الخميس , مارس 28 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / حمدوك ليس يسوعا مهديا مخلصا!

حمدوك ليس يسوعا مهديا مخلصا!

تحزنني جدا صورة البعض منا حينما يبذلون بعفوية عجيبة ضراعات وابتهالات ورجاءات وتمنيات  بكامل الاذعان والتسليم ومتمنين ان يوفق الرب السيد( حمدوك) وحده كمخلص لنا كنا ننتظره للنجاة ونتناسى اننا نحن من جلبناه و كلفناه بادارة حكومة ثورة نحن صناعها بصمودنا وقتالنا  ومعمدة بدمائنا وعرقنا وشقائنا ..وهي صورة مهينة خنوعة لا تتسق ابدا مع حجم كرامتنا وكبريائنا الوطني الذي به انجزنا به كشعب مناضل هذه الثورة الشماء..لكني ساحاول ان اجد العذر والتبرير  لاولئك الطيبين اذ  يبدو لي ان هذا  الامر المؤسف  مرده بسبب  وقوعنا كشعب بعد استقلالنا لاكثر من نصف قرن تحت براثن استغلال الدكتاتوريات اي حكم الفرد الصمد الواحد الاحد وهي براثن قمعية يبدو انها قد قولبت عقول وعواطف هؤلاء الطيبين الطيعين منا وجعلتها تؤمن بالفردانية قدرا مسطرا ولذلك صارت دوما عند كل ازمة تلهث بحثا وراء مخلص ومهدي منتظر بل قالها بعضهم صراحة فىزمان مضى ( عاوزين دكتاتور وطني عادل ومستنير) وهو للاسف حضيض الاذعان والانهزام للثقافة الشمولية التي ساهم في ترسيمها وترسيخها ايضا مثقفاتيون انتهازيون من اسماء معلومة ومبهرة  نظروا  لذلك الامر لانهزام داخلى يعتريهم وايضا لانتهازية مفضوحة في سبيل الاحتفاظ بمصالحهم في (ميري ) الشموليات والتي يسهل عبرها اصطياد الانتهازيين بأثمان معلومة لانها تحتاج اليهم في ترسيخ طغيانها وتمرير شرعيتها المسروقة. ولذلك برروا للشمولية ودافعوا عنها دفاعات مخجلة انيقة رسخت هذا الخضوع والخنوع لدى هؤلاء الطيبين والذين لازالت تسيطر عليهم عقلية البحث عن مخلص ومهدي منتظر  ولذلك يرون فى السيد ( حمدوك) هذا المخلص المهدي المنتظر بالرغم من انه  لم يخض مثلهم  غمار حروبهم الأليمة واللئيمة في مواجهة الدكتاتوريات المدحورة ..فللاسف خطورة  هذا الاذعان والخضوع المعلن الذي يبذله بلا وعي  هؤلاء الطيبون حتما له مردوده النفسي السلبي في تضخيم الذات لهذا الحبيب (حمدوك)  لانه انسان والانسان بن بيئته  فقد يضعف في اية لحظة  يمكن  ان تشكل وجدانه سلبا خاصة تلكم البيئة التي تسودها ثقافة الخضوع والخنوع والبحث عن مخلص ومهدي منتظر  حيث  سيعلو فيها (الايغو)  لدى الشخص المأمول فيه مخلصا  مما سينعكس سلبا في تصرفاته حيال ذات من توسموا في مقدمه الخير  بالرغم انهم من اتوا به مكلفا لشغل هذا المنصب بالرغم من انه لم يكن ذات يوم مقاتلا مناضلا يتصدر صفوفهم وذاق آلامهم وإحزانهم بل حتى بعدما اتوا به مخلصا  لم يعزي اسر شهدائهم و لم يزر حتى اللحظة ساحة صمودهم وثباتهم واستشهادهم ولم يزر معسكرات قهرهم وتشردهم تعبيرا عن وفاء لمن اتوا به لهذا المنصب الفخيم  !!
فالذنب هنا ليس في تقديري  ذنب هذا الحمدوك الطيب الوطني الاصيل بل ذنب هذه العقلية الخضوعة الخنوعة التي ستصنع منه (دكتاتورا وطنيا مستنيرا ) وحاكما لهذا القطيع !     وذات الامر  السالب يمكن ان ينسحب من ( حمدوك)  على أي وزير انتقالي آخر  حينما  نترك له الوزارة الانتقالية ( شيكا على بياض) كي يتصرف فيها وفق وعيه الذاتي وتقديراته الشخصية وهو امر للأسف يستحيل معه  ان ينجز هذا( المخلص) الصغير اي سياسات ناضجة تتسق مع اهداف وغايات الثورة الباسلة ثورة الشعب السوداني!!
  لذلك من الواجب الآن السعي حثيثا قبل فوات الاوان حيث هنالك متربصون لفشلنا وسقطاتنا ليبنوا عليها ذرائعهم ومبرراتهم لقيادة الردة ضد الثورة والثوار لاجهاضها وارجاعنا الى عهد الطغيان بنظرية ليس بالامكان ابدع مما كان!!
   ولذلك ينبغي ان نفوت عليهم الفرصه بالتاكيد على وحدتنا ويقظتنا وايضا مرونتنا وجاهزيتنا لمراجعة وتصحيح مساراتتا وعليه ينبغي ان نسرع حثيثا  لاستعدال الامور في ادارة السلطة الانتقالية من رأسها( حمدوك) الذي يجب ان يحاط بمجموعة  مقدرة من استشاريين خبراء على مستوى عال في كافة التخصصات يرمزون لكل خنادق المقاومة لتزويده بالافكار الداعمة لتحركاته كرأس الرمح في مؤسسسات الحكم الانتقالي التنفيذية ليسير عبر هذا العقل  الجماعي الحكيم وهو الذي سيضعه في الطريق الصحيح المفضي للتغيير المنشود وبالتالي سوف لن يقع فريسة في براثن بيئة المخلص المنتظر  صانعة الطغاة!!   وهكذا يمكن ان تتنزل ذات الوصفه الى بقيه مستويات  السلطة الانتقالية اي الوزراء ليسيروا ايضا بآليات مسنودة بجماع افكار الخبراء وليست مشيئة وتقديرات  الوزراء وذلك كي لانصنع منهم طغاة صغارا ونتناسى اننا من أتينا بهم لهذه المناصب التنفيذية عبر تفويض شعبي كي ينفذوا ما نحلم به وليس ما يحلموا به وبهذا سنستعدل آليات الحكم الانتقالي في المسار الذي سيحقق التغيير المنشود وذلك فقط عبر جماع افكار وخبرات  العقل الجماعي الذي ينبغي ان يفكر لها و يسيرها فىوجهة التغيير المأمول وبذلك سنقطع الطريق على قوى الردة كي لاتصطاد مرة اخرى في سقطاتنا وهفواتنا منتوج عقلية الفرد الاحد الناقصة بحثا عن ذرائع لاجهاض ثورة لن نسمح  ابدا  لهم بان تعود بنا للوراء!

هشام هباني

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.