الخميس , أبريل 25 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / *النوبة شعب وليست قبيلة*

*النوبة شعب وليست قبيلة*

وفاة بروفسيور وليام ادمز    William Y. Adams

صاحب  االمرجع التاريخى الهام “النوبة رواق افريقيا “
Nubia Corridor to Africa
صاحب مقولة : ”  ذهبنا للبحث عن انسان بدائي فوجدنا حضارة بكامل نُضجها” 

توفي العالم الاثري العظيم  بروفسيور  وليام ادمز يوم  الخميس 22  اغسطس الماضي عن عمر ناهز 92 عاما 

قضي الاثرى الراحل معظم اوقاته  في النوبة  التى عمل لها وحافظ علي اثارها وكان اشد غيرة علي النوبة من كل باحثي الآثار النوبيون انفسهم ..نعم  كان غيورا ومدافعا عن اثارنا اكثر من باحثي الاثار النوبيون أنفسهم  فهو لم يزور ولم يخفي علما حتى يرضي الكيان المصري الذى عادى ولا يزال يعادى الحضارة النوبية 

كان العالم ادامز قد  أوصي بتبرعه بكامل مكتبته لمركز الدراسات النوبية عند وفاته.

العالم الاثرى الكبير  كان  محظورا من دخول مصر وحضور المؤتمرات بها لانه كان قد اعلن عن  ان  الحضارة النوبية اقدم من الحضارة المصرية القديمة

*النوبة شعب وليست قبيلة*

*دراسة بقلم البروفسير/ وليام آدمز*

ترجمة د. شرف الدين حمد الملك
———————————

عندما يأتي الحديث عن شعوب السودان فإن أول ما يتبادر إلى الذهن هو مفهوم “القبائلية” (Tribalism). وليس هذا بمصطلح احتقاري جاء به الاستعمار وعلماء الإنسان لوصف هذه الشعوب، بل هو مصطلح متداول تبناه السودانيون أنفسهم وارتضوا به طواعية لوصف التمايز الإثني في أوساطهم. وحقيقة لا يوجد وصف آخر لذلك التمايز. والانتماء القبلي لا يقصر على غير العرب في جنوب السودان مثل الدينكا والنوير بل نجد أن السكان العرب أيضاً في الشمال يرون أنفسهم منتمين أولاً وأخيراً لقبائل. ولا يختلف في هذا المنحى عرب البادية أو عرب الصحراء عن العرب المزارعين الذين يقطنون على ضفاف النيل مثل الجعليين والشايقية.
ما هي القبيلة إذاً؟
هناك بالتأكيد العديد من أوجه استخدام المصطلح. إذ تم استخدامه لوصف شعوب بدائية لحد بعيد وكائنة في حوض الأمازون. كما أنه استخدم في تعريف منضومات سياسية معقدة وضخمة مثل بعض مجموعات الكازاخ (Kazak) والمغول (Mongol).
أما في السودان، فإن مفهوم “قبائل” يحتوي نوعين متمايزين من أنماط الانتماء. ففي ناحية، توجد جماعات مثل “لنوير” من دون شيخ أعظم يحكمها، وعليه فان مسمى “قبيلة” يأتي من واقع وجود لغة مشتركة وثقافة وعادات تميز هذه الجماعات عن جيرانيها. وفي الناحية الأخرى، توجد قبائل مثل “لشايقية” لا تختلف عن جيرانها لغة أو ثقافة ولكن تسمى “قبائل” لأن لكل منها شيخ حاكم ونسب قبلي مميز. فسكان شمال السودان من عرب وبجا هم قبائل (Tribes) تنطبق عليهم التسمية التي كثيراً ما يستخدمها علماء الانثروبولوجيا وهي “مشيخات” (Chiefdoms). وقد اتسمت هذه المشيخات عبر التاريخ بالخصائص التالية:-
1- وجود إحساس بهوية مشتركة ونسب عام وجامع مؤسس على أسطورة التحدر من سلف أو جد بعينه.
2- وجود شيخ حاكم قوي الشخصية تجتمع في يديه وأقرباءه كل مقاليد الأمور تقريباً.
3- أسلوب الحكم شخصي دون آليات رسمية للإدارة بجانب ندرة أو انعدام القدرة على تنمية خاصية النبالة (Nobility) أو البيروقراطية.
4- وجود حالة تناحر دائم مع أقوام مجاورة,
ومن الواضح أن أي تعريف لمصطلح “القبيلة” لا ينطبق على النوبيين، فهم الوحيدين بين الأقوام السودانية الذين تخلوا عن أسلوب الحكم القبائلي ذي الطبيعة السياسية والاجتماعية الفوضوية قبل أكثر من ثلاثة آلاف سنة. ومعلوم أنهم في أوج ملكهم في كرمة (Kerma) من 1785 ق.م إلى 1580 ق.م كانوا قد أقاموا دولة إمبراطورية (Imperial State) ذات نفوذ على شعوب شتى. كما أنها ناهضت سلطان فراعنة مصر أنفسهم. وتحت طائل الاستعمار المصري في حقبة الدولة المصرية الحديثة (1580 ق.م – 1000 ق.م) أصبح النوبيون من رعايا التاج الفرعوني واستطاعوا رغم نير الاستعمار أن يتبوءوا مناصب إدارية عليا في المملكة. ولا توجد في المدونات العديدة الخاصة بهذه الحقبة الاستعمارية أي مؤشرات إلى أن النوبيين كانوا آنئذ منقسمين إثنياً أو سياسياً. وفيما بعد الاستعمار وقيام مملكة كوش (Kush) المستقلة (700 ق.م – 350 ق.م) ارتقى النوبيون بالمركزية الادارية والوحدة السياسية الى مستويات أعلى من ذي قبل بحيث تمكنوا من اقامة أمبراطورية بلغت في حجمها أربعة أضعاف مصر نفسها. وفي أعقاب معاهدة ساموس (Samos) في عام 23 ق.م تعامل الرومان مع أمبراطورية كوش بحسبانها قوة ند. وليس ثمة ذكر لانقسامات قبائلية وسط مواطني كوش في كتابات الزوار الرومان والاغريق الذين تحدثوا بإعجاب عن السياسة والحضارة في مروي (Meroe).
حقق النوبيون القد الأكبر من التحرر من المجددات القبائلية في القرون الوسطى عند قيام ممالك ما بعد كوش، وعلى الرغم من وجود انقسامات لغوية وسط النوبيين في تلك الحقبة وحتى الآن، فإن ممالك نوباتيا ومقرة وآلوا (علوة) (500م – 1500م) لم تكن عبارة عن كونفدراليات قبائلية بحدود فاصلة، بل كانت دويلات قومية (National – States) بكل ما تحمل العبارة من مغزى حديث، وكانت الأولى من نوعها في القارة الافريقية. ولم تكن إدارة هذه الدويلات مناطة بملوك مدنيين ومجردين من القداسة فحسب، بل كان هناك أيضاً كيان هرمي معقد من البيروقراطيين في السدنة. وأهم من هذا وذلك ان منهاج الإدارة كان قائماً على أساس منظومة من القوانيين تم تطويرها بطريقة جيدة بحيث تسري على الحكام والرعايا سواء بسواء. وهكذا مكنت هذه المنظومات القانونية المستحكمة والبعيدة عن الأهواء والنزوات الشخصية لدى الحكام، الدويلات من التفاوض مع الحكام المسلمين في مصر بشأن معاهدة ثنائية (البقظ، عام 653م) ضمنت السلام للنوبيين لأكثر من ستة قرون. وعلى الرغم من شهرة النوبيين خلال القرون الوسطى بالبراعة القتالية، فإنه لم يحدث على الإطلاق أن شنت الدويلات حرباً واحدة ضد بعضها، أي قتال بين دويلة نوبية وأخرى.
وثمة تقدم آخر أحرزته الأمم النوبية في القرون الوسطى أبعد من القبائلية والإمبريالية على حد سواء، فقد حققت أقصى حد من الفصل بين الكنيسة والدولة بقدر لم يتوفر لأي أمة قبل العصر الحديث. فقد

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.