرودة كعلامة صمود للنساء..وفخورة بى ده..لانه ارتبط باقتلاع النساء للدور القيادى بالشارع…فى العام ١٩٩٩ اذكر جيدا زغرودتى بشارع الأربعين. كنت حينها بالسنة الثانية بالجامعة وكانت المناسبة هى الشجاعة ذاتها حين خرج الاستاذ الحاج وراق للعلن…حينها استنكر اصدقائى وصديقاتى ذلك ..ولكنى شعرت اننى أعبر عن شجاعتى بتعبير يخص النساء السودانيات…ولماذا تظل مفرداتنا وتعابيرنا بركن مهمل !
وظللت ازغرد بكل المظاهرات…وتشرفت بالزغاريد للاعلان عن بدء اول موكب لمبادرة لا لقهر النساء فى العام ٢٠٠٩ امام محكمة الشمالى ..
وتتعرض التى تزغرد للاعتقال والضرب…ففى مظاهرة ميدان ابو جنزير الشهيرة التى كتب بها أ. نقد رحمه الله..حضرت ولم اجدكم..اذكر اننى زغردت لشاب كان وحده يهتف بوسط الشارع ..وحولنا التاتشرات والكجر بكل مكان..هتف هذا الشاب بجسارة وانضم له هشام زوجى ..وبمجرد ان انطلقت زغرودتى ضربنى حوالى ٢٥ امنجى بذات الوقت.وحملونا انا وزوجى وامل هبانى بلا اخذية بالبوكس…
وكذلك فى بداية المواكب بثورة ديسمبر. يوم ٢٥ ديسمبر ..تشرفت بان زغرودتى لعلعت بشارع السيد عبد الرحمن معلنة عن بداية الموكب وحينها تقاطرت على المزغردات من كل صوب لحد اننى للحظة شعرت اننا سنكون موكب من النساء فقط….
وكذلك يوم ٦ ابريل اذكر اننى كنت ابكى لحظة انطلاقنا من سوق نمرة ٢ .وملأت العبرة حلقى فهتف بى شاب قريبى . وين زغرودتك الليلة!! فزغردت وسط دموع الفرح بالآلاف فى يوم نصرنا الكبير ..للزغرودة معنى جديد