الخميس , مارس 28 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / احداث الشرق وضرب الهامش بالهامش.

احداث الشرق وضرب الهامش بالهامش.

مما لا شك فيه ان أهل الشرق عانوا من التهميش التنموي والثقافي، حالهم حال المنطقتين ودارفور وقبلها الجنوب، وهو مما قاد الي تكوين حركات مطلبية، سوا كان إتحاد جبال النوبة او الحزب القومي السوداني، وبعدها الحركه الشعبية، او مؤتمر البجا  في الشرق، بعدها تحولت الي تنظيمات كفاح مسلح بعد أن يئست من مرواغة المركز وخداعه المستمر في تمييع قضاياهم العادلة والموضوعية.
إن الرابط الحضاري والوجداني بين البجا والنوبة هو رابط تاريخي ضارب في جذر التأريخ، وهم العمق الحضاري لهذا الوطن قبل ان يختطف بواسطة الايدلوجيا الاسلاموعروبية، والتي كرست الي اقصاء وابعاد الحضارات الأصيلة من المشهد كونها  تقف علي الضد من خطط هذه الايدلوجيا التي اختطفت السودان وابعدته عن جذوره الحضارية الممتدة الي سبعة الف عام.
علينا النظر بعمق الي توقيت الفتنة الدائرة الآن بين مكونين أصيليين في حضارات السودان، فهي محاولة الي دق اسافين الفرقة والشتات يين هذه المكونات التي تراكم لديها الوعي الحقوقي بمطالبها، وبدات في التوحد مع بعضها لانتزاع حقوقها المهضومة التي حرمها منها المركز، منذ الاستقلال  من خلال ميكانزمات الترميز التضليلي، او اعادة الإنتاج داخل حقل المركز، او من خلال دق اسافين الشقاق بينها حتي يتم اضعافها ومن ثم السيطرة عليها وتوجيها بما يخدم سياسات المركز.
ان احد آليات المركز  المكشوفة هو محاولة تقريب طرف دون الاخر إليه، من مكونات الهامش، فقد لعب المركز علي تصوير أن قبائل النوبة هي قبائل أفريقية فرزا علي اساس العرق واللون، وايهام وخداع البحا ان هولاء مختلفين عنهم، وان البجا جزء من الثقافة العربية والاسلامية، حتي يتم الاحتراب والاقتتال بين قوميتي البجا والنوبة، لذلك نري نوع من الاستعلاء العرقي من مكونات البجا تجاه النوبة في هذا الصراع، والمضحك ان ذات الذهن الايدلوجي الاسلاموعروبي حين ينتهي هذا الصراع ويؤتي أكله ، في التباعد الوجداني بين هذين القوميتين الكبيرتين في الخارطة الديموغرافية للسودان، ومن ثم التباعد الفكري و السياسي بينهما وتحقيق الاعيب المركز المجربة في ضرب مكونات الهامش بعضها البعض ،  يعود الي ممارسة الاستعلاء والاستحقار، علي قومية البجا، من خلال التنميط والوصوفات من شاكلة الاستخفاف بهذه القومية، كالوصف بالخاسا، واطلاق النكات التحقيرية لقومية البجا وتصويرهم كمجرد سذج وبلهاء.

علي أهلنا البحا والنوبة معرفة الحقيقة المجردة الماثلة كالشمس في رابعة النهار، و أنهم في هذا الوطن يعانون من التهميش التنموي والجهوي والثقافي والعرقي وان قضيتهم واحده ومصيرهم مشترك، وأن وحدتهم هي من تحقق لهم العيش في وطن هم فيه الأصلاء واهل الحق، وتعيد لهم حقوقهم المهضومة التي ناضلوا من أجلها لعشرات السنين، وان اقتتالهم وتباعدهم لن يفضي إلا ، إلي استمرار الوضع المختل والمعطوب في كونهم مواطنين من الدرجة الثانية في وطن هم فيه أهله واصله منذ آلاف السنين.
علي مثقفي البجا والنوبة النظر بعمق الي ألاعيب المركز في استمرار القتل والحرق بين قوميتين لو توحدا، لحكما هذه البلاد.

فاروق عثمان
25/8/2019

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.